منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-02, 12:06 رقم المشاركة : 1



Great 491 من صحابة رسول الله صلي الله عليه و سلم (متجدد)












مرحبا بكم زوار و رواد جوهرتنا أسعد الله صباحكم

اليوم أقدم لكم موضوع حول صحابة محمد صلى الله عليه و سلم

على بركة الله تعالى

نبدأ في العمل









هم حوالي 491 صحابي (و الله تعالي اعلم) هم بالترتيب الابجدي:

ازداد بن فساءة الفارسي
ازيهر مولى سهيل بن عمرو
الأحمري
الأحوص بن عبد بن أمية
الأحوص بن مسعود بن كعب
الأخرم الهجيمي
الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري
الأخنس السلمي
الأخنس بن شريق بن عمرو
الأدرع السلمي
الأرقم الجني
الأرقم بن أبي الأرقم
الأزرق بن عقبة
الأسفع البكري
الأسفع الجرمي
الأسقع والد واثلة بن الأسقع
الأسلع الأعرجي
الأسود بن البختري بن خويلد
الأسود بن أبي الأسود النهدي
الأسود بن أ*** المحاربي
الأسود بن ثعلبة اليربوعي
البراء بن عازب
البراء بن معرور
الحارث بن الحارث
الحارث بن ربعي
الحسن بن علي
الحسين بن علي
الزبير بن العوام
العاص بن هاشم بن الحارث
العباس بن عبد المطلب
العلاء بن الحضرمي
الفاكه بن بشر.
الفضل بن العباس
القاسم بن محمد
القعقاع بن عمرو
المغيرة بن شعبة
المقداد بن عمرو
المقدام بن معدي كرب
النابغة الجعدي
الوازع أبو ذريح
الوازع بن الزارع
الوازم بن زر
الوليد بن القاسم
الوليد بن الوليد بن المغيرة
الوليد بن جابر
الوليد بن زفر
الوليد بن عبادة
الوليد بن عبد شمس
الوليد بن عقبة
الوليد بن عمارة
الوليد بن قيس
اليمان بن جابر
أبان بن سعيد بن العاص
أبرهة بن الصباح الحبشي
أبرهة بن شرحبيل
أبو الدرداء الأنصاري
أبو العاص بن الربيع
أبو أمامة الباهلي
أبو أيوب الأنصاري
أبو بكر الصديق
أبو ذر الغفاري
أبو زمعة البلوي
أبو سعيد الخدري
أبو سفيان بن الحارث
أبو سفيان بن حرب
أبو طلحة
أبو عبيدة عامر بن الجراح
أبو موسى الأشعري
أبو هريرة
أبي بن القشب الأزدي
أبي بن أمية بن حرثان
أبي بن ثابت الأنصاري
أبي بن شريق
أبي بن عجلان الباهلي
أبي بن عمار
أبي بن كعب بن عبد ثور المزني
أبي بن كعب بن قيس
أبي بن مالك القشيري
أبي بن معاذ بن أنس
أبي حميد الساعدي
أبيض الجني
أبيض بن أسود
أبيض بن حمّال
أبيض بن عبد الرحمن بن النعمان
أبيض بن هنى بن معاوية
أثال بن النعمان الحنفي
أثبج العبدي
أثيلة الخزاعي
أثيلة بنت راشد الهذلية
أحمر أبو عسيب
أحمر بن سليم
أحمر بن سواء بن عدي
أحمر بن قطن الهمداني
أحمر بن مازن بن أوس
أحمر بن معاوية بن سليم
أحمر مولى أم سلمة
أحيحة بن أمية بن خلف
أدهم بن حظرة اللخمي الراشدي
أذينة بن سلمة بن الحارث
أربد بن جبير
أرطاة بن كعب بن شراحيل
أرقم بن أبي الأرقم
أروى بنت عبد المطلب
أروى بنت كريز
أزهر بن خميصة
أزهر بن عبد عوف
أزهر بن منقر
أسامة الحنفي
أسامة بن أخدري التميمي
أسامة بن خريم
أسامة بن زيد بن حارثة
أسامة بن شريك الثعلبي
أسامة بن عمير بن عامر
أسد بن حارثة الكلبي
أسد بن خزيمة
أسد بن خويلد
أسد بن سعية القرظي
أسد بن عبد الله
أسد بن كرز بن عامر البجلي [1]
أسد بن كعب القرظي
أسد مولى رسول الله
أسعد بن حرام الخزرجي
أسعد بن زرارة
أسعد بن سلامة الأشهلي
أسعد بن عبد الله بن مالك
أسعد بن عطية بن عبيد
أسعد بن يربوع الأنصاري
أسعد بن يزيد بن الفاكه
أسلم الراعي الأسود
أسلم الطائي
أسلم بن الحارث بن عبد المطلب
أسلم بن بجرة
أسلم بن جبيرة بن حصين
أسلم بن عميرة
أسماء بن حارثة بن سعيد
أسماء بن ربان بن معاوية
أسماء بن مالك الكعبي
أسماء بنت أبي بكر
أسماء بنت يزيد
أسيد بن حضير
أم حبيبة
أم سلمة
أم سليم بنت ملحان
أم عمارة
أم قيس بنت مِحصن الأسدية
أم كلثوم بنت عقبة
أم كلثوم بنت محمد
أم هانىء بنت أبي طالب
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع
أنس بن النضر
أنس بن مالك
أوس بن ثابت
إبراهيم الطائفي
إبراهيم بن جابر
إبراهيم بن عباد بن أساف
إبراهيم بن قيس بن حجر
إبراهيم بن محمد
إساف بن أنمار السلمي
إسحاق الغنوي
إسماعيل بن سعيد بن عبيد
إسماعيل بن عبد الله الغفاري
براء بن مالك
برح بن عسكر
بركة أم أيمن
بلال بن رباح
ثابت بن الدحداح
ثابت بن زيد بن وديعة
ثعلبة بن عبد الرحمن
جابر بن عبد الله
جبير بن مطعم
جرير بن عبد الله بن جابر البجلي [2]
جعفر بن أبي سفيان
جعفر بن أبي طالب
جندب بن زهير
جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي
جندب بن كعب
جويرية بنت الحارث
حاطب بن أبي بلتعة
حبيب العنزي
حدرجان بن مالك
حذيفة بن اليمان
حسان بن ثابت
حفصة بنت عمر بن الخطاب
حليمة السعدية
حمزة بن عبد المطلب
حنظلة بن أبي عامر
حواء الأنصارية
خالد بن الوليد
خالد بن سعيد بن العاص
خباب بن الأرت
خباب والد عطاء
خبيب بن عدى
خديجة بنت خويلد
خولة بنت عامر
خيرة بنت أبي حدر الأسلمي
دحية بن خليفة الكلبي
رافع بن خَديج
رقية بنت محمد
زهير بن سليم
زيد الخير
زيد بن ثابت
زيد بن حارثة
زيد بن سهل لأنصاري
زينب بنت جحش
زينب بنت خزيمة
زينب بنت محمد
سالم مولى أبي حذيفة
سعد بن أبي وقاص
سعد بن عبادة
سعد بن معاذ
سعيد بن زيد
سفيان بن عوف
سلمان الفارسي
سلمه بن سعد العنزي
سمية بنت خياط
سهل بن سعد
سهيل بن عمرو
سودة بنت زمعة
سيرين بنت شمعون
شرحبيل بن حسنة
صخر بن وادعة
صفوان بن أمية
صفية بنت حيي بن أخطب
صفية بنت عبد المطلب
صيفي بن الأسلت
طارق بن شهاب البجلي [3]
طفيل بن عمرو الدوسى
طلحة بن عبيد الله
عائشة بنت أبي بكر
عامر بن واثلة
عبادة بن الصامت
عبد الرحمن بن سمـُرة
عبد الرحمن بن عوف
عبد الله بن الزبير
عبد الله بن أبي السرح
عبد الله بن أم مكتوم
عبد الله بن بُحينة
عبد الله بن رواحة
عبد الله بن عباس
عبد الله بن عمر بن الخطاب
عبد الله بن عمرو بن العاص
عبد الله بن عمرو بن حرام
عبد الله بن مسعود
عثمان بن طلحة
عثمان بن عفان
عثمان بن مظعون
عقيل بن أبي طالب
عكاشة بن مِحصن الأسدي
علي بن أبي طالب
عمار بن ياسر
عمر بن الخطاب
عمران بن حصين
عمرو بن الجموح
عمرو بن الحمق
عمرو بن العاص
عمرو بن معد يكرب
فاتك بن زيد.
فاتك بن عمرو.
فاطمة الزهراء
فرات بن حيان.
فراس بن حابس.
كعب بن عجرة
كعب بن مالك
لبيد بن ربيعة العامري
ليلى بنت ابي حثمه
مارية القبطية
مثنى بن حارثة
مخنف بن سليم
مدرك بن الحارث
مسلمة بن مخلد الأنصاري
مصعب بن عمير
معاذ بن جبل
معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن خديج
مليكة بنت ملحان
ميمونة بنت الحارث
نسيبة بنت الحارث
نسيبة بنت كعب
هاشم بن عتبة
هند بنت عتبة
وائل القيل
وائل بن أبي القعيس
وائل بن حجر
وابصة بن معبد
واثلة بن الأسقع
واثلة بن الخطاب
واسع بن حبان
واصلة بن حباب
واقد أبو مرواح
واقد بن الحارث
واقد بن عبد الله
واقد مولى رسول الإسلام
وبر بن مشهر
وبر بن يحنس
وجز بن غالب
وحشي بن حرب
وحوج بن الأسلت
وداعة بن أبي زيد
وداعة بن أبي وداعة
وداعة بن خذام
ودان بن زر
ودفة بن إياس
وديعة بن خذام
وديعة بن عمرو
ورد بن خالد السلمي
وردان الجني
وردان بن إسماعيل
وردان بن مخرم
وردان جد الفرات
وردان مولى رسول الإسلام
ورقة بن حابس
ورقة بن نوفل
وزر بن سدوس
وعلة بن يزيد
وفرة بن نافر البعاثي
وقاص بن قمامة
وقاص بن مجزر
وهب الجيشاني
وهب بن الأسود
وهب بن السماع
وهب بن أبي سرح
وهب بن أمية
وهب بن حذيفة
وهب بن حمزة
وهب بن خنبش
وهب بن خويلد
وهب بن زمعة
وهب بن سعد
وهب بن عبد الله بن قارب
وهب بن عبد الله بن محصن
وهب بن عبد الله بن مسلم
وهب بن عمرو الأسدي
وهب بن عمير
وهب بن قابوس
وهب بن قيس
وهب بن كلدة
وهب بن معقل
وهب والد عثمان
وهبان بن صيفي
ياسر بن عامر
يامين بن يامين
يثربي بن عوف
يحنس بن وبرة
يحيى بن الحنظلية
يحيى بن أسعد بن زرارة
يحيى بن أسيد
يحيى بن حكيم
يحيى بن خلاد
يحيى بن سعيد
يحيى بن صيفي
يحيى بن عبد الرحمن
يحيى بن عمير
يحيى بن نفير
يحيى بن هانىء
يحيى بن هند
يربوع أبو الجعد
يزداد الفارسي
يزيد العقيلي
يزيد أبو السائب الأزدي
يزيد أبو السائب الكندي
يزيد أبو عبد الرحمن
يزيد أبو عمر
يزيد أبو معن
يزيد أبو هانئ
يزيد بن الأخنس
يزيد بن الأسود العامري
يزيد بن الأصم
يزيد بن الجراح
يزيد بن الحارث
يزيد بن السكن الأنصاري
يزيد بن السكن بن رافع
يزيد بن المحجل
يزيد بن المزين
يزيد بن المنذر
يزيد بن النعمان
يزيد بن أبي زياد
يزيد بن أبي منصور
يزيد بن أسد بن كرز البجلي [4]
يزيد بن أسيد
يزيد بن أسير
يزيد بن أمية
يزيد بن أنيس
يزيد بن أوس
يزيد بن برذع
يزيد بن بهرام
يزيد بن تميم
يزيد بن ثابت
يزيد بن ثعلبة
يزيد بن جارية
يزيد بن حاطب
يزيد بن حذيفة
يزيد بن حرام
يزيد بن حصين
يزيد بن حمزة
يزيد بن حوثرة
يزيد بن خالد العصري
يزيد بن خدارة
يزيد بن رقيش
يزيد بن ركانة
يزيد بن زمعة
يزيد بن زيد
يزيد بن سلمة الجعفي
يزيد بن سلمة الضمري
يزيد بن سنان
يزيد بن سيف
يزيد بن شجرة
يزيد بن شراحيل
يزيد بن شريح
يزيد بن شريك
يزيد بن شيبان الأزدي
يزيد بن صحار
يزيد بن ضمرة
يزيد بن طعمة
يزيد بن طلحة
يزيد بن طلق
يزيد بن ظبيان
يزيد بن عامر الأنصاري
يزيد بن عامر السوائي
يزيد بن عبابة
يزيد بن عبد
يزيد بن عبد الله
يزيد بن عبد الله البجلي
يزيد بن عبد الله الكندي
يزيد بن عبد الله بن الجراح
يزيد بن عبد الله بن الشخير
يزيد بن عبد المدان
يزيد بن عتر
يزيد بن عمرو
يزيد بن عمرو التميمي
يزيد بن عمرو أبو قطبة الأنصاري
يزيد بن عمير
يزيد بن قتادة
يزيد بن قنافة
يزيد بن قيس
يزيد بن قيس الظفري
يزيد بن قيس الكندي
يزيد بن قيس أخو سعيد
يزيد بن قيس بن خارجة
يزيد بن كعب
يزيد بن مالك الجعفي
يزيد بن مالك أبو سبرة
يزيد بن مربع
يزيد بن معبد
يزيد بن مهار خسرو
يزيد بن نعامة
يزيد بن نعيم
يزيد بن نويرة
يزيد بن وقش
يزيد بن يحنس
يزيد والد الحجاج
يزيد والد عبد الله بن يزيد الخطمي
يزيد، والد حكيم
يسار الحبشي
يسار الخفاف
يسار الراعي
يسار أبو فكيهة
يسار أبو هند الحجام
يسار بن الأطول
يسار بن أزيهر
يسار بن بلال
يسار بن سبع
يسار بن سويد
يسار بن عبد
يسار مولى المغيرة بن شعبة
يسار مولى أبي الهيثم
يسار مولى عمرو
يسار، جد محمد بن إسحاق
يسار، مولى فضالة بن هلال
يسر بن الحارث
يسير بن العنبس
يسير بن عمرو
يسير بن عمرو الكندي
يعقوب القبطي
يعقوب بن الحصين
يعقوب بن أوس
يعقوب بن زمعة
يعلى
يعلى العامري
يعلى بن أمية
يعلى بن حارثة
يعلى بن حمزة
يعلى بن مرة
يعمر السعدي
يعيش الجهني
يعيش بن طخفة
يعيش غلام بني المغيرة
يفوذان بن يفديدويه
يناق جد الحسن بن مسلم
يوسف الفهري
يوسف بن عبد اله بن سلام
يونس أبو محمد الظفري

سنبدأ بعون الله تعالي بمشاهير الصحابه كالتالي

أبو بكر الصديق · أبو الدرداء الأنصاري · أبو ذر الغفاري · أبو سعيد الخدري · أبو عبيدة عامر بن الجراح · أبو موسى الأشعري · أبو هريرة · الأرقم بن أبي الأرقم · أسامة بن زيد بن حارثة · أسعد بن زرارة · أنس بن مالك · البراء بن مالك · بلال بن رباح · ثابت بن الدحداح · جعفر بن أبي طالب · حذيفة بن اليمان · حسان بن ثابت · الحسن بن علي · الحسين بن علي · حمزة بن عبد المطلب · خالد بن سعيد · خالد بن الوليد · الزبير بن العوام · زيد بن ثابت · زيد بن حارثة · سعد بن أبي وقاص · سعد بن عبادة · سعد بن معاذ · سعيد بن زيد · سلمان الفارسي · سهيل بن عمرو · صهيب الرومي · طلحة بن عبيد الله · عامر بن ربيعه العنزي · عبادة بن الصامت · العباس بن عبد المطلب · عبد الرحمن بن عوف · عبد الله بن رواحة · عبدالله بن الزبير · عبد الله بن عباس · عبدالله بن عمر بن الخطاب · عثمان بن عفان · عثمان بن مظعون · علي بن أبي طالب · عمار بن ياسر · عمر بن الخطاب · عمرو بن الجموح · عمرو بن العاص · كعب بن مالك · محمد بن مسلمة · مصعب بن عمير · معاذ بن جبل · معاوية بن أبي سفيان · المقداد بن عمرو · الوليد بن الوليد بن المغيرة



يـــتــبــع ,,,,,




 
قديم 2011-09-02, 12:08 رقم المشاركة : 2

Great عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي


عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أبو بكر الصديق هو صحابي ممن رافقوا النبي محمد بن عبد اللهالإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له. أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة. أمه سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. ولد سنة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالي ثلاث سنوات . كان سيداً من سادة قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملة إبراهيم. وكان من أوائل من أسلم من أهل قريش. وهو والد عائشة زوجة الرسول وسانده بكل ما يملك في دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة.

يعرف في التراث السني بأبي بكر الصديق لأنه صدق محمداً في قصة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدق النبي في كل خبر يأتيه؛ وقد وردت التسمية في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عند أهل السنة والجماعة. وكان يدعى بالعتيق والأوّاه.. وعن تسميته بأبي بكر قيل لحبه للجمال، وقيل لتبكيره في كل شيء.
بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفي في يوم الاثنين في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
نسبه ومولده
  • أبوه أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بنمضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويلتقي في نسبه مع النبي محمد بن عبد الله عند مرة بن كعب، وينسب إلى "تيم قريش"، فيقال: "التيمي".
  • أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بنمضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي بنت عم أبيه، وتُكنَّى أم الخير. ولدته بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر؛ وقيل إنها كان لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به الكعبة، فقالت : «اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي»؛ ويقال إن هذا سبب تسميته بالعتيق.. كانت أم الخير من أوائل النساء إسلاماً. يروى أن اسمه كان قبل الإسلام عبد الكعبة؛ وحين أسلم سماه النبي عبد الله.
صفاته

أبيض نحيف خفيف العارضين (صفحتا الوجه) اجنأ(في ظهره انحناء) لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروق الوجه(لحم وجهه قليل)،غائر العينين نأتئ الجبهه،عاري الاشاجع(هي أصول الاصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف)
حياته قبل الإسلام

نشأ أبو بكر في مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بزازاً - أي بائع ثياب - ونجح في تجارته وحقق من الربح الكثير. وكانت تجارته تزداد اتساعاً فكان من اثرياء قريش؛ ومن ساداتها ورؤسائها. تزوج في بداية شبابه قتيلة بنت عبد العزى، ثم تزوج من أم رومان بنت عامر بن عويمر. كان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وأعرف قريش بالأنساب. وكانت له الديات في قبل الإسلام. وكان ممن حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية، وكان حنيفياً على ملة النبي إبراهيم. كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربين في السن والأفكار والكثير من الصفات والطباع.
إسلامه

تختلف الروايات في سبقته بالإسلام وجاء الطبري في تاريخه بأقوال مختلفه بين أنه أول من أسلم من الذکور وبين أنه أسلم قبله أکثر من خمسين .ولكن يؤمن المسلمون السنة بروايات تقول أنه أول من أسلم من الذكور البالغين ، روي عن ابن اسحاق انه الوحيد الذي أسلم دون تردد وصدق دعوة محمد على الفور
حياته بعد الإسلام

وبعد أن أسلم، ساند النبي في دعوته للإسلام مستغلاً مكانته في قريش وحبهم له، فأسلم على يديه الكثير ، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله. كذلك جاهد بماله في سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم: بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس. وقد قاسى أبو بكر من تعذيب واضطهاد قريش للمسلمين، فتعرض للضرب والتعذيب حين خطب في القريشيين، وحين دافع عن محمد لما اعتدى عليه الوثنيون، وقاسى العديد من مظاهر الاضطهاد. من مواقفه الهامة كذلك أنه صدَّق النبي في حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل للنبي وأنه سيصدقه في كل ما يقول، لهذا لُقب بالصِّديق . بقي أبو بكر في مكة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح النبي لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم النبي على الهجرة إلى يثرب؛ صحبه أبو بكر في الهجرة النبوية.
هجرته

هاجر الكثير من المسلمين إلى يثرب، وبقي النبي في مكة وبعض المسلمين منهم أبو بكر الذي ظل منتظراً قراره بالهجرة حتى يهاجر معه، وكان قد أعد العدة للهجرة، فجهز راحلتين لهذا الغرض واستأجر عبد الله بن أرقد من بني الديل بن بكر وكان مشركًا ليدلهما على الطريق، ولم يعلم بخروجهما غير علي وآل أبي بكر . وفي ليلة الهجرة خرج الرسول عليه الصلاة والسلام في الثلث الأخير من الليل وكان أبو بكر في انتظاره ورافقه في هجرته وبات معه في غار ثور ثلاثة أيام حتى هدأت قريش في البحث عنهما فتابعا المسير إلى يثرب، ويروى أن خلال الأيام الثلاثة جاء كفار قريش يبحثون عنهم في غار ثور إلا أن الله أمر عنكبوتا بنسج خيوطه على الغار وأمر حمامة بوضع بيضها أمامه مما جعلهم يشككون في وجودهما داخل الغار، ووفقاً للروايات قال أبو بكر للنبي :«لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا» فطمأنه قائلاً : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا». وقد ذُكر هذا في القرآن . وحسب رواية ابن إسحاقعبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما بالنهار ويأتي ويخبرهما في الليل، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه فيجعل آثار الشاة تغطي أقدامهما، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام إذا أمست بما يصلحهما . ويعد أهل السنة هجرة أبو بكر مع النبي محمد إحدى مناقبه العظيمة.
حياته في المدينة

بعدما وصل الرسول وأبي بكر للمدينة، قام النبي بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، اخى بين أبي بكر وعمر بن الخطاب . عاش أبو بكر في المدينة طوال فترة حياة النبي وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن اليهود في غزوة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبي في معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء في غزوة تبوك حيث كان هناك رايتان إحداهما بيضاء وكانت مع الأنصارحبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له أم كلثوم، ثم تزوج من أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا.

خلافته

روي عن ابنته عائشه بأن النبي في أثناء مرضه أمره أن يصلي بالمسلمين مما يعتبره السنة إشارة لتولية أبي بكر للخلافة ولکن يشكك الشيعة في هذة الرواية . وبعد وفاة النبي بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة.
وجهز في فترة حكمه حروب الردة؛ ضد أولائك الذين رفضوا دفع الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة أسامة بن زيد كان قد جهزه محمد قبل وفاته لقتال الروم.
مواقف في وقت خلافته
  • كان عمر بن الخطاب يَرَى أبا بكر يخرج كل يوم من صلاة الفجر إلى ضاحية من ضواحي المدينة، فكان يتساءل في نفسه إلى أين يخرج! ثم تَبِعَه مرة فإذا هو يدخل إلى خيمة منزوية، فلما خرج أبا بكر دخل عمر فإذا بالخيمة عجوزاً كسيرة عمياء معها طفلين، فقال لها عمر: يا أمة الله، من أنتِ ؟!
قالت: أنا عجوزاً كسيرة عمياء في هذه الخيمة، مات أبونا ومعي بنات لا عائل لنا إلا الله –عز وجل- قال عمر: ومن هذا الشيخ الذي يأتينكم ؟ قالت: هذا شيخ لا أعرفه يأتي كل يوم فيكنس بيتنا ويصنع لنا فطورنا ويحلب لنا شياهنا! فبكى عمر وقال: أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر !( سيرة ابن هشام)
  • روي مسلم في صحيحه والمتقي الهندي وابن حجر والنووي وغيرهم في کتبهم عن عمر انه قال فلما توفى رسول الله قال أبو بكر انا ولى رسول الله فجئتما تطلب ميراثك من اب اخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من ابيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توقى أبو بكر فقلت انا ولى رسو ل الله وولى أبى بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم انى لصادق بار راشد تابع للحق .
وفاته

توفي ليلة الثلاثاء في المدينة المنورة في العام الثالث عشر للهجرة الموافق 634 ، وأوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب. فدفن إلى جوار الرسول. وترك من الأولاد: عبد الله، عبد الرحمن، محمد، عائشة أسماء وأم كلثوم.



 
قديم 2011-09-02, 20:00 رقم المشاركة : 3

Great أبو سعيد الخدري




نسبه ونبذه مختصرة

هو جندب بن جنادة من غفار، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع، انهم حلفاء الليل، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار, ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ من أبي ذر ، فهو ذو بصيرة، وممن يتألهون في الجاهلية ويتمردون على عبادة الأصنام، ويذهبون إلى الايمان باله خالق عظيم، فما أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة.
روي عن سنن الترمذي, الجزء 5 صفحة 669 في :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ ‏"‏ مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ‏"‏ ‏. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ‏.وروى مثلة أحمد بن حنبل في مسنده.


اسلامه

أسلم بمكة قديما وقال كنت في الإسلام رابعا ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم المدينة.
ويروي أبو ذر قصة إسلامه في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس قال: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال: قلنا بلى. قال:
قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه واتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب قال: قلت: نعم. قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء.
قال فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد.
قال: قلت لا.
قال: انطلق معي
قال: فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة
قال: قلت له إن كتمت علي أخبرتك
قال: فإني أفعل، قال: قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه.
فقال له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله

داعية متفان في سبيل الإسلام

عرض النبي الإسلام عليه فأسلم، وشهد بأنه لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله، وطلب الرسول منه أن ‏يرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام، ويكتم أمره عن قريش، ولكنه ما إن وصل إلى المسجد، حتى صاح بأعلى ‏صوته بالشهادتين، فثار إليه القوم وضربوه، فأنقذه العباس، مبيناً لهم مخاطر ما أقدموا عليه على تجارتهم التي تمر ‏بالقرب من غفار.‏
تركت هذه الحادثة أثراً سلبياً على نفسية أبي ذر، وعاهد نفسه أن يثأر من قريش، فخرج وأقام بـ"عسفان"، ‏وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام، يعترضهم ويجبرهم على إلقاء أحمالهم، فيقول أبو ذر لهم: لا يمس أحد حبة ‏حتى تقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا إله إلاّ الله، ويأخذون ما لهم.‏ حين رجع أبو ذر إلى قومه، نفّذ وصيّة رسول الله، فدعاهم إلى الله عز وجل، ونبذ عبادة الأصنام والإيمان ‏برسالة محمد ، فكان أول من أسلم منهم أخوه أنيس، ثم أسلمت أمهما، ثم أسلم بعد ذلك نصف قبيلة غفار، ‏وقال نصفهم الباقي، إذا قدم رسول الله إلى المدينة، أسلمنا، وهذا ما تم، وجاؤوا فقالوا يا رسول الله: إخوتنا، ‏نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا. وفي ذلك قال رسول الله: "غفّار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله". ‏ مما يلفت له، أن أبا ذر كان من المبادرين الأول لاعتناق الإسلام، حتى قيل إنه رابع من أسلم، وقيل خامسهم.‏ وبقي أبو ذر بين قومه فترة طويلة، لم يحضر في خلالها غزوة بدر ولا أحد ولا الخندق، كما تقول الروايات، وبقي ‏بينهم في الخندق الآخر، حيث كان يفقههم في دينهم، ويعلمهم أحكام الإسلام.‏
تذكر بعض المصادر الشيعية أنه في عهد الامويين، تشيع اهل جبل عامل على يد أبي ذر الغفاري الذي نفاه معاوية إلى جبل عامل[1]. و لا يزال هناك مسجدان يعرفان باسمه الأول في بلدة ميس الجبل والثاني في بلدة الصرفند. و منذ ذلك الحين سمي أهل جبل عامل بالمتاولة أحد أهم أسماء الشيعة الإمامية وهي جمع متوالي، وهي مشتقة على القياس من توالى، أي تتابع، أو مشتقة على غير القياس من كلمة تولى اي اتخذ وليّا. ومن هنا فان الملفت ان اهل جبل عامل كانوا سباقين في التشيع كما تروي المصادر التاريخية فلم يكن مذهب التشيع موجودا الا في مدينة الرسول الاكرم وفي اهل بيته، وفي جبل عامل. تصحيحاً للمعلومه: (الذي نفى أبا ذر إلى الربدة هو الخليفة الثالث عثمان بن عفان).وقد ورد أنه خرج مع رسول الله في أحد غزواته وكانت راحلته كبيرة فتأخرت في السير فتركها وحمل متاعه وسار خلف الركب فلما أبصره رسول الله قال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويدفن وحده ويبعث وحده. هذا والله أعلم
الجهر بإسلامه

كان أبو ذر يحمل طبيعة جريئة ، فتوجه للرسول فور إسلامه بسؤال يا رسول الله ، بم تأمرني ؟),فأجابه الرسول: (ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري ),فقال أبو ذر: (والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في المسجد ), هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ), كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى ، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته اذا علمت ، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم، لذا تركه المشركين، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر امرأتين تطوفان بالصنمين ( أساف ونائلة ) وتدعوانهما، فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال اليهما، فيضربونه حتى يفقد وعيه، ثم يفيق ليصيح مرة أخرى: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله).
حياته

المجاهر بالحق كان أبو ذر الغفاري من الرجال الذين أحبهم رسول الله ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة ، وهما الصدق والوحدة والتفرد ، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش ، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده).

شهادته

روى البلاذري في كتاب الأنساب : لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بان الحكم ابن أبي العاص ، ثلاثمائة ألف درهم ، جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم ، ويتلو قول الله عز وجل : « والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ، فبشرهم بعذاب أليم » . فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان . فأرسل إلى أبي ذر ، ناتلا مولاه : أن انته عما يبلغني عنك .
فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله . وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله ، لئن أرضي الله بسخط عثمان ، أحب الي ، وخير لي ، من أن أسخط الله برضاه .
فاغضب عثمان ذلك ، واحفظه ، فتصابر ، وكف .
وقال عثمان يوما : أيجوز للامام أن يأخذ من المال ، فاذا أيسر قضى ؟
فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك !
فقال أبو ذر : يا ابن اليهوديين ، أتعلمنا ديننا ؟
فقال عثمان : ما أكثر أذاك لي ، وأولعك باصحابي ؟ إلحق بمكتبك ، وكان مكتبه بالشام ، إلا أنه كان يقدم حاجا ، ويسال عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله فيأذن له في ذلك ، وانما صار مكتبه بالشام ، لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا ، أني سمعت رسول الله يقول : اذا بلغ البناء سلعا ، فالهرب ، فاذن لي أن آتي الشام فأغزو هناك . فأذن له .
وكان أبو ذر ينكر على معاوية اشياء يفعلها ، وبعث اليه معاوية بثلاث مائة دينار ، فقال : إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ قبلتها ! وان كانت صلة فلا حاجة لي فيها . وبعث اليه مسلمة الفهري بمائتي دينار ، فقال : أما وجدت أهون عليك مني ، حين تبعث الي بمال ؟ وردَّها .
وبنى معاوية الخضراء بدمشق ، فقال : يا معاوية ، إن كانت هذه الدار من مال الله ؟ فهي الخيانة ، وان كانت من مالك ؟ فهذا الاسراف . فسكت معاوية ، وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ، ولا سنة نبيه . والله اني لأرى حقا يطفأ ، وباطلا يحيى ، وصادقا يكذب ، وأثرة بغير تقى ، وصالحا مستأثرا عليه .

يروي المسعودي في مروج الذهب الجزء الثاني صفحة340 : وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال ، فنثرت البدر ، حتى حالت بين عثمان وبين الرجل الواقف ، فقال عثمان :
إني لأرجو لعبد الرحمن خيرا ، لأنه كان يتصدق ، ويقري الضيف ، وترك ما ترون .
فقال كعب الأحبار : صدقت يا أمير المؤمنين .
فشال أبو ذر العصا ، فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان فيه من الألم ، وقال :
يا ابن اليهودي ، تقول لرجل مات وترك هذا المال إن الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة ، وتقطع على الله بذلك ، وانا سمعت النبي يقول : ما يسرني أن أموت ، وأدَعَ مايزن قيراطاً .
فقال له عثمان : وارِ عني وجهك .
فقال : أسير إلى مكة . قال : لا والله ؟
قال : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت ؟ قال . إي والله .
قال : فالى الشام ، قال : لا والله .
قال : البصرة . قال : لا والله ، فاختر غير هذه البلدان .
قال : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك . ولو تركتني في دار هجرتي ، ما أردت شيئا من البلدان ، فسيرني ، حيث شئت من البلاد .
قال : فاني مسيرك إلى الربذة .
قال : الله أكبر ، صدق رسول الله قد أخبرني بكل ما أنا لاق .
قال : عثمان : وما قال لك ؟
قال : أخبرني بأني أمنع عن مكة ، والمدينة ، وأموت بالربذة ، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز .

== جهاده بلسانه ==
ومضى عهد الرسول ومن بعده عهد أبو بكر وعمر ، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها، وجاء عصر عثمان وبدأ يظهر التطلع إلى مفاتن الدنيا ومغرياتها، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف، رأى أبو ذر ذلك فمد يده إلى سيفه ليواجه المجتمع الجديد، لكن سرعان ما فطن إلى وصية رسول الله: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ)...
فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة، وخرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين: (بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة)...
وبدأ أبو ذر بالشام، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة، هناك حيث معاوية بن أبي سفيان وجد أبو ذر فقر وضيق في جانب، وقصور وضياع في الجانب الآخر، فصاح بأعلى صوته: (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه)...
ثم ذكر وصية الرسول بوضع الأناة مكان الانقلاب، فيعود إلى منطق الإقناع والحجة، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، جميعا شركاء بالرزق، إلى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول في غير خوف ولا مداراة، ويصيح به وبمن معه: (أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم؟؟)...
ويجيب عنهم: (نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال: أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية: {...وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}...
فيقول معاوية: (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب)... فيصيح أبو ذر: (لا... بل أنزلت لنا ولهم)... ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل إلى الخليفة عثمان : (إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام)... فيكتب عثمان إلى أبي ذر يستدعيه، فيودع الشام ويعود إلى المدينة، ويقول للخليفة بعد حوار طويل: (لا حاجة لي في دنياكم)... وطلب الأذن بالخروج إلى (الربذة)... وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا: (والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي)...
فأبو ذر لا يريد الدنيا، بل لا يتمنى الإمارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى ... لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر: (لست أخيك، إنما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا)... كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا، فأزاحه عنه وقال: (إليك عني، ألست الذي وليت الإمارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا)... وعرضت عليه إمارة العراق فقال: (لا والله... لن تميلوا علي بدنياكم أبدا)...

مناقبه

وردت أحاديث في كتب الصحاح في فضل أبي ذر ومناقبه ومنها: عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر "عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (مسلم) وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)
وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"(مسلم)
وعن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.


== اقتدائه بالرسول ==

عاش أبو ذر مقتديا بالرسول فهو يقول: (أوصاني خليلي بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله)... وعاش على هذه الوصية، ويقول الإمام علي: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر)...

وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى: (والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا لأنفذتها)...
ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له: (أليس لك ثوب غير هذا؟... لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟)... فأجابه أبو ذر: (يا بن أخي، لقد أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني)... قال له: (والله انك لمحتاج إليهما)...
فأجاب أبو ذر: (اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا، ألست ترى علي هذه البردة، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)...

== وفاته: ==
فبقي في (الربذة) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)... فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)... فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين)... وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت)... وفاضت روحه إلى الله، وصدق...
فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول: (صدق رسول الله، تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك)... وبدأ يقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره...

فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية : ان أبا ذر مفسد عليك الشام ، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة . فكتب معاوية إلى عثمان فيه .
ويروى ابن سعد في الطبقات الجزء 4 صفحة 226
عن أبي ذر قال قال النبي يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فقال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك اصبر حتى تلقاني قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قال فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان .



آخر تعديل Musulman 2011-09-02 في 20:02.
 
قديم 2011-09-03, 23:25 رقم المشاركة : 4

Wink أبو عبيدة بن الجراح


هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي ويكنى بأبي عبيدة أمين هذه الأمة (أمة الإسلام).

نسبه
  • أبوه: عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهَيْب بن ضَبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بنعدنان. وكان عبد الله هذا شقياً من أعداء الله قتله ابنه أبو عبيدة في غزوة بدر
  • أمه: أمَيْمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بنالحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بنمضر بن نزار بن معد بن عدنان.
حياته العطرة

أحد السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام. هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح». يعد من أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قاد غزوة الخبط عندما أرسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أميرا على ثلاث مائة وبضعة عشرة مقاتلا ومعهم قليل من الزاد وعندما نفد الزاد راحوا يتصيدون الخبط أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط. كما كان أحد القادة الأربعة الذين اختارهم أبو بكر لفتح الشام وهم: يزيد بن أبي سفيانوشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح. عينه عمر بن الخطاب قائدا عاما على جيوش الشام. لاقى أباه مع صف المشركين في بدر فنازله وقتله.

شارك في معركة اليرموك وقد أمره الخليفة عمر بن الخطاب على الجيش بدلا من خالد بن الوليد ولكنه أخفى أمر الأمارة عن خالد إلى أن انتهى خالد من المعركة محرزا النصر ثم أعلمه بأمر عمر فسأله خالد: «يرحمك الله أباعبيدة، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟» فأجاب أبوعبيدة: «إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة».

قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه:«لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله». وقال عنه: «لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة».
من أشهر ما قال أبو عبيدة بن الجراح خطبته في أهل الشام وهو أميرهم:
«يا أيها الناس إني مسلم من قريش وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه»
.
لقبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ(أمين الأمة) في حديثه:
روي عن أنس بن مالك في المسند الصحيح


أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالوا : ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام . قال ، فأخذ بيد أبي عبيدة فقال " هذا أمين هذه الأمة ". [

مات بطاعون عمواس ودفن في قرية صغيرة حملت اسمه بالغور في الأردن وكان عمره 58 سنة.



معلومات تفصيليه اخري




أبو عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي الفهري المكي أحد السابقين الأولين ومن عزم الصديق على توليته الخلافة وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر يجتمع في النسب هو والنبي بالجنة وسماه أمين الأمة ومناقبه شهيرة جمة روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة حدث عنه العرباض بن سارية وجابر بن عبد الله وأبو أمامة الباهلي وسمرة بن جندب وأسلم مولى عمر وعبد الرحمن بن غنم وآخرون في فهر شهد له النبي
له في صحيح مسلم حديث واحد وله في جامع أبي عيسى حديث وفي مسند بقي له خمسة عشر حديثا الرواية عنه
أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام التميمي قراءة عليه في سنة أربع وتسعين وست مئة أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد البزاز أنبأنا تميم بن أبي سعيد أبو القاسم المعري في رجب سنة تسع وعشرين وخمس مئة بهراة أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي حدثنا عبد الله بن معاوية القرشي حدثنا حماد ابن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح سمعت رسول الله وهو يقول إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه ( فوصفه لنا رسول الله وقال ( لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي ) قالوا يا رسول الله صلى الله عليك وسلم كيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم قال ( أو خير ) أخرجه الترمذي عن عبد الله الجمحي فوافقناه بعلو وقال وفي الباب عن عبد الله بن بسر وغيره وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة رضي الله عنه
قال ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة فقال كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أحنى أثرم الثنيتين وأخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال انطلق ابن مظعون وعبيدة بن الحارث وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة ابن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله فعرض عليهم الإسلام وأنبأهم بشرائعه فأسلموا في ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله دار الارقم
وقد شهد أبو عبيدة بدرا فقتل يومئذ أباه وأبلى يوم أحد بلاء حسنا ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله من ضربة أصابته فانقلعت ثنيتاه فحسن ثغره بذهابهما حتى قيل ما رؤى هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة
وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله بسقيفة بني ساعدة قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة
قال الزبير بن بكار قد انقرض نسل أبي عبيدة وولد إخوته جميعا وكان ممن هاجر الى أرض الحبشة قاله ابن إسحاقوالواقدي. قلت إن كان هاجر إليها فإنه لم يطل بها اللبث وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم قال موسى بن عقبة في مغازيه: غزوة عمرو بن العاص هي عزوة ذات السلاسل من مشارف الشام فخاف عمرو من جانبه ذلك فاستمد رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلمفانتدب أبا بكر وعمر في سراة من المهاجرين فأمر نبي الله عليهم أبا عبيدة فلما قدموا على عمرو بن العاص قال أنا أميركم فقال المهاجرون بل أنت أمير أصحابك وأميرنا أبو عبيدة فقال عمرو إنما أنتم مدد أمددت بكم فلما رأى ذلك أبو عبيدة بن الجراح وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة متبعا لأمر رسول الله وعهده فسلم الإمارة لعمرو
وثبت من وجوه عن أنس أن رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم قال ( إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره إجازة قالوا أخبرنا حنبل بن عبد الله أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا لما بلغ عمر ابن الخطاب سرغ حدث أن بالشام وباء شديدا فقال إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فإن سألني الله عز وجل لم استخلفته على أمة محمد قلت إني سمعت رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلميقول ( إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ) قال فأنكر القوم ذلك وقالوا ما بال علياء قريش يعنون بني فهر ثم قال: وإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة أستخلف معاذ بن جبل فإن سألني ربي قلت إني سمعت نبيك يقول ( انه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة )
وروى حماد بن سلمة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو ابن العاص قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب اليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبو بكر قيل ثم من قال ثم أبو عبيدة بن الجراح كذا يرويه حماد وخالفه جماعة فرووه عن الجريري عن عبد الله قال سألت عائشة أي أصحاب رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم كان أحب إليه قالت أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أحمد بن محمد ابن غالب بقراءته على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب أنبأنا أبو الوليد أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت صلة بن زفر عن حذيفة أن رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم قال ( إني أبعث إليكم رجلا أمينا ( فاستشرف لها أصحاب رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم فبعث أبا عبيدة بن الجراح. اتفقا عليه من حديث شعبة واتفقا من حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس أن النبي رسول الله صلي الله عليه و سلم قال ( لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
أخبرنا أحمد بن محمد المعلم أنبأنا أبو القاسم بن رواحة أنبأنا أبو طاهر الحافظ أنبأنا أحمد بن علي الصوفي وأبو غالب الباقلاني وجماعة قالوا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو محمد الفاكهي بمكة حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي أنبأنا يحيى بن أبي زكريا حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال كنت في الجيش الذين مع خالد الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق فلما قدمنا عليهم قال لخالد تقدم فصل فأنت أحق بالإمامة لانك جئت تمدني فقال خالد ما كنت لاتقدم رجلا سمعت رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلميقول ( لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال أتى النبيرسول الله صلي الله عليه و سلم أسقفا نجران العاقب والسيد فقالا ابعث معنا أمينا حق أمين فقال ( لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين فاستشرف لها الناس فقال قم يا أبا عبيدة فأرسله معهم ) قال وحدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق نحوه
الترقفي في جزئه حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى ابن كريز عن أبي عبيدة قال ذكر لي من دخل عليه فوجده يبكي فقال ما يبكيك يا أبا عبيدة قال يبكيني أن رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين حتى ذكر الشام فقال ( إن نسأ الله في أجلك فحسبك من الخدم ثلاثة خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم يخدم أهلك وحسبك من الدواب ثلاثة دابة لرحلك ودابة لثقلك ودابة لغلامك ثم ها أنذا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وإلى مربطي قد قد امتلأ خيلا فكيف ألقى رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم بعدها وقد أوصانا إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقتكم عليها حديث غريب رواه أيضا أحمد في مسنده عن أبي المغيرة وكيع بن الجراح حدثنا
مبارك بن فضالة عن الحسن قال رسول اللهرسول الله صلي الله عليه و سلم ما منكم من أحد إلا لو شئت لأخذت عليه بعض خلقه إلا أبا عبيدة. هذا مرسل
وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق وبالحلم الزائد والتواضع
قال محمد بن سعد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال عمر لجلسائه تمنوا فتمنوا فقال عمر لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
وقال ابن أبي شيبة قال ابن علية عن يونس عن الحسن قال رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه إلا أبا عبيدة
وسفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال قال ابن مسعود أخلائي من أصحاب رسول الله رسول الله صلي الله عليه و سلم ثلاثة أبو بكر وعمر وأبو عبيدة. خالفه غيره ففي الجعديات أنبأنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله فذكره
قال خليفة بن خياط وقد كان أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال قلت يعني أموال المسلمين فلم يكن بعد عمل بيت مال فأول من اتخذه عمر. قال خليفة ثم وجهه أبو بكر إلى الشام سنة ثلاث عشرة أميرا وفيها استخلف عمر فعزل خالد بن الوليد وولى أبا عبيدة
قال القاسم بن يزيد حدثنا سفيان عن زياد بن فياض عن تميم بن سلمة أن عمر لقي أبا عبيدة فصافحه وقبل يده وتنحيا يبكيان
وقال ابن المبارك في الجهاد له عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام ونال منه العدو فكتب إليه عمر أما بعد فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة إلا جعل الله بعدها فرجا وإنه لا يغلب عسر يسرين " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " الآية آل عمران 200 قال فكتب إليه أبو عبيدة أما بعد فإن الله يقول " إنما الحياة الدنيا لعب ولهو " إلى قوله " متاع الغرور " الحديد 20 قال فخرج عمر بكتابه فقرأه على المنبر فقال يا أهل المدينة إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ارغبوا في الجهاد
ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد عن أبيه قال بلغني أن معاذا سمع رجلا يقول لو كان خالد بن الوليد ما كان بالناس دوك وذلك في حصر أبي عبيدة فقال معاذ فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك والله إنه لخير من بقي على الأرض. رواه البخاري في تاريخه وابن سعد
وفي الزهد لابن المبارك حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال قدم عمر الشام فتلقاه الأمراء والعظماء فقال أين أخي أبو عبيدة قالوا يأتيك الآن قال فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه ثم قال للناس انصرفوا عنا فسار معه حتى أتى منزله فنزل فيه فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر لو اتخذت متاعا أو قال شيئا فقال يا أمير المؤمنين إن هذا سيبلغنا المقيل
ابن وهب حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن عمر حين قدم الشام قال لأبي عبيدة اذهب بنا إلى منزلك قال وما تصنع عندي ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي قال فدخل فلم ير شيئا قال أين متاعك لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا وأنت أمير أعندك طعام فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخذ منها كسيرات فبكى عمر فقال له أبو عبيدة قد قلت لك إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين يكفيك ما يبلغك المقيل قال عمر غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة أخرجه أبو داود في سننه من طريق ابن الأعرابي. وهذا والله هو الزهد الخالص لا زهد من كان فقيرا معدما
معن بن عيسى عن مالك أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف أو بأربع مئة دينار وقال للرسول انظر ما يصنع بها قال فقسمها أبو عبيدة ثم أرسل إلى معاذ بمثلها قال فقسمها إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه فلما أخبر الرسول عمر قال الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا.
الفسوي حدثنا أبو اليمان عن جرير بن عثمان عن أبي الحسن عمران بن نمران أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات
وقال ثابت البناني قال أبو عبيدة يا أيها الناس إني امرؤ من قريش وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه
معمر عن قتادة قال أبو عبيدة بن الجراح وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي، وقال عمران بن حصين وددت أني رماد تسفيني الريح
شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون إنه قد عرضت لي حاجة ولا غنى بي عنك فيها فعجل إلي فلما قرأ الكتاب قال عرفت حاجة أمير المؤمنين إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق فكتب إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك فإني في جند من أجناد المسلمين لا أرغب بنفسي عنهم فلما قرأ عمر الكتاب بكى فقيل له مات أبو عبيدة قال لا وكأن قد قال فتوفي أبو عبيدة وانكشف الطاعون
قال أبو الموجه محمد بن عمرو المروزي زعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند فلم يبق منهم إلا ستة آلاف رجل
أخبرنا محمد بن عبد السلام عن أبي روح أنبأنا أبو سعد أنبأنا ابن حمدان أنبأنا أبو يعلي حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولي أبي عيينة عن ابن ابي سيف المخزومي عن الوليد بن عبد الرحمن شامي فقيه عن عياض بن غطيف قال دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه وامرأته تحيفة جالسة عند رأسه وهو مقبل بوجهه على الجدار فقلت كيف بات أبو عبيدة قالت بات بأجر فقال إني والله ما بت بأجر فكأن القوم ساءهم فقال ألا تسألوني عما قلت قالوا إنا لم يعجبنا ما قلت فكيف نسألك قال إني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول ( من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبع مئة ومن أنفق على عيالة أو عاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن إبتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة
أنبأنا جماعة قالوا أنبأنا ابن طبرزد أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثنا محمد بن أبان الواسطي حدثني جرير بن حازم حدثني بشار بن أبي سيف حدثني الوليد ابن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال مرض أبو عبيدة فدخلنا عليه نعوده فقال سمعت رسول الله يقول ( الصيام جنة ما لم يخرقها )
وقد استعمل النبي أبا عبيدة غير مرة منها المرة التي جاع فيها عسكره وكانوا ثلاث مئة فألقى لهم البحر الحوت الذي يقال له العنبر فقال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله فكلوا وذكر الحديث وهو في الصحيحين
ولما تفرغ الصديق من حرب أهل الردة وحرب مسيلمة الكذاب جهز أمراء الأجناد لفتح الشام فبعث أبا عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة فتمت وقعة أجنادين بقرب الرملة ونصر الله المؤمنين فجاءت البشرى والصديق في مرض الموت ثم كانت وقعة فحل ووقعة مرج الصفر وكان قد سير أبو بكر خالدا لغزو العراق ثم بعث إليه لينجد من بالشام فقطع المفاوز على برية السماوة فأمره الصديق على الأمراء كلهم وحاصروا دمشق وتوفي أبو بكر فبادر عمر بعزل خالد واستعمل على الكل أبا عبيدة فجاءه التقليد فكتمه مدة وكل هذا من دينه ولينه وحلمه فكان فتح دمشق على يده فعند ذلك أظهر التقليد ليعقد الصلح للروم ففتحوا له باب الجابية صلحا وإذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقي فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح فعن المغيرة أن أبا عبيدة صالحهم على أنصاف كنائسهم ومنازلهم ثم كان أبو عبيدة رأس الإسلام يوم وقعة اليرموك التي استأصل الله فيها جيوش الروم وقتل منهم خلق عظيم
روى ابن المبارك في الزهد له قال أنبأنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال حدثني عبد الرحمن بن غنم عن حديث الحارث بن عميرة قال أخذ بيدي معاذ بن جبل فأرسله إلى أبي عبيدة فسأله كيف هو وقد طعنا فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه فتكاثر شأنها في نفس الحارث وفرق منها حين رآها فأقسم أبو عبيدة بالله ما يحب أن له مكانها حمر النعم وعن الأسود عن عروة أن وجع عمواس كان معافى منه أبو عبيدة وأهله فقال اللهم نصيبك في آل أبي عبيدة قال فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة فجعل ينظر إليها فقيل له إنها ليست بشيء فقال أرجو أن يبارك الله فيها فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا
الوليد بن مسلم حدثني أبو بكر بن ابي مريم عن صالح بن ابي المخارق قال انطلق أبو عبيدة من الجابية إلى بيت المقدس للصلاة فاستخلف على الناس معاذ بن جبل قال الوليد فحدثني من سمع عروة بن رويم قال فأدركه أجله بفحل فتوفي بها بقرب بيسان طاعون عمواس منسوب إلى قرية عمواس وهي بين الرملة وبين بيت المقدس وأما الأصمعي فقال هو من قولهم زمن الطاعون عم وآسى قال أبو حفص الفلاس توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة وله ثمان وخمسون سنة وكان يخضب بالحناء والكتم وكان له عقيصتان وقال كذلك في وفاته جماعة وانفرد ابن عائذ عن أبي مسهر أنه قرأ في كتاب يزيد ابن عبيدة أن أبا عبيدة توفي سنة سبع عشرة



 
قديم 2011-09-04, 10:08 رقم المشاركة : 5

Great أبو موسى الأشعرى


أبو موسى الأشعرى واسمه عبد الله بن قيس بن سليم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الإسلام محمد بن عبد الله بخيبر. وأرسله محمد(صلى الله عليه وسلم) مع معاذ بن جبل إلى اليمن ، روي عن أبي بردة عن أبيه عن جده أن محمد(صلى الله عليه وسلم) بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا رقيق القلب والمشاعر كما وصفه النبي (صلى الله عليه وسلم) ووصف قومه بأنهم أهل رقة في القلوب وعذوبة في الصوت حتى إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يتأثر بقراءته للقرآن ويقول له "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" إنه الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.


من أقواله
  • وعن أبي كبشة السدوسي قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: إن الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من الجليس السوء، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب العطر إلا يحذك يعبق بك من ريحه، ألا وإن مثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إلا يحرق ثيابك يعبق بك من ريحه، ألا وإنما سمي القلب من تقلبه، وإن مثل القلب كمثل ريشة بأرض فضاء تضربهاقال: كونوا أحلاس البيوت.
  • وعن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري أنه جمع الذين قرؤوا القرآن فإذا هم قريب من ثلثمائة فعظم القرآن وقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا وكائن عليكم وزرًا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زج في قفاه فقذفه في النار.
  • وعن أبي مجلز قال: قال أبو موسى: إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل.
  • وعن قسامة بن زهير قال: خطبنا أبو موسى فقال: أيها الناس، ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع، ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت.
رواهما الإمام أحمد.
  • وعن أبي بردة عن أبي موسى قال: خرجنا غازين في البحر والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع، فسمعنا مناديًا ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم حتى والى بين سبعة أصوات، قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت ومن أين أنت أو ما ترى أين نحن وهل نستطيع وقوفًا؟ قال فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، قال: قلت بلى أخبرنا، قال: فإن الله قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقًّا على الله أن يرويه يوم القيامة، قال فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه.
  • وعن أبي إدريس قال: صام أبو موسى حتى عاد كأنه خلال، فقيل له لو أجممت نفسك فقال: هيهات، إنما يسبق من الخيل المضمرة، قال وربما خرج من منزله فيقول لامرأته: شدي رحلك فليس على جسر جهنم معبر.
  • حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا. قال فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة كانوا يرتجزون يقولون غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه .
  • حدثنا يحيى بن بشر حدثنا روح حدثنا عوف عن معاوية بن قرة قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال لي عبد الله بن عمر هل تدري ما قال أبي لأبيك. قال قلت لا قال فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إسلامنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس فقال أبي لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك فقال أبي لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن لو نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت إن أباك والله خير من أبي
  • 1261 حدثنى أبو معمر حدثنا سفيان عن عمرو قال بلغنى ان أبا موسى رضي عنه كتب إلى على بلغنى انك تقنت في صلاة الفجر تدعو على ويؤمن خلفك الجاهلون وقد قال الله تعالى ((انى اعظك ان تكون من الجاهلين ))كتاب السنه للامام عبد الله أحمد بن حنبل صفحه 224
دعاء النبي محمد له روي عن أبي بردة عن أبيه قال لما فرغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه فقال أبو موسى وبعثني مع أبي عامر قال فرمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار أبو عامر إلى أبي موسى رضي الله عنه فقال إن ذاك قاتلي تراه ذلك الذي رماني قال أبو موسى رضي الله عنه فقصدت له فاعتمدته فلحقته فلما رآني ولى عني ذاهبا فاتبعته وجعلت أقول له ألا تستحيي ألست عربيا ألا تثبت فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا أنا وهو ضربتين فضربته بالسيف فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت إن الله قد قتل صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء فقال يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقرئه مني السلام وقل له يقول لك أبو عامر استغفر لي قال واستعملني أبو عامر على الناس ومكث يسيرا ثم إنه مات فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقلت له قال قل له يستغفر لي فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك أو من الناس فقلت ولي يا رسول الله فاستغفر فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى(رواه مسلم)


وفاته

عن الضحاك بن عبد الرحمن قال: دعا أبو موسى فتيانه حين حضرته الوفاة فقال: اذهبوا فاحفروا وأوسعوا وأعمقوا، فجاؤوا فقالوا قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا فقال: والله إنها لإحدى المنزلتين إما ليوسعن علي قبري حتى يكون كل زاوية منه أربعين ذراعًا ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي وما أعد الله عز وجل لي من الكرامة ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث، ولئن كانت الأخرى ونعوذ بالله منها ليضيقن علي قبري حتى أكون في أضيق من القناة في الزج ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.
قال أصحاب السير: توفي أبو موسى رضي الله عنه سنة اثنتين وأربعين ودفن بمكة وقيل دفن بالثوية على ميلين من الكوفة..


تفصيل أخر عنه:


أبو موسى الأشعري ( ع ) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب الإمام الكبير صاحب رسول الله صلي الله عليه و سلم
أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ حدث عنه بريدة بن الحصيب وأبو أمامة الباهلي وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وطارق بن شهاب وسعيد بن المسيب والأسود بن يزيد وأبو وائل شقيق بن سلمة وزيد بن وهب وأبو عثمان النهدي وأبو عبد الرحمن النهدي ومرة الطيب وربعي بن حراش وزهدم بن مضرب وخلق سواهم وهو معدود فيمن قرأ على النبي صلي الله عليه و سلم، أقرأ أهل البصرة وفقههم في الدين. قرأ عليه حطان بن عبد الله الرقاشي وأبو رجاء العطاردي ففي الصحيحين عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه أن رسول اللهصلي الله عليه و سلم قال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما وقد استعمله النبي صلي الله عليه و سلم ومعاذا على زبيد وعدن وولي إمرة الكوفة لعمر وإمرة البصرة وقدم ليالي فتح خيبر وغزا وجاهد مع النبيصلي الله عليه و سلم وحمل عنه علما كثيرا قال سعيد بن عبد العزيز حدثني أبو يوسف حاجب معاوية أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية فنزل في بعض الدور بدمشق فخرج معاوية من الليل ليستمع قراءته قال أبو عبيد أم أبي موسى هي ظبية بنت وهب كانت أسلمت وماتت بالمدينة وقال ابن سعد حدثنا الهيثم بن عدي قال أسلم أبو موسى بمكة وهاجر إلى الحبشة وأول مشاهده خيبر ومات سنةاثنتين وأربعين قال أبو أحمد الحاكم أسلم بمكة ثم قدم مع أهل السفينتين بعد فتح خيبر بثلاث فقسم لهم النبي صلي الله عليه و سلم ولي البصرة لعمر وعثمان وولي الكوفة وبها مات
وقال ابن مندة افتتح أصبهان زمن عمر وقال العجلي بعثه عمر أميرا على البصرة فأقرأهم وفقههم وهو فتح تستر ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه قال حسين المعلم سمعت ابن بريدة يقول كان الأشعري قصيرا أثط خفيف الجسم وأما الواقدي فقال حدثنا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن أبي جهم قال ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة ولا حلف له في قريش وقد كان أسلم بمكة ورجع إلى أرضه حتى قدم هو وأناس من الأشعريين على رسول الله صلي الله عليه و سلم وذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة وروى أبو بردة عن أبي موسى قال خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي ونحن ثلاثة إخوة أنا وأبو رهم وأبو عامر فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي وعنده جعفر وأصحابه فأقبلنا حين افتتحت خيبر فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم لكم الهجرة مرتين هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي وفي رواية أنا وأخواي أبو رهم وأبو بردة أنا أصغرهم
أحمد حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلي الله عليه و سلم يقدم عليكم غدا قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم فقدم الأشعريون فلما دنوا جعلوا يرتجزون
غدا نلقى الأحبة * محمدا وحزبه
فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا أول من أحدث المصافحة
شعبة عن سماك عن عياض الأشعري قال لما نزلت " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " ( المائدة 57 ) قال رسول الله صلي الله عليه و سلم هم قومك يا أبا موسى وأومأ إليه صححه الحاكم والأظهر أن لعياض بن عمرو صحبة ولكن رواه جماعة عن شعبة أيضا ( ح ) وعبد الله بن إدريس عن أبيه كلاهما عن سماك عن عياض عن أبي موسى بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال لما فرغ رسول الله صلي الله عليه و سلم من حنين بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم فأثبته فقلت يا عم من رماك فأشار إليه فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى ذاهبا فجعلت أقول له ألا تستحي ألست عربيا ألا تثبت قال فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت قد قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء فقال يا ابن أخي انطلق إلى رسول اللهصلي الله عليه و سلم فأقره مني السلام وقل له يستغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات فلما قدمنا وأخبرت النبي صلي الله عليه و سلم توضأ ثم رفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك فقلت ولي يا رسول الله فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما وبه عن أبي موسى قال كنت عند رسول الله صلي الله عليه و سلم بالجعرانة فأتى أعرابي فقال ألا تنجز لي ما وعدتني قال أبشر قال قد أكثرت من البشرى فأقبل رسول الله علي وعلى بلال فقال إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما فقالا قبلنا يا رسول الله فدعا بقدح فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال اشربا منه وأرفرغا على رؤوسكما ونحوركما ففعلا فنادت أم سلمة من وراء الستر أن فضلا لأمكما فأفضلا لها منه مالك بن مغول وغيره عن ابن بريدة عن أبيه قال خرجت ليلة من المسجد فإذا النبي صلي الله عليه و سلم عند باب المسجد قائم وإذا رجل يصلي فقال لي يا بريدة أتراه يرائي قلت الله ورسوله أعلم قال بل هو مؤمن منيب لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود فأتيته فإذا هو أبو موسى فأخبرته
أنبؤونا عن أحمد بن محمد اللبان وغيره أن أبا علي الحداد أخبرهم أخبرنا أبو نعيم أخبرنا ابن فارس حدثنا محمد بن عاصم حدثنا زيد بن الحباب عن مالك بن مغول حدثنا ابن بريدة عن أبيه قال جاء رسول الله صلي الله عليه و سلم إلى المسجد وأنا على باب المسجد فأخذ بيدي فأدخلني المسجد فإذا رجل يصلي يدعو يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد قال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب وإذا رجل يقرأ فقال لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود قلت يا رسول الله أخبره قال نعم فأخبرته فقال لي لا تزال لي صديقا وإذا هو أبو موسى
رواه حسين بن واقد عن ابن بريدة مختصرا وروى أبو سلمه عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و سلم صلي الله عليه و سلم وعائشة مرا به وهو يقرأ في بيته فاستمعا لقراءته فلما أصبح أخبره النبي صلي الله عليه و سلم فقال لو أعلم بمكانك لحبرته لك تحبيرا. خالد ضعف
حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا موسى قرأ ليلة فقمن أزواج النبي صلي الله عليه و سلم يستمعن لقراءته فلما أصبح أخبر بذلك فقال لو علمت لحبرت تحبيرا ولشوقت تشويقا
الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال أتينا عليا فسألناه عن أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم قال عن أيهم تسألوني قلنا عن ابن مسعود قال علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى به علما قلنا أبو موسى قال صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه قلنا حذيفة قال أعلم أصحاب محمد بالمنافقين قالوا سلمان قال أدرك العلم الأول والعلم الآخر بحر لا يدرك قعره وهو منا أهل البيت قالوا أبو ذر قال وعى علما عجز عنه فسئل عن نفسه قال كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت أبو إسحاق سمع الأسود بن يزيد قال لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى وقال مسروق كان القضاء في الصحابة إلى ستة عمر وعلي وابن مسعود وأبي وزيد وأبي موسى وقال الشعبي يؤخذ العلم عن ستة عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضه بعضا وكان علي وأبي وأبو موسى يشبه علمهم بعضه بعضا يقتبس بعضهم من بعض وقال داود عن الشعبي قضاة الأمة عمر وعلي وزيد وأبو موسى أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم قال لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله صلي الله عليه و سلم فكانت كتابتي مثل العقارب أيوب عن محمد قال عمر بالشام أربعون رجلا ما منهم رجل كان يلي أمر الأمة إلا أجزأه فأرسل إليهم فجاء رهط فيهم أبو موسى فقال إني أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم قال فلا ترسلني قال إن بها جهادا ورباطا فأرسله إلى البصرة قال الحسن البصري ما قدمها راكب خير لأهلها من أبي موسى قال ابن شوذب كان أبو موسى إذا صلى الصبح استقبل الصفوف رجلا رجلا يقرئهم ودخل البصرة على جمل أورق وعليه خرج لما عزل قتادة عن أنس بعثني الأشعري إلى عمر فقال لي كيف تركت الأشعري قلت تركته يعلم الناس القرآن فقال أما إنه كيس ولا تسمعها إياه قال أبو بردة كتبت عن أبي أحاديث ففطن بي فمحاها وقال خذ كما أخذنا أبو هلال عن قتادة قال بلغ أبا موسى أن ناسا يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب فخرج على الناس في عباءة قال الزهري استخلف عثمان فنزع أبا موسى عن البصرة وأمر عليها عبد الله بن عامر بن كريز قال خليفة ولي أبو موسى البصرة سنة سبع عشرة بعد المغيرة فلما افتتح الأهواز استخلف عمران بن حصين بالبصرة ويقال افتتحها صلحا فوظف عليها عشرة آلاف ألف وأربع مئة ألف غير هؤلاء عمر وعلي ومعاذ وأبي موسى قال أبو بردة قال إني تعلمت المعجم بعد وفاة النبي
وقيل في سنة ثمان عشرة افتتح أبو موسى الرها وسميساط وما والاها عنوة زهير بن معاوية حدثنا حميد حدثنا أنس أن الهرمزان نزل على حكم عمر من تستر فبعث به أبو موسى معي إلى أمير المؤمنين فقدمت به فقال له عمر تكلم لا بأس عليك فاستحياه ثم أسلم وفرض له قال ابن إسحاق سار أبو موسى من نهاوند ففتح أصبهان سنة ثلاث وعشرين مجالد عن الشعبي قال كتب عمر في وصيته ألا يقر لي عامل أكثر من سنة وأقروا الأشعري أربع سنين حميد بن هلال عن أبي بردة سمعت أبي يقسم ما خرج حين نزع عن البصرة إلا بست مئة درهم الزهري عن أبي سلمة كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى ربما قال له ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ
وفي رواية تفرد بها رشدين بن سعد فيقرأ ويتلاحن وقال ثابت عن أنس قدمنا البصرة مع أبي موسى فقام من الليل يتهجد فلما أصبح قيل له أصلح الله الأمير لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك فقال لو علمت لزينت كتاب الله بصوتي ولحبرته تحبيرا قال أبو عثمان النهدي ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة من حسن صوته هشام بن حسان عن واصل مولى أبي عيينة عن لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى قال غزونا في البحر فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر سمعنا مناديا ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم فقمت فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا حتى نادى سبع مرار فقلت ألا ترى في أي مكان نحن إنا لا نستطيع أن نقف فقال ألا أخبرك بقضاء قضى الله على نفسه إنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة قال وكان أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حار إلا صائما ورواه ابن المبارك في الزهد حدثنا حماد بن سلمة عن واصل
الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال خرجنا مع أبي موسى في غزاة فجتتا الليل في بستان خرب فقام أبو موسى يصلي وقرأ قراءة حسنة وقال اللهم أنت المؤمن تحب المؤمن وأنت المهيمن تحب المهيمن وأنت السلام تحب السلام وروى صالح بن موسى الطلحي عن أبيه قال اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا فقيل له لو أمسكت ورفقت بنفسك قال إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها والذي بقي من أجلي أقل من ذلك حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يتكشف
الأعمش عن شقيق قال كنا مع حذيفة جلوسا فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد فقال أحدهما منافق ثم قال إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول اللهصلي الله عليه و سلم عبد الله. قلت ما أدري ما وجه هذا القول سمعه عبد الله بن نمير منه ثم يقول الأعمش حدثناهم بغضب أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم فاتخذه دينا قال عبد الله بن إدريس كان الأعمش به ديانة من خشيته قلت رمي الأعمش بيسير تشيع فما أدري ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى رضي الله عنه لكونه ما قاتل مع علي ثم لما حكمه علي على نفسه عزله وعزل معاوية وأشار بابن عمر فما انتظم من ذلك حال قال ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عيسى بن علقمة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قلت لعلي يوم الحكمين لا تحكم الأشعري فإن معه رجلا حذرا مرسا قارحا فلزني إلى جنبه فلا يحل عقدة إلا عقدتها ولا يعقد عقدة إلا حللتها. قال يا ابن عباس ما أصنع إنما أوتى من أصحابي قد ضعفت نيتهم وكلوا هذا الأشعث يقول لا يكون فيها مضريان أبدا حتى يكون أحدهما يمان قال ابن عباس فعذرته وعرفت أنه مضطهد وعن عكرمة قال حكم معاوية عمرا فقال الأحنف لعلي حكم ابن عباس فإنه رجل مجرب قال أفعل فأبت اليمانية وقالوا حتى يكون منا رجل فجاء ابن عباس إلى علي فقال علام تحكم أبا موسى لقد عرفت رأيه فينا فوالله ما نصرنا وهو يرجو ما نحن فيه فتدخله الآن في معاقد أمرنا مع أنه ليس بصاحب ذلك فإذا أبيت أن تجعلني مع عمرو فاجعل الأحنف بن قيس فإنه مجرب من العرب وهو قرن لعمرو فقال نعم فأبت اليمانية أيضا فلما غلب جعل أبا موسى قال أبو صالح السمان قال علي يا أبا موسى احكم ولو على حز عنقي
زيد بن الحباب حدثنا سليمان بن المغيرة البكري عن أبي بردة عن أبي موسى أن معاوية كتب إليه أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد وأقسم بالله لئن بايعتني على الذي بايعني لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة والآخر على البصرة ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة وقد كتبت إليك بخطي فاكتب إلي بخط يدك فكتب إليه أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر الأمة فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ليس لي فيما عرضت من حاجة والسلام عليك قال أبو بردة فلما ولي معاوية أتيته فما أغلق دوني بابا ولا كانت لي حاجة إلا قضيت قلت قد كان أبو موسى صواما قواما ربانيا زاهدا عابدا ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر لم تغيره الإمارة ولا اغتر بالدنيا ومن عواليه أخبرنا الفقيهان يحيى بن أبي منصور وعبد الرحمن بن محمد كتابه قالا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري حدثنا الأنصاري حدثنا سليمان ( ح ) وبه إلى الشافعي حدثنا محمد بن مسلمة واللفظ له حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنا مع النبي صلي الله عليه و سلم في سفر وكان القوم يصعدون ثنية أو عقبة فإذا صعد الرجل قال لا إله إلا الله والله أكبر أحسبه قال بأعلى صوته ورسول الله صلي الله عليه و سلم على بغلته يعترضها في الجبل فقال أيها الناس إنكم لا تنادون أصم ولا غائبا ثم قال يا عبد الله بن قيس أو يا أبا موسى ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله قد مر أن أبا موسى توفي سنة اثنتين وأربعين وقال أبو أحمد الحاكم توفي سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وأربعين وقال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وقعنب بن المحرر توفي سنة أربع وأربعين وأما الواقدي فقال مات سنة اثنتين وخمسين وقال المدائني سنة ثلاث وخمسين بعد المغيرة
وقد ذكرت في طبقات القراء توفي أبو موسى في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح ابن سعد أخبرنا يزيد وعفان قالا حدثنا حماد عن ثابت عن أنس أن أبا موسى كان حلو الصوت فقام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي صلي الله عليه و سلم فقمن يستمعن فلما أصبح قيل له إن النساء سمعنك قال لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا قال أبو سلمة بن عبد الرحمن كان عمر إذا رأى أبا موسى قال ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده
شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة قال عمر لأبي موسى شوقنا إلى ربنا فقرأ فقالوا الصلاة فقال أو لسنا في صلاة روى حميد بن هلال عن أبي بردة قال حدثتني أمي قالت خرج أبو موسى حين نزع عن البصرة ما معه إلا ست مئة درهم عطاء لعياله روى الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي ما يخطى المفصل
عن بعضهم أن أبا موسى أتى معاوية وهو بالنخيلة وعليه عمامة سوداء وجبة سوداء ومعه عصا سوداء ثابت عن أنس قال كان أبو موسى إذا نام ليس تبانا مخافة أن تنكشف عورته منصور بن المعتمر عن أبي عمرو الشيباني قال قال أبو موسى لأن يمتلىء منخري من ريح جيفة أحب إلي من أن يمتلىء من ريح امرأة ابن أبي عروبة عن قتادة عن قزعة عن عبد الرحمن ابن مولى أم برثن قال قدم أبو موسى الأشعري وزياد على عمر رضي الله عنه فرأى في يد زياد خاتما من ذهب فقال اتخذتم حلق الذهب فقال أبو موسى أما أنا فخاتمي من حديد فقال عمر ذاك أنتن أو أخبث من كان متختما فليتختم بخاتم من فضة قال ابن بريدة كان أبو موسى أثط قصيرا خفيف اللحم رضي الله عنه وله في مسند بقي ثلاث مئة وستون حديثا وقع له في الصحيحين تسعة وأربعون حديثا وتفرد البخاري بأربعة أحاديث ومسلم بخمسة عشر حديثا وكان إماما ربانيا جود ترجمته ابن سعد وابن عساكر قال الواقدي وغيره قدم أبو موسى مكة وحالف أبا أحيحة الأموي وأسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة وقال أبو إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه أمرنا رسول الله صلي الله عليه و سلم أن ننطلق مع جعفر إلى أرض النجاشي فبعث قريش عمرا وعمارة بن الوليد وجمعوا له هدية ولم يذكره ابن عقبة وابن إسحاق وأبو معشر فيمن هاجر إلى الحبشة قتادة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال لي أبي لو رأيتنا ونحن نخرج مع نبينا صلي الله عليه و سلم إذا أصابتنا السماء لوجدت مناريح الضأن من لباسنا الصوف قال حميد بن هلال عن أبي بردة قال حدثتني أمي قالت خرج أبوك حين نزع عن البصرة وما معه إلا ست مئة درهم عطاء عياله
سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على معاوية حين أصابته قرحته فقال هلم يا ابن أخي فنظرت فإذا هو قد سبرت يعني قرحته فقلت ليس عليك بأس إذ دخل ابنه يزيد فقال له معاوية إن وليت فاستوص بهذا فإن أباه كان أخا لي أو خليلا غير أني قد رأيت في القتال ما لم ير وقال أبو بردة قال أبي ائتني بكل شيء كتبته فمحاه ثم قال احفظ كما حفظت ابن عون عن الحسن قال كان الحكمان أبا موسى وعمرا وكان أحدهما يبتغي الدنيا والآخر يبتغي الآخرة حماد بن سلمة عن قتادة عن أبي مجلز أن أبا موسى قال إني لأغتسل في البيت المظلم فأحني ظهري حياء من ربي زهير بن معاوية عن عبد الملك بن عمير قال رأيت أبا موسى داخلا من هذا الباب وعليه مقطع ومطرف حيري
عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن أبي موسى أن النبي صلي الله عليه و سلم قال اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة فقتل يوم أوطاس فقتل أبو موسى قاتله الجريري عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال أعمقوا لي قبري



 
قديم 2011-09-05, 07:44 رقم المشاركة : 6

Great


أبو هريرة أكثر الناس رواية و من أجل الصحابة. اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر ولما أسلم أسماه رسول الله عبد الرحمن بن صخر الدوسي نسبة إلى قبيلة دوس. أما سر كنيته أنه كان يرعى الغنم و معه هرة صغيرة يعطف عليها ويضعها في الليل في الشجر ويصحبها في النهار فكناه قومه أبا هريرة.

إسلام أبو هريرة

قدم المدينة مسلماً والرسول في خيبر سنة سبع فصلى خلف سباع الذي استخلفه الرسول على المدينة حتى قدم الرسول منتصرا على اليهود في خيبر.


حياته

كان أبو هريرة من أشد الناس فقرًا حيث كان ينتمي إلى أهل الصفة,
يقول أبو هريرة في :
"أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: ( يا أبا هر ). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ( الحق ). ومضى فاتبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال من أين هذا اللبن ). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: ( أبا هر ). قلت : لبيك يا رسول الله، قال: ( الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي ). قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: ( يا أبا هر ). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ( خذ فأعطهم ). قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يرتوي، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: ( أبا هر ). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ( بقيت أنا وأنت ). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: ( اقعد فاشرب ). فجلست فشربت، فقال: ( اشرب ). فشربت، فما زال يقول: ( اشرب ). حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكا، قال: ( فأرني ). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6452 خلاصة الدرجة: [صحيح]".


روي عن أبو هريرة في :

"أنه قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } فقال: وجبت. فسألته: ماذا يا رسول الله؟ فقال: الجنة. فقال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله، ثم ذهبت إلى الرجل، فوجدته قد ذهب. الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1478 خلاصة الدرجة: صحيح".

و قد كان أبو هريرة من أعرف الصحابة و أعبدهم و وكان مجاهدا حيث كان يشارك في حروب الردة

روي عن أبو هريرة في :

"عن أبي عثمان النهدي تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذاالراوي: أبو عثمان النهدي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/209 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح".


ويعتبر أبا هريرة من أكبر الصحابة الذين يحفظون الناس الحديث النبوي الشريف
فهو محدث معروف فقد مدحه عبد الله بن عمر بن الخطاب مرة عند السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها ...
روي عن أبو هريرة في :

" إسلام أمه

كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال قلت: يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2491 خلاصة الدرجة: صحيح".

أبو هريرة والحديث

قد عاشر رسول الله صلى الله علية وسلم 4 اعوام حسب بعض الروايات ،روى عنه 5374 حديث، أخرج منها البخاري 446 حديث وذلك ما يجعل الكثيرين يقدمون على التشكيك بمعظم حديثه.
لکن يرى البعض بأن الله حبب لأبي هريرة صحبة رسول الله و حفظ أحاديثه فكان أكثر رواة أحاديث رسول الله ، و حفظ للمسلمين ثروة طائلة من السنة النبوية.
روي عن أبو هريرة في صحيح البخاري و صحيح مسلم :

أنه قال:إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي (صلى الله عليه و سلم)، إني كنت امرءا مسكينا صحبت النبي (صلى الله عليه و سلم) على بطني, وكان المهاجرون تشغلهم التجارة في الأسواق, و كانت الأنصار يشغلهم القيام على جمع أموالهم. فحضرت من النبي مجلسا فقال: من بسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني, فبسطت ردائي على حتى قضي حديثه ثم قبضتها إلي، فوالذي نفسي بيده لم أنسى شيئا سمعته منه (صلى الله عليه و سلم). و لذا كان مرجع الصحابة رسول الله.


روى النسائي: في باب العلم من سننه أن رجلا أتى إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال: عليك بأبي هريرة, فإني بينما أنا جالس و أبو هريرة و فلان في المسجد ذات يوم ندعو الله و نذكره إذ خرج علينا النبي حتى حضر إلينا مسكنا فقال: عودوا للذي كنتم فيه. فقال زيد: فدعوت أنا و صاحبي قبل أبي هريرة ، و جعل رسول الله يؤمن على دعائنا ، ثم دعا أبو هريرة, فذكر القرآنم إني أسألك ما سألك صاحبي و أسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله آمن ، فقلنا: يا رسول الله نحن نسأل الله علما لا ينسى فقال بها الغلام الدوسي. وهذا يدل على مدى شغل أبي هريرة و تلهفه على تحصيل العلم النبوي فكان شغله الشاغل .

عن أبي هريرة أنه قال : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله لقد ظننت يا أبا هريرة أنه لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث, أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا قلبه
عن ابي هريرة قال:"أوصاني خليلي بثلاث لا أتركهن حتى أموت صوم ثلاثة أيّامٍ من كلِّ شهر وصلاة الضحى ونومٌ على وتر"


جهاده

شهد حرب الردة مع أبي بكر وعلي بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و سلم).أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله, قال فلما كانت الردة قال عمر لأبي بكر تقاتلهم و قد سمعت رسول الله يقول :كذا و كذا؟ فقال أبو بكر: و الله لا أفرق بين الصلاة و الزكاة و لأقاتلن من فرق بينهما, قال أبو هريرة فقاتلت معه.


بعض الأقوال فيه

ذكر ابن سعد في الطبقات أن أبا هريرة حدَّث ذات مرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث ( من شهد جنازة فله قيراط )، فقال ابن عمر : " انظر ما تحدث به يا أبا هريرة فإنك تكثر الحديث عن النبي فأخذ بيده فذهب به إلى عائشة، فقال : أخبريه كيف سمعتِ رسول الله يقول، فصدَّقَت أبا هريرة، فقال أبو هريرة: يا أبا عبد الرحمن والله ما كان يشغلني عن النبي غرس الوَدِيِّ، ولا الصفق بالأسواق، فقال: ابن عمر : " أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله وأحفظنا لحديثه " وأصله في الصحيح .
وأخرج ابن كثير في تاريخه عن أبي اليسر عن أبي عامر قال: كنت عند طلحة بن عبيد الله، إذ دخل رجل فقال: يا أبا محمد، والله ما ندرى هذا اليماني أعلم برسول الله منكم؟ أم يقول على رسول الله ما لم يسمع، أو ما لم يقل ، فقال طلحة: " والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، إنا كنا قوماً أغنياء، لنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتى رسول الله طرفي النهار ثم نرجع، وكان هو مسكيناً لا مال له ولا أهل، وإنما كانت يده مع رسول الله وكان يدور معه حيث دار، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع " وقد رواه الترمذى أيضاً. وروى في فضائل الحسن و الحسين أكثر من حديث، وهو الذي كشف عن بطن الحسن، وقال: أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله يقبل، وكان أبو هريرة ممن نصر عثمان يوم الدار كما نصره علي وابنه الحسن و الحسين


وفاته

طال عمر أبي هريرة بعد الرسول 47 عاما. دخل مروان عليه في مرضه الذي مات فيه فقال شفاك الله ، فقال أبو هريرة :اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي, ثم خرج مروان فما بلغ وسط السوق حتى توفي, بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع سنة 57 هـ عن عمر يناهز 78 عاما.
و قد روى عنه نحو ثمانمائة رجل من الصحابة و التابعين و غيرهم, و روى عنه أصحاب الكتب الستة و مالك بن أنسأحمد بن حنبل في مسنده, و قد جمع أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري المتوفى سنة 282 هـ مسند أبي هريرة و توجد نسخة منه في خزانة كوبرلس بتركيا كما ذكر صاحب الأدب العربي.

تفصيل أخر عنه:

أبو هريرة ( ع ) الإمام الفقيه المجتهد الحافظ صاحب رسول الله صلي الله عليه و سلم أبو هريرة الدوسي اليماني سيد الحفاظ الأثبات اختلف في اسمه على أقوال جمة أرجحها عبد الرحمن بن صخر وقيل ابن غنم وقيل كان اسمه عبد شمس وعبد الله وقيل سكين وقيل عامر وقيل برير وقيل عبد بن غنم وقيل عمرو وقيل سعيد وكذا في اسم أبيه أقوال قال هشام بن الكلبي هو عمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الإزد وهذا بعينه قاله خليفة بن خياط في نسبه لكنه قال عتاب في عيان وقال منبه في هنية
ويقال كان في الجاهلية اسمه عبد شمس أبو الأسود فسماه رسول الله صلي الله عليه و سلم عبد الله وكناه أبا هريرة والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة برية قال وجدتها فأخذتها في كمي فكنيت بذلك قال الطبراني وأمه رضي الله عنها هي ميمونة بنت صبيح حمل عن النبيصلي الله عليه و سلمي ومجاهد والمحرر بن أبي هريرة ومحمد بن إياس بن البكير ومحمد بن ثابت ومحمد بن زياد ومحمد ابن سيرين ومحمد بن شرحبيل ومحمد بن أبي عائشة ومحمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ومحمد بن عمار القرظ ومحمد بن عمرو بن عطاء بخلف ومحمد بن عمير ومحمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن مسلم الزهري ولم يلحقه ومحمد بن المنكدر ومروان بن الحكم ومضارب بن حزن والمطلب بن عبد الله ابن حنطب والمطوس ويقال أبو المطوس ومعبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة والمغيرة بن أبي بردة ومكحول ولم يره والمنذر أبو نضرة العبدي وموسى بن طلحة وموسى بن وردان وموسى بن يسار وميمون بن مهران ومينا مولى عبد الرحمن بن عوف ونافع بن جبير ونافع بن عباس مولى أبي قتادة ونافع بن أبي نافع مولى أبي أحمد ونافع العمري والنضر بن سفيان ونعيم المجمر وهمام بن منبه وهلال بن أبي هلال والهيثم بن أبي سنان وواثلة بن الأسقع والوليد بن رباح ويحيى بن جعدة ويزيد بن الأصم ويحيى بن أبي صالح ويحيى ابن النضر الأنصاري ويحيى بن يعمر ويزيد بن رومان ولم يلحقه ويزيد بن عبد الله بن الشخير ويزيد بن عبد الله بن قسيط ويزيد بن عبد الرحمن الأودى والد إدريس ويزيد بن هرمز ويزيد مولى المنبعث ويعلى بن عقبة ويعلى بن مرة ويوسف بن ماهك وأبو إدريس الخولاني وأبو إسحاق مولى بني هاشم وأبو أمامة بن سهل وأبو أيوب المراغي وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبو بكر بن عبد الرحمن وأبو تميمة الهجيمي وأبو ثور الأزدي وأبو جعفر المدني فإن كان الباقر فمرسل وأبو الجوزاء الربعي وأبو حازم الأشجعي وأبو الحكم البجلي وأبو الحكم مولى بني ليث وأبو حميد فيقال هو عبد الرحمن بن سعد المقعد وأبو حي المؤذن وأبو خالد البجلي والد إسماعيل وأبو خالد الوالبي وأبو خالد مولى آل جعدة وأبو رافع الصائغ وأبو الربيع المدني وأبو رزين الأسدي وأبو زرعة البجلي وأبو زيد وأبو السائب مولى هشام بن زهرة وأبو سعد الخير حمصي ويقال أبو سعيد وأبو سعيد بن أبي المعلى وأبو سعيد الأزدي وأبو سعيد المقبري وأبو سعيد مولى ابن عامر وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو السليل القيسي وأبو الشعثاء المحاربي وأبو صالح الأشعري وأبو صالح الحنفي وأبو صالح الخوزي وأبو صالح السمان وأبو صالح مولى ضباعة وأبو الصلت وأبو الضحاك وأبو العالية الرياحي وأبو عبد الله الدوسي وأبو عبد الله القراظ وأبو عبد الله مولى الجندعيين وأبو عبد العزيز وأبو عبد الملك مولى أم مسكين وأبو عبيد مولى ابن أزهر وأبو عثمان التبان وأبو عثمان النهدي وأبو عثمان الطنبذي وأبو عثمان آخر وأبو علقمة مولى بني هاشم وأبو عمر الغداني وأبو غطفان المري وأبو قلابة الجرمي مرسل وأبو كباش العيشي وأبو كثير السحيمي وأبو المتوكل الناجي وأبو مدلة مولى عائشة وأبو مرة مولى عقيل وأبو مريم الأنصاري وأبو مزاحم مدني وأبو مزرد وأبو المهزم البصري وأبو ميمونة مدني وأبو هاشم الدوسي وأبو الوليد مولى عمرو بن حريث وأبو يحيى مولى آل جعدة وأبو يحيى الأسلمي هو وأبو يونس مولى أبي هريرة وابن حسنة الجهني وابن سيلان وابن مكرز شامي وابن وثيمة النصري وكريمة بنت الحسحاس وأم الدرداء الصغرى علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في كثرته وعن أبي وأبي بكر وعمر وأسامة وعائشة والفضل وبصرة بن أبي بصرة وكعب الحبر حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين فقيل بلغ عدد أصحابه ثمان مئة فاقتصر صاحب التهذيب فذكر من له رواية عنه في كتب الأئمة الستة وهم إبراهيم بن إسماعيل وإبراهيم بن عبد الله بن حنين وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري ويقال عبد الله بن إبراهيم وإسحاق مولى زائدة وأسود بن هلال وأغر بن سليك والأغر أبو مسلم وأنس بن حكيم وأنس بن مالك وأوس بن خالد وبسر بن سعيد وبشير بن نهيك وبشير بن كعب وبعجة بن عبد الله الجهني وبكير بن فيروز وثابت بن عياض وثابت بن قيس الزرقي وثور بن عفير وجابر بن عبد الله وجبر بن عبيدة وجعفر بن عياض وجمهان الأسلمي والجلاس والحارث بن مخلد وحريث بن قبيصة والحسن البصري وحصين ابن اللجلاج ويقال خالد ويقال قعقاع وحصين بن مصعب وحفص بن عاصم بن عمر وحفص بن عبد الله بن أنس والحكم بن ميناء وحكيم بن سعد وحميد بن عبد الرحمن الزهري وحميد بن عبد الرحمن وحميد بن مالك وحنظلة بن علي وحيان بن بسطام والد سليم وخالد بن عبد الله وخالد بن غلاق وخباب صاحب المقصورة وخلاس وخيثمة بن عبد الرحمن وذهيل بن عوف وربيعة الجرشي ورميح الجذامي وزرارة بن أوفى وزفر بن صعصعة بخلف وزياد بن ثويب وزياد ابن رياح وزياد بن قيس وزياد الطائي وزيد بن أسلم مرسل وزيد ابن أبي عتاب وسالم العمري وسالم بن أبي الجعد وسالم أبوالغيث وسالم مولى النصريين وسحيم الزهري وسعد بن هشام وسعيد بن الحارث وسعيد بن أبي الحسن وسعيد بن حيان وسعيد المقبري وسعيد بن سمعان وسعيد بن عمرو الأشدق وسعيد بن مرجانة وسعيد بن المسيب وسعيد بن أبي هند وسعيد بن يسار وسلمان الأغر وسلمة بن الأزرق وسلمة الليثي وسليمان بن حبيب المحاربي وسليمان بن سنان وسليمان بن يسار وسنان بن أبي سنان وشتير وقيل سمير بن نهار وشداد أبو عمار وشريح بن هانىء وشفي بن ماتع وشقيق بن سلمة وشهر بن حوشب وصالح بن درهم وصالح بن أبي صالح وصالح مولى التوأمة وصعصعة بن مالك وصهيب العتواري والضحاك بن شرحبيل والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم وضمضم بن جوس وطارق بن محاسن وطاووس اليماني وعامر بن سعد بن أبي وقاص وعامر بن سعد البجلي وعامر الشعبي وعياد أخو سعيد المقبري وعباس الجشمي وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وأبو الوليد عبد الله بن الحارث وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة وأبو سلمة عبد الله بن رافع الحضرمي وعبد الله بن رباح الأنصاري وعبد الله بن سعد مولى عائشة وعبد الله بن أبي سليمان وعبد الله بن شقيق وعبد الله بن ضمرة وابن عباس وابن ابن عمر عبيد الله وقيل عبد الله وعبد الله بن عبد الرحمن الدوسي وعبد الله بن عتبة الهذلي وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري وعبد الله بن **** وعبد الله ابن يامين وعبد الحميد بن سالم وعبد الرحمن بن آدم وعبد الرحمن بن أذينة وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الرحمن بن أبي حدرد وعبد الرحمن بن خالد بن ميسرة وعبد الرحمن بن سعد مولى الأسود وعبد الرحمن بن سعد المقعد وعبد الرحمن بن الصامت وابن الهضهاض وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب وعبد الرحمن بن أبي عمرة وعبد الرحمن بن غنم وعبد الرحمن بن أبي كريمة والد السدي وعبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعبد الرحمن ابن يعقوب الحرقي وعبد العزيز بن مروان وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بخلف وعبد الملك بن يسار وعبيد الله بن أبي رافع النبوي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعبيد الله بن عبد الله بن موهب وعبيد بن حنين وعبيد بن سلمان وعبيد بن أبي عبيد وعبيد بن عمير الليثي وعبيدة بن سفيان وعثمان بن أبي سودة وعثمان بن شماس بخلف وعثمان بن عبد الله بن موهب وعجلان والد محمد وعجلان مولى المشمعل وعراك بن مالك وعروة بن الزبير وعروة بن تميم وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن أبي علقمة وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ولم يدركه وعطاء بن مينا وعطاء بن يزيد وعطاء بن يسار وعطاء مولى ابن أبي أحمد وعطاء مولى أم صبية وعطاء الزيات إن صح وعكرمة بن خالد وما أظنه لحقه وعكرمة العباسي وعلقمة بن بجالة وعلي بن الحسين وعلي بن رباح وعلي بن شماخ إن صح وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم وعمارة وقيل عمرو ابن أكيمة الليثي وعمر بن الحكم بن ثوبان وعمر بن الحكم بن رافع وعمر بن خلدة قاضي المدينة وعمرو بن دينار وعمرو بن أبي سفيان وعمرو بن سليم الزرقي وعمرو بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي وعمرو بن عمير وعمرو بن قهيد وعمرو بن ميمون الأودي وعمير بن الأسود العنسي وعمير بن هانىء العنسي وعنبسة ابن سعيد بن العاص وعوف بن الحارث رضيع عائشة والعلاء بن زياد العدوي وعيسى بن طلحة والقاسم بن محمد وقبيصة بن ذؤيب وقسامة بن زهير والقعقاع ابن حكيم ولم يلقه وقيس بن أبي حازم وكثير بن مرة وكعب المدني وكليب بن شهاب وكميل بن زياد وكنانة مولى صفية ومالك بن أبي عامر الأصبح
قال البخاري روى عنه ثمان مئة أو أكثر وقال غيره كان مقدمه وإسلامه في أول سنة سبع عام خيبر وقال الواقدي كان ينزل ذا الحليفة وله بها دار فتصدق بها على مواليه فباعوها من عمرو بن مربع وقال بلد الرحمن بن لبينة رأيت أبا هريرة رجلا آدم بعيد ما بين المنكبين أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين وقال ابن سيرين كان أبو هريرة أبيض لينا لحيته حمراء وقد حدث بدمشق فروى محمد بن كثير عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يقول ثلاث هن كفر النياحة وشق الجيب والطعن في النسب
ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عبد شمس قواه ابن خزيمة وقال هذه دلالة أن اسمه كان عبد شمس وهو أحسن إسنادا من حديث سفيان بن حسين عن الزهري إلا أن يكون له اسمان قبل عمر بن علي حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر قال كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم وقال الذهلي هذا أوقع الروايات عندي على القلب واعتمده النسائي أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر أبو معشر نجيح عن محمد بن قيس قال كان أبو هريرة يقول لا تكنوني أبا هريرة كناني رسول الله صلي الله عليه و سلم أبا هر فقال ثكلتك أمك أبا هر والذكر خير من الأنثى وعن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح أن أبا هريرة كان يقول كان النبي صلي الله عليه و سلم يدعوني أبا هر روح بن عبادة حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع قلت لأبي هريرة لم كنوك أبا هريرة قال أما تفرق مني قلت بلى إني لأهابك قال كنت أرعى غنما لأهلي فكانت لي هريرة ألعب بها فكنوني بها وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن لبينة الطائفي أنه وصف لي أبا هريرة فقال كان رجلا آدم بعيد المنكبين أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين وقال قرة بن خالد قلت لابن سيرين أكان أبو هريرة مخشوشنا قال بل كان لينا وكان أبيض لحيته حمراء يخضب وروى أبو العالية عن أبي هريرة قال لي النبي صلي الله عليه و سلم ممن أنت قلت من دوس قال ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير وقال أبو هريرة شهدت خيبر هذه رواية ابن المسيب وروى عنه قيس بن أبي حازم جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال
الدراوردي حدثنا خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال خرج النبيصلي الله عليه و سلم إلى خيبر وقدمت المدينة مهاجرا فصليت الصبح خلف سباع بن عرفطة كان استخلفه فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم وفي الأخرة " ويل للمطففين " فقلت ويل لأبي قل رجل كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان مكيال لنفسه وآخر يبخس به الناس وقال ابن أبي خالد حدثنا قيس قال لنا أبو هريرة صحبت رسول الله ثلاث سنين وأما حميد بن عبد الرحمن الحميري فقال صحب أربع سنين
وهذا أصح فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال وقد جاع أبو هريرة واحتاج ولزم المسجد ولما هاجر كان معه مملوك له فهرب منه قال ابن سيرين قال أبو هريرة لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا مجنون
هشام عن محمد قال كنا عند أبي هريرة فتمخط فمسح بردائه وقال الحمد لله الذي تمخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منزل عائشة والمنبر مغشيا علي من الجوع فيمر الرجل فيجلس على صدري فأرفع رأسي فأقول ليس الذي ترى إنما هو الجوع
قلت كان يظنه من يراه مصروعا فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك عطاء بن السائب عن عامر عن أبي هريرة قال كنت في الصفة فبعث إلينا رسول الله بتمر عجوة فكنا نقرن التمرتين من الجوع وكان أحدنا إذا قرن يقول لصاحبه قد قرنت فاقرنوا عمر بن ذر حدثنا مجاهد عن أبي هريرة قال والله إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت على طريقهم فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل فمر عمر فكذلك حتى مر بي رسول الله صلي الله عليه و سلم فعرف ما في وجهي من الجوع فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله فدخلت معه البيت فوجد لبنا في قدح فقال من أين لكم هذا قيل أرسل به إليك فلان فقال يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصفة فادعهم وكان أهل الصفة أضياف الإسلام لا أهل ولا مال إذا أتت رسول اللهصلي الله عليه و سلم صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها شيئا وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها فساءني إرساله إياي فقلت كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وما هذا اللبن في أهل الصفة ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد فأتيتهم فأقبلوا مجيبين فلما جلسوا قال خذ يا أبا هريرة فأعطهم فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى حتى أتيت على جميعهم وناولته رسول الله صلي الله عليه و سلم فرفع رأسه إلي متبسما وقال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال فاشرب فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب فأشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا فأخذ فشرب من الفضلة
القعنبي حدثنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة قال خرجت يوما من بيتى إلى المسجد فوجدت نفرا فقالوا ما أخرجك قلت الجوع فقالوا ونحن والله ما أخرجنا إلا الجوع فقمنا فدخلنا على رسول الله فقال ما جاء بكم هذه الساعة فأخبرناه فدعا بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين فقال كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا فأكلت تمرة وخبأت الأخرى فقال يا أبا هريرة لم رفعتها قلت لأمي قال كلها فسنعطيك لها تمرتين
عكرمة بن عمار حدثنا أبو كثير السحيمي واسمه يزيد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي إلا أحبني قلت وما علمك بذلك قال إن أمي كانت مشركة وكنت أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى علي فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول اللهصلي الله عليه و سلم ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي فأخبرته وسألته أن يدعو لها فقال اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت أعدوا أبشرها فأتيت فإذا الباب مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت حسي فقالت كما أنت ثم فتحت وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها فقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وقال فرجعت إلى رسول الله أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن فأخبرته وقلت ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين فقال اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما إسناده حسن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي قال نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر فلم أر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف من أبي هريرة فدخلت عليه ذات يوم وهو على سريره ومعه كيس فيه نوى أو حصى أسفل منه سوداء فيسبح ويلقي إليها فإذا فرغ منها ألقى إليها الكيس فأوعته فيه ثم ناولته فيعيد ذلك وقيل إن النبي صلي الله عليه و سلمأمر العلاء بن الحضرمي وبعث معه أبا هريرة مؤذنا وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة قال محمد بن المثنى الزمن حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الله بن أبي يحيى سمعت سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك قلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى النمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أن أبا هريرة قال إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لايحدثون مثله وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة ألزم رسول الله صلي الله عليه و سلم على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون وقد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم في حديث يحدثه يوما إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلي الله عليه و سلم تلك من شيء الزهري أيضا عن الأعرج عن أبي هريرة قال تزعمون أني أكثر الرواية عن رسول الله صلي الله عليه و سلم والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله على ملء بطني وإنه حدثنا يوما وقال من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي ثم قبضه إليه لم ينس شيئا سمع مني أبدا ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه والحديثان صحيحان محفوظان
قرأت على ابن عساكر عن أبي روح أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو مضر محلم بن إسماعيل أخبرنا الخليل بن أحمد حدثنا السراج حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت يا أبا هريرة لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من نفسه أبو الأحوص عن زيد العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلي الله عليه و سلم أبو هريرة وعاء من العلم ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال حفظت من رسول الله صلي الله عليه و سلموعاءين فأما أحدهما فبثثة في الناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم
الأعمش عن أبي صالح قال كان أبو هريرة من أحفظ الصحابة محمد بن راشد عن مكحول قال كان أبو هريرة يقول رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه يعني من العلم قلت هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع أو المدح والذم أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه فإنه من البينات والهدى وفي صحيح البخاري قول الإمام علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء لأوذي بل لقتل ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة فله ما نوى وله أجر وإن غلط في اجتهاده
روى عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن قال لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم أكثر حديثا من أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه و سلم وإن مروان زمن هو على المدينة أراد أن يكتب حديثه كله فأبى وقال ارو كما روينا فلما أبى عليه تغفله مروان وأقعد له كاتبا ثقفا ودعاه فجعل أبو هريرة يحدثه ويكتب ذاك الكاتب حتى استفرغ حديثه أجمع ثم قال مروان تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع قال وقد فعلت قال نعم قال فاقرؤوه علي فقرؤوه فقال أبو هريرة أما إنكم قد حفظتم وإن تطعني تمحه قال فمحاه سمعه هوذة بن حليفة منه حماد بن زيد حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري حدثني أبو الزعيزعة كاتب مروان أن مروان أرسل إلى أبي هريرة فجعل يسأله وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب حتى إذا كان رأس الحول دعا به فأقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخر قلت هكذا فليكن الحفظ
قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره
الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال تواعد الناس ليلة إلى قبة من قباب معاوية فاجتمعوا فيها فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله صلي الله عليه و سلم حتى أصبح كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال قال أبو هريرة لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم أحفظ لحديثه مني
سفيان بن عيينة عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه همام سمعت أبا هريرة يقول ما أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا مني عنه إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب
الطيالسي حدثنا عمران القطان عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي هريرة أنه لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله فقال كعب ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة حماد بن شعيب عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن قيس بن مخرمة أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال عليك بأبي هريرة فإنه بينا أنا وهو وفلان في المسجد ندعو خرج علينا رسول الله صلي الله عليه و سلمفجلس وقال عودوا إلى ما كنتم قال زيد فدعوت أنا وصاحبي ورسول الله يؤمن ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل ما سألاك وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم آمين فقلنا ونحن نسأل الله علما لا ينسى فقال سبقكما بها الدوسي أخرجه الحاكم في مستدركه لكن حماد ضعيف سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد سمع عمر يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة
يحيى بن أيوب عن ابن عجلان أن أبا هريرة كان يقول إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمن عمر لشج رأسي قلت هكذا هو كان عمر رضي الله عنه يقول أقلوا الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث وهذا مذهب لعمر ولغيره فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد بل هو غض لم يشب فما ظنك بالأكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط فبالحري أن نزجر القوم عنه فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف بل يروون والله الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد نسأل الله العافية فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه وغر المؤمنين فهذا ظالم لنفسه جان على السنن والآثار يستتاب من ذلك فإن أناب وأقصر وإلا فهو فاسق كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع وإن هو لم يعلم فليتورع وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته نسأل الله العافية فلقد عم البلاء وشملت الغفلة ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام قال محمد بن يحيى الذهلي حدثنا محمد بن عيسى أخبرنا يزيد بن يوسف عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله صلي الله عليه و سلم حتى قبض عمر رضي الله عنه كنا نخاف السياط
خالد بن عبد الله حدثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال بلغ عمر حديثي فأرسل إلي فقال كنت معنا يوم كنا مع رسول اللهصلي الله عليه و سلم في بيت فلان قلت نعم وقد علمت لأي شيء سألتني قال ولم سألتك قلت إن رسول الله صلي الله عليه و سلمقال يومئذ من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أما لا فاذهب فحدث يحيى ضعيف عبد الواحد بن زياد وغيره حدثنا عاصم بن كليب حدثنا أبي سمع أبا هريرة وكان يبتدىء حديثه بأن يقول قال رسول الله صلي الله عليه و سلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار مغيرة عن الشعبي قال حدث أبو هريرة فرد عليه سعد حديثا فوقع بينهما كلام حتى أرتجت الأبواب بينهما هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلي الله عليه و سلم وأعلمنا بحديثه وعن نافع كنت مع ابن عمر في جنازة أبي هريرة فبقي يكثر الترحم عليه ويقول كان ممن يحفظ حديث رسول الله على المسلمين في إسنادها الواقدي محمد بن كناسة الأسدي عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال دخل أبو هريرة على عائشة فقالت له أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله قال إي والله يا أماه ما كانت تشغلني عنه المرآة ولا المكحلة ولا الدهن قالت لعله ورواه بشر بن الوليد عن إسحاق وفيه ولكني أرى ذلك شغلك عما استكثرت من حديثي قالت لعله ولما أرادوا أن يدفنوا الحسن في الحجرة النبوية وقع خصام قال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح سمعت أبا هريرة يقول لمروان والله ما أنت وال وإن الوالي لغيرك فدعه يعني حين أرادوا دفن الحسن مع رسول الله صلي الله عليه و سلم ولكنك تدخل فيما لا يعنيك إنما تريد بها إرضاء من هو غائب عنك يعني معاوية فأقبل عليه مروان مغضبا وقال يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا أكثر الحديث عن رسول الله وإنما قدم قبل وفاته بيسير فقال قدمت والله ورسول اللهصلي الله عليه و سلم بخيبر وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات وأقمت معه حتى توفي أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو وأحج معه وأصلي خلفه فكنت والله أعلم الناس بحديثه
ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي أنس مالك بن أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال يا أبا محمد أرأيت هذا اليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلي الله عليه و سلم منكم نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم أم هو يقول على رسول الله ما لم يقل قال أما أن يكون سمع ما لم نسمع فلا أشك سأحدثك عن ذلك إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل كنا نأتي رسول اللهصلي الله عليه و سلم طرفي النهار وكان مسكينا ضيفا على باب رسول الله يده مع يده فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ولا تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله ما لم يقل
شعبة عن أشعث بن سليم عن أبيه قال أتيت المدينة فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة عن النبى الله عليه وسلم فقلت وأنت صاحب رسول الله قال إنه قد سمع وأن أحدث عنه عن رسول الله صلي الله عليه و سلم أحب إلي من أن أحدث عن النبي صلي الله عليه و سلمصلي الله عليه و سلم ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول الله صلي الله عليه و سلم ابن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا قال كان ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد وأبو هريرة وجابر مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله صلي الله عليه و سلم من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا قال وهؤلاء الخمسة إليهم صارت الفتوى الشافعي أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بكير بن الأشج عن معاوية بن أبي عياش الأنصاري أنه كان جالسا مع ابن الزبير فجاء محمد بن إياس بن البكير فسأل عن رجل طلق ثلاثا قبل الدخول فبعثه إلى أبي هريرة وابن عباس وكانا عند عائشة فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة فقال الواحدة تبينها والثلاث تحرمها وقال ابن عباس مثله وقد كان أبو هريرة يجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ثم يقول يا صاحبة الحجرة أتنكرين مما أقول شيئا فلما قضت صلاتها لم تنكر ما رواه لكن قالت لم يكن رسول الله صلي الله عليه و سلم يسرد الحديث سردكم
وكذلك قيل لابن عمر هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئا فقال لا ولكنه اجترأ وجبنّا فقال أبو هريرة فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا
قال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول كان أبو هريرة يدلس قلت تدليس الصحابة كثير ولا عيب فيه فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم والصحابة كلهم عدول
شريك عن مغيرة عن إبراهيم قال كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة وروى حسين بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم نحوه
الثوري عن منصور عن إبراهيم قال ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان حديث جنة أو نار قلت هذا لا شيء بل احتج المسلمون قديما وحديثا بحديثه لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه ويقول أفت يا أبا هريرة وأصح الأحاديث ما جاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وما جاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وما جاء عن ابن عون وأيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة علمه
حماد بن زيد عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا قلت يا أبا هريرة كيف تصوم قال أصوم من أول الشهر ثلاثا
ابن سعد حدثنا يحيى بن عباد حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن سعيد بن زيد الأنصاري عن شرحبيل أن أبا هريرة كان يصوم الاثنين والخميس
عبد العزيز بن المختار عن خالد عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ديتي ورواه عبد الوارث عن خالد أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي أخبرنا هبة الله السندي أخبرنا سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب الزهري حدثنا مالك عن محمد ابن عمرو بن حلحلة عن حميد بن مالك بن خثيم قال كنت جالسا عند أبي هريرة في أرضه بالعقيق فأتاه قوم فنزلوا عنده قال حميد فقال اذهب إلى أمي فقل إن ابنك يقرئك السلام ويقول أطعمينا شيئا قال فوضعت ثلاثة أقراص في الصحفة وشيئا من زيت وملح ووضعتها على رأسي فحملتها إليهم فلما وضعته بين أيديهم كبر أبو هريرة وقال الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين التمر والماء فلم يصب القوم من الطعام شيئا فلما انصرفوا قال يا ابن أخي أحسن إلى غنمك وامسح عنها الرعام وأطب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة والذي نفسي بيده يوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان أخرجه البخاري في كتاب الأدب عن ابن أبي أويس عن مالك ووثق النسائي حميدا
هشيم عن يعلى بن عطاء عن ميمون بن ميسرة قال كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم أول النهار وآخره يقول ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار فلا يسمعه أحد إلا استعاذ بالله من النار جعفر بن برقان حدثنا الوليد بن زوران حدثني عبد الوهاب المدني قال بلغني أن رجلا دخل على معاوية فقال مررت بالمدينة فإذا أبو هريرة جالس في المسجد حوله حلقة يحدثهم فقال حدثني خليلي أبو القاسم صلي الله عليه و سلم ثم استعبر فبكى ثم عاد فقال حدثني خليلي صلي الله عليه و سلم نبي الله أبو القاسم ثم استعبر فبكى ثم قام
ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال الحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعد ان كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله
ابن علية عن الجريري عن مضارب بن حزن قال بينا أنا أسير تحت الليل إذا رجل يكبر فألحقه بعيرى فقلت من هذا قال أبو هريرة قلت ما هذا التكبير قال شكر قلت على مه قال كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني وكانوا إذا ركبوا سقت بهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فهي امرأتي معمر عن أيوب عن محمد أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة ألاف فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه فقال أبو هريرة فقلت لست بعدو الله وعدو كتابه ولكني عدو من عاداهما قال فمن أين هي لك قلت خيل نتجت وغلة رقيق لي وأعطية تتابعت فنظروا فوجدوه كما قال فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليوليه فأبى فقال تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك يوسف عليه السلام فقال يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخشى ثلاثا واثنتين قال فهلا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حلم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي. رواه سعد بن الصلت عن يحيى بن العلاء عن أيوب متصلا بأبي هريرة
أخبرني إبراهيم بن يوسف أخبرنا ابن رواحة أخبرنا السلفي أخبرنا ابن البسري أخبرنا عبد الله بن يحيى أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الرمادي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن محمد بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة فإذا غضب عليه بعث مروان وعزله قال فلم يلبث أن نزع مروان وبعث أبا هريرة فقال لغلام أسود قف على الباب فلا تمنع إلا مروان ففعل الغلام ودخل الناس ومنع مروان ثم جاء نوبة فدخل وقال حجبنا عنك فقال إن أحق من لا أنكر هذا لأنت
رواه الحافظ أبو القاسم في تاريخه عن السلفي إجازة قلت كان أبو هريرة طيب الأخلاق ربما ناب في المدينة عن مروان أيضا
حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا ببرذعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء الأمير وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب فلا يشعرون حتى يلقي نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون وربما دعاني إلى عشائه فيقول دع العراق للأمير فأنظر فإذا هو ثريدة بزيت
عمرو بن الحارث عن يزيد بن زياد القرظي حدثني ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال أقبل أبو هريرة في السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير
يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت فإذا أمسك عنه تكلم هشام بن عروة عن رجل عن أبي هريرة قال درهم يكون من هذا وكأنه يمسح العرق عن جبينه أتصدق به أحب إلي من مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف من مال فلان وقال حزم القطعي سمعت الحسن يقول كان أبو هريرة إذا مرت به جنازة قال اغدوا فإنا رائحون وروحوا فإنا غادون يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة فذكر حديث بسط ثوبه قال فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثت به
أبو هلال عن الحسن قال أبو هريرة لو حدثتكم بكل ما في كيسي لرميتموني بالبعر ثم قال الحسن صدق والله لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقوه
الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية أخبرني محمد بن قيس ( ابن مخرمة ) أن رجلا أتى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وهو وفلان في المسجد خرج علينا رسول الله صلي الله عليه و سلم ونحن ندعو ونذكر ربنا فجلس إلينا فسكتنا فقال عودوا للذي كنتم فيه فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة فجعل رسول الله يؤمن ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك ما سألك صاحباي هذان وأسألك علما لا ينسى فقال النبي صلي الله عليه و سلم آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل الله علما لا ينسى قال سبقكما الغلام الدوسي تفرد به ( الفضل بن ) العلاء وهو صدوق هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه مر بأبي هريرة وهو يحدث أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال من تبع جنازة فله قيراط فقال انظر ما تحدث عن رسول الله فقام أبو هريرة فأخذ بيده إلى عائشة فقال لها أنشدك بالله هل سمعت رسول الله يقول من تبع جنازة الحديث فقالت اللهم نعم فقال أبو هريرة لم يكن يشغلني عن رسول الله صلي الله عليه و سلمصلي الله عليه و سلم وأعلمنا بحديثه رواته ثقات ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم بضعة عشر رجلا فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبي صلي الله عليه و سلمبالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم ثم يحدثهم بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يعرفه حتى فعل ذلك مرارا قال فعرفت يومئذ أنه أحفظ الناس عن رسول الله صلي الله عليه و سلم رواه البخاري في تاريخه
همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن عمر قال لأبي هريرة كيف وجدت الإمارة قال بعثتنى وأنا كاره ونزعتني وقد أحببتها وأتاه بأربع مئة ألف من البحرين فقال ما جئت به لنفسك قال عشرين ألفا قال من أين أصبتها قال كنت أتجر قال انظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الآخر في بيت المال وكان أبو هريرة يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم قال الحافظ أبو سعد السمعاني سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه سمعت الفقيه أبا إسحاق الفيروزابادي سمعت القاضي أبا الطيب يقول كنا في مجلس النظر بجامع المنصور فجاء شاب خراساني فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل حتى استدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها فقال وكان حنفيا أبو هريرة غير مقبول الحديث فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع فوثب الناس من أجلها وهرب الشاب منها وهي تتبعه فقيل له تب تب فقال تبت فغابت الحية فلم ير لها أثر إسنادها أئمة
وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه بحروفه وقد أدى حديث المصراة بألفاظه فوجب علينا العمل به وهو أصل برأسه وقد ولي أبو هريرة البحرين لعمر وأفتى بها في مسألة المطلقة طلقة ثم يتزوج بها آخر ثم بعد الدخول فارقها فتزوجها الأول هل تبقى عنده على طلقتين كما هو قول عمر وغيره من الصحابة ومالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه أو تلغى تلك التطليقة وتكون عنده على الثلاث كما هو قول ابن عباس وابن عمر وأبي حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما دون الثلاث كما هدمت إصابته لها الثلاث فالأول مبني على أن إصابة الزوج الثاني إنما هي غاية التحريم الثابت بالطلاق الثلاث فهو الذي يرتفع والمطلقة دون الثلاث لم تحرم فلا ترفع الإصابة منها شيئا وبهذا أفتى أبو هريرة فقال له عمر لو أفتيت بغيره لأوجعتك ضربا وكذلك أفتى أبو هريرة في دقاق المسائل مع مثل ابن عباس وقد عمل الصحابة فمن بعدهم بحديث أبي هريرة في مسائل كثيرة تخالف القياس كما عملوا كلهم بحديثه عن النبي صلي الله عليه و سلم أنه قال لا تنكح المرأة على عمتها ولا خالتها وعمل أبو حنيفة والشافعي وغيرهما بحديثه أن من أكل ناسيا فليتم صومه مع أن القياس عند أبي حنيفة أنه يفطر فترك القياس لخبر أبي هريرة وهذا مالك عمل بحديث أبي هريرة في غسل الإناء سبعا من ولوغ الكلب مع أن القياس عنده أنه لا يغسل لطهارته عنده بل قد ترك أبو حنيفة القياس لما هو دون حديث أبي هريرة في مسألة القهقهة لذاك الخبر المرسل وقد كان أبو هريرة وثيق الحفظ ما علمنا أنه أخطأ في حديث بقي بن مخلد حدثنا أبو كامل حدثنا عبد الوارث سمعت محمد ابن المنكدر يحدث عن أبي هريرة قال إذا كان أحدكم جالسا في الشمس فقلصت عنه فليتحول عن مجلسه
بقي حدثنا طالوت بن عباد حدثنا أبو هلال حدثنا ابن سيرين عن أبي هريرة قال رسول الله صلي الله عليه و سلم لو آمن بي عشرة من أحبار يهود لأمن بي كل يهودي على الأرض إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي صلي الله عليه و سلم قلت في الطريق * يا ليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت * قال وأبق لي غلام فلما قدمت وبايعت إذ طلع الغلام فقال النبي صلي الله عليه و سلم هذا غلامك يا أبا هريرة قلت هو حر لوجه الله فأعتقته وروى أيوب عن ابن سيرين ان أبا هريرة قال لبنته لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب
الزهري عن سالم سمع أبا هريرة يقول سألني قوم محرمون عن محلين أهدوا لهم صيدا فأمرتهم بأكله ثم لقيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال لو أفتيتهم بغير هذا لأوجعتك زيد بن الحباب عن عبد الواحد بن موسى أخبرنا نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح به شبابة بن سوار حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه رأيت أبا هريرة يخرج يوم الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائما ويقول حدثنا أبو القاسم صلي الله عليه و سلم الصادق المصدوق فلا يزال يحدث حتى يسمع فتح باب المقصورة لخروج الإمامة فيجلس
أخبرني أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا محمد ابن علي ومحمد بن أحمد ومحمد بن عمر القاضي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا عبيد الله بن عبدالرحمن أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم قال ويل للعرب من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل المتمسك منهم على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى أبو يونس هذا اسمه سليم بن جبير من موالي أبي هريرة صدوق وهذا أعلى شيء يقع لنا من حديث أبي هريرة
أخبرنا أحمد بن سلام والخضر بن حمويه إجازة عن أبي الفرج بن كليب أخبرنا ابن بيان أخبرنا محمد بن مخلد أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد عن الصلت بن قويد الحنفي سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلي الله عليه و سلملا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء الصلت هذا كناه النسائي أبا الأحمر وقال لا أدري كيف هو ثم ذكر له هذا الحديث وقال قاله أحمد بن علي يعني المروزي حدثنا عبد الله بن عون الخراز عن عمار
قلت ويروي عنه علي بن ثابت الجزري وقال بعضهم الصلت عن أبي الأحمر عن أبي هريرة قال يحيى بن معين الصلت بن قويد يحدث عن أبي هريرة حدثني عنه عمار بن محمد وعلي بن ثابت الجزري
ابن المبارك عن وهيب بن الورد عن سلم بن بشير أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل ما يبكيك قال ما أبكي على دنياكم هذه ولكن على بعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود ومهبطة على جنة أو نار فلا أدري أيهما يؤخذ بي مالك عن المقبري قال دخل مروان على أبي هريرة في شكواه فقال شفاك الله يا أبا هريرة فقال اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي قال فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات الواقدي حدثنا ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل قال كتب الوليد إلى معاوية بموت أبي هريرة فكتب إليه انظر من ترك فأعطهم عشرة ألاف درهم وأحسن جوارهم فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار قال عمير بن هانىء العنسي قال أبو هريرة اللهم لا تدركني سنة ستين فتوفي فيها أو قبلها بسنة. قال الواقدي كان ينزل ذا الحليفة وله بالمدينة دار تصدق بها على مواليه ومات سنة تسع وخمسين وله ثمان وسبعون سنة وهو صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين قال وهو صلى على أم سلمة في شوال سنة تسع وخمسين قلت الصحيح خلاف هذا وروى سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة أن عائشة وأبا هريرة ماتا سنة سبع وخمسين قبل معاوية بسنتين تابعه يحيى بن بكير وابن المديني وخليفة والمدائني والفلاس، وقال أبو معشر وضمرة وعبد الرحمن بن مغراء والهيثم وغيرهم سنة ثمان وخمسين وقال ابن إسحاق وأبو عمر الضرير وأبو عبيد ومحمد بن عبد الله ابن نمير سنة تسع كالواقدي وقيل صلى على أبي هريرة الأمير الوليد بن عتبة بعد العصر وشيعه ابن عمر وأبو سعيد ودفن بالبقيع وقد ذكرته في طبقات القراء وأنه قرأ على أبي بن كعب أخذ عنه الأعرج وأبو جعفر وطائفة وذكرته في تذكرة الحفاظ فهو رأس في القرآن وفي السنة وفي الفقه قال أبو القاسم النحاس سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول رأيت في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة أبا هريرة كث اللحية أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت له إني أحبك فقال أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا في الكنى لأبي أحمد أبو بكير إبراهيم عن رجل أن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا استثقل رجلا قال اللهم اغفر له وأرحنا منه. حدث بهذا بشر بن المفضل عن محمد صاحب الساج عن أبي بكير
قال ابن سيرين تمخط أبو هريرة وعليه ثوب كتان فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني أخر فيما بين منبر رسول الله صلي الله عليه و سلم وحجرة عائشة يجيء الرجل يظن بي جنونا
شعبة عن محمد بن زياد رأيت على أبي هريرة كساء خز قال أبو هريرة نشأت يتيما وهاجرت مسكينا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن خباب بن عروة رأيت أبا هريرة وعليه عمامة سوداء وفي سنن النسائي أن أبا هريرة دعا لنفسه اللهم إني أسألك علما لا ينسى فقال النبي صلي الله عليه و سلم آمين قال الداني عرض أبو هريرة القرآن على أبي بن كعب قرأ عليه الأعرج قال سليمان بن مسلم بن جماز سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة في " إذا الشمس كورت " يحزنها شبه الرثاء
معمر عن أيوب عن محمد أن أبا هريرة قال لابنته لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب هذا صحيح عن أبي هريرة وكأنه كان يذهب إلى تحريم الذهب على النساء أيضا أو أن المرأة إذا كانت تختال في لبس الذهب وتفخر فإنه يحرم كما فيمن جر ثوبه خيلاء معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال كان أبو هريرة جريئا على النبي صلي الله عليه و سلم يسأله عن أشياء لا نسأله عنها وعن ابن عمر قال يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلي الله عليه و سلم وأعلمنا بحديثه قال ابن حزم في كتاب الإحكام في أصول الأحكام المتوسطون فيما روي عنهم من الفتاوي عثمان أبو هريرة عبد الله بن عمرو بن العاص أم سلمة أني أبو سعيد أبو موسى عبد الله بن الزبير سعد بن أبي وقاص سلمان جابر معاذ أبو بكر الصديق فهم ثلاثة عشر فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل امرىء منهم جزء صغير.
ويضاف إليهم الزبير طلحة عبد الرحمن عمران بن حصين أبو بكر الثقفي عبادة بن الصامت معاوية ثم باقي الصحابة مقلون في الفتيا لا يروى عن الواحد إلا المسأله والمسألتان ثم سرد ابن حزم عدة من الصحابة منهم أبو عبيدة وأبو الدرداء وأبو ذر وجرير وحسان مزود أبي هريرة حماد بن زيد حدثنا المهاجر مولى آل أبي بكرة عن أبي العالية عن أبي هريرة قال أتيت رسول الله صلي الله عليه و سلم بتمرات فقلت ادع لي فيهن يا رسول الله بالبركة فقبضهن ثم دعا فيهن بالبركة ثم قال خذهن فاجعلهن في مزود فإذا أردت أن تأخذ منهن فأدخل يدك فخذ ولا تنثرهن نثرا فقال فحملت من ذلك التمر كذا وكذا وسقا في سبيل الله وكنا نأكل نطعم وكان المزود معلقا بحقوي لا يفارق حقوي فلما قتل عثمان انقطع قال الترمذي حسن غريب
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا أبو محمد بن قدامة أخبرنا أبو الفضل الطوسي وشهدة وتجني الوهبانية قالوا أخبرنا طراد الزينبي أخبرنا هلال الحفار حدثنا ابن عياش حدثنا حفص بن عمرو حدثنا سهل بن زياد أبو زياد حدثنا أيوب السختياني عن محمد عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلي الله عليه و سلم في غزاة فأصابهم عوز من الطعام فقال يا أبا هريرة عندك شيء قلت شيء من تمر في مزود لي قال جىء به فجئت بالمزود فقال هات نطعا فجئت بالنطع فبسطه فأدخل يده فقبض على التمر فإذا هو إحدى وعشرون تمرة قال ثم قال بسم الله فجعل يصنع كل تمرة ويسمي حتى أتى على التمر فقال به هكذا فجمعه فقال ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ثم قال ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا ثم قال ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا وفضل تمر فقال لي اقعد فقعدت فأكلت وفضل تمر فأخذه فأدخله في المزود فقال يا أبا هريرة إذا أردت شيئا فأدخل يدك فخذ ولا تكفأ فيكفأ عليك قال فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدي فأخذت منه خمسين وسقا في سبيل الله عز وجل فكان معلقا خلف رحلي فوقع في زمان عثمان بن عفان فذهب، هذا حديث غريب تفرد به سهل وهو صالح إن شاء الله. وهو في أمالي ابن شمعون عن أحمد بن محمد بن سلم عن حفص الربالي مسنده خمسة آلاف وثلاث مئة وأربعة وسبعون حديثا المتفق في البخاري ومسلم منها ثلاث مئة وستة وعشرون وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين حديثا ومسلم بثمانية وتسعين حديثا



آخر تعديل Musulman 2011-09-05 في 07:55.
 
قديم 2011-09-06, 20:39 رقم المشاركة : 7

Great أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي


هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كان أبوه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أسامة : أبا محمد وقيل: أبو زيد وقيل: أبو يزيد وقيل : أبو خارجة وهو مولى رسول الله من أبويه وكان يسمى: حب رسول الله.

ولد رضي الله عنه بمكة سنة 7 قبل الهجرة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام لله تعالى ولم يدن بغيره، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله.

وأمه هي أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوّجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد.

زواجه رضي الله عنه:

عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لكِ علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدّى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنينى، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد فكرهته، ثم قال انكحي أسامة فنكحته، فجعل الله فيه خيرا واغتبطتُّ - والغبطة هي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال -.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته : في العام السادس من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وُلد لأمّ أيمن أسامة بن زيد، فنشأ وتربى رضي الله عنه وأرضاه في أحضان الإسلام ولم تنل منه الجاهلية بوثنيتها ورجسها شيئًا، وكان رضي الله عنه قريبًا جدًا من بيت النبوة، وملازمًا دئمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ففي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي كان يركب خلفه - بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها قال فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى، ومن ثَم كان تأثره شديدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا شديدًا ففي البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول: "اللهم أحبهما فإني أحبهما"
بل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بحبِّ أسامة بن زيد رضي الله عنه فعن عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة"، كان نقش خاتم أسامة بن زيد: (حب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقد زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وفي هذا الأمر ما فيه من العفة والطهارة وراحة النفس، والتفرغ لنصرة الإسلام، فهي تربية عالية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي به الصحابة رضي الله عنهم:
عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا".
أتشفع في حد من حدود الله؟!
روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في هذا الموقف العظيم يعلّمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بل والأمة كلها درسًا عمليا في غاية الأهمية والخطورة وهو عدم المحاباة أو الكيل بمكيالين فكل الناس سواء القوي والضعيف، الحاكم والمحكوم، الجميع يُطبّق عليهم شرع الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!!
في البخاري بسنده عن أبي ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
وفي رواية فقلت: " أُعطِى الله عهدًا أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله".
وقد انعكس أثرهذا الموقف على أسامةَ رضي الله عنه بطول حياته وعرضها وتأثر به تأثرًا شديدًا وظل وفيًا بهذا العهد إلى أن لقي الله سبحانه وتعالى.
ولم يبايع أسامة رضي الله عنه عليًا ولا شهد معه شيئا من حروبه؛ وقال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إلا الله.
وفي البخاري بسنده عن حرملة - مولى أسامة بن زيد - قال: أرسلني أسامة إلى علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره - أي لم يكن لي فيه رأي -...
وينصح أميره دون أن يفتح بابًا لفتنة:
روى مسلم بسنده عن أسامة بن زيد قال قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه فقال أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ولا أقول لأحد يكون عليّ أميرا إنه خير الناس بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر.

دور أم أيمن في تربية أسامة بن زيد:

أم أيمن رضي الله عنها وأرضاها هي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهى إحدى المؤمنات المجاهدات اللاتى شاركن فى المعارك الإسلامية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شهدت أُحدًا، وكانت تسقى المسلمين، وتداوى الجَرْحَي، وشهدت غزوة خيبر، وقد روت أم أيمن -رضى الله عنها - بعضًا من أحاديث رسول الله، قال ابن حجر في الإصابة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنها: "هذه بقية أهل بيتي"؛ هذه المرأة المؤمنة التقية الورعة المجاهدة كانت أحد المحاضن التربوية التي تخرج منها أسامة بن زيد رضي الله عنه وأرضاه.
وقد استشهد زيد بن حارثة زوج أم أيمن ووالد أسامة في مؤتة، واستشهد أيمن ابنها وأخو أسامة من أمه في حنين، ففي هذه الأسرة المؤمنة المجاهدة نشأ هذا القائد الفارس الفذُّ وتربى على معاني الجهاد والدفاع عن الإسلام مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوليه إمارة الجيش الإسلامي وهو في الثامنة عشرة من عمره وفي الجيش كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وأصحاب السبق في الإسلام.
وقد شهد أسامة رضي الله عنه لأمه بالفضل وكان شديد البر بها، فعن محمد بن سيرين قال: بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ألف درهم فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فنقرها وأخرج جمّارها فأطعمها أمه فقيل له: ما حملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألفًا، فقال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.

قائد جيش المسلمين جميعًا في غزو الرومولّاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام، قال الواقدي في المغازي: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا; فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالانكماش في غزوهم. فتفرق المسلمون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مجدون في الجهاد فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل فقد وليتك على هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدي برسول الله صلى الله عليه وسلم فصدع وحم. فلما أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده لواء ثم قال يا أسامة اغز بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا: اللهم اكفناهم واكفف بأسهم عنا فإن لقوكم قد أجلبوا وصيحوا. فعليكم بالسكينة والصمت ولا تنازعوا ولا تفشلوا فتذهب ريحكم. وقولوا: اللهم نحن عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في سقاية سليمان اليوم. وجعل الناس يجدون بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ; وفي رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش. فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟ فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول من قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديد، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي وإنهما لمخيلان لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم ثم نزل صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع الأول. وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن فقالت أي رسول الله، لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل فإن أسامة إن خرج على حالته هذه لم ينتفع بنفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفذوا بعث أسامة فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة يوم الأحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه فيه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامة فقبله ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يصبها على أسامة. قال فأعرف أنه كان يدعو لي. قال أسامة فرجعت إلى معسكري. فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح ورسول الله صلى الله عليه وسلم مفيق، فجاءه أسامة فقال اغد على بركة الله فودعه أسامة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مفيق مريح وجعل نساءه يتماشطن سرورا براحته. فدخل أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم ابنة خارجة فائذن لي فأذن له فذهب إلى السنح، وركب أسامة إلى معسكره وصاح في الناس أصحابه باللحوق بالعسكر فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس بالرحيل وقد متع النهار. فبينا أسامة يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أم أيمن - وهي أمه - تخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت فأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده فلما بويع لأبي بكر رضي الله عنه أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة وألا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة. قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة ثم رجعت به إلى بيت أسامة فما زال في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد عن الإسلام قال أبو بكر رضي الله عنه لأسامة رحمة الله عليه انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول وخرج بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول فشق على كبار المهاجرين الأولين ودخل على أبي بكر عمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد، فقالوا: يا خليفة رسول الله إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئًا، اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم وأخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري والنساء فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه وتعود الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا فلما استوعب أبو بكر رضي الله عنه منهم كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول شيئ؟ قالوا: ل، قد سمعت مقالتنا. فقال والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه ورسول الله ينزل عليه الوحي من السماء يقول أنفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندن، فإنه لا غناء بنا عنه. والله ما أدري يفعل أسامة أم ل، والله إن رأى لا أكرهه فعرف القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة ومشى أبو بكر رضي الله عنه إلى أسامة في بيته وكلمه أن يترك عمر ففعل أسامة وجعل يقول له أذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة نعم وخرج وأمر مناديه ينادي: عزمة مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد.
وخرج أبو بكر رضي الله عنه يشيع أسامة والمسلمين فلما ركب أسامة من الجرف في أصحابه - وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس - فسار أبو بكر رضي الله عنه إلى جنب أسامة ساعة ثم قال أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ; إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه وإنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج سريعا فوطئ بلادا هادئة لم يرجعوا عن الإسلام - جهينة وغيرها من قضاعة - فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من بني عذرة يقال له حريث، فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى أبنى ; فنطر إلى ما هناك وارتاد الطريق ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من أبنى، فأخبره أن الناس غارون ولا جموع لهم وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع الجموع وأن يشنها غارة.
وحدث هشام بن عاصم عن المنذر بن جهم قال قال بريدة لأسامة يا أبا محمد إني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أباك أن يدعوهم إلى الإسلام فإن أطاعوه خيرهم وإن أحبوا أن يقيموا في دارهم ويكونوا كأعراب المسلمين ولا شيء لهم في الفيء ولا الغنيمة إلا أن يجاهدوا مع المسلمين وإن تحولوا إلى دار الإسلام كان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. قال أسامة هكذا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني، وهو آخر عهده إلي أن أسرع السير وأسبق الأخبار وأن أشن الغارة عليهم بغير دعاء فأحرق وأخرب. فقال بريدة: سمعا وطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما انتهى إلى أبنى فنظر إليها منظر العين عبأ أصحابه وقال اجعلوها غارة ولا تمنعوا في الطلب ولا تفترقو، واجتمعوا وأخفوا الصوت واذكروا الله في أنفسكم وجردوا سيوفكم وضعوها فيمن أشرف لكم. ثم دفع عليهم الغارة فما نبح كلب ولا تحرك أحد، وما شعروا إلا بالقوم قد شنوا عليهم الغارة ينادون بشعارهم يا منصور أمت فقتل من أشرف له وسبى من قدر عليه وحرق في طوائفهم بالنار وحرق منازلهم وحرثهم ونخلهم فصارت أعاصير من الدخاخين. وأجال الخيل في عرصاتهم ولم يمعنوا في الطلب أصابوا ما قرب منهم وأقاموا يومهم ذلك في تعبئة ما أصابوا من الغنائم. وكان أسامة خرج على فرس أبيه التي قتل عليها أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة وقتل قاتل أبيه في الغارة خبره به بعض من سبى ; وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهم، وأخذ لنفسه مثل ذلك. فلما أمسوا أمر الناس بالرحيل ومضى الدليل أمامه حريث العذري، فأخذوا الطريق التي جاءوا منه، ودانوا ليلتهم حتى انتهوا بأرض بعيدة ثم طوى البلاد حتى انتهى إلى
وادي القرى في تسع ليال ثم قصد بعد في السير فسار إلى المدينة، وما أصيب من المسلمين أحد. فبلغ ذلك هرقل وهو بحمص فدعا بطارقته فقال هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوه مني. قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر تغير عليكم ثم تخرج من ساعتها ولم تكلم. قال أخوه سأقوم فأبعث رابطة تكون بالبلقاء فبعث رابطة واستعمل عليهم رجلا من أصحابه فلم يزل مقيما حتى قدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
واعترض لأسامة في منصرفه قوم من أهل كثكث - قرية هناك - قد كانوا اعترضوا لأبيه في بدأته فأصابوا من أطرافه فناهضهم أسامة بمن معه وظفر بهم وحرق عليهم وساق نعما من نعمهم وأسر منهم أسيرين فأوثقهم، وهرب من بقي فقدم بهما المدينة فضرب أعناقهما.
وبعث أسامة بن زيد بشيره من وادي القرى بسلامة المسلمين وأنهم قد أغاروا على العدو فأصابوهم فلما سمع المسلمون بقدومهم خرج أبو بكر رضي الله عنه في المهاجرين وخرج أهل المدينة حتى العواتق سرورا بسلامة أسامة ومن معه من المسلمين ودخل يومئذ على فرسه سبحة كأنما خرجت من ذي خشب عليه الدرع. واللواء أمامه يحمله بريدة، حتى انتهى به إلى المسجد فدخل فصلى ركعتين وانصرف إلى بيته معه اللواء. وكان مخرجه من الجرف لهلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة فغاب خمسة وثلاثين يوم، عشرون في بدأته وخمسة عشر في رجعته.

أهم ملامح شخصيته: الجانب القيادي:
لكونه تربّى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ربّاه النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون قائدًا واكتشف عناصر هذه القيادة في شخصيته، وقد كان رضي الله عنه دقيقًا في تنفيذ أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك من مواقفه المتعددة ومنها موقفه أثناء جمعه للزكاة، وبعد ذلك يظهر موقفه عندما كان قائدا للجيش الذي غزا الروم في الشام، ومدى الدقة التي التزم بها في تنفيذ تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضلا عن ذلك فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خليق بالولاية وأنه أهل لها، وقد نجح رضي الله عنه في مهمته التي انتدب لها أعظم نجاح وأدى دوره على أفضل ما يكون الأداء.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده".
وعن الزهري قال كان أسامة بن زيد يخاطَب بالأمير حتى مات يقولون: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام عليك أيها الأميرورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله، ثم لم ينزعه حتى مات.
ولقد أثبت أسامة رضي الله عنه في قيادة جيشه إلى الشام أنه ذو جَلَدٍ على تحمل المشاق، وذو شجاعة فائقة، وعقيدة راسخة، وعقلية راجحة متبصرة بالأحداث والنتائج، مما أكسبه سمعة عالية، وصيتًا وشهرة كبيرة بين الصحابة، فقدروه وأحبوه، ولمسوا بأنفسهم مدى إصابة الحق في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم له في للإمارة.

بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم روى الإمام أحمد بسنده عن عَائِشَةَ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَثَرَ بِأُسْكُفَّةِ أَوْ عَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيطِي عَنْهُ أَوْ نَحِّي عَنْهُ الْأَذَى قَالَتْ فَتَقَذَّرْتُهُ قَالَتْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ ثُمَّ يَمُجُّهُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أُنْفِقَهُ.
بعثتها إليك لتشققها خمرًا بين نسائك:
روى مسلم بسنده عن ابن عمر قال رأى عمر عطاردا التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم فقال عمر يا رسول الله إني رأيت عطاردا يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك وأظنه قال ولبستها يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فلما كان بعد ذلك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطى علي بن أبي طالب حلة وقال شققها خمرا بين نسائك قال فجاء عمر بحلته يحملها فقال: يا رسول الله بعثت إلي بهذه وقد قلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت فقال إني لم ابعث بها إليك لتلبسها ولكني بعثت بها إليك لتصيب بها، وأما أسامة فراح في حلته فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرًا عرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر ما صنع، فقال: يا رسول الله ما تنظر إلي فأنت بعثت إلي بهان فقال: "إني لم أبعث إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك".
وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك لا تلبس القبطيه قلت كسوتها امرأتي فقال مرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها.
رديفه في أسفاره :
عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفًا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة...
وعن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
وعنه رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال: "أي يومين" قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس قال: "ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
وعنه رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبة فسألته ما له فقال لم يأتني جبريل منذ ثلاث قال فإذا جرو كلب بين بيوته فأمر به فقتل فبدا له جبريل عليه السلام فبهش إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه فقال لم تأتني فقال انا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير.
وعن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن الربيع وهو بالموت فناداه فلم يجبه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " لو سمعني لأجاب ما فيه عرق ولا هو يجد ألم الموت على جدته وبكى النساء فنهاهن أسامة بن زيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهن يبكين ما دام بين أظهرهن فإذا وجب فلا أسمعن صوت باكية.
ألاقي منك اليوم...
عن قيس بن أبي حازم قال قام أسامة بن زيد بعد مقتل أبيه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه ثم جاء من الغد فقام مقامه بالأمس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألاقي منك اليوم ما لاقيت منك أمس.

ويدعو له صلى الله عليه وسلم:

عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطتُ وهبط الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أُصمت فلم يتكلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه علي ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي.

بعض المواقف من حياته مع الصحابة : مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

عن هشام بن عروة عن أبيه... لما فرض عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف ولابن عمر ألفين فقال ابن عمر فضلت عليّ أسامة وقد شهدت ما لم يشهد فقال إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وأبوه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك.

مع عثمان بن عفان رضي الله عنه:

عن هشام بن عروة عن أبيه قال تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا فقال يا أسامة ما هذا فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر.

مع حكيم بن حزام رضي الله عنه:

عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال كان محمد النبي أحب الناس إلي في الجاهلية فلما تنبأ وخرج إلى المدينة خرج حكيم بن حزام الموسم فوجد حلة لذي يزن تُباع بخمسين درهما فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم بها عليه وأراده على قبضها فأبى عليه قال عبيد الله حسبت أنه قال إنا لا نقبل من المشركين شيئا ولكن أخذناها بالثمن فأعطيتها إياه حتى أتى المدينة فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئا قط أحسن منه فيها يومئذ ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على أسامة فقال يا أسامة أنت تلبس حلة ذي يزن قال نعم لأنا خير من ذي يزن ولأبي خير من أبيه ولأمي خير من أمه قال حكيم فانطلقت إلى مكة أعجبهم بقول أسامة المستدرك للحاكم.

مع خلاد بن السائب رضي الله عنه:

عن خلاد بن السائب قال دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي فقال إنه حملني أن أمدحك في وجهك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه"

من مواقفه مع التابعين :

مع مروان بن الحكم

عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلى عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال تصلى إلى قبره فقال انى أحبه فقال له قولا قبيحا ثم ادبر فانصرف أسامة فقال يا مروان انك آذيتنى واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يبغض الفاحش المتفحش وانك فاحش متفحش.

أثره في الآخرين: روى عنه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون من الصحابة والتابعين، فممن روى عنه من الصحابة سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وممن روى عنه من التابعين سعيد بن المسيب، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وعامر بن شرحبيل، وشقيق بن سلمة وغيرهم....

ويعلم مولاه عمليًا:

عن مولى أسامة بن زيد أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فقال له مولاه: لم تصوم يوم الإثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير، فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس وسئل عن ذلك فقال: "إن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس".

الأثر العالمي لبعث أسامة رضي الله عنه:

كان لهذا البعث أثرًا كبيرًا في تثبيت وتوطيد دعائم الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد الكثير من القبائل، وكان من شأنه أن ألقى الفزع والهلع في قلوب القبائل العربية التي مرَّ عليها في شمال الجزيرة العربية، وكانوا يقولون: لو لم يكن للمسلمين قوة تحمى المدينة وما حولها ما بعثوا جيشًا إلى هذه المسافات البعيدة حتى وصل إلى تخوم الروم؛ ومن أجل ذلك كانت حركة الردة في تلك المناطق أضعف منها بكثير في أي المناطق الأخرى.

بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

روى البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
وفي البخاري بسنده أيضًا عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء".
روى مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم".
وأحاديث أخرى كثيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم...

وفاته رضي الله عنه اعتزل أسامة بن زيد رضي الله عنه الفتن بعد مقتل عثمان رضي الله عنه إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية، وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة 54 هـ، فيكون رضي الله عنه قد توفي عن 61 سنة.



 
موضوع مغلق


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:18


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت