همسات شيطانية عبر المحمول
همس لها في هاتفها النقال: أحبك
قالت وقلبها يرتجف من السعادة :أحبك
عاد وهمس : فلنلتقي في الرابعة يا مليكتي الحنون
وبدأت تستعد للقائه كل شيء حولها يتراقص , احتضنت هاتفها النقال وقبلته هذه المرة الأولى التي أراه ويراني , منذ أن اتصل برقمي بالخطأ ومن يومها ونحن نتجاذب أحلى حديث في الدنيا مر الآن شهران وهو يكلمني كل يوم عدة مرات فهو لا يستطيع الاستغناء عني وأنا أيضا , ورغم رفضي عدة مرات أن نلتقي لأنني من عائلة محافظة , إلا أنني عجزت هذه المرة أمام إلحاحه , أتراني سأعجبه .. ولما لا - ونظرت في ساعتها - الساعة الثانية عشر الآن لازال هناك وقت , سأذهب لمصففة الشعر ( مادلين ) , وجلست وتركت نفسها لمادلين قائلة أريد أن أبدو كالعروس , ثم التقت بثامر وجلست أمامه خائفة تتلفت ذات اليمين وذات اليسار , همس لها بصوت منخفض أنت أجمل مما تخيلت , أنت أروع من نجمات السينما , لم تخفف كلماته من رعبها , أرادت أن تتركه وترحل خشية أن يراها أحد من أقاربها أو معارفها قال لها وهل أهون عليك تتركيني بعد أن أغرقتيني في حبك , ارتبكت ولكنها لا تدري ماذا تفعل فأمسكها من يدها ولم تفلح محاولاتها في التملص منه وأخذها حيث يبتعدان عن كل العيون ووجدت نفسها معه في إحدى الشقق , كيف وافقته على ذلك لا تدري ,حاولت التماسك وجلست على الأريكة وكلما اقترب منها تبتعد , حتى أصبحت على الحافة , قال لها لا تخافي فأنت حياتي ولن أمسك بسوء , يبدو أنك لم تعرفي شباب من قبل أقسمت له أنه الوحيد في حياتها وأنه بالنسبة لها العالم وما فيه , أمسك يدها واقترب أكثر , احمرت وجنتاها خجلا بدأ يتلاعب بها وبحيائها فهو خبير في تلك الأمور واستطاع أن يدغدغ مشاعرها ثم نال منها ما يريد بعد أن أخذها إلى عالم لم تجربه من قبل , خدرها بكلماته ويداه تداعب خصلات شعرها وانهارت مقاومتها واستسلمت له وطمأنها بأنه سيتزوجها في أسرع وقت وعادت إلى بيتها تحمل على كتفيها العار كيف سمحت لنفسها بذلك وهي صاحبة المبادئ ولم تهنأ بالنوم من لحظتها واتصلت عليه تذكره بوعده , قال لها من تترك نفسها لرجل لا تستحق أن يتزوجها قٌالت له وهي تبكي ولكنك تعرف جيدا أنك الأول , قال لها ومن يضمن لي أن أكون الأخير إنس رقم هاتفي وحتى لو لم تنسه سأغيره غدا وأقفل الهاتف وصوت بكائها يتعالى , فإذا بمادلين تقول لها آنسة نوال .. آنسة نوال لماذا تبكين ؟ هل آذيتك ؟ لقد انتهيت أنظري أنت الآن كالعروس , ابتسمت نوال وهي تجفف دموعها وقالت لها الحمد لله أنني لازلت هنا ونظرت في ساعتها وكانت تقترب من الرابعة وركبت سيارتها وعادت إلى البيت قالت لها والدتها لماذا لم تذهبي إلى صديقاتك ألم يكن هناك موعدا لتلتقوا عند إحداهن ؟ ابتسمت نوال وقالت لقد ألغيته وسأبقى معك يا أحن أم واحتضنت أمها ونامت قليلا في حضنها على الأريكة وإذا بالهاتف يرن نوال .. نوال لماذا لم تأتي ؟ انتظرتك طويلا , قالت له إنس رقم هاتفي أتدري سأغيره غدا وأغلقت هاتفها سألتها أمها عن المتصل قالت لها أحدهم اعتاد معاكستي على الهاتف وسأغير الرقم غدا ذكريني يا أحلى أم , وضحكت كما لم تضحك من قبل وصلت لله شاكرة أن أنقذها ونور بصيرتها قبل أن تنزلق
بقلــم مـاجدة سليمــان
.