ابحث عن كريماتي لأمرهم بها جفني،
وأزيل الأورام...
كلما نكشت في ذاكرتي لأكتب،
تغيم سنوات عمري وتمطر فوق كلي...
أرتجف من البرد
تلسعني رياح شبابيك الذاكرة،
التي لا تتفتح إلا برأس هذا القلم،
الذي تنكسر فيه القاف لتصير همزة شامخة فوق عصاها،
فلا يعود في يدي قلم، بل ألما يحفر في أوجاع مضاعفة.
أبحث عن مهدئات لخاطري المسكور،
وعن حبيب أسمح له بتقبيلي كي أرد لجسدي إعتبارا حرمته منه،
مدفوعة بإعتبارات قالوا أنها أحلى بل أسمى!
هل الحب عيب وعود للسمو؟ أم أنه هكذا لأنه مرتبط برجل؟
وهل الحب ضرورة؟ أم أنه كذلك لأنه الحجة لألتقي نصفي الآخر؟
وهل أنا نصف؟
وهل الآخر نصف في رجل ضائع أبحث عنه؟
وللحكاية بقية...
هل لديكم البقية؟
هل صحيح أن نصفنا هو حب ضائع مرتبط
بشخصية إفتراضية ضائعة هي الأخرى؟
أم أنهت خرافة تراودنا لأننا أقل من عقلاء بكثير
وأكثر من جهلة بقليل؟
ذات مرة، عندما أردت فسخ عقد حب مع آخر،
تألمت حتى النواح سرا...
وفكرت بالإنتحار، بل حاولت،
كدت أزهق روحي، ربما لأني إعتقدت أنها من دونه
ستكون ناقصة!
لأني نصف إنسانة
حدث ذلك لمرة واحدة فقط،
ولم يحدث ثانية لأني أدركت أني أهنت نفسي،
حين تنكرت لها بسبب نصف.
مذاك أدركت أن إنقلابا حدث في عمري،
وأصحبتُ أعي أني أنا الوحيدة التي يحق لها أن تكون الحاكمة
بأمرها على أمرها.
صرت أعرف كيف أغازل نفسي وأطيب خاطرها،
فلا أنهرها كي لا تجن وتعاود محاولة تصفية نفسها.
تعلمت ألا أخفيها وأن لا أخافها لكن نسيت كبف أحب
الحب خبرة بل إختبار، هو مهارة مثل اللغة.
الحب إستمرارية لفعل يومي لا يختبئ تحت الشمسية خوفا
من لسعة شمس أو إنهمار مطرة.
إنه قدرة هائلة على الفعل المتنامي،
يبحث عنك وعني وعنا جميعا يداهمنا ويعتقلنا،
ليحررنا من الخوف
لكن في حالتي،
فيضيعني الحب ها أنا في العراء،
أكتب على طاولة على الرصيف،
لا أضع النظارات الشمسية التي تخفي معظم
ملامحي القاعدة في بؤبؤي...
ورغم ذلك لا يجدني الحب.
قد يكون هو الذي يتشيطن في بركة السباحة
أو ذاك المستلقي فوق الشرفة...
أو لعله ذاك الذي يجلس إلى يساري ويبصيص على النساء المارات.
أم هوذا الذي يتشقلب على كرسيه من على الطاولة المقابلة،
فيحدق في أصابع قدمي صعودا إلى أصابع يدي،
عله يتفرج على قلمي، ولن يرى أكثر،
ولن يتمكن من رؤية ألم قلما أدركه رجل.
لا يصدق أحد أن ألما يكون عادة في هيئة كاتبة لا تكتب إلا نفسها...
هوذا الرجل يتقدم نحوي حميل المحيا، لكني غير قادرة على إستقباله...
ما زالت عيناي تمطران، أشعر بالبرد، أشعر بالنعاس، أشعر بالخوف،
أثبت نظاراتي، ألم دفتري، أعض على قلمي...
أغادر مقعدي مذعورة، أسرع ولا أنظر خلفي،
لكني أسمع دفع خطواته.. العشاق لا يهرولون
إذا هو رجل جائع ولا يستحق أن يكون نصفي ولا حتى بعضي..
يا بعضي التائه.. إدفع الجائعين عني،
أريد أن أنام في حضن أمي كثيرا
لتروي لي من جديد أن الحب عيب،
وأن الخلاء منه أسمى وأحلى
مماراق لي ولامس إحساسي