تعليم الناس أصول العقيدة وتفقههم في الدين

°~|| تعليم الناس أصول العقيدة وتفقههم في الدين ||~°

لا شك بأن تعليم الناس أصول العقيدة وتفقههم في الدين من أجل أهداف خطبة الجمعة، وهي عبارة عن تعليم الناس ما يحتاجون إليه من عقائد وأحكام؛ ليرتفع عنهم الجهل، ويتفقهوا في دين الله تعالى، وقد امتدح الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- لاتصافه بهذه الخصلة العظيمة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ (سورة الجمعة آية: 2).

ورغّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا العمل الجليل، وبين عظم أجره وثوابه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ﴾.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وكان مدار خطبه على حمد الله، والثناء عليه بآلائه، وأوصاف كماله ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام".

ويقول في موضع آخر : "وكان يعلم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام، وشرائعه، ويأمرهم وينهاهم في خطبته إذا له أمر أو نهي".

ولحرصه -صلى الله عليه وسلم- على أن يفهم أصحابه كلامه وتعليمه، ثبت في الصحيح أنه -صلى الله عليه وسلم- إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لِيُفْهِمَ.

وكانت عائشة -رضي الله عنها- تقول: ( كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه ) .

وكان جابر بن سمرة -رضي الله عنه- يقول: ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هن كلمات يسيرات ) .

ومما لا شك فيه أن إعادة الكلمة ثلاثا مع قلة الكلام وقصر الخطبة كل ذلك يساعد على الفهم والتعلم.

وينبغي للخطباء الاهتمام والعناية بهذا الهدف السامي في خطبهم؛ لما يتضمنه من نفع عاجل وآجل لكل مسلم في أمور دنياه وأخراه.




بقلم: أحمد عبد السلام