منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-02, 08:00 رقم المشاركة : 205



افتراضي


بارك الله فيك أختاه على هذا الموضوع الممتاز





  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-02, 10:22 رقم المشاركة : 206

Rules أعظم الفرح الفرح بالله || رائع


[M]http://www.facebook.com/photo.php?v=168018943290997[/M]




  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-02, 11:00 رقم المشاركة : 207

Wink يا حامل القرآن


[M]http://www.facebook.com/photo.php?v=168024439957114[/M]




  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-02, 11:01 رقم المشاركة : 208

Rules ‏أنشودة أمّاه ديني روعة


[M]http://www.facebook.com/photo.php?v=168021616624063[/M]




  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-02, 19:07 رقم المشاركة : 209

Icon14 السر في إختيار الغراب





أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بالمنتدى الإسلامي

================================

السر في إختيار الغراب ...




ورد ذكر الغراب في القران الكريم بسورة المائدة :


بسم الله الرحمن الرحيم :
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثـْـمِي وَإِثـْـمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَه فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)} صدق الله العلي العظيم .




دور
الغراب في هذه القصة هو تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه فلماذا أختاره

الله سبحانه وتعالى من دون المخلوقات ليكون المعلم للانسان

أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق

، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم

الجسم في كل الطيور المعروفة .


ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم

الغربان وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين

العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ، ولكل جريمة عند

جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها .



جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار: العقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من

الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجز عن الطيران

كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها .



وجريمة اغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي

ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.



أما جريمة الاعتداء على أنثى غراب أخر : فهي تقضي جماعة الغربان

بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت .




وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة ،

تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد ، ويجلب
الغراب المتهم تحت

حراسة مشددة ، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ، ويخفض جناحيه ، ويمسك

عن النعيق اعترافا بذنبه .



فإذا صدر الحكم بالإعدام ، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه

تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت ، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره

ليحفر له قبرا يتوائم مع حجم جسده ، يضع فيه جسد
الغراب القتيل ثم يهيل

عليه التراب احتراما لحرمة الموت



وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني

أدم ...



فيا سبحان الله سبحان الله سبحان الله


المصدر : { من أيات ألأعجاز العلمي الحيوانات في القران الكريم }

للدكتور زغلول النجار






دمتم في أمان الله وحفظه







  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-04, 14:43 رقم المشاركة : 210

Icon3 فقه شعائر عيد الإضحى



اللهم إجعل مواضيعى في خدمة الإسلام و المسلمين ترفع بها درجاتى و تدلنى على عمل الخير و فعله اللهم إهد إخوانى و أخواتى المسلمات لما تحب و ترضى

أقدم لكم هذا الموضوع على بركة الله تعالى لإفادتكم بحول الله








الحمد لله الذي هدانا للإيمان، وأنزل علينا السنة والقرآن، وشرفنا ببعثة خير الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام . إن الأمة الإسلامية تعيش في هذه الأوقات أياماً شريفة، وليالٍ فاضلة، وأزمنة عامرة بذكر الله عز وجل وشكره ، وموسماً عظيماً من مواسم طاعة الله وعبادته.

ها هم حجاج بيت الله الحرام قد وفدوا على مكة زرافات ووحدانا من شتى بقاع الأرض جواً وبحراً وبراً يجسدون مشهداً رائعاً من مشاهد العبودية ، يستمطرون رحمة الله عز وجل ويستجلبون عفوه ومغفرته، ويسألونه من فضله، ويتوجهون إليه بالذكر والدعاء والاستغفار والمناجاة، معترفين بالذل والعجز والفقر والمسكنة، صارفين كل معاني العزة والقوة، والسلطان والغنى والعلو لله تعالى وحده لا شريك له .

الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أقبل علينا يوم عظيم من أيام الله، وهو خير أيام السنة عند الله، يوم يشترك المسلمون جميعاً فيه بالفرح والسرور، يجتمعون على ذكر الله عز وجل وتكبيره والصلاة له ثم يذبحون عقب ذلك نسكهم، ويقربون قرابينهم بإراقة دماء ضحاياهم، فيكون ذلك شكر منهم لهذه النعم.

العيد موسم فرح وسرور، وأفراحنا – نحن المسلمين – وسرورنا في الدنيا إنما هو بخالقنا ومولانا، إذا فزنا بإكمال الطاعة، وحزنا ثواب أعمالنا بفضل الله ومغفرته كما قال الله تعالى:{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.

قال ابن القيم – رحمه الله - : يوم النحر هو يوم العيد، وهو يوم الحج الأكبر، وهو يوم الأذان ببراءة الله ورسوله من كل مشرك. قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر". ويوم القر: هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر.

ويشرع أخيتي لكى التكبير في هذه الأيام المباركات بالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق،أما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق فساهمي بإحياء هذه السنة التي هجرت في هذه الأيام،وتكاد تُنسى حتى من أهل الخير والصلاح بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.

ثم أعملي أختي أن شكر النعم يكون بالطاعات لا بالمعاصي فاعمري وقتك بالطاعات من ذكر الله سبحانه وتعالي وصله للأرحام وعفو عن المسيئين، وتجنبي المعاصي في لباسك، أو اللهو من سماع غناء أو غيره، فبالشكر تدوم النعم.

واحرصي على الخروج لصلاة العيد واستماع الخطبة متسترة بعيدة عن التبرج والسفور ولا تطعمي قبلها حتى تعودي إلى بيتك وتأكلي من أضحيتك.

واعلمي أنه يَحرُم صيام يوم العيد، كما أنه لا تخص ليلة العيد بصلاة ولا قراءة ولا قيام فضلاً عن غيرها من الليالي.

واعلمي أنه يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير.
اعلمي أخيتي أن الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام وعبادة عظيمة قرنها الله تعالى بالصلاة وجاءت السنة ببيان فضلها ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها .

والأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام الأضحى تقرباً إلى الله ، قال الله تعالى: {فصل لربك وانحر}, وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على ضفاحهما، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي.

الأضحية سنة مؤكدة يكره للقادر عليها تركها


وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها كما قال ابن القيم: الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه ولو زاد، لأن المقصود والتعبد بالذبح وإراقة الدم، ولو ترك الذبح للصدقة لتعطلت شعيرة عظيمة.

اعلمي-أيتها الأخت المباركة-أن الأصل في الأضحية أنها للحي ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضمون عن أنفسهم وأهليهم خلافاً لما يظنه بعض العامة أنها للأموات فقط.

وأما الأضحية عن الأموات في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن تكون تبعاً للأحياء كما لو ضحى الإنسان عن نفسه وأهله وفيهم أموات، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي ويقول "اللهم هذا عن محمد وآل محمد وفيهم من مات سابقاً".

القسم الثاني: أن يضحي عن الميت استقلالاً تبرعاً مثل أن يتبرع لشخص ميت مسلم بأضحية، قال فقهاء الحنابلة أن ذلك من الخير وأن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع به قياساً على الصدقة عنه ولم ير بعض العلماء أن يضحي أحد عن الميت إلا أن يوصي به . لكن من الخطأ ما يفعله كثير من الناس اليوم يضحون من الأموات تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم ثم لا يضحون عن أنفسهم وأهليهم الأحياء فيتركون ما جاءت به السنة ويحرمون أنفسهم فضيلة الأضحية، وهذا من الجهل وإلا فلو علموا بأن السنة أن يضحي الإنسان عنه وعن أهل بيته فيشمل الأحياء والأموات وفضل الله واسع.

القسم الثالث: أن يُضحي عن الميت بموجب وصية منه تنفيذاً لوصيته فتنفذ كما أوصى بدون زيادة ولا نقص.

وقت الأضحية من بعد الانتهاء من صلاة العيد لقوله عليه السلام (من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين)،وينتهي وقت الأضحية بغروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فيكون الذبح في أربعة أيام يوم العيد وهو العاشر وأيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني والثالث عشر،ويجوز الذبح في الليل كما يجوز في النهار وذلك في ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
ومن ذبح قبل الصلاة ، فلا تجزئ عن الأضحية وينبغي أن يذبح مكانها أخرى فقد ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى صلاة العيد مع الناس، نظر إلى غنم قد ذبحت فقال: "من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها، ومن لم يكن يذبح فليذبح على اسم الله".

الأضحية عبادة وقربة إلى الله تعالى فلا تصح إلا بما يرضاه سبحانه ولا يرضى الله عز وجل من العبادات إلا ما جمع شرطين:

أحدهما: الإخلاص لله تعالى بأن يخلص النية له فلا يقصد رياء ولا سمعة ولا رئاسة ولا عرضاً من أعراض الدنيا ولا تقرباً إلى مخلوق .

الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاه والسلام: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".

ولا تكون الأضحية على أمر رسول الله إلا باجتماع شروطها وانتفاء موانعها.
ومن شروطها ما يعود للوقت كما أسلفنا ، وفيها ما يعود للمضحي به وهي أربعة:
1- ملكية المضحي لها، فلا تصح الأضحية بما لا يملكه.
2- أن يكون من الجنس الذي عينه الشارع كالإبل والبقر والغنم.
3- بلوغ السن المعتبر أن تكون ثنياً من الإبل والبقر والمعز وجذعاً إن كان من الضأن .
4- السلامة من العيوب المانعة من الإجزاء وهي كما وردت في الحديث العوراء البين عورها، والمريض البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكبير التي لا تنقي.

فالعوراء: هي التي انخسفت عينها أو برزت، والمريضة :هي التي ظهر عليها آثار المرض، والعرجاء: هي التي لا تستطيع معانقة السليمة في المشي، والكبير أو العجفاء أي الهزيلة التي لا تنقي أي ليس فيها مخ.

وإذا اشترى المضحي شاة فتعثرت وانكسرت بدون سبب منه فيذبحها وتجزئه أضحية وإن كان بفعله أو تفريط فيلزمه إبدالها بمثلها كأن يشتري شاة ويربطها برباط ضيق يكون سبباً في كسرها فيلزمه إبدالها بمثلها.

ماذا يُفعل بالأضحية ؟


اعلمي أختى أنه يحق لك التصرف بأضحيتك على الصورة التالية:

الأكل منها وإطعام الأقارب والجيران والتصدق على الفقراء قال الله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} وقال صلى الله عليه وسلم "كلوا وادخروا وتصدقوا" وفي رواية البخاري "كلوا وأطعموا وادخروا" ولم يحدد مقدار الأكل والإطعام والصدقة في الآية والحديث. فله قسمتها أثلاثاً أي يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث، وهذا على سبيل الاستحباب لا الوجوب، ويحرم البيع لشيء منها من لحم أو شحم أو دهن أو جلد أو غيره لأنها مال أخرجه لله فلا يجوز الرجوع فيه ولا يجوز أن يعطي الجزار شيئاً منها مقابل أجرته، ويجوز الإهداء له والتصدق عليه.

واعلمي أختي المسلمة يا من أردت إحياء هذه الشعيرة أنه يلزمك أمور ذكرتها أم سلمة رضي الله عنها حيث قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم هلال ذي الحجة"، وفي لفظ : "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره" وفي لفظ "فلا يأخذ من شعره وأظفاره شيئاً حتى يضحي" وفي لفظ "فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً".

وفي هذا الحديث النهي عن أخذ شيء من الشعر أو الظفر أو البشرة ممن أراد أن يضحي من دخول شهر ذي الحجة حتى يضحي فإذا دخل العشر وهو لا يريد الأضحية ثم أرادها في أثناء العشر أمسك من أخذ ذلك من إرادته ولا يضره ما أخذ قبل إرادته.

وقد يتوهم البعض أن من أراد الأضحية ثم أخذ من شعره أو ظفره أو بشرته شيئاً من أيام العشر لم تقبل أضحيته ، وهذا خطأ بين فلا علاقة بين قبول الأضحية والأخذ مما ذكر لكن من أخذ بدون عذر فقد خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإمساك ووقع فيما نهي عنه من الأخذ فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه ولا يعود وأما أضحيته فلا يمنع قبولها أخذه من ذلك.

وأما من احتاج إلى أخذ الشعر أو الظفر أو البشرة فأخذها فلا حرج عليه مثل أن يكون به جرح فيحتاج إلى قص الشعر عنه أو ينكسر ظفره فيؤذيه فيقص ما يتأذى به أو يتدلى قشرة من جلده فتؤذيه فيقصها فلا حرج عليه في ذلك كله وليعلم أن النهي يشمل من أراد ونوى الأضحية عن نفسه أو تبرع بها عن غيره وأما من ضحى عن غيره بوكالة أو وصية فلا يشمله النهي بلا ريب.

وأما من يُضحى عنه فلا يشمله النية ويجوز له الأخذ من شعره وظفره وبشرته ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن آل محمد ولم ينقل أنه كان ينهاهم عن ذلك.

بادري أختي المسلمة إلى القيام بهذه الشعيرة العظيمة ولا تكوني من المحرومين الذين ينفقون الكثير ويذبحون الذبائح طوال العام ثم إذا أتى العيد تكاسلوا وتهاونوا، ولا تنسي أختي المسلمة الحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم، نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






آخر تعديل Musulman 2011-11-04 في 15:01.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-04, 18:45 رقم المشاركة : 211

Icon3 صوم يوم عرفة



اللهم إجعل مواضيعى في خدمة الإسلام و المسلمين ترفع بها درجاتى و تدلنى على عمل الخير و فعله اللهم إهد إخوانى و أخواتى المسلمات لما تحب و ترضى

أقدم لكم هذا الموضوع على بركة الله تعالى لإفادتكم بحول الله








الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وعظيم فضلك يا أكرم الأكرمين.. أما بعد:

فإننا سوف نستقبل بعد أيام قلائل، يومًا عظيمًا من أيام الله تعالى، يومًا مشهودًا، ألا وهو يوم عرفة، وبعده سيقدم يوم عيد الأضحى المبارك، وهو يوم الحج الأكبر، ويوم النحر، ولكلٍّ من اليومين أحكام تخصه، ولعلنا نتطرق إلى بعض تلك الأحكام المهمة التي تهم المسلم، ويريد تحريها، ومعرفة أحكامها، حتى تكون عبادته لربه تبارك وتعالى على بصيرة وهدى ونور، وأعظم ما فيهما من أحكام، الأحكام التي تتعلق بالصيام.

فأقول بادئ ذي بدء: للصيام فوائد ومزايا كثيرة، ينبغي للمسلم تتبعها وتقصيها، حتى يعمل بها؛ ففي صيام التطوع من الفضيلة ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [البقرة: 184]، وقوله جل شأنه: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]. فكل إنسان يحتاج إلى فعل الخير والعمل الصالح تقربًا إلى الله وتعبدًا له وزيادة في الأجر والثواب، فعطاء الله لا ممسك له، وثوابه لا حدود له، فعلى المسلم أن يكثر من فعل الخير والعمل الصالح يرجو بذلك أحد أمرين:

الأول: التقرب إلى الله بفعل الخير:


فصيام التطوع من الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى، وهو من أجلها على الإطلاق كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الصيام أفضل ما تطوع به؛ لأنه لا يدخله الرياء، والرياء كما تعلمون محبط للأعمال مدخل للنيران والعياذ بالله! فالعبد مأمور بالإخلاص؛ ولهذا قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]. وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]. وقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا *وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 18، 19]..

وقال جل وعلا: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون} [هود: 15، 16]. وقال صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: أنا خير الشركاء، من عمل لي عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك". فانظر هل سينفعك ذلك الإنسان إذا وضعت في قبرك ويوم محشرك. ولهذا كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة".

فعمومًا فصوم النافلة له مزايا عديدة من أعظمها أنه يباعد وجه صاحبه عن النار، ويحجبه منها ويحاج صومه عنه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفًا". وكثرة الصوم دليل على محبة الله للعبد، ويا لها من منزلة عالية ومكانة رفيعة يحظى بها العبد عند ربه! فما أن يكثر من الصيام إلا ويحبه ربه، ومن أحبه ربه وضع له القبول في الأرض وفي السماء، قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه". والفضائل كثيرة ونكتفي بما ذكرنا؛ لأن المقام ليس مقام ذكر لفضائل ومزايا الصيام، وإنما هو لغرض آخر.

الثاني: جبر الخلل الحاصل في العبادة:


فالإنسان لا يخلو من خطأ ونقص ومعصية، فكانت النوافل تكمل الناقص من الفرائض، ومن ذلك الصوم، فهناك مكروهات كثيرة قد يقع فيها صائم الفريضة تنقص أجر صومه، فشرعت النافلة لسد ذلك النقص وترقيع ذلك الخلل.

فكل ابن آدم خطَّاء، والكل يجوز عليه الذنب والخطيئة، فشرع التطوع لجبر ذلك النقص؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التطوع تكمل به الفرائض يوم القيامة". فالمسلم يسعى لزيادة الأجر، وتحصيل المثوبة من الله تعالى، ولا يتأتى ذلك إلا بفعل الواجبات والإكثار من المستحبات، ومنها الصوم المستحب، مثل صوم يوم عرفة. وهناك أيام وأشهر رغب النبي صلى الله عليه وسلم في تحري صيامها لما فيها من أجر ومثوبة، وهي من صوم التطوع, ومن ذلك:

فضل صوم يوم عرفة:


وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام، وفضل صيام ذلك اليوم، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". فصومه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفير للسيئات.

ماذا يكفر صوم يوم عرفة ؟


فعمومًا لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج، أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده. والمقصود بذلك التكفير، تكفير الصغائر دون الكبائر، وتكفير الصغائر مشروطًا بترك الكبائر، قال الله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31]. وقوله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر".

صوم يوم عرفة للحاج:


فيستحب صيام يوم عرفه لغير الحاج، أما الحاج فعليه أن يتفرغ للعبادة والدعاء ولا ينشغل فكره وقلبه بالطعام والشراب وتجهيز ذلك، فيأخذ منه جُل الوقت. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفة". وأيضًا مثله عند الطبراني في الأوسط من حديث عائشة -رضي الله عنها- قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات"، ويعضدهما حديث: "إن الناس شكوا في صومه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسل إليه بقدح من لبن، فشربه ضحى يوم عرفة والناس ينظرون".

فعندما شك الناس في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة جاءه قدح لبن فشربه؛ حتى يرى الناس أنه لم يصم. وقال بعض العلماء: إن صيام يوم عرفة للحاج محرم؛ لأن النهي في الحدث السابق للتحريم، وكره صيامه آخرين. قال ابن القيم رحمه الله: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة.

وقال المنذري: اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة، قال ابن عمر: لم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، وأنا لا أصومه. ولفظه عند عبد الرزاق: "حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصم يوم عرفة، وحججت مع أبي بكر فلم يصمه، وحججت مع عمر فلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه".

وقال عطاء: من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء، كان له مثل أجر الصائم.

وقال الساعاتي في الفتح الرباني: وممن ذهب إلى استحباب الفطر لمن بعرفة الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي والثوري والجمهور، وهو قول أبي بكر وعمر وعثمان وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين، وقال: هو أعدل الأقوال عندي.

صوم التطوع لمن عليه قضاء:


اختلف الفقهاء -رحمهم الله تعالى- في حكم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان؛ فذهب الحنفية إلى جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة، لكون القضاء لا يجب على الفور، قال ابن عابدين: ولو كان الوجوب على الفور لكره؛ لأنه يكون تأخيرًا للواجب عن وقته الضيق.

وذهب المالكية والشافعية إلى الجواز مع الكراهة، لما يلزم من تأخير الواجب، قال الدسوقى: يكره التطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب، كالمنذور والقضاء والكفارة، سواء كان صوم التطوع الذي قدمه على الصوم الواجب غير مؤكد، أو كان مؤكدًا، كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح.

وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، وعدم صحة التطوع حينئذ ولو اتسع الوقت للقضاء، ولا بد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه، وإن كان عليه نذر صامه بعد الفرض أيضًا؛ لما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله وسلم قال: "من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه"، وقياسًا على الحج في عدم جواز أن يحج عن غيره أو تطوعًا قبل حج الفريضة.

وهذا سؤال ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
هل يجوز للشخص أن يشرك النية في عمل واحد أو لعمل واحد، فمثلاً يكون عليه قضاء يوم من شهر رمضان وجاء عليه يوم وقفة عرفة، فهل يجوز أن ينوي صيام القضاء والنافلة في هذا اليوم وتكون نيته أداء القضاء ونية أخرى للنافلة؟

الجواب: لا حرج أن يصوم يوم عرفة عن القضاء ويجزئه عن القضاء، ولكن لا يحصل له مع ذلك فضل صوم عرفة؛ لعدم الدليل على ذلك. لكن الأفضل للإنسان أن يقضي ما عليه من الصوم في غير يوم عرفة؛ ليجمع بين فضيلتين، فضيلة القضاء، وفضيلة صوم يوم عرفة.

فأقول: من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان فصيامه صحيح، والمشروع له ألا يؤخر القضاء؛ لأنه لا يدري ما يعرض له من نوائب الدهر، فنفس الإنسان بيد الله لا يدري متى يأتيه أجله المحتوم. فليبادر بالقضاء قبل التطوع؛ لأن القضاء حق لله تعالى، لا تبرأ به ذمة المسلم، فالأحوط له أن يبادر بالقضاء ثم يتطوع بعد ذلك بما شاء، قال صلى الله عليه وسلم: "اقضوا الله فالله أحق بالوفاء". وقال عليه الصلاة والسلام: "فدين الله أحق بالقضاء".

يوم عرفة ويوم الجمعة:


إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء يوم جمعة جاز إفراده بالصوم، والنهي الوارد عن إفراد صوم يوم الجمعة بدون سبب ولكونه يوم جمعة، أي تعظيمًا له أو ما شابه ذلك. أما من صامه لأمر آخر رغَّب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع، بل مشروع ولو أفرده بالصوم، ولو صام يومًا قبله بالنسبة ليوم عرفة كان أفضل؛ عملاً بالحديثين السابقين. أما صيام يوم بعده فلا يمكن؛ لأن اليوم الذي بعده يوم عيد النحر، وهو محرم صيامه لجميع المسلمين، حجاجًا كانوا أم غير حجاج؛ لحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهى عن صوم يومين: يوم الفطر، ويوم النحر".

وروى أبو عبيد مولى ابن الأزهر قال: "شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب الناس، فقال: إن هذين يومين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم". والنهي يقتضي فساد المنهي عنه وتحريمه.

وقد أجمع العلماء على تحريم صوم يومي العيدين، نقل الإجماع عنهم ابن حزم فقال: "وأجمعوا أن صيام يوم الفطر، ويوم النحر لا يجوز". وقال ابن هبيرة: "وأجمعوا على أن يوم العيدين حرام صومهما، وأنهما لا يجزئان إن صامهما لا عن فرض ولا نذر ولا قضاء ولا كفارة ولا تطوع". وقال ابن قدامة: أجمع أهل العلم على أن صوم يومي العيدين منهي عنه، محرم في التطوع والنذر المطلق، والقضاء والكفارة.

وكذلك لا يجوز صيام التطوع كالاثنين والخميس أو أيام البيض إذا وافقت أيام التشريق، وهي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة؛ لحديث نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله". ولم يرخص في صيامها إلا للحاج المتمتع والقارن الذي لم يجد قيمة الهدي فإنه يصوم عشرة أيام، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله؛ لحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما: "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي".

صلاة العيد وصلاة الجمعة:


قال صلى الله عليه وسلم: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمِّعون". فالسُّنَّة حضور العيد والجمعة معًا في ذلك اليوم؛ لأنه يوم جمعة فالأفضل حضور الصلاتين جميعًا، هذه هي السنة، ويظهر ذلك واضحًا جليًّا وظاهرًا بينًا في قوله عليه الصلاة والسلام: "وإنا مجمِّعون"؛ أي أنه سيجمع بين حضور الصلاتين، لأن صلاة العيد فرض كفاية، وقيل: فرض عين، وهذا ما ذهب إليه بعض العلماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ذوات الخدور والحُيَّض بحضور صلاة العيد وأن يجتنبن المصلى، فقالوا: هذا دليل على وجوبها على الأعيان. لكن جماهير العلماء على أنها فرض كفاية. لكن أقول: لا ينبغي للمسلم المؤمن الحق الذي يرجو رحمة الله ويخشى عقابه أن يفرط في مثل هذه الشعيرة العظيمة التي هي رمز وشعار من شعارات المسلمين، فهَبْ أنك لم تحضر لصلاة العيد وكانت فرض عين، وسألك الله عن عدم حضورك لها! فيا أخي المسلم، ويا أختي المسلمة، حافظوا على هذه العبادة العظيمة، واهتموا بها وعظموها بتعظيم الله لها.

فإذا وافق يوم العيد يوم جمعة، فالصحيح أن من حضر صلاة العيد أجزأته من الجمعة فتسقط عنه صلاة الجمعة، ويصليها ظهرًا في بيته، أما من فاتته صلاة العيد لعذر من مرض ونحوه فيجب عليه وجوبًا أن يصلي الجمعة، وأما إمام الجمعة فتجب في حقه الصلاتين: صلاة العيد، وصلاة الجمعة؛ لأنها لا تقوم إلا به.

نسأل الله تعالى بفضله ومنه وكرمه أن يوفقنا جميعًا للعمل الصالح، والعلم النافع، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علمًا، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. إنه سبحانه خير مسئول وخير مأمول. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، والحمد لله رب العالمين.


بإذن الله غدا صائم و أنتم كذلك لا تضيعوا أجر صيامه





آخر تعديل Musulman 2011-11-04 في 18:49.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 08:15 رقم المشاركة : 212

افتراضي


بارك الله فيك




  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 13:07 رقم المشاركة : 213

افتراضي





  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-05, 15:11 رقم المشاركة : 214

Icon3 دعاء يوم عرفة



اللهم إجعل مواضيعى في خدمة الإسلام و المسلمين ترفع بها درجاتى و تدلنى على عمل الخير و فعله اللهم إهد إخوانى و أخواتى المسلمات لما تحب و ترضى

أقدم لكم هذا الموضوع على بركة الله تعالى لإفادتكم بحول الله







في يوم عرفة كل ما حولك يحرك وجدانك، ويهيج أشجانك، ويهز أركانك.. منظر يتصدع له الفؤاد وإن كان قاسيًا، وموطن يثير المكامن فينحني عنده العبد مخبتًا خاضعًا، تسمع هذا يبكي، وذا يشكي، وثالث يُشجِي.

إنه بحق
يوم الدعاء والضراعة.
يوم الابتهال والمناجاة.
يوم التوجه والتمرغ.

وهذا ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم من أن خير الدعاء هو ما كان يوم عرفة، فقال عليه الصلاة والسلام: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة". قال الباجي: "أي أعظمه ثوابًا، وأقربه إجابة". وقريبًا من هذا التفسير نص عليه صاحب المنتقى إذ يقول مجليًا معنى الحديث: "يريد صلى الله عليه وسلم أنه أكثر ثوابًا للداعي، وأقرب إلى الإجابة، فإن الفضل للداعي إنما هو في كثرة الثواب، وكثرة الإجابة".

ولذا كان صلى الله عليه وسلم يحيي يوم عرفة بالضراعة والابتهال؛ يقول ابن القيم واصفًا حجته عليه الصلاة والسلام: "فلما أتى الموقف -يعني عرفة- وقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل حبل المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس، وكان في دعائه رافعًا يديه إلى صدره كاستطعام المساكين".

ومن دلالة صفة حجته -عليه الصلاة والسلام- استحب أهل العلم لمن وفقه الله إلى الوقوف بعرفة أن يكثر من مطلق الدعاء يوم عرفة راكبًا وراجلاًً، واقفًا وماشيًا، ومضطجعًا، ويلح على الله عز وجل أن يكتبه من أهل المغفرة، ويمنَّ عليه بالعتق من النار، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة إلى أن تغرب الشمس، تأسيًا به في ذلك عليه الصلاة والسلام. قال ابنُ عبد البر: "وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب".

وأما ما أُثِر وورد من الدعاء المستحب بخصوص يوم عرفة :


فأولاًً: ما ثبت من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".

وهنا سؤال وجيه: لماذا سمَّى قول لا إله إلا الله ... دعاء، ومعلوم أنه ذكر؟

يجيب على هذا التساؤل الإمام الطبري بقوله: "إنما سمي هذا الذكر دعاءً لثلاثة أوجه:

أحدها: أنه لما كان الثناء يحصل أفضل مما يحصل الدعاء أطلق عليه لفظ الدعاء؛ لحصول مقصوده، يقول الحسين بن الحسن المروزي: سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يوم عرفة فقال: لا إله إلا الله... إلخ، فقلت له: هذا ثناء وليس بدعاء. فقال: أما علمت ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى عبد الله بن جعدان يطلب نائله؟ فقلت: لا. فقال أمية:
أأذكر حاجتي أم قد كفــاني *** حيـاؤك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق وأنت فضـل *** لك الحسـب المهذب والثناء
إذ أثــنى عـليك المرء يومًا *** كفــاه مـن تعرضه الثناء

ثم قال: يا حسين، هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألة، فكيف بالخالق؟!

الوجه الثاني: معناه أفضل ما يستفتح "خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، ويدل عليه الحديث الآخر فإنه قال: "أفضل الدعاء أن أقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له...".

الثالث: معناه أفضل ما يستبدل به عن الدعاء يوم عرفة لا إله إلا الله...، والأول أوجه.

ثانيًا: يستحب للحاج الإكثار من التهليل والتكبير يوم عرفة؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنَّا المكبر، ومنا المهلل...". والتهليل والتكبير دعاء؛ لأنه بمنزلة استجلاب لطف الله تعالى كما ذكر ذلك الملا علي القاري. ولذا كان السلف يفضِّلون التكبير يوم عرفة كما يقول محمد بن سيرين: "حججت زمن ابن الزبير فسمعته يوم عرفة يقول: ألا وإن أفضل الدعاء اليوم التكبير. وهذا على الأفضل عنده، والله أعلم. وعن وبرة قال: سألت ابن عمر عن التلبية يوم عرفة، فقال: التكبير أحب إلي".

ثالثًا: التلبية، وهي مشروعة للمحرم متى بلغ ميقاته، فيلبي عند اجتماع الرفاق، أو متى علا شرفًا، أو هبط واديًا، وفي أدبار الصلوات، وإقبال الليل، وإدبار النهار، ولا يقطعها إلا عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر، كما نص على ذلك جمهور الفقهاء. ومن جملة تلك المواطن التي يتأكد فيها التلبية يوم عرفة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ أسامة بن زيد كان رِدْف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قالا: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبِّي حتَّى رمى جمرة العقبة". يقول ابن باز رحمه الله: "ويبقى فيها (أي: في عرفة) إلى غروب الشمس مشتغلاً بالذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والتلبية حتى تغيب الشمس، ويشرع الإكثار من قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ...".

وعمومًا فإنه ينبغي في موقف عرفة الإكثار من الأذكار والأدعية الواردة في الشرع في كل وقت، لا سيما في هذا الموضع، وفي هذا اليوم العظيم، وعلى العبد أن يختار جوامع الذكر والدعاء.

فهنيئًا لك عبد الله ..

يا من وقفت بعرفة بجوار قوم يجأرون إلى الله بقلوب محترقة، ودموع مستبقة! فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه! ومحب ألهبه الشوق وأحرقه! وراجٍ أحسن الظن بوعد الله وصدَّقه! وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه! وكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه! وحينئذ يطَّلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.

فاللهم لا تحرمنا فضلك، وألحقنا بركبهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .








  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-06, 12:16 رقم المشاركة : 215

Icon3 الأسرة المسلمة فى مواجة التحديات



اللهم إجعل مواضيعى في خدمة الإسلام و المسلمين ترفع بها درجاتى و تدلنى على عمل الخير و فعله اللهم إهد إخوانى و أخواتى المسلمات لما تحب و ترضى

أقدم لكم هذا الموضوع على بركة الله تعالى لإفادتكم بحول الله




الأسرة فى البيت المسلم هى الأصل ، إن لم تكن أسرة فلا مجتمع ، إن لم تكن أسرة فلا حياة .. إن المجتمع المسلم له أساس ، أساسه الذى يقوم عليه هو الأسرة ، والأسرة هى المِحضر التربوى الأول الذى يفرز هذه النماذج
إنك ثمرة أسرة ربيت فى بيت أبيك وأمك أصلا ثم خرجت الى الدنيا سمعت أذناك النصح ووعى قلبك فأنت نتاج هذه الأسرة ن بكل مآسيك وعيوبك بكل حسناتك أو ذنوبك ..
لماذا نتكلم عن الأسرة لأننا بحاجة الى اصلاح الأسرة المسلمة .. إن أكثر بيوت المسلمين اليوم ، آسف أن أقول تعانى من المشاكل .. أكثر بيوت المسلمين اليوم مليئة بالنكد ، أكثر بيوت المسلمين اليوم تعانى من التتفتت تعانى من التفرق ، تعانى من الشتات الأب فى واد والأم فى واد آخر، والأولاد فى واد ثالث ، ولذا يضيع الدين ويضيع الإلتزام
حين يخرج الولد من هذا البيت مريضا ، مريض القلب مريض النفس معقدا ماذا يستفيد المجتمع منه ، إن قضية الحنان الأبوي وحنان الأمومه إن لم يسقه الطفل بحث عنه فى الحرام عندما يكبر وكل هذا له تأثير فى الأصل

إن مما فطر الله عز وجل عليه الكائنات الحية في هذه الحياة الدنيا أن جعل الزواج طبيعة وجبلة فيها ، به يسكن بعضها إلى بعض ، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر ، فالزواج سكن نفسي ، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف ، ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل وقت وحال ، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن الامتزاجية والتزييف ، نعم ..
إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة فراش وجنس كما يفهم بعض الأزواج .. لا ، إنها علاقة حميمة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، العلاقة بين الزوجين علاقة عقل وعاطفة ، نعم .. عقل يسير أمور الحياة بحكمة وعاطفة تخفف من لهيب شمسها الحارقة ، العلاقة بين الزوجين علاقة قلبين وروحين بينهما من التقدير والاحترام والتعامل مالا يمكن رسمه أو وصفه .

وصدق القائل

روحُها روحي وروحي روحها ولها قلب وقلبي قلبهـا
فلنا روح وقلب واحــد حسبها حسبي وحسبي حسبها

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ سامية نبيلة طاهرة ، علاقة ربانية أنزل الله عز وجل في شأنها قرآنا يتلى إلى قيام الساعة " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "

إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه ، وكثيرون هم الأزواج الذين يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ؟ ولماذا يفشلون أحيانا في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ؟ ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين أولا وأخيرا ، إذْ لا بد من وجود المحبة بين الزوجين ، وليس المقصود بالمحبة هو ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ أخرى ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين ، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين مع بعضها البعض ،

ولذلك فلا ريب أن نسمع بين الحين والآخر كثيرا من الأزواج من يهمل حبيبة قلبه وينسي رفيقة دربه ويقسوا على نبع حنانه ويجفوا بحر أمانه ، لا ريب أن نرى بين الفينة والأخرى من يعرض عن ساكنة الوجدان ، ويسئ التعامل مع تلك الوردة الشذية، والزهرة الندية، والدرة السنية ،والزوجة الأبية ، نعم .. لا ريب أن نسمع جراحا غائرة ، ونوازل عاثرة ، ودموعا هامرة ، وأفئدة ملتهبة في علاقات كثير من الأزواج مع زوجاتهن ، لا ريب أن نسمع عن كثير من الزوجات ممن تصيح وتأن من معاملة زوجها تحت وطأة الضغط وبين جدران البيوت ، واللاتي يشكين في نفس الوقت من التصحر والجفاف في الحياة الزوجية ، ويفتقدن كثيرا من الكلمات العاطفية ، ويعانين جدباً في العبارات الغزلية ، والتي تتمنى الواحدة منهن أن تسمع من حبيب روحها وهوى فؤادها ، ما يسر فؤادها ، ويهز وجدانها ، وتطرب لها أركانها ، نعم .. كثيرمن الزوجات اللاتي يعشن حياة سطحية بائسة ولقاءات جافة جامدة لا تتجاوز أحاديث الحياة اليومية وهمومها ، والتذكير بالواجبات المنزلية ومشكلاتها .

فيا ترى .. ما هي الأسباب ولماذا هذا الإعراض ..؟ وكيف نعالج هذه الأسقام ..؟ وإلى متى يعيش الزوجان في قفص صغير لا يتجاوز حدود الأخذ والعطاء في الحياة اليومية .. ؟
أسئلة تبحث عن إجابة .. ولكن دعنى أقول لك !!! الأسئلة معك ومعها ... والإجابة أيضا كذلك .. ليست فلسفة ولكن دعنى أقول أجب أنت ...وتجيب هى ؟؟؟؟؟
أما أنا سأجيبك آخر البحث

ولكن دعنى أقول

إن الحياة الزوجية فى الإسلام لها ضوابط .. أنزل ربنا فيها قرآنا قال مولانا فى حق المرأة ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) وقال فى حق الرجال ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ).. نعم اننا بحاجة لأن نتكلم فى هذا الموضوع لأنه من الأهمية بمكان ، تكلمت فى محاضرة عندما تسود النساء نسأل الله أن يهدى نساء المسلمين وناديت الرجال لماذا تسود النساء لماذا تركب النساء لماذا تحكم النساء ، فكان الجواب من معظم من استشرتهم يقولون الإصلاح مستحيل .. أنا لاأعتقد أن الإصلاح مستحيل كل شئ ممكن لكنه صعب يحتاج الى تضحيات ، ورجال اليوم أضعف من أن يضحو

أيها الأخوة نريد أن نفهم معنى الأسرة إننا بحاجة الى تأسيس أسرة فلا بد أن نفهم معنى الأسرة المسلمة نريدها مترابطة متفاهمة ..
إن الإسلام حين شرع الزواج قال الله ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) وقال( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) وحين شرع الزواج قال الرسول ( يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج.... الخ وقال رسول الله لثلاثة النفر الذين جاؤا الى بيوت النبى يسألون عن عبادته ( أما أنا أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى
وحين شرع الإسلام الزواج ..
اشترط فى الزواج شروطا سنذكرها فى لقاء قادم ، وليس هذا محل الكلام اليوم وإنما أجتزأ جزيئة تهمنا وهى

أولا : الكفاءة

اشترط الإسلام الكفاءة ماهى ، أن يكون الزوج كفا للزوجة مناسب لها كف مناسب فى السن ، والعلم ، والعقل ، مناسب فى الطبيعة الإجتماعية ، فى المال والغنى والجاه ، مناسب فى الدين .. إن اشتراط الكفاءة يجعل التفاهم والترابط فى الأسرة قوى
إن من أخطر أسباب الفشل فى الزواج أن نتغاضى عن هذه الشرط وهو شرط الكفاءة .. إن العلماء يشتروطون فى الكفاءة الأصل ، فى الحسب والنسب ، بمعنى د مين ود بنت مين .. البعض يعتقد أن هذا كلام جاهلى ... لا دشرع ؟؟ اشترط الكفاءة قال رسول الله ( تجد الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا ) فيه رجاله رجاله ذهب معدن أصيل ، ورجاله ورق ،ورجاله زباله
اشترط الكفاءة فى النسب هذا متفق عليه فى النسب الحسب فى الدين فى المال .. إذا اخترت بنت الأصول بنت الحسب والنسب تقاربك ماديا وعقليا واجتماعيا.....ألخ
إن الفقهاء يشترطوا إن المرأة فى بيت أبيها إذا كان عند أبيها خادمة إذا طلبت منك خادمة هذا من حقها شرعا أن يأتى لها زوجها بخادمة
الشاهد أن الأسرة المسلمة متفككة نتيجة هذا الطياع فى الكفاءة .. الزوجة فى واد والزوج فى واد آخر.. ويخرج الأولاد مضيعون ضاع الترابط فى الإسلام

ثانيا : الأسرة المسلمة


آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ، رضيت بالله ربا مقسما للأرزاق ، وبالإسلام دينا ودستورا يحكم البيت وبمحمد قدوة ومثلا أعلى .. الأسرة المسلمة ليست أسرة ضائعة أسرة لها أصول وقواعد وثوابت ورواسخ هذه الأسرة تستمد أصولها من دين عظيم ، الأسرة المسلمة أسرة عظيمة عريقة .. رضيت بالله ربا ، والرب هو الذى يربى عباده بالرزق وليس الرزق المال يعتقد البعض أن الرزق المال فقط لا ، الأولاد رزق ، والصحة رزق ، والزوجة الصالحة رزق هذه الأسرة لما رضيت بالله ربا لم يعد فى هذه الأسرة اعتراض .. إن كثيرا من مشاكل البيوت قلة المال تحصل معركة فى المصاريف بين الزوج والزوجة وكلاهما معزور ، الرجل ليس معه ، ماذا يفعل يضرب الأرض تطلع فلوس، لكن الأسرة التى تعرف معنى توحيد الربوبية !! لا تحصل بينها مشاكل

توحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعال الله إن الذى يعطى ويمنع هو الله إن الذى يرزق ويقدر الرزق هو الله ، إن الذى يضع السعة أ والضيق هو الله إذا وجدت الزوجة الرجل فى ضيق لا تتهمه بالتقصير طالما يكد ويتعب واخذ بكل الأسباب لا تنكد عليه... ما لاتوجد فلوس نعمل ايه .. ماذا تفعل الزوجة تنشغل بالدعاء لزوجها أن يوسع الله رزقه والله لو فعلت هذا وتوجهت الله بالدعاء لستجاب الله لها

أين هى الزوجة التى تقول لزوجها إذا خرج من منزله تقول له يافلان أسأل الله أن يرزقك الحلال.. واياك والحرام اننا نصبر على جوع الدنيا أفضل من نصبر على عذاب الله يوم القيامة .. أين هى الزوجة التى تقول لزوجها يافلان إن لنا اليك حاجة رفعناها الى الله قبلك .. إن قضيتها كنت مأجورا مشكورا ، وإن لم تقضها كنت مشكورا معزورا ، أين الزوجة التى لايوقد فى بيتها نارا وإنما العيش على التمر والماء لو عشنا شهرا لانأكل الا اخبزا وتمرا وماء هنموت لا ، انظر الى قدوتك محمد صلى الله عليه وسلم كان يسأل أهله ، أعندكم طعام أحيانا يقولون ليس عندنا طعام نصوم ان شاء الله انظر الى رسول الله القدوة يريد أن يسجد ليس فى الغرفة مكان للسجود ، هذا البيت ليس عماره ولا شقة هذه غرفة ، لما يأتى للسجود لازم يغمز عائشة تلم رجليها من أجل أن يسجد !!!!! الآن نحن فى جنة

أين الزوجة الآن التى تعرف هذا ، أين أسماء بنت أبى بكر زوجة الزبير بن العوام تقول كنت أجمع النوى لفرس الزبير على مسافة بعيدة من بيتى وأدقه لفرس الزبير ، أين الزوجة المسلمة التى تعمل ولا تكل ولا تشتكى ... كل زوجاتنا اليوم فى رفاهية .... من أجل الخبز فرن بتوجاز ... الغسيل غسلالة تغسل ... العيش مخبوز وجاهز من الفرن ... كنيس البيت بالمكنسة الكهربائية ..

أين فاطمة بنت محمد تكل يدها من العمل من كثرة عمل البيت ، تطحن الدقيق بالرحى ، وتحمل قربة الماء على صدرها ، وتحمل على رأسها كل ما يحتاجه البيت .. وتقوم بخدمة زوجها على بن عمها ، يدها كلت قال لها علىُ اذهبى الى أباك واطلبى منه خادمة تعينك على قضاء مصالحك !!!!! وقد أتى الى رسول الله سبايا .. وذهبت فاطمة الى أبيها تطلب خادمة
قال لها أباها اجلسى يابنتى ، الا أدلك على ما هو خير لك ، قالت وما هو ياأبتاه قال حبيبنا يابنتى إذا آويت الى فراشك سبيحين الله ثلاثا وثلاثين وتكبيرين الله ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين ... هو خير لك من خادم

أين هى الزوجة التى يأمرها زوجها التى رضيت بالإسلام دينا حين يأمرها زوجها بالقرار... أن لا تخرجى من البيت حتى أعود .... هذا ديننا .... تقول انت هتحبسنى بين اربع حيطان هذا دين قال الله فيه ( وقرن فى بيوتكن ) دين وليس لعبة حين يأمرها الإسلام أن تقر فى البيت تلتزم ، حين يأمرها الدين أن لا تخرج الإ بإذن الزوج ماذا بعد لو ابوى حصل ليه حاجة أمى حصل لها حاجة برضه أقعد ، اقعدى هذا دين هذا شرع الله ، الله أمر والرسول طبق على زوجاته .... مع أنه الآن لايطبق

يرحم الله زمانا .. قال رجل لزوجته أيام رسول الله أنا خارج للتجارة وأصيكى أن لا تخرجى من البيت حتى أعود .. وخرج الرجل مسافرا وفى اليوم التالى جاء أخوها وقال لها يا أختاه إن أباك قد اشتد به المرض فتعالى لتعوديه .. اسمع أُخىَ ماذا فعلت وماذا قالت لأخيها هل لبست ثيابها وكسرت أوامر زوجها وضربت بكلامه عرض الحائض .. عندما نقول هذا الكلام لا تسمع الا تعليقات لا تسمن ولا تغنى من جوع كثيرا من الناس يقول د كان زمان كل شئ كان زمان الى أن ضاع الدين بين أيدينا ولم نسيطر على بيوتنا
اسمع معى ماذا قالت المرأة لأخيها قالت له ياأخى إن زوجى أوصانى بوصية أن لاأخرج من البيت حتى يعود ولكن إن كان لابد ولا محالة ، اذهب استأذن لى من رسول الله ، وذهب أخوها الى رسول الله وقص عليه كل شئ وكان المصطفى حكيما .. بعيد النظر ، نافذ البصيرة ،عميق الفهم ، عبقرى القلب ، اسمعوا الحكم من رسول الله .

قال له ياهذا أخبر أختك بأن طاعتها لزوجها أفضل من زيارتها لأبيها ، وبعد ساعات مات أبوها وجاء أخوها الى أخته وقال لها يأختاه إن أباك قد مات تعالى معى لتلقى عليه النظرة الأخيرة ، ماذا قالت المرأة الصالحة الصابرة قالت لأخيها لاأستطيع الذهاب معك حتى تستأذن لى رسول الله ، وذهب أخوها الى رسول الله وقص عليه كل شئ قال له المصطفى ياهذا أخبر أختك أن طاعتها لزوجها خير لها من رؤيتها لأبيها بعد موته

المرأة لا تخرج من بيت زوجها الا بإذنه إن أذن لها الزوج تخرج وإن لم يأذن لاخروج تلتزم إن طلبت الذهاب الى بيت أبيها ورفض الزوج لا تخرج وإن خرجت فهى عاصية ، فطاعة الزوج مقدمة على طاعة الأب والأم ، وعادة عندما نتكلم عن هذه الأمور نقول للأزواج دعها تذهب الى بيت أبيها وأمها لكن إن رفض الزوج تلتزم وإذا خرجت بغير إذنه وكسرت أوامره وضربت بكلامه عرض الحائط ماذا قال رسول الله فى الحديث الذى رواه بن عباس قال رسول الله (ايما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير اذنه لعنها كل شئ طلعت عليه الشمس حتى ترجع الى بيت زوجها )

المرأة إذا اختل توازنها اختل الكيان كله .. امرأة أوصاها زوجها وهو مسافر أن لا تخرج من البيت حتى يعود ومات أبوها ومع ذلك أبت أن تذهب الى أبيها لأن زوجها أوصاها ومكثت المرأة ياسادة فى بيتها ولم تر أباها الذى مرض ومات .. وعاد الزوج من تجارته وأخبرته الزوجة بما حدث ، وذهب زوجها الى رسول الله فقال له الرسول ياهذا أخبر زوجتك بأن الله تعالى قد غفر لأبيها اكراما لطاعتها لك

أين هى الزوجة التى رضيت بالإسلام دينا لا تنكد على زوجها بكثرة المشاكل فى البيت كل هذه المشاكل سببها ضعف الإيمان اللهم اهد نساء المسلمين واصلح رجال المسلمين واملأ بيوت المسلمين مودة ورحمة وأسأله أن يزوج بنات المسلمين برجال صالحين يكن عونا لهن على أمر دينهن وأساله أن يزوج شباب المسلمين من نساء صالحات يكن لهن عونا على أمر دينهن .. الأسرة المسلمة عليها تبعات
عندما تتزوج يكون لك بيت تحكمه، والبيت سكن والزوجة سكن ، ولا يعرف نعمة البيت الا المشردون فى الأرض انظرالى اخوانكم لما يهدم بيته امام عينيه وينام فى الشارع ساعتها تعرف نعمة السكن أهل العراق أفغانستان ... الخ عمرك شكرت نعمة البيت فهو سكن قال الله ( والله جعل لكم من بيوتكم سكن )البيت سكن والزوجة سكن قال الله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزوجة سكن والبيت سكن .. أبوك وأمك لهم حق فى بيتك أرحامك أخوك وأختك عمتك خالتك وأولادهم

البيت منارة للدعوة ومصنع تخريج الرجال ..

إذا الإسرة المسلمة رضيت بالله ربا .. الخ اسرة متناسقة فى الكفاءة الأب أب ، والأم أم ، والزوج زوج ، والزوجة زوجة ، لايوجد رجلان فى البيت البيت أسرة مسلمة تتحمل مسؤليتها كاملة

الأسرة المسلمة بنيت على الإستمرارية يعنى ايه يشترط الفقهاء لصحةعقد الزواج الإستمرارية يعنى نية التأبيد لو تزوج النهارده وفى نيته الطلاق بعد شهر بعد سنة أقل أكثر العقد باطل ، تتزوجها على التأبيد ولكن إن بدأ لك شئ وجاء الطلاق بغير قصد طلق لامانع

البيت بنى على الإستمرارية مش لازم تكون عايز الشئ كن فيكون تزوجت وجدتها عايبه ونايبه وخايبه وصوتها عالى اصبر، لا تجيد الضبخ تتعلم ، بتضبخ والملح زيادة نقول خخف الملح مش كل حاجة زعيق فى البيت وتعيش متعصب طول عمرك .. لازم تفهم إن البيت المسلم مبنى على الإستمرارية وتكون المعالجة هادئة سياسة النفس الطويل !!
لاتصلى علمها ، صلى معها تصلى فى المسجد ثم عد صلى معها ينفع ، ينفع كما كان يفعل معاذ بن جبل كان يصلى مع النبى ثم يعود يصلى مع أهله سياسة النفس الطويل فى البيت المسلم .. إذا كان الله قال فى حقه ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) إذا كان الله قال فى كتابه واصطبر أنت لا تصطبر


إن مما فطر الله عز وجل عليه الكائنات الحية في هذه الحياة الدنيا أن جعل الزواج طبيعة وجبلة فيها ، به يسكن بعضها إلى بعض ، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر ، فالزواج سكن نفسي ، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف ، ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل وقت وحال ، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن الامتزاجية والتزييف ، نعم ..

إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة فراش وجنس كما يفهم بعض الأزواج .. لا ، إنها علاقة حميمة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، العلاقة بين الزوجين علاقة عقل وعاطفة ، نعم .. عقل يسير أمور الحياة بحكمة وعاطفة تخفف من لهيب شمسها الحارقة ، العلاقة بين الزوجين علاقة قلبين وروحين بينهما من التقدير والاحترام والتعامل مالا يمكن رسمه أو وصفه .

ولكن لماذا نعيب على الزوجات ... ألسنا نحن فينا العيوب

الزوج أحيانا لا يهتم بزوجتة، يكون دائما عابس الوجه ضيق الصدر ، سيء الطبع ، ذميم الخلق سريع الغضب , لكنه بشوشا مع أصحابه وزملائه متوددا لأقربائه وجيرانه ، أما مع الزوجة لاترى إلا التوبيخ والمعاملة السيئة
أخى إن الحب من أهم المحركات الرئيسية للحياة الزوجية ، إذا فقد فقدت الحياة واللذة الزوجية ، وإذا وجد وجدت الحياة ولذتها ، ولئن كان الماء سر وجود الكائنات فالحب سر وجود الأرواح وصدق من قال :
إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغـض
إنها أفئدة تهــــوى وتأبى هَتـك عرض
وجفون حــــذرات تلمح الحسن فتغضي
لا بد أن تعلم أن الزوجة شقيقة الرجل ، هي نور المنزل وجماله ، والقائمة عليه والمدبرة لشؤونه ، الزوجة صانعة الأجيال ومربية الأطفال وحاملة الأولاد وحاضنة الأبطال ، كم تعبت في حملها ، وقاست الآلام في جسدها وتعرضت للهلاك في وضعها ، مشقة في إرضاعها ، سهر وتضحية براحتها لأولادها ، كم تعبت الزوجة أيها الزوج واسترحت ، وسهِرتْ ونمت ، حملت أولادك خِفّا ووضعتهم شهوة ، وحملتهم كرها ووضعتهم كرها ، تحملتْ ضجيج الأطفال وتبرمتَ ، اقتربتْ هي منهم وابتعدت ،

هل فكرت في حالك أيها الزوج لو مرِضَتْ زوجتك في يوم من الأيام وبقيَتْ على سريرها الأبيض في المستشفى لا قدر الله وبقيتَ أنت أسير المنزل مع أطفالك ، هل تستطيع الصبر على ضجيجهم ؟ هل تتحمل مشاجراتهم ؟ ما هو حالك وإياهم مع الغداء والعشاء ؟ ما حالك معهم في نظافة المنزل وملابس الأطفال ؟ بل نظافة أبدانهم ؟ وإماطة الأذى عن الرُضَع منهم ؟ كيف أنت في الصباح الباكر وأنت تجهزهم بثيابهم إلى مدارسهم ؟ أضنك حينئذ أنك غيرَ محسود على ما أنت فيه من العنت والشقاء ..

نعم.. الزوجة قلب رقيق ، وعاطفة جياشة ، وفؤاد حنون ، الزوجة هي المودة والرحمة ، والسكن والنعمة والجمال والبسمة ، تُظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة الزوجة ، وتعبس الأحداث في دنيا الزوج ، فيعزف ألحان الرضى على نغمات الزوجة ،
وتقسوا الليالي الظلماء فتذوب قسوتها بزلال من حنان الزوجة ، نعم .. الزوجة بطبيعتها تأسرها الكلمة الجميلة ، وتهزها العبارة الرقيقة ، وتسحرها الابتسامة الصافية ، وتذيبها المشاعر الصادقة ، وتسلب فؤادها المعاملة الحسنة المهذبة .

أن كل زوجة على وجه هذه البسيطة تحب أن تسمع من زوجها كلمات المدح والثناء ، وأن يصفها بالحسن والجمال والملاحة والدلال ، إن كل زوجة في هذه الدنيا تتمنى أن يكون زوجها قويا في شخصيته وتعامله ، سواء معها أو مع الآخرين ، فهي تكره الزوج الضعيف ، المنخذل الشخصية ، المتردد الغير حازم وجازم ، فلا تستشعر بكيانها الأنثوي الرقيق الضعيف إلا إذا كان زوجها قوي الكيان ، مستقلّ التفكير ، رجلا فذّا
لكن تلك الشخصية القوية وتلك الرجولة الفذة لا تعني بحال من الأحوال ، أن تكون أيها الزوج ظالما مستبدا في تعاملك مع زوجتك ديكتاتورا متسلطا في علاقتك معها ، لا همّ لك إلا إصدار الأوامر وإبداء النواهي ، نعم .. لا تعني تلك الشخصية القوية أن تكون مع زوجتك عنيفا قاسيا بذيء اللسان سييء الأخلاق .

إن أكبر خطئ يرتكبه بعض الأزواج اليوم أنهم يعاملون نسائهم كما كان أباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي ، نعم .. إن الزوجة اليوم تختلف عن الزوجة الأمس ، فزوجة اليوم تواجه موجات من الثقافات والآراء ، إنها اليوم تشاهد وتقرأ وتسمع ، إنها ترى ما لم يُرى من قبل ، وهي في أمسّ الحاجة اليوم إلى الإقناع والحجة كما هي في نفس الوقت بحاجة إلى الحب والعطف والتقدير ، إنه وللأسف ومع بالغ الأسى والحسرة لا يعرف كثير من الأزواج كيف يتعامل مع زوجته ، لا يعرف كيف تفكر أنثاه ، وبماذا تشعر وتحس ،

كم من زوج أبكى زوجته وما أفرحها ؟ كم من زوجة فقدت الكلمة الطيبة الرقيقة الحانية من زوجها ؟ من منا يُبدي إعجابه بما عملته زوجته أثناء غيابه من تنظيم أو ترتيب أو أكل أو شرب ..؟ من منا يُخرج عبارات اللطف والثناء والتقدير ويجلس مع زوجته ليحدثها ويضاحكها ويشاركها همومها ويطلب منها رأيها ويثني عليها حتى ولو لم يكن رأيها صائبا ؟ من منا ينتزع نفسه من سهراته وجلساته ليسهر مع درة زمانه وحبيبة قلبه ومهجة فؤاده ، ويخصص يوما ليخرج فيه مع زوجته فيغير من جوِ المنزل ورَتابةِ الحياة ..؟

من منا يشتري الهدية المقبولة بين الفينة والأخرى ويفاجئ بها زوجته ويقدمها لها معبرا عن حبه وتقديره وارتباطه بها ..؟ من منا يستعد للتنازل عن رأيه في مقابلِ رأي زوجته الذي لربما لم يقدم ولن يؤخر شيئا في حياته اليومية ..؟
من منا يتلمّس حاجة الزوجة ومطالبها ويسعى جاهدا لتحقيقها مؤكدا بذلك على اهتمامه بخصوصياتها وحرصه على تحقيق طلباتها ..؟ من منا يقدر أهل زوجته ويحسن إليهم امتدادا لتقدير الزوجة ومراعاة شعورها ..؟

من منا من يتغاضى عن العيوب والزلات وينبه عليها بطريقة حكيمة وغير مباشرة ..؟ من منا يساعد زوجته في شؤون منزله تخفيفا عليها ورحمة بها ..؟ كم هم أولئك الأزواج الذين يظنون أن المهم الأهم في الحياة الزوجية الأكل والشرب وتقديم طلباته غضة طرية سريعة ، كم هم الأزواج الذي يتناسون أن الابتسامة والرقة والرحمة والحنان والاحترام لكيان الزوجة ، وتقديرها مشاعرها هو الذي يكسبها احترامها له ، وهيبتها منه وتوقيرها لكلامه ، وقبولها لآرائه وأفكاره ،

يظن بعض الأزواج أنه بقسوته مع زوجته وغلظته وتسلطه عليها وجفائه في التعامل معها ، يفرض عليها هيبته ويكسب تقديرها واحترامها له ، وطاعتها لأوامره ، فلا تجرؤ على مخالفته أبدا ، فتكون عنده خادمة مطيعة ، ويظن آخرون أنه باعتذاره من زوجته إذا أخطأ عليها أو تعامل معها برقة وحنان وعطف ولطف ، يفقد احترامها وتقديرها ، وتسقط مهابته من قلبها ، وكل هذه وربي هي في الحقيقة مفاهيم مغلوطة معكوسة تعشعشت في عقول كثير منا إلا من رحم ربي ، بل إنه لا يعرف وربي حقيقة هذه المفاهيم إلا من عرف طبيعة نفسية الأنثى الرقيقة الحساسة ،

فها هو رسول الهدى ونبي التقى صلى الله عليه وسلم يضع لنا أسسا لبناء الحياة الزوجية ، من تقدير واحترام ، وتودد ومحبة ومكارم أخلاق ليعلن للعالم صلى الله عليه وسلم أن في ديننا حبا ومودة ومشاعر وأحاسيس ، ليعلن للعالم أجمع أن هذه الشريعة مليئة بالحب الصافي والنبع الحاني ،
ولكن العيب فينا نحن أيها الأزواج ، نعم .. العيبُ فينا ، لا في غيرنا ، فما أكثر تلك المواقف التي توضح المحبة والمودة في حياته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في التعامل معهن ، وسأعرض الكثير من هذه الصور


نعم .. أيها الزوج :

تتمنى الزوجة منك أن تلاطفها أثناء التعامل اليومي ، وهذه الملاطفة والمداعبة والملاعبة عبادة تؤجر عليها إذا ما نويت بها وجه الله عز وجل ، أما سمعت يوم من الأيام عن نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يلاطف ويداعب أزواجه ويراعي شعورهن ..؟ أما قرأت في سيرته العطرة الطاهرة كيف كان يجلس معهن ويقلب النظر إليهن ليُمتعهن ويتمتع بهن ..؟ وهو من ؟
إنه القائد الأعلى والزوج الأكمل ، إنه من كمل مع زوجاته ، وكملن معه عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهن ، كيف لا ..؟ وهو القائل " كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب ، إلا أن يكون أربعة ، وذكر منها ملاعبة الرجل امرأته " [ رواه النسائي وقال الألباني صحيح الإسناد

صور من مداعبة النبي صلى الله عليه سلم لأزواجه

الملاعبة والمداعبة والمؤانسة للزوجة لها صور متعددة أذكرها لك أخي الزوج وأذكّرك بها ، لكن قبل أن تسمع مني بعض هذه المداعبات والملاعبات والملاطفات مع زوجتك ******* حاول أن تجرب ولو مرة وسترى الشعور ، نعم .. جرِّب وسترى والله الأنس والابتهاج والارتياح والاستقرار في بيتكما بيت الزوجية ، إن من الصور التي كان يتعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته ما يلي

1-لقد كان صلى الله عليه وسلم يُطعم زوجاته ويسقيهن بيديه الكريمتين الشريفتين الطاهرتين ، نعم .. قد تعجب أيها الزوج من هذه المعاملة ، ولربما سفهت منها وتذمرت من صنيعها ، لكنه الواقع يحكيه لك رسولك صلى الله عليه وسلم حيث يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما زاره في بيته وهو مريض ، قال له " حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة "
فما أجمل الإسلام وما أشمل تعاليمه ، لقمة لكنها تقرب الزوجين إلى أن يسكن أحدهما إلى الآخر ، لقمة لكنها تهدف إلى إيجاد محبة ومودة بين الزوجين ، لقمة لكنها ترسم الابتسامة على شفتي زوجين متحابين ، إنها لو تأملتها أخي الزوج المبارك هي والله لقمة لا تقدم ولا تؤخر ، لكنه الشعور والتضامن عقِب هذه اللقمة من حسن العشرة ورقة الطبع وتآلف القلوب .


2- لقد كان عليه الصلاة والسلام يشارك أزواجه في الشراب من كأس واحدة ، بمعنى : أنه يشرب مما تشرب منه زوجته عليه الصلاة والسلام ، نعم .. لا بد أن تتنازل أخي الزوج عن العنجهية الخرقاء والأغلاط المفهومة التي ربما حملت شيئا منها في ذهنك .
اسمع إلى أمك أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها تحكي حالها وواقعها مع زوجها الكريم صلى الله عليه وسلم ، ماذا تقول ؟ تقول رضي الله عنها : كنت أشرب وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه ( أي فمه ) على موضع فيَّ فيشرب عليه الصلاة والسلام ، الله أكبر ما هذه المعاملة الحسنة ..؟ أيُ روعة يضربه لنا عليه الصلاة والسلام من هذا الموقف ، هكذا كان في إظهار المحبة والمودة لأزواجه عليه الصلاة والسلام ، نعم ..

أين أنتم يا من تتبرمون من زوجاتكم وتعادونهن أثناء ووقت عادتهن ، لقد حدثني أحد الأزواج الذي كان يحمل فكرا ومنهجا شيطانيا مع زوجته ، نعم .. أقولها بكل صراحة ، كان يحمل منهجا وفكرا شيطانيا حدثني وأنا أرى الافتخار والبهجة تملأ نفسيته قائلا : إني والله لا أعرف زوجتي متى ما بليت بهذا العفن ؟ ( يقصد عفن الدورة الشهرية ) وأردف قائلا :
بل والله إني لا أركبها معي في السيارة إلا ورائي وخلف ظهري ، ولا أحاول إركابها بجانبي ، لقد والله كنت أنام في غرفة وحدي وهي في غرفتها لوحدها ، إني أقول لهذا الزوج ولأمثاله .
أقول لهم : إن تصرفكم هذا لهو الجنون والسفه بعينه ، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يشرب من موضع فم عائشة رضي الله عنها وهي حائض ، بل كان يضع رأسه عليه الصلاة والسلام في حضنها وهي حائضة: بل إنه كان يأمرها أن تتزر ويصنع معها كل شئ وهى حائض الا النكاح
فقلي بربك عليك من أنت أيها الزوج ؟ نعم .. من أنت حين تعامل زوجتك هذه المعاملة ؟ أأنت أفضل من هذا النبي الطاهر الزكي الباهر ؟ أرجوا أن تحسب الموازين والمعاملة مع زوجتك ؟ فهي نبع فؤادك وصفاء قلبك ...







  رد مع اقتباس
قديم 2011-11-10, 20:50 رقم المشاركة : 216

Icon3 سيرة أم المؤمنين زينب ـ عِبَر وحِكَم ـ



اللهم إجعل مواضيعى في خدمة الإسلام و المسلمين ترفع بها درجاتى و تدلنى على عمل الخير و فعله اللهم إهد إخوانى و أخواتى المسلمات لما تحب و ترضى

أقدم لكم هذا الموضوع على بركة الله تعالى لإفادتكم بحول الله





أراد الإسلام أن يقضي على عادات الجاهلية والفوارق الطبقية ، ليكون الناس سواسية ، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ، وكان الموالي ـ وهم الذي جرى عليهم الرق ثم تحرروا ـ طبقة أدنى من طبقة السادة ، وكان من الموالي زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

فرأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يزوج زيدا من شريفة بني أسد، وهي ابنة عمته زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ، ليقضي على الفوارق الطبقية بنفسه، وكانت هذه الفوارق من العمق بحيث لا يقضي عليها إلا فعل واقعي من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

وكان زيد ـ رضي الله عنه ـ من أحب الناس إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فهو الذي أعتقه وتبناه ، وكان له بمثابة الأب . وكان التبني عادة منتشرة في ذلك الوقت، فأراد الله ـ عز وجل ـ أن يبطل هذه العادة الجاهلية، فاختار رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتحمل تبعات هذه المهمة .

فقد شاءت حكمة ـ الله تعالى ـ أن لا يتوافق زيد وزينب ـ رضي الله عنهما ـ في زواجهما، وكان قبل ذلك يشتكي زيد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عدم استطاعته البقاء مع زينب ويريد طلاقها، ورسول الله يأمره بإمساك زوجه ، مع تقوى الله ، حتى أذِن الله بالطلاق، فطلقها زيد ، بعد أن مكث معها ما يقرب من سنة، كما ذكر ذلك ابن كثير .

فأمر الله ـ عز وجل ـ رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالزواج من زينب بعد طلاقها من زيد ـ رضي الله عنه ـ .. وأنزل الله في ذلك قوله: { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }(الأحزاب:37) .

وكان خاطِبُ زينب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو زوجها الأول زيد ، ليقطع بذلك ألسنة المتقولين ، وما قد يزعمونه من أن طلاقها وقع بغير اختيار منه ، وأنه قد بقي في نفسه من الرغبة فيها شيء .

وفي هذا يقول ابن حجر : " هذا من أبلغ ما وقع في ذلك ، وهو أن يكون الذي كان زوَّجها هو الخاطب ، لئلا يظن أحد أن ذلك وقع قهراً بغير رضاه " .

وقد ظهر في قصة زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أم المؤمنين زينب ، فضل زيد وزينب ـ رضي الله عنهما ـ .

ففي قول الله تعالى: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا } منقبة عظيمة لزيد بن حارثة - رضي الله عنه - فقد انفرد وحده دون الصحابة، بذكر اسمه في القرآن الكريم، إذ لم يذكر اسم أحد في القرآن الكريم، إلا لنبي من الأنبياء ولزيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ .

قال السهيلي : " كان يقال: زيد بن محمد حتى نزل: { ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ } فقال : أنا زيد بن حارثة ، وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد، فلما نُزِع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، أكرمه الله وشرفه بخصوصية لم يخص بها أحدا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي أنه ذكره باسمه في القرآن الكريم، فقال الله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا }، وفي ذلك تأنيس له ، وعوض من الفخر بأبوة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ له " .

أما زينب ـ رضي الله عنها ـ فكان زواجها من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمر ربه، وهو الذي زوَّجه إياها، قال تعالى: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } (الأحزاب: من الآية37) ، وفي هذا شرف عظيم ومنقبة جليلة لزينب ـ رضي الله عنها ـ، ومن ثم كانت تفاخر بذلك .


عن أنس - رضي الله عنه - قال: ( كانت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ تفخر على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات )(البخاري) .

ومن مناقبها ـ رضي الله عنها ـ أنها في حادثة الإفك، أثنت على عائشة ـ رضي الله عنها ـ خيراً، عندما استشارها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما أشيع عن عائشة ، فقالت زينب ـ: ( يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فعصمها الله بالورع )(البخاري) .

فمن مناقبها ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت ورعة ، تديم الصيام والقيام ، كثيرة التصدق وبذل الخير .. وقد أحسنت عائشة ـ رضيالله عنها ـ في الثناء علىزينب ـ رضي الله عنها ـ فقالت : " ولم أر امرأة قَطْ خيراً في الدين من زينب " .

وفي زواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زينب ـ رضي الله عنها ـ القضاء على عادة التبني، إذ كيف يتزوج الرجل امرأة ابنه؟، وقد كانت هذه العادة الجاهلية مستحكمة في نفوس الناس، وقد أخذت أبعادها مع مرور الزمن، فكان هذا الزواج المبارك إلغاءً عمليا لهذه العادة الجاهلية، التي تؤدي إلى اختلاط الأنساب، وضياع الحقوق .

لقد كان زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ إحدى دلائل نبوته ، وذلك لما تضمنه هذا الزواج من معاتبة الله له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي معاني لو لم يكن ـ عليه الصلاة والسلام ـ نبياً لأخفاها عن الناس ، حفظا لسمعته وصونا لهيبته ، لكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكتمها ، بل بلغها ، وبلاغه لها ـ صلى الله عليه وسلم ـ دليل صريح على أنه رسول الله حقاً، والمبلغ عن الله صدقاً .

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( لو كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كاتماً شيئا مما أُنزل عليه ، لكتم هذه الآية : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ })(مسلم) .

وفي وليمة زواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزينب ـ رضي الله عنها ـ علامة أخرى من علامات نبوته ، وهي تكثير الطعام بدعوته ، وفيها أيضا كان نزول آية حجاب نسائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما شُرع من آداب الضيافة .

فعن الجعد عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( تزوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سليم حيسا(تمر مخلوط بسمن)، فجعلته في توْر(إناء)، فقالت: يا أنس ، اذهب بهذا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، قال: فذهبت بها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقلت: إن أمي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، فقال: ضعه، ثم قال: اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا، ومن لقيت، وسمى رجالا. قال : فدعوت من سمى ومن لقيت، قال: قلت لأنس : عدد كم كانوا؟ قال : زُهَاء ثلاثمائة، وقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا أنس ، هات التور، قال : فدخلوا حتى امتلأت الصُفَّة والحجرة، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ليتحلق عشرة عشرة، وليأكل كل إنسان مما يليه، قال: فأكلوا حتى شبعوا, قال : فخرجت طائفة ودخلت طائفة، حتى أكلوا كلهم، فقال لي: يا أنس، ارفع ، قال : فرفعت، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت . قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فخرج رسول الله صلى ـ الله عليه وسلم ـ فسلم على نسائه ثم رجع، فلما رأوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه، قال: فابتدروا الباب فخرجوا كلهم، وجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حتى أرخى الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقرأهن على الناس: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً }(الأحزاب:53) .

قال الجعد: قال أنس بن مالك : أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات، وحُجِبْن نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(مسلم) .

ومع ما تحقق في هذا الزواج المبارك من حِكَم ومقاصد شرعية وآداب إسلامية، فقد شكل أحد الشبهات التي وجهها المستشرقون والمنافقون لسيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهذا من قلبهم للأمور وتزييفهم للحقائق .

وهذه الشبهة قديمة تتكرر بين الحين والحين ، ولا تقوم على أساس ، تغذيها أحقاد وضغائن ، سرعان ما تنقشع ، إذ كيف يتحول موطن المدح إلى ذم ! . والروايات التي يستدل بها هؤلاء المنافقون، وتشير إلى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان قد وقع في قلبه حب زينب ـ رضي الله عنها ـ، كلها روايات ضعيفة ، لم تثبت من أي وجه يصح الاحتجاج به ، بل إن ظاهر القرآن الكريم يردها، لأن نص الآية دل على أن الله سيظهر ما أخفاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال تعالى { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ }(الأحزاب: من الآية37)، وما أبداه الله هو زواجه من زينب ـ رضي الله عنها ـ، لا حبه وتعلقه بها، كما قال سبحانه:{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا }(الأحزاب: من الآية37) .

ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم مما أباحه الله له وخصه به من الزواج بأكثر من أربع، لم يكن يرتبط زواجه بعامل الشهوة ، بل بمصالح شرعية معتبرة، فقد يتزوج ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرأة تأليفا لقلب عدو له ، كما تزوج أم حبيبة تأليفا لقلب والدها أبي سفيان ، وقد يتزوج المرأة الأرملة شفقة عليها وحفظا لأولادها، وإكراما لزوجها الذي استشهد في سبيل الله، كما تزوج أم سلمة زوجة الصحابي الشهيد أبي سلمة ، وقد يتزوج المرأة إكراما لصديق، وتوثيقا لعلاقته به، كما تزوج عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمررضي الله عنهم جميعا .

وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أم المؤمنين زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ هي أول زوجاته وفاة بعده، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (.. أسرعكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً، قالت: فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطول يداً، قالت:فكانت أطولنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وَتَصَدَّق )(البخاري).

قال الذهبي في السير: " .. وإنما عني بطول يدها بالمعروف ، إذ كانت ـ رضي الله عنها ـ سخية، كثيرة الصدقة والبذل وصلة الرحم ".

وصدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ أول زوجاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفاة بعده ، ودُفنت بالبقيع ، فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين .

إن زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأم المؤمنين زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ وما نزل فيه من القرآن ، وما واكبه من أحداث ، فيه من العبر والحِكم الكثير، والتي ينبغي الوقوف معها للاستفادة منها في واقعنا وحياتنا .









  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:38


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت