منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-07, 13:19 رقم المشاركة : 133



Icon3 سبب نزول أوائل آل عمران




جاءت فاتحة سورة آل عمران بإثبات الوحدانية لله سبحانه، وتضمنت آياتها الأُول محاجة أهل الكتاب في عقائدهم الفاسدة. وقد ذكر المفسرون أن الآيات الأُول من هذه السورة إلى قوله سبحانه: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} (آل عمران:61)، نزلت في نصارى وفد نجران، فما هو خبر هذا الوفد الذي نزلت آيات هذه السورة بسببه؟

روى الشيخان في "صحيحيهما" خبر هذا الوفد باختصار، جاء الخبر عندهما على النحو التالي: عن حذيفة رضي الله عنه، قال: جاء العاقب، والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله إن كان نبياً فلاعناه، لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلاً أميناً، ولا تبعث معنا إلا أميناً. فقال: (لأبعثن معكم رجلاً أميناً، حق أمين)، فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (قم يا أبا عبيدة بن الجراح!) فلما قام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أمين هذه الأمة).


وروى الطبري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رهطاً من أهل نجران قَدِموا على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان فيهم السيد والعاقب، فقالوا: ما شأنك تذكر صاحبنا؟ قال: من هو؟ قالوا: عيسى، تزعم أنه عبد الله، قالوا: فهل رأيت مثل عيسى، وأنبئت به، ثم خرجوا من عنده، فجاء جبريل، فقال: قل لهم إذا أتوك: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} (آل عمران:59)، إلى آخر الآية.


وروى الحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب، والسيد، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا يا محمد! فقال: (كذبتما، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام)، قالا: فهات، قال: (حُبُّ الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير). قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه على الغد، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ بيد علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن يجيباه، وأقرَّا له، فقال: (والذي بعثني بالحق لو فعلا، لأمطر الوادي عليهما ناراً)، قال جابر: فيهم نزلت: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية، قال جابر: {وأنفسنا وأنفسكم} رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي، و{أبناءنا} الحسن، والحسين، و{نساءنا} فاطمة.

وقد جاء خبر وفد نجران عند ابن إسحاق أكثر تفصيلاً، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران: ستون راكباً، فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم، في الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم: (العاقب) أمير القوم، وذو رأيهم وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه عبد المسيح. و(السيد) صاحب رحلهم ومجتمعهم، واسمهالأيهم. و(أبو حارثة بن علقمة)، أسقفهم وحبرهم وإمامهم. وكان أبو حارثة قد شرف فيهم، ودرس كتبهم حتى حَسُنَ علمه في دينهم، فكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه، وموَّلوه، وأخدموه، وبنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات؛ لِمَا بلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم.

قال ابن إسحاق: قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلوا عليه في مسجده حين صلى العصر، عليهم ثياب الحِبَرات - أي ثياب يمانية جميلة - قال: يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم! وقد حانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوهم!) فصلوا إلى المشرق. قال: فكلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم منهم:أبو حارثة بن علقمة، والعاقبُ عبد المسيح، والأيهمُ السيد، وهم من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف من أمرهم. يقولون: هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون: هو ثالث ثلاثة، وكذلك قول النصرانية.

فهم يحتجون في قولهم: هو الله، بأن عيسى كان يحيي الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طائراً، وذلك كله بإذن الله، ليجعله آية للناس. ويحتجون في قولهم: إنه ولد الله، أنهم يقولون: لم يكن له أب يُعْلَم، وقد تكلم في المهد، شيء لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله. ويحتجون في قولهم: إنه ثالث ثلاثة، بقول الله عز وجل: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا، وقضينا، فيقولون: لو كان واحداً، ما قال إلا: فعلتُ، وأمرتُ وقضيتُ، وخلقتُ، ولكنه هو وعيسى ومريم.

قال راوي الخبر: ففي كل ذلك من قولهم قد نزل القرآن، وذكر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فيه قولهم.

فلما كلمه الحبران - العاقب والسيد - قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلما!) قالا: قد أسلمنا. قال: (إنكما لم تسلما، فأسلما!)، قالا: بلى! قد أسلمنا قبلك! قال: (كذبتما، يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله عز وجل ولداً، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير). قالا: فمن أبوه يا محمد؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فلم يجبهما، فأنزل الله في ذلك من قولهم، واختلاف أمرهم كله، صدر سورة آل عمران، إلى بضع وثمانين آية منها. فقال: {ألم *الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، فافتتح السورة بتبرئته نفسه تبارك وتعالى مما قالوا، وتوحيده إياها بالخلق والأمر، لا شريك له فيه؛ رداً عليهم ما ابتدعوا من الكفر، وجعلوا معه من الأنداد؛ واحتجاجاً عليهم بقولهم في صاحبهم؛ ليعرفهم بذلك ضلالتهم، فقال: {الله لا إله إلا هو}، أي: ليس معه شريك في أمره. انتهت رواية ابن إسحاق كما ذكرها الطبري.

وروى الطبري هذا الخبر بسند آخر، فقال: إن النصارى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخاصموه في عيسى ابن مريم، وقالوا له: من أبوه؟ وقالوا على الله الكذب والبهتان، لا إله إلا هو، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه؟)، قالوا: بلى! قال: (ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت، وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟) قالوا: بلى! قال: (ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلؤه،ويحفظه، ويرزقه؟)، قالوا: بلى! قال: (فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً؟) قالوا: لا! قال: (أفلستم تعلمون أن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟)، قالوا: بلى! قال: (فهل يعلم عيسى من ذلك شيئاً إلا ما عُلِّمَ؟)، قالوا: لا! قال: (فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء، فهل تعلمون ذلك؟)، قالوا: بلى! قال: (ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام،ولا يشرب الشراب، ولا يُحْدِث الحدث؟)، قالوا: بلى! قال: (ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غُذِيَ كما يُغْذَى الصبي، ثم كان يطعم الطعام، ويشرب الشراب، ويُحْدِث الحدث؟)، قالوا: بلى! قال: (فكيف يكون هذا كما زعمتم؟) قال الراوي: فعرفوا، ثم أبوا إلا جحوداً، فأنزل الله عز وجل: {الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (آل عمران:1-2).

وهذه الروايات ونحوها تدل على أن فاتحة سورة آل عمران وآياتها الأُول، إنما نزلت في وفد نجران، وقد قدموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لمعرفة حقيقة ما جاء به. وهي كلها تدور حول موضوع واحد، وهو محاجة النصارى في عقائدهم، وبيان ما هم عليه من فساد القول، وباطل المذهب.

وبناء على ما تقدم، فكل من قال بقول النصارى، واعتقد مذهبهم، فهو محجوج بما نزل في آيات آل عمران ونحوها من الآيات الدالة على وحدانية الله سبحانه، وأن عيسى عليه السلام رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ومن قال بغير ما قال به القرآن، فقد افترى إثماً عظيماً، وقوله مردود عليه، لا يؤبه به، ولا يُلتفت إليه.




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-07, 18:47 رقم المشاركة : 134

Icon3 من محاسن الأخلاق الصدق مع الله




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, وبعد:فإن هذا الدين الحنيف يحث على مكارم الأخلاق من عفة ومروءة وحسن خلق وصلة رحم ... وغيرها من الأخلاق التي عظم الشرع أجر من تحلى بها، ومن جملة هذه الأخلاق الكريمة خلق الصدق الذي أمر الله بالتحلي به فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق...". الحديث.وللصدق معانٍ كثيرة ولكن حديثنا هنا عن الصدق مع الله تعالى، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: [ليس شيء أنفع للعبد من صدق ربه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله قال تعالى: { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم}

فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل .... ومن صدق الله في جميع أموره صنع له فوق ما يصنع لغيره

وقد امتدح الله تعالى بعض عباده ووصفهم بالصدق، فقال عن عبده وخليله إبراهيم عليه السلام:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً) (مريم:41)

كما امتدح نبيه إسماعيل فقال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً) (مريم:54).

كما امتدح نفرا من المؤمنين فقال:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.

والصادقون مع الله تعالى لهم كل خير في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُم * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم}.

وإذا أردت دليلا عمليا على عظم قدر الصدق مع الله تعالى فانظر إلى قصة كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه عند تخلفه عن تبوك، فقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟" فقال: يا رسول الله إني والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أُعطيت جدلا- أي فصاحة وقوة في الإقناع – ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك عليّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليّ فيه-تغضب عليّ بسببه- إني لأرجو فيه عفو الله، والله ما كان لي عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر في حين تخلفت عنك. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " أما هذا فقد صدق". فأنزل الله توبته وإن كانت بعد مدة، يقول الله:

{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيم * وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم}. ثم عقب بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}.

الصدق مع الله تعالى نجاة من الشدائد ففي حديث الثلاثة الذين أُغلق عليهم الغار أنه قال بعضهم لبعض:إنه و الله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه صدق فيه...فتوسل أحدهم بعفته، وآخر بأمانته، وآخر ببره بوالديه ففرج الله عنهم.

وأعجب من ذلك قصة الخليل عليه السلام حين صدق الله في تنفيذ الرؤيا بذبح ولده، فإنه لما صدق مع الله وشرع في تنفيذ الأمر كان الفرج وكانت العطايا والخيرات العظام من الله تعالى (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ.قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ.وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).(الصافات:104- 107).

وهذا الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين صدق مع الله تعالى في فتنة المعتزلة بالقول بخلق القرآن وثبت على عقيدة أهل السنة أن القرآن كلام الله تعالى،وابتلي في الله فصبر وثبت وصدق فنجاه الله وكتب له الذكر الجميل وصار يعرف بإمام أهل السنة، برغم أنه ليس إمامهم الأوحد ولا الأسبق فقد سبقه على الدرب كثيرون لكنه الصدق مع الله تعالى.

فيا أيها الحبيب ترى هل لك من عمل صدقت مع الله فيه تطمع أن ينجيك الله به من الشدائد إذا نزلت بك؟

وانظر إلى هذا الرجل الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا وهاجر معه فلما كانت غزوةٌ غنم فيها النبي غنائم فقسمها وجعل له نصيبا، فقال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أُرمى بسهم هاهنا- وأشار إلى حلقه-فأموت فأدخل الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم: " إن تصدق الله يصدقك". فلبثوا قليلا ثم نهضوا إلى قتال العدو، فأصابه سهم حيث أشار فحملوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" أهو هو " قالوا: نعم. فقال:" صدق الله فصدقه".

فكفنه في جبته التي عليه ثم قدمه فصلى عليه فكان من دعائه: " اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا، أنا شهيد على ذلك".أنس بن النضر رضي الله عنه ووفاؤه في أحدأما أنس بن النضر فقد خرج لطلب الرعي ولما رجع علم بما كان من غزوة بدر والقتال الذي دار بين المسلمين والمشركين، فحزن حزنا شديدا وعاهد الله تعالى لئن أحياه حتى يلقى رسول الله المشركين ليرين الله ما يصنع، وجاء وقت الوفاء في غزوة أحد حين رأى أنس تخاذل بعض المسلمين وقعودهم حين أشيع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فقال: إ ن كان رسول الله قد مات فقوموا فموتوا على ما مات عليه نبيكم، ثم شهر سيفه وقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني المسلمين ـ ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني المشركين وانطلق بين صفوف المشركين فرآه سعد فقال أين يا أنس، فقال أنس: واها لريح الجنة إني لأجده دون أحد، فقاتل القوم قتالا شديدا حتى وقع قتيلا، وبعد المعركة تفقد المسلمون قتلاهم وإذا هم أمام جثمان رجل به أكثر من ثمانين جرحا ولا يعرفه أحد من كثرة الجراحات حتى عرفته أخته ببنانه، وكانوا يرون أن فيه وفي أمثاله نزل قول الله تعالى: :{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.أما عن جزائهم يوم القيامة فقد قال الله عز وجل:{... هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.احذر الكذب مع الله وإذا كان الصدق مع الله تعالى بهذه المنزلة، فقد حذر الله عباده من ضد ذلك وبين سوء العاقبة لمن وقع فيه حيث قال:{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِين * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُون* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُون}.فاصدق مع الله تعالى تر كل خير واستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم:

" من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".

نسأل الله أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين.






  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-08, 11:48 رقم المشاركة : 135

Icon3 حكم السحر والساحر





جاء الإسلام ليحفظ للناس دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم، وجعل هذه الضرورات الخمس قواعد الخلق في رعاية مصالحهم ودفع مضارهم، فحرّم كل اعتداء عليها، فحرم الكفر والردة لإخلالها بأصل الدين، وحرم قتل النفس بغير حق، وحرّم الاعتداء على الأموال والأعراض والأنساب، وحرّم الاعتداء على العقول بكافة أنواع المسكرات الحسية والمعنوية .

والسحر لم يأت على قاعدة من هذه القواعد إلا وأفسدها، فالسحر والكفر قلما يفترقان، والسحر سبيل لتبذير المال وتضييعه، وهو مفسد للذرية بتفريق رباط الأسرة، وهو مدخل للزنا والاعتداء على الأعراض؛ وهو كذلك سبيل لاغتيال العقول وطمسها، فلا غرو حينئذ أن يقف الإسلام من السحر وأهله موقفا صارماً فقد حرم تعلمه وتعليمه، وأوجب كف الساحر عن سحره، وإقامة الحد عليه تطهيرا للمجتمع من شره ودجله، وحرم على الناس الذهاب إلى السحرة والاستعانة بهم .

وبين يديك - أخي القارئ – جملة من أحكام الشريعة الإسلامية، التي تبين لك كيف وقف الإسلام من السحر وأهله، وكيف تعامل مع أعمالهم وإفسادهم .

حكم تعلم السحر وتعليمه :

اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، قال ابن قدامة - رحمه الله - في "المغني" "...فإن تعلُم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم" وقال الإمامالنووي رحمه الله في "شرح مسلم": " وأما تعلمه – أي السحر - وتعليمه فحرام ".

ورغم اتفاقهم على حرمة تعلم السحر وتعليمه وممارسته إلا أنهم اختلفوا في تكفير فاعله، فذهب جمهور العلماء ومنهم مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم إلى تكفيره .

وذهب الشافعي إلى التفصيل، فإن كان في عمل الساحر ما يوجب الكفر، كفر بذلك، وإلا لم يكفر.

واستدل الجمهور القائلون بكفر الساحر بقوله تعالى: { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } قال الحافظ في "الفتح": " فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: { إنما نحن فتنة فلا تكفر } فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا وهذا كله واضح ".

واستدل الشافعية بما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) متفق عليه . قالوا: دل الحديث على أن السحر ليس من الشرك بإطلاق، ولكن منه ما هو معصية موبقة كقتل النفس وشبهها .

واستدلوا أيضاً بما روي عن عائشة رضي الله عنها أن مدبَّرة لها سحرتها استعجالاً لعتقها فباعتها عائشة ولم تقتلها " رواه الشافعي والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم على شرط الشيخين . قال ابن قدامة تعليقا على أثر عائشة : " لو كفرت لصارت مرتدة يجب قتلها ولم يجز استرقاقها " .

قال الشيخ الشنقيطي : " التحقيق في هذه المسألة – يعني تكفير الساحر - هو التفصيل . فإن كان السحر مما يعظم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع، ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت المذكور في سورة " البقرة " فانه كفر بلا نزاع .. وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من دهانات وغيرها فهو حرام حرمة شديدة ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر. هذا هو التحقيق إن شاء الله تعالى في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء ."

عقوبة الساحر

اختلف أهل العلم في عقوبة الساحر فذهب الحنفية إلى أن الساحر يقتل في حالين: الأول: أن يكون سحره كفرا, والثاني: إذا عرفت مزاولته للسحر بما فيه إضرار وإفساد ولو بغير كفر . وذهب المالكية إلى قتل الساحر, لكن قالوا: إنما يقتل إذا حكم بكفره , وثبت عليه بالبينة لدى الإمام , وعند الشافعية: إن كان سحر الساحر ليس من قبيل ما يكفر به, فهو فسق لا يقتل به، إلا إذا قتل أحداً بسحره عمداً فإنه يقتل به قصاصاً .

وذهب الحنابلة إلى أن الساحر يقتل حداً ولو لم يقتل بسحره أحدا, لكن لا يقتل إلا بشرطين: الأول: أن يكون سحره مما يحكم بكونه كفرا مثل فعل لبيد بن الأعصم , أو يعتقد إباحة السحر . الثاني: أن يكون مسلماً, فإن كان ذميا لم يقتل ; لأنه أقرَّ على شركه وهو أعظم من - السحر , ولأن ( لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقتله ) .

واستدل من رأى قتل الساحر بأنه مرتد، والمرتد كافر وحكمه القتل، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) رواه البخاري .

وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه كتب كتاباً قبل موته بسنة " أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " قال الراوي: فقتلنا ثلاث سواحر في يوم . رواه أحمد وأبو داود .

كما روي قتل السحرة عن عدد من الصحابة منهم عثمان وابن عمر وأبي موسى وقيس بن سعد ، ومن التابعين سبعة منهم عمر بن عبد العزيز .

قال الشيخ الشنقيطي : " والأظهر عندي أن الساحر الذي لم يبلغ به سحره الكفر ولم يقتل به إنسانا أنه لا يقتل . لدلالة النصوص القطعية ، والإجماع على عصمة دماء المسلمين عامة إلا بدليل واضح . وقتل الساحر الذي لم يكفر بسحره لم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتجرؤ على دم مسلم من غير دليل صحيح من كتاب أو سنة مرفوعة غير ظاهر عندي. والعلم عند الله تعالى، مع أن القول بقتله مطلقا قوي جدا لفعل الصحابة له من غير نكير " .

فك السحر بالسحر ( النشرة )

اتفق الفقهاء على أن حل السحر بالرقى والأوراد الشرعية جائز ومشروع، أما حل السحر بسحر مثله فمحرم؛ لأنه لا يخرج عن كونه سحراً محرماً كغيره من أنواع السحر، قال ابن القيم : حل السحر بسحر مثله من عمل الشيطان, فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل العمل عن المسحور، ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن النشرة ؟ فقال : ( هي من عمل الشيطان ) ذكره أحمد وأبو داود .

هذه بعض أحكام السحر تعلماً وتعليماً وممارسةً وهي أحكام صارمة، القصد منها التنفير عن هذا الفعل الشنيع واجتنابه، وحماية الناس من شره ومفاسده، فكم جلب السحر على الناس من شرور، وأوقع بينهم من عداوات، وأورث بينهم من أحقاد، وكم هدم من أسر، وأدخل من ضرر على العباد، ولا يمارسه إلا من باع دينه وذهب خلقه: { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون } فينبغي للعاقل أن يجتبه أشد الاجتناب فلا يتعلمه مشافهة ولا قراءة من كتاب، ولا يأت ساحراً ولا يسأله فما وراءهم إلا الدمار والهلاك .






آخر تعديل Musulman 2011-10-08 في 11:50.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-08, 14:21 رقم المشاركة : 136

Icon3 التنجيم .. استخفاف بالعقل وتنكب عن الشرع





دأب البشر منذ القدم على الولع بمعرفة الحوادث المستقبلة عن الكون والإنسان ، وسلكوا في سبيل نيل هذه المعرفة طرقا شتى كالاستعانة بالجن ، وممارسة نوع من الرياضات الذهنية والبدنية ، وملاحظة حركة الطير ، وحركة الأفلاك في السماء اقتراناً وافتراقاً ، والربط بينها وبين أحوال الإنسان ، واستعملوا حساب الجمل ، وضرب الخط ، كل ذلك لنيل المعرفة بالغيب ، خوفا من نوائب الدهر ، ومصائب الحياة ، لكن لم يكن في كل ما فعلوه من غنية أو سبيل لمعرفة ما ستره الله عن البشر من غيبه سبحانه ، قال تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } (الجـن:27) ، فقطع الله عز وجل كل طريق سوى الوحي لمعرفة غيبه سبحانه.

ونحاول في هذا الموضوع تسليط الضوء على إحدى هذه الطرق التي سلكها البشر لمعرفة الغيب والإطلاع على حوادث الدهر ، وهي ما يسمى بالتنجيم ، تلك الطريقة التي يدعي أصحابها أنهم يعلمون الحوادث الأرضية ويستدلون عليها بحركة النجوم والكواكب ، واختلاف المواليد والمطالع .

وقد بين الشرع بطلان هذه الطريقة وأنها لا تؤدي إلى ما يرمونه من معرفة الغيب ، فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ، قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة ، فلما انصرف ، أقبل على الناس ، فقال : ٍ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب ) متفق عليه .

قال العلماء : من قال ذلك مريداً أن النوء هو المحدث والموجد فهو كافر ، وإن قال ذلك مريداً أنه سبب لنزول المطر ، وأن منزله هو الله وحده كان كفره كفراً أصغر غير مخرج من الملة لكونه أثبت سبباً لم تثبت فاعليته شرعاً ولا قدراً .

وقد ضرب العلماء للمنجمين مثلاً يدل على إبطال دعواهم ، فقالوا : ما يقول المنجم في سفينة ركب فيها ألف إنسان على اختلاف أحوالهم، وتباين رتبهم، فيهم الملك والسوقة ، والعالم والجاهل، والغني والفقير، والكبير والصغير، مع اختلاف طوالعهم، وتباين مواليدهم، ودرجات نجومهم، فعمهم حكم الغرق في ساعة واحد؟ فإن قال المنجم قبحه الله : إنما أغرقهم الطالع الذي ركبوا فيه، فيكون مقتضى هذا أن ذلك الطالع أبطل أحكام الطوالع كلها على اختلافها ، فلا فائدة أبداً في عمل المواليد، ولا دلالة فيها على شقي ولا سعيد، وإن قال ليس لطالع من طوالعهم أثر في إغراقهم فقد أبطل ما ادعاه من علم النجوم .

وقال مسافر بن عوف لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين! لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار. فقال له علي رضي الله عنه: ولم ؟ قال: إنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك بلاء وضر شديد، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت ما طلبت. فقال علي رضي الله عنه : ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم، ولا لنا من بعده ، .. فمن صدقك في هذا القول لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ من دون الله نداً أو ضداً، اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك. ثم قال للمتكلم: نكذبك ونخالفك ونسير في الساعة التي تنهانا عنها. ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر، وإنما المنجم كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيتُ وبقيتَ، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان. ثم سافر في الساعة التي نهاه عنها، ولقي القوم فقتلهم وهي وقعة النهروان الثابتة في صحيح لمسلم .
لقد كان موقف الشرع واضحا بينا من هؤلاء المنجمين الذين يضحكون على عقول البشر بإخبارهم بأمور يدعون أنها ستحصل لهم في مستقبل حياتهم ، ومن مكر المنجمين وحيلهم أن أخبارهم ليست لها طابع الدقة والتحديد ، وإنما يخبرون بأمور عامة ، كأن يقولوا لمن يسألهم أنت ستكون ناجحا في حياتك ، وسوف تحقق إنجازات هامة في مستقبلك ، ويبقى على سائلهم المسكين أن يتأمل حوادث النجاح في حياته ، حتى إذا نجح في دراسته ، أو تزوج ، أو صنع جهازا، قال بذا أخبرني المنجمون وصدقوا ، فانظر إلى دجل هؤلاء المنجمين ، وانظر إلى سخافة عقول من يسألهم ، نسأل الله السلامة والعافية .

والقرآن الكريم على كثرة ما ذكر عن النجوم وأحوالها ، لم يعلمنا أن من فوائد النجوم وحركة الكواكب الاستدلال بها على الحوادث الأرضية ، بل ذكر سبحانه بعضا من فوائد النجوم المتعلقة بالإنسان في عبادته لربه ، وما يتصل بحياته ، فأرشد سبحانه العباد إلى الاهتداء بالنجوم لمعرفة الاتجاهات ، قال تعالى : { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } (النحل:16) ، وبين أن في حركة الشمس والقمر إعلام بالسنين والأيام ، قال تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون } (يونس:5) ، وبين أيضاً أنه جعل النجوم في السماء زينة تتزين بها ، وجعلها أيضا رجوما ترجم بها الشياطين من مسترقي السمع ، قال تعالى :{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير} (الملك:5) ، وأمر سبحانه العباد أن يتفكروا في هذا الكون العظيم بسمائه وأرضه بنجومه وكواكبه ليكتشفوا عظمة هذا الخلق ، وعظمة خالقهم سبحانه ، قال تعالى: { أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون } ( الأعراف:185) .

هذه هي فوائد النجوم بالنسبة للإنسان ، وهذه هي حال المنجمين في الكذب والدجل ، ومن العجيب أن التنجيم قد انتشر في عصرنا هذا ، وخصصت له الصحف والمجلات والقنوات أوقاتا ومساحات ، وبذل الناس في سبيل معرفة قول منجم في مستقبلهم الأموال والأوقات ، فيا لها من عقول تدعي المعرفة ، ونبذ الخرافة وهي غارقة في أوحالها ، وهذا يدل على أن الدين هو الضمان الأساسي من الخرافة والضلال ، وأن الرجل مهما بلغت مناصبه ودراساته الدنيوية فلن يكون بمنأى عن تأثير الخرافة عليه وعلى أفكاره ، بل والتحكم في سلوكه وتصرفاته ، وليس عجيبا بعد هذا أن نسمع أن رئيسا من الرؤساء أو قائداً من القادة ، قد اتخذ منجماً أو كاهنا ، يتخذ قراراته ، ويبني سياساته ، بناء على ما يخبره به المنجم والكاهن ، فتحكم المنجمون والكهنة في زمننا بمصائر الأمم والشعوب ، وقضايا السلم والحرب ، فأي حضارة هذه التي نراها ، نسأل الله السلامة والعافية .






  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-08, 14:57 رقم المشاركة : 137

افتراضي


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد ".

رواه أبو داود عن ابن عباس.


اللهم إنٌا نعوذ بك من السحر و الشرك فإنٌه لا يعلم الغيب إلاٌ أنت سبحانك لا شريك لك.

----------------------

الله يبارك فيك يا أخي باسم على حسن انتقائك للمواضيع

أسأل الله أن يوفٌقك و يوفٌقنا جميعا






  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-08, 19:03 رقم المشاركة : 138

Icon3 رعاية كبار السن










لقد كرم الله تعالى بني آدم وعظم الشرع حرمة النفس واعتنى بها، وخص بالرعاية والعناية كبار السن فحث على احترامهم وتوقيرهم ورعايتهم والبر بهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا". وفي رواية: "ويوقر كبيرنا".وتقوم رعاية كبار السن في الإسلام على أسس عدة ، وأبرز هذه الأسس ما يلي:1-الإنسان مخلوق مكرم ومكانته مح**** في الإسلام: يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء:70).لقد أسجد الله له ملائكته حين خلقه، قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِين * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُون}[ص:71-73]، وهو سجود إكرام وإعظام واحترام، كما ذكر المفسرون، فالمسن له منزلته ومكانته في الإسلام بشكل عام، أخذا من عموم الآيات، إلا أنه مع ذلك له منزلة خاصة كما سنرى.2-المجتمع المسلم مجتمع متراحم متماسك متواد:قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }[الفتح:29]، وقال تعالى واصفا المؤمنين: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَة}[البلد:17]، ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأنهم كالجسد الواحد، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".3-جزاء الإحسان في الإسلام الإحسان:قال الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَان}[الرحمن:60]، أي: هل جزاء من أحسن في عبادة الخالق، ونفع عبيده، إلا أن يحسن خالقه إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير والعيش السليم.والأمور في هذه الدنيا تجري وفق سن الله تعالى في كونه والتي منها أن الجزاء من جنس العمل{جَزَاءً وِفَاقاً} (النبأ:26).فإذا أحسن الشباب للشيوخ كان ذلك سببا لأن يقيّض الله لهؤلاء من يكرمهم عند كبرهم.

- كبير السن المؤمن له مكانته عند الله، ولا يُزاد في عمره إلا كان له خيرا:

تضافرت الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يزاد في عمره إلا يكون خيرا له، فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال: " لا يتمنَّ أحدكم الموت ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا".

- توقير الكبير والتشبه به سمة من سمات المجتمع المسلم:

يتصف المجتمع بصفات كريمة، منها: توقير الكبير في السن، وقد تواتر حثُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إكرام الكبير، وتوقيره، ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم...." الحديث.وبعد فهذه أبرز الأسس التي تنطلق منها جميع أوجه الرعاية المقدَّمَة لكبار السن في الإسلام، فهذه الرعاية ترتكز على أسس متينة، وليست وليدة لحظة عابرة من العاطفة أو الرحمة.رعاية الوالدين باعتبارها مظهرا من مظاهر رعاية كبار السن :لقد أوصى الله بالوالدين خيرا، وأمر ببرِّهما وجعل الإحسان إليهما قرين عبادته، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الإسراء:23]، كما جعل شكره قرينا لشكر الوالدين، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير}[لقمان:14]، وفي جعل الشكر لهما مقترنا بالشكر لله دلالة على أن حقهما من أعظم الحقوق على الولد، وأكبرها وأشدها، وعكس ذلك فقد جعل الشرك قرين العقوق لهما، ففي الحديث أن الكبائر ذُكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين...".ولقد نهى الله عز وجل عن نهرهما بأدنى الكلمات، وهي: أف، وقال بعض العلماء: " لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من أف لحرمه". ولقد أتى بر الوالدين في المرتبة الثانية بعد الصلاة، في محبة الله، لما رواه بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قال ثم أي ؟ قال: "بر الوالدين". قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله".بل جعل للوالد حرية التصرف في مال الابن أخذا من الحديث: أن رجلا قال: يا رسول الله: إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت ومالك لأبيك".ولا يقتصر بر الوالدين على الوالد المسلم أو الأم المسلمة، بل الابن مطالب ببرهما حتى وإن كانا كافرين، وليس هذا فحسب، بل وإن جاهداه ليشرك بالله فعليه واجب برهما من غير طاعة لهما في الشرك. روى الإمام مسلم في صحيحه عن مصعب ابن سعد، عن أبيه: سعد بن أبي وقاص: أنه نزل فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: فمكثت ثلاثا حتى غشى عليها من الجهد، فقام بن لها يقال له عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل الله هذه الآية:{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي}[العنكبوت:8]، وفيها: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان:15]، ...الحديث.وعلى كل حال فمما سبق من الآثار والأحاديث في بر الوالدين يتضح لنا أمرا جليا آخر مصاحب للبر وهو أن كل هذه الرعاية التي تقدم للوالدين يمكننا أن نعدها مظهرا من مظاهر رعاية المسنين في المجتمع المسلم، إذ الغالب الأعم أن الوالدين كبيران في السن، فإلى جانب البر الذي أمر الله به للوالدين نجد هناك رعاية للمسن في المجتمع، وهذا النوع من أظهر أنواع رعاية المسنين في المجتمع المسلم لوجوده في غالب أسره.في المجتمع المسلم ، والتي تساعد أفراد المجتمع على القيام بدمج المسن في المجتمع ، كما يؤدي ذلك إلى القضاء على العزلة التي قد يمر بها كبير السن أو يشعر بها ، وبهذا التوجيه الكريم استطاع الإسلام أن يخفف من آثار التغيرات الاجتماعية التي يمر بها المسنُّ، وليس هذا فحسب بل والتغيرات النفسية ، لأن بينهما علاقة تأثيرية متبادلة كما ذُكر .فحين يزور أفراد المجتمع أصدقاء آبائهم فهم بذلك يبرُّوا آباءهم، وذلك يعني أن الجيل المتوسط في المجتمع قد ارتبط تلقائياً بجيل كبار السن، وأصبح المُسِنون جزءً لا يتجزأ من المجتمع.رعاية كبار السن في المجتمع المسلملكبير السنّ مكانته المتميزة في المجتمع المسلم ، فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام ، يحدوه في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا"، ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات العملية في حياة المجتمع المسلم ، وجميع هذه الممارسات لها أصل شرعي ، بل فيها حث وتوجيه نبوي فضلاً عن ممارساته صلى الله عليه وسلم مع المسنِّين وتوجيه أصحابه نحو العناية بالمسنِّين ، وتوقيرهم واحترامهم وتقديمهم في أمور كثيرة ، ففي إلقاء السلام أمر صلى الله عليه وسلم أن "يسلم الصغير على الكبير"، وأن يبدأ الصغير بالتحية ويلقيها على الكبير احتراماً وتقديراً له .ولقد أمر صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بتقديم الشرب للأكابر ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال: "أبدؤا بالكبراء أو قال : بالأكابر"، ولقد مارس ذلك صلى الله عليه وسلم عملياً، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان يستن وعنده رجلان فأوحى إليه: أن اعط السواك الأكبر".ولقد تطبّع أفراد المجتمع المسلم بذلك الخلق وتوارثوا توقير الكبير واحترامه وتقديره انقيادا لتعاليم دينهم، واتباعاً لسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم، فكان الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - من أشد الناس توقيراً لإخوانه، ولمن هو أسن منه ، فيروى عند المروزي أنه جاءه أبو همام راكباً على حماره ، فأخذ له الإمام أحمد بالركاب . وقال المروزي : رأيته فعل هذا بمن هو أسن منه من الشيوخ.إذاً فكبير السن في المجتمع المسلم يعيش في كنف أفراده ، ويجد له معاملة خاصة تتميز عن الآخرين ، ولم تقتصر هذه الرعاية على المسن المسلم ، بل امتدت يد الرعاية لتشمل غير المسلم طالما أنه يعيش بين ظهراني المسلمين. فها هي كتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة موقف عمر - رضي الله عنه- مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير ، فيذكر أبو يوسف يف كتابه " الخراج "، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ، شيخ كبير ضرير البصر ، فضرب عضده من خلفه فقال : من أيّ أهل الكتب أنت ؟ قال : يهودي. قال : فما ألجأك إلى ما أرى ؟ قال : أسأل الجزية والحاجة والسن . قال: فأخذ عمر - رضي الله عنه - بيده فذهب به إلى منزله، فرضخ له - أي أعطاه- من المنزل بشيء ثمَّ أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه ، فوالله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثمَّ نخذله عند الهرم: (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب ، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه )).وإضافة لتلك الرعاية الخاصة يمكننا: أن نلمس صوراً من الرعاية العامة لكبار السن ، وذلك حينما تعجز الأسر عن تقديم الرعاية اللازمة للمسن ، أو حينما لا يكون هناك ثمة راعٍ أو معين لذلك المسن ، فلقد برز في المجتمع المسلم ما يسمى ( بالأربطة ) وهي أماكن تُهيَّأ وتُعد لسكنى المحتاجين، وأصبح بعضها ملاجئ مستديمة لكبار السن، فالأصل هو رعاية المسن في أسرته فهو قربة لله عز وجل ثمَّ الفرع وهو ظهور هذه المؤسسات الاجتماعية مثل: الأربطة، والأوقاف، والدور الاجتماعية، وهي في نبعها جهود شعبية من أفراد المجتمع المسلم، ثمَّ دخلت الدولة في تنظيمها والإشراف عليها.

رعاية كبار السن في الحروب من قبل الجيوش المسلمة

لم يعرف العالم الحديث آداب الحرب إلا في القرن الماضي، في حين جاء بها الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، ولم تظهر معاهدة رسمية حول آداب الحرب إلا في عام 1856م ، والتي تسمى ( تصريح باريس البحري )، ثمَّ توالت الاتفاقات وأبرزها اتفاقات جنيف التي دوّنت عام 1949م والخاصة بمعاملة جرحى وأسرى الحرب، وحماية الأشخاص المدنيين، وهذه المعاهدة فإنها لا تطبق إلا في حالة قيام الحرب بين دولتين موقعتين على المعاهدة، أما في الإسلام فكانت هذه الآداب الحربية تطبق ابتداءً، حتى ولو لم يكن هناك أية اتفاقات أو معاهدات ، فها هي سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم تنطلق يمنة ويسرة ناشرة الخير والنور ، ولقد اشتملت وصاياه صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده إلى الجيوش على عدد من التوجيهات والوصايا وشملت جوانب عدة منها: العناية بالشيوخ وكبار السن والاهتمام بهم.

روى الطبراني عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشاً أو سرية دعا صاحبهم ، فأمره بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً ، ثمَّ قال :"اغزوا بسم الله ، وفي سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا وتغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليداً ولا شيخاً كبيراً".

ويتضح من نص الحديث أن ذلك كان ديدنه صلى الله عليه وسلم في كل غزوة ، ولم تكن محض صدفة أو مقولة


يتيمة خرجت من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالراوي يقول : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشاً أو سرية) فاللفظ يدل على تكرار الفعل منه صلى الله عليه وسلم.

ولقد اقتدى الخلفاء الراشدون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم التعرض للمسنين في الحرب فهذا الصديق رضي الله عنه يوصي أسامة بن زيد - رضي الله عنه - حيث بعثه إلى الشام إنفاذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته بوصايا نفيسة وكان مما جاء فيها :"يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر ، فاحفظوها عني : لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ..."مستلهما في ذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما كان يبعث الفاتحين: روى أبو داود عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين".







آخر تعديل Musulman 2011-10-08 في 19:16.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-08, 22:16 رقم المشاركة : 139

افتراضي رسالة : الى قلبك يا عبد الله


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على حبيبي ونور قلبي محمد عبد الله ورسوله, وسلم وبارك على ال بيته الطاهرين وصحابته الصادقين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين , اللهم اجعلنا على ثبات خطاهم يا ارحم الراحمين يارب العالمين .
صلي على حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله إن العين لتدمع والقلب ليتقطع والروح لتفزع وها نحنُ نرى معشر المسلمين نفوساً لا تشبع وآذاناً صمّاء لا تسمع ونزاعات بين المُسلمين لا تنفع وخلافات على الدُنيا نُذل بها ولا نُرفع وبدلاً من الرضا والعمل فإن البعض بل جُلنا يزداد قُبحاً ولا يخشع نسأل الله أن يستخدمنا حتى نكون أنفع.

ان الله سبحانه وتعالى خلق الانس والجن لمهمة واحدة هي الاصل في حياة المسلم وهي عبادته جل جلاله بصدق وقلب نقي وروح طاهرة .لو تكلمنا عن كرم الله سبحانه وتعالى في حق عباده, فهل يمكننا تحديد هذا الكرم في صفحات او حتى اوراق عملاقة , غير ممكن , مثال بسيط هل تستطيع ان ترد بالمثل على كل الخيرات والحنان والطيبة التي اكرمتك بها امك وهي بشر مثلك , مستحيل . فكيف يمكننا ان نعد كرم الله سبحانه وتعالى في حق عباده , كم من مرت انجاك الله من حادث مروع كم من مرت طلبت الله فاستجاب لك , تذكر معي فقط وحاول ان تعد نقطة او تجربة كان الله سبحانه وتعالى هو سبيل فلاحك , علما ان الله سبحانه وتعالى موجود في كل خطوة تقوم بها وتكون صائبة طيبة مباركة .
هل تذكرت كم من مرة اكرمك الله يا عبد الله .
تذكر معي كم من مرة سترك العزيز القدير ولم يفضحك امام الملئ, فكر يا عبد الله فكر ,كم من مرة كنت تتبع شهواتك امام مواقع اباحية وسترك واعطاك فرصة, علما انه قادر ان يأخد روحك وتكون خاتمتك في دلك الموقع وبتلك الصورة والانسان يبعث على ما مات عليه , لكنه سبحانه الغفور الرحيم
امهلك واعطاك فرصة اخرى واعدت الكرة وجعلته اهون الناظرين اليك وسترك مرة اخرى ولا زال يتستر عليك , فالى متى يا عبد الله .
صلي على حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم

حاورني يا عبد الله واجبني , ماهو شعورك وانت تعصي الله سبحانه وتعالى , هل تشعر بالسعادة بالطمئنينة والسلام , هل تشعر بفرح وبهجة
ام ملذة اخرى نحن لا نعرفها ..
اتعرف يا ابن ادم ان الله سبحانه وتعالى هو موزع الارزاق وشارح الصدور ومدهب الهموم ورافع الدرجات في الدنيا والاخرة , هو الذي يرضى على عباده , هو الملك الذي لا يعلوه ملك ولا ملك , سبحانه له صورة تليق بجلاله ,ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر..فان كان قلبك متشبث بهذا الملك فانك ستنال من رزقه وكرمه ورضاه عن سخطه وتكون من احب الخلق الى الله سبحانه وتعالى ويجعل لك القبول في الارض وتحبك ملائكة السموات والارض .
بمعاصيك ايها الحبيب الطيب انت تقوم بقطع صلتك مع رب العزة مع من طهر قلبك ونصرك وجعلك من امة الاسلام وهي خير امة اخرجت لناس
واكرمك بان تكون من امة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ,لم تولد نصرانيا ولا ملحدا او يهوديا ,بل ولدة في قلب الاسلام وهذا دليل
على نعمة الله سبحانه وتعالى في حقك , فكيف تعصيه يا عبد الله وهو مثبتك وحاميك ...,اخي الحبيب اختي الطيبة ان الله سبحانه وتعالى يسمينا بأجمل الاسماء رحمة منه ;,ومن هذه الاسماء الطيبة المباركة منه جل جلاله , قل يا عبادي , يايها المؤمنون ...., اليست باسماء جميلة من العزيز القدير والله بلى ..فكيف نترك كل دلك ونتبع الشيطان والنفس والهوى.
صلي على حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم

اخي الحبيب اختي الكريمة , الى متى سنعصي الله وهو يعطينا فرصا اخرى ماهي الفرص الاحق لنعود اليه عز وجل هل عندما يتم انزالنا الى
مكوث الظلام في قبرنا , هل سنتوب عندما نعرض عليه ويعرض عليك اعمالك ومعاصيك في حقه جل جلاله , هل تتوقع انك لن تموت ورب الكعبة
ستنزل الى التراب وستسال عن عمرك فيما افنيته ,فبماذا ستجيب يا عبد الله هل كنت في المراقص الليلية ام في زفاف فلان الصاخب الذي كان بجانب المسجد وازعجنا المصلين في صلاة الفجر , ام تقول له كنت في الشواطئ نظرا للحرارة المفرطة , اقسم بربي انك ستفقد القول وكيف لا والرضيع سيشيب, كيف ستجيب يا عبد وبماذا ستجيب .
يا اختي يا ايتها الطيبة المباركة يا امة الله , اسم طيب اكرمك به الله سبحانه وتعالى امة الله ,شرف والله , متى تضعين الحجاب الحق , الم تقتنعي بعد , فكيف دلك , الم يكرمك بصورة جميلة طيبة منه ونفخ فيها حتى وصلتي الى ارض الوجود لتكوني من امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وهو العزيز القدير امرك بالحجاب ليجعل منك جوهرة لا يعرف سحرها الا زوجك الطيب المبارك , لا يريد من قيمتك ان تسقط ارضا ولا يريد ان ينظر الغافلون على جسدك الطيب المبارك , انه صاحب الخير والمنة ويريد من اختي الكريمة انت تستر نفسها نصرة لله سبحانه وتعالى وحفاظا على جسدها الطيب , فماذا يمنعك من تجديد البيعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ماذا يمنعك من ان تقولي لله جل جلاله سمعا وطاعة يارب العزة ,لو قال ملك لجميع بنات بلده اي مراة تخرج من دون حجاب لها السجن المؤبد فكلهم سيخرجون بالنقاب لا الحجاب, فلماذا نخشى البعاد وننسى
رب العباد...لا يغرنك الشيطان انه عدو ماكر للانسان يوسوس له وبعدما يسقط يقول له اني اخاف الله رب العالمين , فلماذا تتبع القلوب مخلوقا خائنا
مطرودا من رحمة الله ولا نتبع العزيز القدير الرؤوف الودود ..
وانت ايها الطيب الكريم الم تشبع بعد من الزنى والفواحش الم تكتفي بعد من متابعة النساء واغتصابهم بنظراتك وايديك, وزوجتك في البيت حلالك وشرفك , فكيف تترك الكنز في البيت وتدهب الى الضلال ,كيف تترك ما اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن وتدهب انت الى الخمور
فهل تريد ان تقول انك تتحدى الله سبحانه وتعالى وتحلل ما حرم الله .,تراجع اخي العزيز وباب التوبة لا يزال مفتوحا ,والله ستجد رحمة العزيز القدير
في استقبالك وستعرف بتوبتك ملائكة السموات والارض وسيسمع اسمك في السموات والارض هذا عبدي عاد الي , اليس شرفا ان يبتسم الله سبحانه وتعالى بعودتك الى طريق الصواب , لماذا لا توقف الشيطان عند حده وتقطع وعدا مع العزيز القدير وتمنع على نفسك الشهوات وتفتح باب
الرحمة والبركات , وستنال من الخير ما لا يعد ولا يحصى , كنت غافلا مثلك ومثل الاخرين ولكن اكرمني الله بثوبة طيبة من العزيز القدير , واريدك ان
تتذوق هذه اللذة التي لا يشبع منها القلب ولا الروح ,ودلك فضل من الله عز وجل
صلي على حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم

اخي اختي والله احبكم في الله حبا شديدا وخوفي عليكم هو من دفعني لتنظيم هذه السطور,.. فمن رق قلبه وتذكر ربه فتلك فرصة للعودة الى الله سبحانه وتعالى ومن اراد مسايرة شهواته اقول لك بسطور طيبة ان الله يجازي كل انسان حسب عمله , ونسال الله الهذايا للجميع وان يثبتنا واياكم على الخير والعمل به وان يطهر قلوبنا من الحسد والبغض وان يجعلنا واياكم من اهل الفردوس الاعلى بجانب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
واكرمكم الله سبحانه وتعالى .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ورسوله على ال بيته الطاهرين وصحابته الصادقين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
منقول من الأخ أمين



آخر تعديل عابر سبيل 2011-10-08 في 22:25.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-08, 22:53 رقم المشاركة : 140

Icon3 توسع الكون يحظى بجائزة نوبل 2011




[IMG]http://*****************/11/1131648830.gif[/IMG]






توسع الكون يحظى بجائزة نوبل 2011





أصبحت حقيقة توسع الكون أمراً بديهياً لا يشكك فيه إلا جاهل... وهذا ما أكده القرآن وأنكره الملحدون من قبل....




كثير من الملحدين شككوا ببداية خلق الكون وتوسعه لأنه يشكل ضربة قوية لمعتقداتهم الفارغة، فقد قامت نظرية الإلحاد على أن الكون موجود منذ الأول وسيستمر كذلك. ولكن اكتشافات العلماء أثبتت أن الكون له بداية وبالتالي فلا بد من مسبب لهذه البداية، وهو الآن يتوسع بشكل كبير.

تقول لجنة الجوائز في الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد إنها منحت جائزة نوبل لثلاثة علماء لأنهم درسوا العشرات من النجوم المتفجرة "المستسعرة" واكتشفوا تزايد المعدل الذي يتوسع به الكون. وتؤكد اللجنة أن اكتشافاتهم "كانت مفاجأة للجميع، حتى للحائزين على الجائزة أنفسهم".


فقد درس العلماء ما يعرف باسم النجوم المتفجرة نوع "1ألف" وتوصلوا إلى أن النجوم الأبعد تبدو وكأنها تتحرك بسرعة أكبر من غيرها. وتشير اكتشافاتهم إلى أن الكون يتمدد بل وبتسارع لا هوادة فيه. وتشكل اكتشافات الفائزين الثلاثة أساس فهمنا لأصل الكون، لكنها تطرح أيضا عددا من التساؤلات الصعبة. وينذر تسارع توسع الكون بتجمده في النهاية.








القرآن يسبق علماء الفلك!

إن الذي يقرأ هذا الاكتشاف أي اكتشاف أن الكون يتوسع يشعر بأنها المرة الأولى التي يتوصل فيها الناس لمثل هذه المعلومة، ولكن القرآن قد سبق العلماء إلى طرح هذه الفكرة بل وربطها ببناء الكون الذي يشكل أيضاً أحد أهم الأسس في علوم الفضاء المعاصرة.


يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. فهذه الآية الكريمة تشير بوضوح كامل إلى حقيقتين علميتين وهما البناء الكوني والتوسع الكوني، فالعلماء لا يشكون أبداً في أن الكون عبارة عن بناء محكم من المجرات، وكذلك لا يشكون أبداً في أن الكون يتوسع بسرعة... والسؤال: أليس هذا ما أكده القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟!






بقلم: المهندس عبد الدائم الكحيل








  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-09, 08:16 رقم المشاركة : 141

Icon3


شكرا لك أخت سيرين على هذا الموضوع القيم

كالعادة الملحدين لعنهم الله يأخذون ضربات موجعة




قالت لجنة نوبل للفيزياء بالأكاديمية السويدية الملكية للعلوم الثلاثاء، إن ثلاثة علماء فازوا بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2011، لاكتشافهم تسارع التوسع الكوني عن طريق متابعة النجوم المنفجرة.

وحصل الأمريكي سول بيرلماتر، على نصف الجائزة وقيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.45 مليون دولار) في حين حصل على النصف الآخر الأمريكي الاسترالي بريان شميت، والعالم الأمريكي آدم ريس.

وتابعت اللجنة المانحة للجائزة في بيان "درسوا عشرات النجوم المنفجرة واكتشفوا أن الكون يتوسع بمعدل متسارع على نحو لم يسبق له مثيل".

وأضافت "كان الاكتشاف بمثابة مفاجأة تامة حتى بالنسبة للفائزين أنفسهم"
.



  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-09, 08:49 رقم المشاركة : 142

Icon3 الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر





رغم أن اتهام الأنبياء بالسحر اتهام قديم وجهه الكفار إليهم، للتنفير عنهم، وثني الناس عن اتباعهم، إلا أن القرآن قد أبطل هذه التهمة، وأوضح الفرق بين ما جاء به الأنبياء من معجزات، وبين سحر السحرة وشعوذتهم .

وبناء على هذا كان ينبغي أن تزول كل شبهة بخصوص التفرقة بين المعجزة والسحر، وألا يثار هذا الإشكال مرة أخرى، إلا أن البعض أثار هذه القضية، ولكن بشكل مختلف، حيث لم ينكر المعجزة كما أنكرها المشركون، وإنما أنكر السحر، ورأى أنه تخيلات وأوهام، وأجرى هذا الإشكال على الكرامة أيضاً فأنكرها هي الأخرى .

وهذا ما استدعى من العلماء إيضاح تعريف كل من المعجزة والكرامة والسحر، وبيان الفرق بينها، والتأكيد على أن إثبات أحدها لا يجيز إنكار الأخرى، فالكل مما جاء القرآن بإثباته .

تعريف المعجزة والكرامة والسحر

عرّف العلماء المعجزة: بأنها أمر يجريه الله على يدي الأنبياء ويكون على خلاف ما اعتاده الناس من سنن الكون وقوانينه، والغرض منها إثبات صدق نبوتهم، وأنهم رسل من عند الله. كعدم إحراق النار إبراهيم، وتحول عصا موسى إلى حية، وانشقاق القمر للنبي - صلى الله عليه وسلم – وخروج الماء من بين أصابعه .

وأما الكرامة فهي أمر يجريه الله على يد أوليائه، ويكون على خلاف ما اعتاده الناس من سنن الكون وقوانينه كإتيان مريم - عليها السلام – ثمر الشتاء في الصيف، وثمر الصيف في الشتاء، وحملها من غير زوج، وإخبار أبي بكر – رضي الله عنه – بحمل زوجته بأنه أنثى، ونداء عمر لسارية أن ينحاز إلى الجبل وسماع سارية لندائه، مع أن بينهما آلاف الأميال .

وأما السحر: فهو تجاوز السحرة حدود قدرات البشر العادية عن طريق استعانتهم بالشياطن، كتحويل الحبال والعصي إلى حيات .

ويتضح مما سبق أن محل الإشكال في فهم هذه الأمور الثلاثة إنما جاء من كونها جميعاً تشترك في مجيئها على خلاف العادة، والمعروف من قوانين الكون وسننه، إلا أن اشتراكها في صفة واحدة لا يعني أنها شيء واحد، طالما أن لكل منها صفات تميزها عن الأخرى .

الفرق بين المعجزة والسحر

فالمعجزة تختلف عن السحر بأنها تأتي مقرونة بالتحدي، فالنبيُّ يتحدى بمعجزاته الكفار أن يأتوا بمثل ما أتى به، فيعجزون عن معارضته، أما السحر فلا يقترن بالتحدي في الغالب، وإذا حصل التحدي من الساحر وجد من السحرة من يعارضه، ويأتي بمثل ما جاء به وأعظم .

وللمعجزة حدودٌ لا يصل إليها السحر، فالساحر لا يستطيع أن يفلق البحر، أو يحيي الموتى، أو يشق القمر، أو يوقف الشمس عند غروبها، فحدود المعجزة أكبر بكثير من قدرات الساحر وشعوذته.

والمعجزة تحدث بتأييد الله سبحانه دون تدخل من النبي، في حين أن السحر يحدث بعد استعانة الساحر بالشياطين .

كما أن الغاية من المعجزة تختلف عن غاية السحر، فالغاية من المعجزة إظهار صدق الأنبياء، وتأكيد نبوتهم، أما غاية السحر فإلحاق الضرر بالآخرين، وتحقيق رغبات الساحر ومطامعه .

إضافة إلى أن حال الأنبياء يختلف عن حال السحرة، فالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - أفضل الناس وأعظمهم خُلُقاً وصدقاً وأدباً, وأشدهم بعداً عن الكذب والغش والخداع، وأما السحرة فعلى خلافهم، فهم معروفون بالكذب، والدجل، والفجور، وخداع الناس، وأكل أموالهم بالباطل .

الفرق بين المعجزة والكرامة

وتختلف المعجزة عن الكرامة في أن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة، بخلاف الكرامة فإن صاحبها لا يدعي النبوة، ولو ادعاها لسقطت ولايته، ولم يجر الله على يديه أي كرامة .
والولي إنما تحصل له الكرامة باتباعه للنبي والاستقامة على شرعه، فكل كرامة في حقه هي دليل على صدق النبي، ولولا اتباعه للنبي ما حصلت له كرامة .

والكرامة تظل في بعض الأحيان محكومة بعوامل الزمان والمكان، فما كان في زمن ما كرامة قد لا يكون كرامة في زمن آخر، فإتيان مريم بثمر الصيف في الشتاء والعكس، لم يعد كرامة اليوم في كثير من البلاد، وكذلك وصول صوت عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -لسارية وبينهما آلاف الأميال لم يعد كرامة في عصرنا بعد تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال، بخلاف المعجزة فإنها تظل معجزة على مدى الأزمان.

الفرق بين الكرامة والسحر

لعل من أوضح الفروق بين الكرامة والسحر، اختلاف حال الولي عن حال الساحر، فالولي ظاهر الصلاح، مشهور بالديانة، والمحافظة على الطاعات، واجتناب المنكرات ، بخلاف الساحر فهو معروف بالفسق والدجل، وارتكاب المحرمات والموبقات .

كما أن السحر يحصل بعد استعانة الساحر بالشياطين، وأما الكرامة فتحدث بمحض تفضل من الله تعالى، ودون تدخل من الولي.

وبهذا يتبين الفرق بين كل من المعجزة والكرامة والسحر، وأنه لا تعارض بين كل ما أثبته القرآن، وأن معجزات الأنبياء أجلى وأظهر من أن تشتبه بسحر السحرة ودجلهم .






  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-09, 10:54 رقم المشاركة : 143

افتراضي


نور الله دربك أخي
وبارك الله في أعمالك
اللهم باعد بيننا وبين السحر والسحرة كما باعدت بين المشرق والمغرب




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-09, 22:10 رقم المشاركة : 144

Icon3 ضرورة الالتجاء إلى الله في الشدائد





لا شك أن لوقوع المصائب آثاراً كثيرة على النفوس، منها السيئ ومنها الحسن، وأجمل حسنات المصائب والنكبات تلك التي ترد النفوس إلى خالقها ورازقها سبحانه، فتتحول المصائب – في حق هؤلاء - من نقمة إلى نعمة ومن محنة إلى منحة، حتى أن سعادة المرء بآثارها تنسيه مرارة آلامها .

وقد صور سبحانه عودة النفس إلى خالقها حال المصائب والنكبات في مشهد بديع يأخذ بالقلوب والألباب، فضرب مثلاً بقوم ركبوا البحر في صفاء جوه، وهدوء موجه، وطيب ريحه التي أخذت تداعب مركبهم فتنقله بين صفحات الماء في يسر وسهولة، حتى إذا نعموا وفرحوا بما هم فيه، جاءتهم ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان كأمثال الجبال، فانقلب سكون البحر أمواجاً متلاطمة، وصفاء السماء ظلمة ومطرا غزيراً وبرقاً ورعداً، فخاف ركاب السفينة واضطربوا

وتقلبت بهم الظنون كما تتقلب الأمواج بسفينتهم .. فتارة يتمسكون بأمل النجاة .. فتأتي شدة الأمواج لتحطم أملهم .. فيبلغ بهم اليأس والقنوط مبلغاً يكادون معه أن يرموا بأنفسهم إلى البحر استعجالا للهلاك.. وفي خضم هذه المنازعات النفسية .. يبرز صوت خفي .. لا يزال يكبر، ويكبر ..

حتى يزيل عن قلب صاحبه غبار سنين طويلة، وعمر مديد من الغفلة والمعصية والخطيئة.. ويملأ نفس صاحبه ثقة ويقينا بالله رب العالمين .. فينطلق صوته بالدعاء في خضوع تام مصحوب بأمل ورجاء ..اللهم أغثنا... اللهم أغثنا .. إنه صوت الفطرة ونداء الحق الذي يربط القلوب بخالقها ..

فينجيهم الله سبحانه .. ويبدل حزنهم فرحاً .. وخوفهم أمناً .. بفضل توبتهم ورجوعهم إليه ... لكن هل يتمسكون بتوبتهم ويبقون على استقامتهم ؟ .. كلا .. فما أن يشعروا بالأمن حتى يعودوا إلى ما هم عليه من الشرك والجحود.

في صورة تتكرر مراراً في حياتنا، على مر العصور والأزمان، على ظهر سفينة أو متن طائرة، أو حتى في سيارة انحرفت عن الطريق، وكادت تهوي في واد سحيق، لولا دعاء الخالق والاستغاثة به، صورة تحكي تقلب النفس الإنسانية وتمردها على الله فهي في حال شدتها تلجأ إليه وتستغيث به، فإذا شعرت بالأمان رجعت إلى عصيانها وتمردها، وكأن الله قادر عليها في شدتها وغير قادر عليها في أمانها .

وهي صورة قبيحة بلا شك، إلا أن الأقبح منها والأشد سوءاً، تلك التي يتنكر أصحابها للفطرة، وينساقون وراء دواعي الهوى فيدعون غير الله ويستغيثون به في كل أحوالهم، عسرا ويسرا، شدة ورخاء، في سلوك يرده الشرع، ويعجز العقل عن قبوله فضلا عن تبريره .

ومع ذلك يتعذر أصحاب الفطر المنكوسة في تبرير أفعالهم بأنهم لا يدعون أصحاب القبور من الأولياء والصالحين اعتقادا منهم أنهم يجلبون نفعاً أو يدفعون ضراً، أو أن بيدهم شيء في تصريف الأمور وتدبيرها، وإنما يدعونها اعتقادا منهم أنهم يشفعون لهم عند الله باعتبارهم الأتقى والأطهر .

وهو تبرير مرفوض بلا شك؛ لمخالفته الواقع من جهة، وللشرع من جهة أخرى، أما مخالفته الواقع فلأننا نعلم من واقع كثير من هؤلاء عندما يدعو قبر ولي أو صالح إنما يدعوه وهو يعتقد أن له تصرفاً في الكون ضراً ونفعاً عطاء ومنعاً، ولا شك أن اعتقاد ذلك كفر باتفاق العلماء .

وأما مخالفته للشرع فلأن الله عز وجل أمر عباده أن يدعوه ويستغيثوا به وحده، ونهاهم أن يدعو غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو، كما قال تعالى: { بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون }(الأنعام: 41) وقال أيضاً:{ وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً }(الجن:18) وهؤلاء الذين يستغيثون بالقبور يدعون غير الله بلا شك وهو عين الشرك الذي حرمه الله .

موافقة حجج القبوريين لحجج المشركين

ومن العجيب أن حجة دعاة القبور والمستغيثين بها هي نفس حجة المشركين الذين كانوا يعبدون الأصنام بدعوى أنهم تقربهم إلى ربهم، حيث ذكر الله عنهم قولهم: { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }( الزمر: 3)، فهم لم يقولوا أن أصنامهم التي يعبدونها هي التي خلقت الكون وخلقتهم، بل كانوا يعترفون بالله رباً وخالقاً، ومع ذلك يدعون غيره، كما قال تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون }(العنكبوت: 61) ولا فرق في الحكم بين من يعبد صنماً ومن يعبد قبراً، فالكل في حقيقة الأمر عابد لغير الله .

ومن العجيب أيضا أن المشركين الجاهليين إنما كانوا يدعون أصنامهم حال الرخاء واليسر فحسب، أما حال الشدة والعسر فليتجؤون إلى الله ، كما حكى الله عنهم ذلك في قوله: { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }(العنكبوت: 65 ) أما دعاة القبور والمستغيثون بها فيدعونها في كل حال شدة ويسرا رخاء وعسرا في سلوك فاقوا به غلو المشركين وسفههم .

هدي النبي في الدعاء

كان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم – في الدعاء التوجه إلى الله وحده في أحواله كلها في شدته ورخاءه، وعسره ويسره، فكان من دعاءه - صلى الله عليه وسلم - في حال الأمن واليسر: ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين نوع آخر )، وكان من دعاءه في حال الشدة والعسر دعاؤه يوم بدر وقد اجتمع المشركون للقضاء على الإسلام: ( اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض، فما زال يهتف بربه رافعاً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه ) وأنزل الله : { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}، وعلى نهجه سار الصحابة والتابعون، فلم يثبت عن واحد منهم أن توجه إلى قبر ولو كان قبر النبي - صلى الله عليه وسلم – داعياً ومستغيثاً بأن يشفيه أو يرزقه، كيف والرسول إنما علمهم التوجه إلى الله وحده بالدعاء، بل كره عليه - الصلاة والسلام - استعمال لفظ الاستغاثة في حقه مطلقاً، ولو كان في أمر جائز، فحين قال بعض الصحابة: " قوموا نستغيث برسول الله من هذا المنافق " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله عز وجل ) رواه الطبراني وحسنه الهيتمي .

وبذلك نعلم أن الدعاء عبادة، لا يجوز صرفها إلا لله وحده، ومن دعا غير الله في الشدة أو في الرخاء فقد عبده، ومن عبد غير الله فقد أشرك، فينبغي للمسلم أن يحذر طرق الشرك ويجتبنها، ويلتزم طريق السلف في عبادته وعقيدته وسلوكه، فهم الأعلم والأتقى، وكل خير في اتباعهم وسلوك طريقهم





  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:46


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2024 © منتديات جوهرة سوفت