منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-02, 23:47 رقم المشاركة : 13



Yes قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام


قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام كاملة


نبذة:

هو خليل الله، اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه، كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته، وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم، جعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل.

المسيرة

سيرته:

منزلة إبراهيم عليه السلام:

هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد.. بترتيب بعثهم. وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب. ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء.. كان إبراهيم هو العبد الذي وفى. وزاد على الوفاء بالإحسان.

وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب. وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه.

وكان من فضل الله على إبراهيم أن جعله الله إماما للناس. وجعل في ذريته النبوة والكتاب. فكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم من نسله فهم أولاده وأحفاده. حتى إذا جاء آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، جاء تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم التي دعا الله فيها أن يبعث في الأميين رسولا منهم.

ولو مضينا نبحث في فضل إبراهيم وتكريم الله له فسوف نمتلئ بالدهشة. نحن أمام بشر جاء ربه بقلب سليم. إنسان لم يكد الله يقول له أسلم حتى قال أسلمت لرب العالمين. نبي هو أول من سمانا المسلمين. نبي كان جدا وأبا لكل أنبياء الله الذين جاءوا بعده. نبي هادئ متسامح حليم أواه منيب.

يذكر لنا ربنا ذو الجلال والإكرام أمرا آخر أفضل من كل ما سبق. فيقول الله عز وجل في محكم آياته: (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) لم يرد في كتاب الله ذكر لنبي، اتخذه الله خليلا غير إبراهيم. قال العلماء: الخُلَّة هي شدة المحبة. وبذلك تعني الآية: واتخذ الله إبراهيم حبيبا. فوق هذه القمة الشامخة يجلس إبراهيم عليه الصلاة والسلام. إن منتهى أمل السالكين، وغاية هدف المحققين والعارفين بالله.. أن يحبوا الله عز وجل. أما أن يحلم أحدهم أن يحبه الله، أن يفرده بالحب، أن يختصه بالخُلَّة وهي شدة المحبة.. فذلك شيء وراء آفاق التصور. كان إبراهيم هو هذا العبد الرباني الذي استحق أن يتخذه الله خليلا.

حال المشركين قبل بعثة إبراهيم:

لا يتحدث القرآن عن ميلاده أو طفولته، ولا يتوقف عند عصره صراحة، ولكنه يرسم صورة لجو الحياة في أيامه، فتدب الحياة في عصره، وترى الناس قد انقسموا ثلاث فئات:

فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية.

وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.

وفئة تعبد الملوك والحكام.

نشأة إبراهيم عليه السلام:

وفي هذا الجو ولد إبراهيم. ولد في أسرة من أسر ذلك الزمان البعيد. لم يكن رب الأسرة كافرا عاديا من عبدة الأصنام، كان كافرا متميزا يصنع بيديه تماثيل الآلهة. وقيل أن أباه مات قبل ولادته فرباه عمه، وكان له بمثابة الأب، وكان إبراهيم يدعوه بلفظ الأبوة، وقيل أن أباه لم يمت وكان آزر هو والده حقا، وقيل أن آزر اسم صنم اشتهر أبوه بصناعته.. ومهما يكن من أمر فقد ولد إبراهيم في هذه الأسرة.

رب الأسرة أعظم نحات يصنع تماثيل الآلهة. ومهنة الأب تضفي عليه قداسة خاصة في قومه، وتجعل لأسرته كلها مكانا ممتازا في المجتمع. هي أسرة مرموقة، أسرة من الصفوة الحاكمة.

من هذه الأسرة المقدسة، ولد طفل قدر له أن يقف ضد أسرته وضد نظام مجتمعه وضد أوهام قومه وضد ظنون الكهنة وضد العروش القائمة وضد عبدة النجوم والكواكب وضد كل أنواع الشرك باختصار.

مرت الأيام.. وكبر إبراهيم.. كان قلبه يمتلأ من طفولته بكراهية صادقة لهذه التماثيل التي يصنعها والده. لم يكن يفهم كيف يمكن لإنسان عاقل أن يصنع بيديه تمثالا، ثم يسجد بعد ذلك لما صنع بيديه. لاحظ إبراهيم إن هذه التماثيل لا تشرب ولا تأكل ولا تتكلم ولا تستطيع أن تعتدل لو قلبها أحد على جنبها. كيف يتصور الناس أن هذه التماثيل تضر وتنفع؟!

مواجهة عبدة الكواكب والنجوم:

قرر إبراهيم عليه السلام مواجهة عبدة النجوم من قومه، فأعلن عندما رأى أحد الكواكب في الليل، أن هذا الكوكب ربه. ويبدو أن قومه اطمأنوا له، وحسبوا أنه يرفض عبادة التماثيل ويهوى عبادة الكواكب. وكانت الملاحة حرة بين الوثنيات الثلاث: عبادة التماثيل والنجوم والملوك. غير أن إبراهيم كان يدخر لقومه مفاجأة مذهلة في الصباح. لقد أفل الكوكب الذي التحق بديانته بالأمس. وإبراهيم لا يحب الآفلين. فعاد إبراهيم في الليلة الثانية يعلن لقومه أن القمر ربه. لم يكن قومه على درجة كافية من الذكاء ليدركوا أنه يسخر منهم برفق ولطف وحب. كيف يعبدون ربا يختفي ثم يظهر. يأفل ثم يشرق. لم يفهم قومه هذا في المرة الأولى فكرره مع القمر. لكن القمر كالزهرة كأي كوكب آخر.. يظهر ويختفي. فقال إبراهيم عدما أفل القمر (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) نلاحظ هنا أنه عندما يحدث قومه عن رفضه لألوهية القمر.. فإنه يمزق العقيدة القمرية بهدوء ولطف. كيف يعبد الناس ربا يختفي ويأفل. (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي) يفهمهم أن له ربا غير كل ما يعبدون. غير أن اللفتة لا تصل إليهم. ويعاود إبراهيم محاولته في إقامة الحجة على الفئة الأولى من قومه.. عبدة الكواكب والنجوم. فيعلن أن الشمس ربه، لأنها أكبر من القمر. وما أن غابت الشمس، حتى أعلن براءته من عبادة النجوم والكواكب. فكلها مغلوقات تأفل. وأنهى جولته الأولى بتوجيهه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا.. ليس مشركا مثلهم.

استطاعت حجة إبراهيم أن تظهر الحق. وبدأ صراع قومه معه. لم يسكت عنه عبدة النجوم والكواكب. بدءوا جدالهم وتخويفهم له وتهديده. ورد إبراهيم عليهم قال:

أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) (الأنعام)

لا نعرف رهبة الهجوم عليه. ولا حدة الصراع ضده، ولا أسلوب قومه الذي اتبعه معه لتخويفه. تجاوز القرآن هذا كله إلى رده هو. كان جدالهم باطلا فأسقطه القرآن من القصة، وذكر رد إبراهيم المنطقي العاقل. كيف يخوفونه ولا يخافون هم؟ أي الفريقين أحق بالأمن؟

بعد أن بين إبراهيم عليه السلام حجته لفئة عبدة النجوم والكواكب، استعد لتبيين حجته لعبدة الأصنام. آتاه الله الحجة في المرة الأولى كما سيؤتيه الحجة في كل مرة.

سبحانه.. كان يؤيد إبراهيم ويريه ملكوت السماوات والأرض. لم يكن معه غير إسلامه حين بدأ صراعه مع عبدة الأصنام. هذه المرة يأخذ الصراع شكلا أعظم حدة. أبوه في الموضوع.. هذه مهنة الأب وسر مكانته وموضع تصديق القوم.. وهي العبادة التي تتبعها الأغلبية.

نجاة إبراهيم عليه السلام من النار:

وفعلا.. بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم. انتشر النبأ في المملكة كلها. وجاء
الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها
واعترف بذلك وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب
والأشجار. وأشعلوا فيها النار. وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا
إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه
وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء.
وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. وأصدر كبير
الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.

جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟

قال إبراهيم: أما إليك فلا.

انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار. كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق. فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمره بأن تكون (بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ). أحرقت النار قيوده فقط. وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة. كان يسبّح بحمد
ربه ويمجّده. لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو
الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف. وتلاشت الرهبة. واستحالت
النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.

جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها تصل إليهم على
الرغم من بعدهم عنها. وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها
لن تنطفئ أبدا. فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما
دخل. ووجهه يتلألأ بالنور والجلال. وثيابه كما هي لم تحترق. وليس عليه أي
أثر للدخان أو الحريق.

خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة. خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.

وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) (الأنبياء)

لا يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام قومه، لا يحدثنا عن
السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله. ويبدو من استقراء النصوص القديمة أن
إبراهيم كان شابا صغيرا حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه: (سَمِعْنَا
فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ). وكلمة الفتى تطلق على
السن التي تسبق العشرين.

مواجهة عبدة الملوك:

إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن. وبالتالي فنحن لا
نستطيع أن نقطع فيه بجواب نهائي. كل ما نستطيع أن نقطع فيه برأي، أن
إبراهيم أقام الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة
النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك
المتألهين وعبادهم.. وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين.

فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه. وتجاوز القرآن اسم
الملك لانعدام أهميته، لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب
(بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره، كما تجاوز
الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينه. لكن الله تعالى في كتابه
الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك
الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)

قال الملك: (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) أستطيع أن أحضر رجلا يسير في
الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت..
وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.

لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول. غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه
يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا. فقال إبراهيم: (فَإِنَّ
اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ
الْمَغْرِبِ)

استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام النبي بهت الملك.
أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب. لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب.. قال له إن
الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب.. إن
للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي
مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام
الكون وقوانينه.. ساعتها أحس الملك بالعجز.. وأخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا
يقول، ولا كيف يتصرف. انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر.







يـــــــتــبع ,,,,












  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-04, 01:12 رقم المشاركة : 14

Wink قصة سيدنا موسى عليه السلام




قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة

فى قصر عظيم على شاطيء نهر النيل عاش فرعون يحكم قومهبطريقة استبدادية ظالمة ..يعذبهم ويظلمهم ويسلب اموالهم ويقتل الذكور منهم لأن احد السحرة قال له:سيولد طفل يحب الناس ويأخذ الملك منه وكلما وضعت امراة من بنى اسرائيل مولودا ذكرا امر فرعون جنوده بقتله ....فى هذه الأيام وضعت ام موسى طفلها لكنها لم تفرح بمولده كما تفرح الأمهات فالخطر حوله والموت ينتظره انها حائرة به خائفة عليه تخشى ان يصل خبر مولده إلى فرعون وهى عاجزة عن حمايته او إخفائه وليس امام ام موسى إلا ان تقوم للصلاة وتدعو ربها ويستجيب الله تعالى لدعائها فيهديها إلى ان ترضعه من ثديها فإذا خافت عليه صنعت له صندوقا والفته فى النهر دون خوف او حزن لأن الله سيرده إليها بعد ذلك وتصنع الأم المؤمنة الصنوق بمساعدة ابنتها ثم تضع وليدها فى الصندوق وتلقى به على سطح الماء وهى فى اشد حالات الحزن والألم لأنها تعلم المصير الذى ينتظره ويحمل الماء الصندوق إلى قصر فرعون وينظر فرعون من قصره للصندوق ويأمر رجاله بإحضاره وفتحه والكل ينتظر فى دهشه ماذا فى الصندوق ؟ طفل صغير جميل يمص اصابعه من الجوع وكل من ينظر إليه يحبه ويتلفت فرعون إلى جنوده ويصرخ اقتلوه اقذفوه فى الماء حتى يغرق ولكن زوجة فرعون قالت : لا تقتلوا هذا الطفل أنه قد يكون مصدر سعادة لنا وعندما كبر موسى كان يصلى لله وفى يوم كان سيدنا موسى يسمع صوت الله وفى هذا اليوم تسلق جبل كبير جدا وطويل فسأله الله لماذا تسلقت هذا الجبل؟ قال له لأراك يا الله............والله فتح من السماء فتحة قدر خرم الأبرة وظهر نور لا يقاومه احد وسجد سيدنا موسى أربعة وربعين يوم.






يـــــــتــبع ,,,,














  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-04, 10:18 رقم المشاركة : 15

Great


قصة سيدنا سليمان عليه السلام كاملة


قِصَّةُ سيدنا سليمان عليه السلام مع الفلاح والنملة والطيور
إنّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهدِيهِ ونشكرُهُ، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا ومنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لهُ.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ ولا مثيلَ لهُ ولا جسمَ ولا أعضاءَ لهُ ولا شكلَ ولا صورةَ لهُ، ولا حدَّ ولا مكانَ لهُ، جلّ ربِّي لا يُشبهُ شيئًا ولا يُشبهُهُ شىءٌ ولا يحِلّ في شىءٍ ولا ينحلُّ منهُ شىءٌ ، ليسَ كمثلِهِ شىءٌ وهو السميعُ البصيرُ .
وأشهدُ أنّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعيُنِنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ وصفِيّهُ وحبيبُهُ، بلّغَ الرِّسالةَ وأدّى الأمانةَ ونصحَ الأمّةَ ، فجزاهُ اللهُ عنّا خيرَ ما جزى نبيًّا منْ أنبيائِهِ، الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيّدي يا رسولَ اللهِ ، أنتَ طبُّ القلوبِ ودواؤها، وعافيةُ الأبدانِ وشفاؤها، ونورُ الأبصارِ وضياؤها، الصلاةُ والسلامُ عليكَ سيّدي يا محمّد، يا محمّدُ ضاقتْ حيلتُنا وأنتَ وسيلتُنا، أدرِكنا يا رسولَ اللهِ، أدركنا بإذنِ اللهِ.
أما بعدُ عبادَ اللهِ فإني أوُصيكُمْ ونفسِي بتقوَى اللهِ العليِّ القديرِ القائلِ في مُحكمِ كتابِهِ: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ سورةُ يوسفَ/ 111 .
اعلَموا رحمكُمُ اللهُ أنّ أفضلَ الخلائقِ عُلْوِيِّها وسُفلِيِّها الأنبياءُ لِما أعطاهُمُ اللهُ منَ الصبرِ والتُّقى، وإنّ أحسنَ القَصَصِ قَصَصَهُمْ لِما جعلَ اللهُ فيها منْ مواعظَ وعِبَر. وبالاطلاعِ على قَصَصِ حياتِهم صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهمْ أجمعينَ وما حَفَلَتْ بهِ منْ أحداثٍ واشْتَمَلَتْ عليهِ منْ أفعالٍ لدليلاً لنا نَنْهَجُهُ ونستنيرُ ونستعينُ بهِ لِلوُصولِ إلى الإيمانِ الكاملِ الذي هو سبيلُ النّجاةِ والفوزِ في الآخرةِ ، وكلامُنا اليومَ بإذنِ اللهِ ربِّ العالمينَ عنْ سيّدِنا سليمانَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ. يقولُ ربُّ العزّةِ في مُحكمِ التنْـزيلِ: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَـنُ دَاوُودَ وَقَالَ يَـأَيُّهَا النَّاسُ عُلّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلّ شَىْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ سورةُ النملِ/16 ، أيْ كأنّهُ ورِثهُ وإلا فالنُّبُوَّةُ لا تورثُ .
فلقدْ علّمَهُ اللهُ تعالى مَنطِقَ الطيرِ ولغتَهُ وسائرَ لغاتِ الحيواناتِ، فكانَ يفهمُ عنها ما لا يفهمُهُ سائرُ الناسِ. رُوِيَ أنّهُ صَاحَ هُدْهُدٌ فقالَ سليمانُ عليهِ السلامُ: يقولُ استغفِروا اللهَ يا مُذنِبُونَ، وصاحَ خُطّافٌ فقالَ يقولُ: قدِّموا خيرًا تجدوهُ، وصاحتْرَخْمَةٌ (وهوُ طائرٌ أبقَعُ يشبِهُ النَّسْرَ في الخِلقَةِ) فقالَ: تقولُ سبحانَ ربِّيَ الأعلى ملءَ سمائِهِ وأرضِهِ، وصاحَ قُمْرِيٌّ (وهو نوعٌ من الحمامِ) فأخبرَ أنّهُ يقولُ سبحانَ ربِّيَ الأعلى ، وقالَ: الحِدَأَةُ تقولُ كلِّ شىءٍ هالِكٌ إلا اللهُ ، والقَطاةُ تقولُ مَنْ سكتَ سَلِمَ ، والدِّيكُ يقولُ اذكروا اللهَ يا غافلونَ ، والنَّسْرُ يقولُ يا ابنَ ءادمَ عِشْ ما شِئْتَ ءاخرُكَ الموتُ ، والعُقابُ يقولُ في البعدِ مِنَ الناسِ أُنْسٌ (أي مَنْ بعضِ الناسِ) ، والضِّفدِعُ يقولُ سبحانَ ربِّي القُدُّوسُ .
وسَخّرَ اللهُ تعالى لنبِيِّهِ سليمانَ عليهِ السلامُ الرِّيحَ فكانتْ تنقلُهُ إلى أيِّ أطرافِ الدنيا شاءَ، يقولُ اللهُ تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَسورةُ ص/36 ، وذلك تبليغُ المَلَكِ له عن الله .
وأوْحَى اللهُ تعالى إليه وهو يسير بين السماء والأرض: "إني قدْ زدتُ في مُلكِكَ أن لا يتكلمَ أحدٌ بشىءٍ إلا ألقَتْهُ الريحُ في سَمعِكَ" .
فيحكى أنه مر بفلاح يحرث أرضه، مرّ سليمان وهو على بساط الريح يسير بين السماء والأرض فنظر اليه الفلاح وقال: "لقد أوتي ءال داود ملكًا عظيمًا" فألقت الريح كلام الفلاح في أذن سيدنا سليمان عليه السلامُ ، فنَزل سليمانُ عليه السلام ومشى إلى الفلاح وقال: "إني جئت إليك لئلا تتمنّى ما لا تقدر عليه" ثم قال: "لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير من الدنيا وما فيها" .
ومنْ نِعَمِ اللهِ تعالى على سليمانَ عليهِ السلامُ أنّ جُندَهُ كانَ مؤلّفًا من الجنِّ والإنسِ والطيرِ وكانَ سليمانُ عليهِ السلامُ قدْ نظّمَ لهمْ أعمالَهم ورتّب لهم شئونَهم فكانَ إذا خرجَ خرجوا معهُ في موكبٍ حافلٍ مُهيبٍ يحيطُ بهِ الجندُ والخدَمُ منْ كلِّ جانبٍ وأخبرَ اللهُ تعالى عنْ عبدِهِ ونبيِّهِ سليمانَ عليهِ السلامُ أنّهُ ركِبَ يومًا في جيشِهِ المؤلّفُ منَ الجنِّ والإنسِ والطيرِ ، يقولُ ربُّنا في القرءانِ العظيمِ : ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَـاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ سورة النمل/18 .
فهذِهِ النَّمْلَةُ ( واسْمُها طاخية أو منذرة ) تكلَّمَتْ بِصَوْتٍ أَمَرَتْ فيهِ أُمَّةَ النَّملِ في ذلك الوادِي أَنْ يَدْخُلُوا مَسَاكِنَهُم حَذَرًا مِنْ أَنْ يُحَطِّمَهُمْ سليمانُ عليهِ السلامُ وجنودُهُ أثناءَ سيرِهِمْ، لَقَدْ أَلْهَمَ اللهُ عَزَّ وجلَّ تلكَ النَّملَةَ معرِفَةَ نبيِّهِ سليمانَ عليهِ السلامُ كما أَلْهَمَ النملَ كثيرًا مِنْ مَصالِحِهَا ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَـاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ سورة النمل/18 .
﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ لا يَعلَمونَ بِمَكانِكم، أي لَوْ شَعَرُوا لَمْ يَفْعَلوا، قالَتْ ذلك على وَجْهِ العُذْرِ واصِفَةً سليمَانَ وَجُنودَهُ بِالعَدْلِ، فَسَمِعَ سليمانُ قَوْلَها مِنْ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ فَتَبَسَّمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ مِنْ قَوْلِها مُتَعَجِّبا مِنْ حَذَرِها واهتِدائِهَا لِمَصالِحها وَنَصيحَتِها لِلنَّمْلِ فَأَمَرَ سليمانُ عليهِ السلامُ الريحَ فوَقَفَتْ لِئَلاَّ يذعرنَ حتى دَخَلْنَ مساكِنَهُنَّ أوقَفَ سليمانُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ موكبَهُ العَظِيمَ حَتَّى يَدْخُلْنَ أَيِ النملُ إلى بُيوتِهِنَّ ودَعَا رَبَّه ، قَالَ تعالَى إِخْبَارًا عن سِيّدنا سليمانَ: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَـالِحًا تَرْضَـاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّـالِحِينَ سورة النمل/19
﴿رَبّ أَوْزِعْنِي أي أَلْهِمْنِي .
هذا كلُّهُ من فضلِ اللهِ تعالَى عَلَى عبدِهِ ونبيِّه سليمانَ عليهِ السلامُ الذِي كانَ عَبدًا مطيعًا أوّابًا داعيًا إلى عبادةِ اللهِ وحدَه لا شريك له وكانَ مِنْ عبادِ اللهِ الشَّاكِرينَ، يقولُ اللهُ تعالَى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَـنَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ سورة ص/ 30 .
هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
إن الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّـئَاتِ أَعْمَالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومن يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلَّى اللهُ عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.
أما بعد عبادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونفسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العظيمِ. واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ ﴿إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى:﴿يا أيُّها الناسُ اتَّقـوا رَبَّكـُم إنَّ زلزَلَةَ الساعَةِ شَىءٌ عَظِيمٌ يومَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حملَها وَتَرَى الناسَ سُكارَى ومَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عذابَ اللهِ شَديدٌ.
اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فبجاه محمّد استجبْ لنا دعاءَنا، اللهم بجاه محمّد اغفرِ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.





يـــــــتــبع ,,,,












  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-04, 15:50 رقم المشاركة : 16

Great توبة الشيخ أحمد القطان



‏الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين، والخطباء المعروفين، يروي قصة توبته فيقول: إن في الحياة تجاربا وعبرا ودروسا … لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلبة حائرة … لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية - ولا تربية - ثمانية عشر عاما. وتخرجت بلا دين.. وأخذت ألتفت يمينا وشمالا: أين الطريق ؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثا؟ .. أحس فراغا في نفسي وظلاما وكآبة.. أفر إلى البر.. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء. ولكني أعود حزينا كئيبا. وتخرجت من معهد المعلمين سنة 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم. والنفخ فيها. وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا في نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر. وما قلت كلمة إلا وطبلوا وزمروا حولها.. وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فردا ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب ثم يدخلون عليه من هذا المدخل.. رأوني أميل إلى الشعر والأدب فتعهدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة.. ثم أخذوا يدسون السم في الدسم. يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون: اختر ماشئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتبا فاخرة أوراقا مصقولة.. طباعة أنيقة عناوينها: "أصول الفلسفة الماركسية" "المبادئ الشيوعية" وهكذا بدأوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية، فإذا جلست معهم على طاولة قديمة تهتز.. أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال.. فإذا مر رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا: انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك.. وسيأتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرى التي بدأت وستستمر.. إننا الآن نهيئها في "ظفار" ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائدا من قوادها. وبينما أنا أسمع هذا الكلام أحس أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشئ لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى .. يدور .. فإن وضعت به دقيقا مباركا أخرج لك الطحين الطيب وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى.. ويقدر الله - سبحانه وتعالى - بعد ثلاثة شهور أن نلتقي رئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر، وغاب شهرا ثم عاد.وفي تلك الليلة ،أخذوا يستهزئون بأذان الفجر.. كانت الجلسة تمتد من العشاء إلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل "التفسير المادي للتاريخ" و"الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال" .. ثم يقولون كلاما أمرره على فطرتي السليمة التي لاتزال .. فلا يمر .. أحسن أنه يصطدم ويصطك ولكن الحياء يمنعني أن أناقش فأراهم عباقرة .. مفكرين .. أدباء .. شعراء .. مؤلفين كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت. ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر فلما قال "الله أكبر" أخذوا ينكتون على الله ثم لما قال المؤذن "أشهد أن محمدا رسول الله" أخذوا ينكتون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وهنا بدأ الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي وإذا أراد الله خيرا بعبده بعد أن أراه الظلمات يسر له أسباب ذلك إذ قال رئيس الخلية: لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر هو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقا كاملا. فقلت: عجبا.. ما علامة ذلك؟!!. قال: " إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضا ، وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه.. " هكذا يقول.. والله يحابه يوم القيامة فلما قال ذلك نزلت ظلمة على عيني وانقباض في قلبي وقلت في نفسي: أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه ثورة؟!! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي!! ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له: يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فماذا لا تدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال:"إنني ما أزال أعاني من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية. وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جميعا.. ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء فقدر الله أن ألتقي بإخوة في "ديوانية". كانوا يحافظون على الصلاة… وبعد صلاة العصر يذهبون إلى ساحل البحر ثم يعودون وأقصى ما يفعلونه من مأثم أنهم يلعبون "الورقة". ويقدر الله أن يأتي أحدهم إلي ويقول: يا أخ أحمد يذكرون أن شيخا من مصر اسمه "حسن أيوب" جاء إلى الكويت ويمدحون جرأته وخطبته، ألا تأتي معي؟ قالها من باب حب الاستطلاع.. فقلت: هيا بنا.. وذهبت معه وتوضأت ودخلت المسجد وجلست وصليت المغرب ثم بدأ يتكلم وكان يتكلم واقفا لا يرضى أن يجلس على كرسي وكان شيخا كبيرا ، شاب شعر رأسه ولحيته ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لا بسيوف من خشب ، وبعد أن فرغ من خطبته أحسست أني خرجت من عالم إلى عالم آخر.. من ظلمات إلى نور ولأول مرة أعرف طريقي الصحيح وأعرف هدفي في الحياة ولماذا خلقت ؟! وماذا يراد مني! وإلى أين مصيري؟ وبدأت لا استطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلم عليه. ثم عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي فقلت له: اسكت وسترى انطباعي بعد أيام.. عدت في الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذت أسمعها إلى أن طلعت الشمس ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأرده ثم طعام الغداء وأنا أسمع وأبكي بكاء حارا وأحس أني قد ولدت من جديد ودخلت عالما آخر وأحببت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصار هو مثلي الأعلى وقدوتي وبدأت أنكب على سيرته قراءة وسماعا حتى حفظتها من مولده إلى وفاته -صلى الله عليه وسلم- فأحسست أنني إنسان لأول مرة في حياتي وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها…) الأنعام. نعم .. لقد كنت ميتا فأحياني الله .. ولله الفضل والمنة .. ومن هنا انطلقت مرة ثانية إلى أولئك الرفقاء الضالين المضلين ، وبدأت أدعوهم واحدا واحدا ولكن.. (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).. أما أحدهم فقد تاب بإذن الله وفضله، ثم ذهب إلى العمرة،فانقلبت به السيارة ومات وأجره على الله، وأما رئيس الخلية فقابلني بابتسامة صفراء، وأنا أناقشه أقول له : أتنكر وجود الله؟ !! فابتسم ابتسامة صفراء وقال: يا أستاذ أحمد.. إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الآن.. أما أنا فاتركني .. فإن لي طريقي ولك طريقك.. ثم صافحني وانصرفت وظل هو كما هو الآن. وأما البقية فمنهم من أصبح ممثلا، ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الأغاني وله أشرطة "فيديو" يلقي الشعر وهو سكران.. وسبحان الذي يخرج الحي من الميت.. ومن تلك اللحظة بدأت أدعو إلى الله رب العالمين.

هذه القصة ذكرها الشيخ في محاضرة له بعنوان "تجاربي في الحياة"



  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-06, 13:49 رقم المشاركة : 17

افتراضي التفسير العقدي لسورة الضحى


التفسير العقدي لسورة الضحى


بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11))
سورة (الضحى)، سميت بذلك للإقسام به في مستهلها. ولها مقصدان:

- أولهما بيان منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، ومنة الله عليه.

- ثانيهما: إعلاء القيم الخلقية.

(وَالضُّحَى) قد تقدم ذكر الخلاف في المراد بالضحى، عند قول الله تعالى: (والشمس وضحاها)، هل هو أول النهار، أم أنه يشمل النهار كله.

(وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) إذا للظرفية. ومعنى (سجى): استوى، وسكن. وقيل معناها: غطى بظلامه. وقيل معناها: أقبل. وهذه المعاني الثلاث متقاربة، ولا تعارض بينها؛ فإنه إذا اقبل، غطى بظلامه، وإذا غطى بظلامه استوى، وسكن. فهي معان متقاربة، يقسم فيها الرب - سبحانه وتعالى -بإقبال الليل، وما يصحبه من تغشية هذا الكون كله بسواده، وما ينتج عن ذلك من سكون وطمأنينة. وهذا يتضح في الأزمنة السابقة؛ فإذا غربت الشمس، أوى كل أحد إلى منزله، وسكنت الأصوات، وهدأ الكون. فالله – تعالى - يقسم بهذه الحالة. وهذا يقوي أن يكون المراد بالضحى أول النهار؛ لكي يكون مقابلا لليل إذا سجى، أي: أول الليل.

وقد قيل قول رابع في معنى (سجى)، لكن فيه غرابة، أي: ذهب! فإن كان صحيحًا في اللغة، فمعنى ذلك أن كلمة (سجى) من الأضداد.

(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (ما): نافية . والودع هو الترك.

(وَمَا قَلَى) يعني: وما قلاك. ومعنى (قلى): أبغض، وجفا. فالمعنى: ما تركك، ربك يا محمد، ولا أبغضك، ولاجفاك، كما زعم المشركون.

وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان ينزل عليه الوحي متتابعًا. فأول ما أنزل الله – تعالى - عليه سورة (اقرأ)، ثم بعد ذلك نزلت سورة (المدثر)، وتتابع الوحي. ثم انقطع عنه الوحي، كما جاء في السير، خمس عشرة يومًا، حتى إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشتاق له شوقًا عظيمًا، ولحقه من اللهف شيء عظيم، ووقع في نفسه شيء أن يكون الله - عز وجل – قلاه. والصحيح ما رواه البخاري، عن جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا. فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ. لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةٍ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى". وفي الترمذي، عنه: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَدَمِيَتْ أُصْبُعُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ
قَالَ: وَأَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى". قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ففي هذه الآيات يطمئن الله نبيه، ويسليه عما قاله المشركون، ويبطل دعواهم.

ولم يزل أنبياء الله تعالى يعانون من هؤلاء الطاعنين، كما قال الله عز وجل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا). ولم يزل أعداء الرسل ينالون منهم، ويؤذونهم بالمسبة. وحتى يومنا هذا يلقى أنبياء الله، عامة، ونبينا - صلى الله عليه وسلم – خاصة، الأذى، والطعن. كان المستشرقون ينالون من شخص نبينا - صلى الله عليه وسلم - ويوجهون له المطاعن ليستزلوا المسلمين عن إسلامهم. وجاء هؤلاء الغربيون، اليوم، ليؤذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسوم المسيئة، وبالأفلام، وبالمقالات السيئة، ولكن أنى لهم! فمقام نبينا - صلى الله عليه وسلم - في القمة السامقة، لا يتمكن هؤلاء الأدعياء المزيفون من أن يطالوه بقلامة ظفر. ولكن هذا لايغني عن الرد، وذلك حفظا لدين الله، وغيرةً على نبيه- صلى الله عليه وسلم - وانتصاراً له، وإلا فإن الله ناصر دينه، ومعز نبيه، صلى الله عليه وسلم .

(وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) اللام في قوله (وَلَلْآَخِرَةُ) لام القسم. والمعني: ما أعد الله لك في الدار الآخرة، من الكرامة والنعيم (خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) أي: الدنيا.

(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (سوف) للمستقبل، و(اللام) للقسم، أيضاً. فالله تعالى يعد نبيه بجزيل العطاء، حتى يبلغ درجة الرضا.

وهذه الجمل، جواب القسم، في مطلع السورة. وجواب القسم: أمران منفيان، وأمران مثبتان:

-
فالمنفيان (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)
-
والمثبتان (وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
قال بعض المفسرين، وروي في ذلك حديثًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إذاً لا أرضى واحد من أمتي في النار، أو لا أرضي أن يدخل أحد من أمتي في النار)، ولكن هذا حديث ضعيف، ويتعلل به أصحاب الأماني الباطلة، من أهل الفسق، فيسوغون لأنفسهم ارتكاب المعاصي والفجور، بناء على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يرضي أن يدخل أحد من أمته النار! وهذا لا يصح تسويل، وتزيين، وإملاء، من الشيطان لهؤلاء ليتمادوا في معاصيهم.

وقد أطال ابن القيم، رحمه الله، في رد هذا القول، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يرضيه ما يرضي ربه. فإذا كان الله لا يرضى عن الفاسقين، ولا يرضى عن الظالمين، ولا يرضى عن المجرمين، فكيف يرضى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بما لم يرض به الله؟!

ثم إن السياق بعد ذلك توجه بالخطاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى) : هذا استفهام تقريري؛ لأن معنى (أَلَمْ يَجِدْكَ): أي وجدك. والجواب على السؤال المبدوء بهمزة:

-
في حال الإثبات ((بلى))
-
وفي حال النفي ((كلا))
فجوابه: بلى! وجده يتيمًا فأواه .

ذلك أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - توفي أبوه عبد الله، وهو حمل، فعطف عليه جده عبد المطلب، ثم لم يلبث أن بلغ ست سنين، فتوفيت أمه، فهذا اليتم كأشد ما يكون؛ بذهاب الأبوين. ثم مات عمه عبد المطلب، فأواه عمه أبو طالب. فمعنى آوى: أي: ضمك عمك أبو طالب إليه، أو: ضمك الله عز وجل إلى عمك أبي طالب.

(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) (ضالا) المقصود هنا أي: جاهلا بدينه. وليس المقصود بالضلال هنا أنه قارف شيئا مما يقارف الضالون، ولكن المقصود تائهًا عن طريق الحق، الذي هو دين الله – تعالى -، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلمس الحق، ويبحث عنه، حتى إنه آل به الأمر إلى أن يتحنث الليالي ذوات العدد في (غار حراء)، يتأمل، ويتعبد للخالق، لكن دون أن يكون عنده شريعة يعمل بها، حتى هداه الله لدينه. ويالها من هداية، هي أعظم هداية، فقد أنزل الله – تعالى - عليه الوحي، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه كبيرًا.

(وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى): يعني فقيرًا، عالة على غيرك، فأغناه الله تعالى أيما غنى، فصار له الفيء، والخمس من الغنيمة، ينفق منها نفقة من لا يخشى الفقر، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتقلل في ذات نفسه، وذلك أن الغنى هو غنى النفس، كما قال بأبي هو وأمي: (لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) متفق عليه.

ومن تأمل في حال الناس، أدرك أن الغنى ليس عن كثرة العرض؛ من عقار، وأسهم، ومراكب، ودور، وقصور، وثياب. فكم من إنسان ملك هذه جميعًا، لكن في قلبه فقر، وشح، فلا يستمتع بشيء مما أوتي، فهو مسكين، وإن ملك الملايين. وكم من إنسان رزق القناعة، وغنى النفس، واكتفي بما تيسر، فطابت نفسه، وقرت عينه، ورأى أنه من أغنى العالمين.

وينبغي للإنسان أن يربي نفسه على القناعة، فإنك لن تأكل أكثر من ملء بطنك، ولن تلبس أكثر من طول بدنك، ولن تسكن في أكثر مما يكنك. فإذا رزقت هذه القناعة فكأنما حيزت لك الدنيا بحذافيرها. ترى الرجل، تغرِّب أمواله، وتشرِّق، يموت، فلا يذهب إلى قبره إلا بثوبين، لا يتجاوزان بضعة أمتار، ويأوي إلى بيت موحش، طوله قدر طوله فقط. ويترك الأراضي، والدور، والقصور، لوارثه.

فلا بد من اعتبار هذه المعاني، وعيشها حقًا، وصدقًا. وإذا أجرى الله – تعالى - في يده خيرًا، فليرتفق به، ولكن يعلم أنه عارية، تنتقل منه إلى غيره، كما انتقل من غيره إليه. فيرتفق بما أباح الله – تعالى – له، فلا يتكلف مفقودًا، ولا يرد موجودًا. بهذا يسير الإنسان على هيِّنته مطمئنًا، دون أن يشعر بالنقص.

بعض الناس إذا التفت يمنة ويسرة، ورأى بعض أقرانه، ومن قد كان دونه، قد سبقوه في مضامير الدنيا، صار في قلبه حرقة، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ. وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ) رواه مسلم. فهذا درس بليغ.

بعد هذه المنن الحسية، والمعنوية، التي غمر الله تعالى بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمره بما يناسب المقام، فقال له:

(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)

(فَأَمَّا الْيَتِيمَ) الفاء هذه يسمونها الفاء الفصيحة؛ لأنها تفرع على ما سبق.

(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) ذكر اليتيم، لأنه قبل قليل قال: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى). فينبغي أن يكون شكر النعمة، من جنس النعمة، فإن كنت يتيمًا يومًا من الدهر، فجدير بك أن ترفق باليتامى، وإن كنت فقيرًا يومًا من الدهر، فحري بك أن تعطف على الفقراء.

(فلا تقهر) أي: لا تغلبه بأخذ ماله، أو غير ذلك. وقد كان اليتامى في الجاهلية يغلبون على أمرهم، وتؤخذ أموالهم، ولا يررثون، فحفظ الإسلام حقهم، وأوصى بهم.

(وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) (السائل) هو المستجدي الفقير، فلا تزجره لفقره. والسائل، مظنة الزجر؛ لأنه يتضع، ويذل نفسه لكي يحصل على مطلبه، فيجرأ غيره عليه، وربما نهره وزجره.

والحقيقة أن كلمة السائل أوسع من أن تختص بالسائل بسبب الفقر، بل تتناول السائل عن أي مصلحة من المصالح؛ دينية كانت، أو دنيوية، فإنه لا ينهر، فإذا سألك سائل عن أمر من أمور دينه، فلا تنهره، بل سهل، ورحب، وأجب طلبته، إذا كان عندك علم تجيبه به. وكذلك لو سألك عن أمر من الأمور التي تحسن، فأعنه، ولو سألك عن الطريق فدله.

(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) يعني: فأخبر الناس بما أنعم الله تعالى عليك، ولا تكتم ذلك، وتجحده. فإن الحديث بذلك من شكر النعمة. وقد قال القائل:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا
فشكر نعمة المنعم يكون بالجوارح، وباللسان، وبالقلب.
فيشكر العبد ربه بقلبه: بمعنى أن يغتبط قلبه بنعمة الله عليه، ويعلم أنها من عنده.

وبلسانه: فلا يزال يحدث بنعمة الله عليه، وأنه في خير وعافية من الله، ونحو ذلك.

وبجوارحه: فيسخِّر جوارحه في طاعة الله، من السعي على الأرملة، والمسكين، ومساعدة الملهوف، وإغاثة المضطر، وامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، لجوارحه، فبذلك يحصل الشكر.

وقيل: إن معنى (حدث): يعني جدد، شكرًا إثر شكر. والناس يتفاوتون في استقبال نعمة المنعم؛ فمنهم من يغتبط بنعمة الله، ويثني بها عليه، ويحدث بهذا الفضل، ومن الناس من يجحد النعمة، وينسبها إلى نفسه، كما فعل قارون، قال (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي). وهذا، بأقبح المراتب. وثمَّ فئة ثالثة، وهم الذين ينعم الله تعالى عليهم، ثم يكتمون نعمة الله عليهم، خوفًا من العين! فيتظاهرون بالبؤس، وسوء الحال. وهذا في الحقيقة نوع شرك، لأنه خوف زائد، وفيه كفران للنعمة، وفيه ضعف شخصية. والذي ينبغي للعبد إذا انعم الله تعالى عليه أن يحدث بنعمة الله عليه. وليس المقصود أن يفتخر في المجالس، ويفيض في التفاصيل، كلا! وإنما يتكلم بكلام عام، مجمل، يتضمن ذكر نعم الله، والثناء بها عليه. وأما من أشرت إليهم، فتجد أحدهم إذا سئل، أجاب بما يشعر بأن الأمور بين بين. وهذا، في الحقيقة، كفران للنعمة، وخوف مبالغ فيه. وعلى العبد أن يقوي توكله على الله، ويعلم أنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع السيئات إلا الله، وأن الله تعالى هو الذي يعصمه، وأن عليه أن يخشى أن يسلبه الله النعمة، بسبب هذا التكتم والجحود.

وهذه السورة قد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كبر في آخرها. وقد اختلف في ثبوت هذا، وهل هو من سنن القراءة، أن يكبر في أخرها وما بعدها، من السور، فاعتمد ذلك بعض القراء، وبعضهم رده. وللشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - بحث رائق في هذا في كتابه (بدع القراء).

الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: مشروعية رد شبه الطاعنين.
الفائدة الثانية: كرامة النبي- صلى الله عليه وسلم - على ربه في الدنيا والآخرة.

الفائدة الثالثة: منة الله تعالى على نبيه ورعايته له

الفائدة الرابعة: أن شكر النعم يكون من جنسها. فمثلا إذا أنعم الله عليك بالمال فإن من شكر نعمة الله بالتوسعة في المال، أن تتوسع في الصدقة، والنفقة، وألا تمسك. وإذا انعم الله عليك بالعلم، فإن من شكر الله نعمة الله بالعلم، أن تبذله لطالبيه؛ وتعلم الجاهل، وتذكر الناسي، وتنبه الغافل. وهكذا في كل باب من الأبواب اجعل شكر النعمة بالدرجة الأولى من جنسها.

الفائدة الخامسة: إظهار فضل الله تعالى على العبد، والثناء به عليه. فينبغي أن يظهر العبد فضل الله عليه ويثني به على مسديه .

الفائدة السادسة: فساد مسلك أهل الجحود للنعم، على اختلاف أنواعهم .




  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-06, 13:54 رقم المشاركة : 18

افتراضي مصافحة الأجنبية


مصافحة الأجنبية









المراد بالمصافحة:





الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد.


والمرأة الأجنبية:



هي من ليست زوجة ولا محرماً. والمحرم: من يحرُم نكاحها على التأبيد, إما بالقرابة, أو الرضاعة، أو المصاهرة.


حكم مصافحة المرأة الشابة:


ذهب عامة أهل العلم من أتباع المذاهب الأربعة إلى تحريم مصافحة المرأة الأجنبية الشابة غير الشوهاء بدون حائل حتى وإن أمن الشهوة، وإليك كلام بعض أهل العلم في ذلك :



مذهب الحنفية:


في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي:

"ولا يجوز له أن يمس وجهها, ولا كفيها, وإن أمن الشهوة؛ لوجود المحرم، وانعدام الضرورة والبلوى..

وهذا إذا كانت شابة تشتهى، وأما إذا كانت عجوزًا لا تشتهى فلا بأس بمصافحتها ومس يدها؛ لانعدام خوف الفتنة". (6/18)


مذهب المالكية:


ذهب المالكية إلى تحريم مصافحة المرأة الأجنبيّة سواء كانت بشهوة أو بغيرها، وسواء كانت شابة أو عجوزًا؛ أخذًا بعموم الأدلة المثبتة للتحريم.


"ولا تجوز مصافحة المرأة: أي الأجنبية وإنما المستحسن المصافحة بين المرأتين لا بين رجل وامرأة أجنبية".

(حاشية الصاوي على الشرح الصغير 11/279)


مذهب الشافعية:



المفهوم من كلام الشافعية
حرمة مصافحة الأجنبية مطلقاً ولو كانت عجوزاً، وعندهم وجه بجواز المصافحة بشرط وجود الحائل -وليس مباشرة - وشرط أمن الفتنة.


قال النووي:

"وقد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه حرم مسه.

وقد يحل النظر مع تحريم المس، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية في البيع والشراء والأخذ والعطاء ونحوها.

ولا يجوز مسها في شيء من ذلك".

(المجموع 4/515)

وقال في موطن آخر: "
وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها ولا يجوز مسها".

(الأذكار 228)



مذهب الحنابلة:

ذهب الحنابلة إلى عدم جواز مصافحة المرأة الأجنبية الشابة،

أما العجوز فتجوز مصافحتها،

"ولا تجوز مصافحة المرأة الأجنبية الشابة" لأنها شر من النظر،

أما العجوز فللرجل مصافحتها على ما ذكره في الفصول والرعاية وأطلق في رواية ابن منصور تكره مصافحة النساء.

قال محمد بن عبد الله بن مهران:

"سُئل أبو عبد الله عن الرجل يصافح المرأة قال: لا ، وشدد فيه جداً، قلت: فيصافحها بثوبه، قال: لا.

قال رجل: فإن كان ذا رحم قال: لا ،

قلت: ابنته، قال: إذا كانت ابنته فلا بأس".

(كشاف القناع 2/154)

فالحاصل أنه لم يخالف أحد من أهل العلم المتقدمين من أصحاب المذاهب فيما نعلم في تحريم مس المرأة الأجنبية الشابة غير الشوهاء ومصافحتها بدون حائل.


أدلة تحريم مس المرأة الأجنبية ومصافحتها:



1. امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء حال المبايعة.

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

"كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمتحنهن بقول الله تعالى:

**يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ** إلى آخر الآية.

قالت عائشة:

فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة،

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن، قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انطلقن فقد بايعتكن".

لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام،
والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلا بما أمره الله يقول لهن إذا أخذ عليهن:
"قد بايعتكن" كلامًا".

قال الحافظ بن حجر:

"قوله: (قد بايعتكِ كلاماً) أن يقول ذلك كلامًا فقط لا مصافحة باليد، كما جرت العادة بمصافحة الرجال عند المبايعة".


وقال الإمام النووي:


"قولها: (والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام)

فيه أن بيعة النساء بالكلام من غير أخذ كف،

وفيه أن بيعة الرجال بأخذ الكف مع الكلام،

وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه، وأن صوتها ليس بعورة، وأنه لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد".






2. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"
كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر،

والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش،

والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه"
.


يقول الإمام النووي:

"معنى الحديث:

أن ابن آدم قُدِّر عليه نصيب من الزنى، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام،

ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر الحرام، أو الاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يُقَبِّلها".

(16/206)


وقد فسر ابن عباس رضي الله عنه (اللمم) في قوله تعالى:
**الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ** بهذا الحديث.


3. ما رواه الطبراني عن معقل بن يسار يقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"،

وفي لفظ آخر عنده:

"لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له".

(معجم الطبراني الكبير 486)


قال المنذري:


رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح،

وقال الهيثمي:

رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، انتهى.


(مجمع الزوائد 4/598)


وهو وإن كان متكلم في صحته فإن معناه يوافق الأدلة الأخرى.

4. أن مصافحة الأجنبية ذريعة إلى الافتتان بها

فمن غير السائغ أن يُحَرِّم الشارع شيئًا، ثم يجعل الأسباب المؤدية إليه والمغرية به مباحة، ولا يرتاب أحد سَوِيّ في أن لمس الرجل شيئًا من بدن الأجنبية

كما هو الحال في المصافحة ذريعة إلى الافتتان بها، وبما أن المصافحة كذلك فإنها تَحْرُم؛ لأنها مقدمة ووسيلة للافتتان بالمرأة.


5. أن الإسلام قد حرَّم النظر إلى الأجنبية بغير سبب مشروع،

فمن باب أولى اللمس؛ لأن النظر أقل من اللمس، واللمس أعظم أثرًا في النفس من مجرد النظر، فاللمس فيه بعث للشهوة وتحريكها فوق ما في النظر.


إذن فقياس منع اللمس على منع النظر من باب قياس الأولى وقياس الأولى هو:

ما كان الفرع فيه أولى بالحكم من الأصل؛ لقوة العلة فيه،

مثل: قياس الضرب على التأفيف، بجامع الإيذاء، فإن الضرب أولى بالتحريم من التأفيف؛ لشدة الإيذاء، واللمس أبلغ من النظر قطعًا،

يقول الإمام الرملي الشافعي في شرحه للمنهاج:

"(ومتى حرم النظر حرم المس); لأنه أبلغ في إثارة الشهوة إذ لو أنزل به أفطر, بخلاف ما لو نظر فأنزل فإنه لا يفطر".


6. اتفاق أهل العلم على تحريم مصافحة الشاب للأجنبية الشابة غير الشوهاء بدون حائل ولو من غير شهوة،


ولم أظفر بأحد قال بجواز ذلك من أهل العلم المتقدمين من أصحاب المذاهب المتبوعة والخلاف حادث في هذه العصور .


مما قد يفهم خطأً:



يفهم بعض الناس بعض الأحاديث أو النصوص عن أهل العلم بطريقة غير صحيحة ومن ذلك.


حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

كانت الأمَة مِن إماء أهل المدينة لتأخذ بِيدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت .


فالمراد منه الأخذ المعنوي وهو الرفق والانقياد وهذا ما ذكره شراح الحديث وهو المفهوم من السياق.


قال الحافظ ابن حجر:

"والمقصود من الأخذ باليد لازمُه، وهو الرفق والانقياد، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع؛ لذكره المرأة دون الرجل،

والأمة دون الحرة..وهذا دليل على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم".

(فتح الباري 10/490 بتصرف)


ما جاء في الصحيحين والسنن عن أنس أيضًا:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من القيلولة) عند خالته خالة أنس أم حرام بنت ملحان زوج عبادة بن الصامت، ونام عندها، واضعًا رأسه في حجرها وجعلت تفلي رأسه...".

فهذا محمول على أن أم حرام كانت من محارمه صلى الله عليه وسلم,

لاسيما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يزور أختها أم سليم ويمكث عندها.

كما ذكر ابن عبد البر:" قال ابن وهب :

أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ؛ فلذلك كان يَقِيل عِندها، ويَنام في حِجرها، وتَفْلِي رأسه".

ثم قال:" لولا أنها كانت منه ذات محرم ما زارها ولا قام عندها" .

(الاستذكار 5/125)

أو هو محمول على أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم جواز ذلك لقوله تعالى :
**النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ**

وفي قراءة أُبيّ وابن مسعود: وهو أبٌ لَهم. وهي قراءة تفسيرية .


لا سيما مع الإجماع على عدم جواز النوم مع وضع الرأس في حجر الأجنبية.


أما قول بعض الشافعية (نهاية المحتاج 6/191):

"ويجوز للرجل دلك فخذ الرجل بشرط حائل وأمن فتنة، وأُخِذ منه حِلُّ مصافحة الأجنبية مع ذينك"


فهو مع كونه قولاً مرجوحاً فهو مشروط بأمرين وجود الحائل وليس المماسة المباشرة مع اشتراط أمن الفتنة.


وأما ما يروى عن الإمام أحمد من الكراهة مطلقاً فهو يعني كراهة مصافحة المحارم أيضاً لا سيما مع ثبوت تشدد الإمام في المصافحة.


قال المرداوي:


"ومنها كره الإمام أحمد رحمه الله مصافحة النساء وشدد أيضاً حتى لمحرم , وجوزه لوالد".

(الإنصاف 8 / 32)


لا يصافح وهو المعصوم


(ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة،

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الطاهر، والفاضل الشريف الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته، وسلامة قلبه لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن مع أنّ أمر البيعة أمر عظيم الشأن

فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء مع أنّ الشهوة فيهم غالبة، والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجرى الدم).

(روائع البيان للصابوني 2/ 264)


حكم مصافحة العجوز:


العجوز التي لا تُشتهى ولا ترجو نكاحاً وهي التي ليس عليها جناح أن تضع ثيابها كما قال تعالى:


**وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ**.


اختلف في حكم مصافحتها للرجل على أقوال:


1. عدم جواز مصافحتها مطلقاً وهو مذهب المالكية ورواية في مذهب الحنابلة.


2. جواز مصافحتها بحائل بين اليدين إذا أمنت الفتنة، وهو وجه عند الشافعية.


3. جواز مصافحتها بدون حائل إذا أُمِنت الفتنة من الطرفين، وهو مذهب الحنفية ورواية في مذهب الحنابلة.


والخلاف في المسألة قوي ولكن الراجح عدم جواز مصافحة العجوز بدون حائل، أما مع الحائل فالأمر أهون،


وذلك لعدة أمور:


عدم الدليل على جواز المصافحة مع ورود الدليل على جواز وضع الثياب والأصل هو منع المس.


لا يمكن قياس المس والمصافحة على النظر لأن المس أعظم.


لم يثبت عن أحد من الصحابة أثر صحيح في مصافحتهم للعجائز وإنما رويت في ذلك آثار لم تثبت.



هل تكون المصافحة ضرورة؟



يشعر كثير من المسلمين في الخارج بالحرج الشديد إذا مدت إليه امرأة أجنبية يدها لمصافحته أو تشعر المرأة المسلمة بالخجل إذا مد الرجل يده.


وربما ادعى بعضهم الاضطرار إلى مصافحة المدرسة أو الطالبة التي معه في المدرسة أو الجامعة أو الموظفة في العمل أو في الاجتماعات واللقاءات التجارية وغيرها.


والحقيقة أنه ليس في الأمر ضرورة ولا حاجة وما كان في مصافحة الأجنبية من مصلحة فهي مصلحة ألغاها الشارع بتحريم المصافحة.


فعلى المسلم أن يتغلب على نفسه وشيطانه ويكون قوياً في دينه، والله لا يستحيي من الحق.


ويمكن للمسلم أن يعتذر بلباقة وأن يبين السبب في عدم المصافحة، وأنه لا يقصد الإهانة، وإنما تنفيذاً لأحكام دينه وهذا سيكسبه -في الغالب- احترام الآخرين ولو حصل استغراب في بادئ الأمر.


حكم السلام والتحية بين الرجل والمرأة:


يجوز السلام على المرأة المسلمة الأجنبية ابتداء ورداً بدون مصافحة مع عدم الفتنة لجواز حديثها معه بدون ريبة).


قال المرداوي في الإنصاف (8/320):

"وإرسال السلام إلى الأجنبية وإرسالها السلام إليه -أي إلى الأجنبي- لا بأس به للمصلحة وعدم المحذور".


ويلاحظ أنه لا يجوز ابتداء الكافرة بالسلام
ولكن يجوز تحيتها ورد سلامها ورد تحيتها إذا أمنت الفتنة.




مصافحة الأجنبية:

1. مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية الشابة بدون حائل محرم في قول عامة أهل العلم .


2. مصافحة العجوز مسألة خلافية والراجح عدم جواز المصافحة مع جواز أن تضع ثيابها بدون تبرج.


3. إن مد المرأةِ يدَها أو مد الرجل يده للمصافحة لا يجيز مد اليد للمصافحة والرد.


4. يجوز السلام بالكلام بدون مصافحة للمسلمة ويشرع رده مع أمن الفتنة.


5. تجوز التحية للكافرة ورد السلام والتحية بدون مصافحة مع عدم الفتنة.





فهد بن سالم باهمام






  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-06, 13:58 رقم المشاركة : 19

افتراضي أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً


أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً

بعث الله سبحانه وتعالى رسوله محمداً صلوات الله وسلامه عليه، وجعله رحيماً بأمته، حريصاً على هدايتهم، محباً لهم، يقول جل في علاه:



{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة:128).




بعثه الله مبشراً ونذيراً: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}(الأحزاب:45)،


فبشر أمته بكل خير جعله الله لأهل الإيمان، وبشرهم بما أعدَّه الله لأهل البر والطاعات، وأنذرهم وحذرهم من عاقبة أهل السوء، وصفات أهل السوء، وطريق أهل السوء.




وكان مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته ذلك الداء العضال الذي استشرى في زماننا، وانتشر بين أبناء أمتنا، وتوسعت دائرته، وكثر منتسبوه، وتعددت طرقه، وتنوعت سبله، وتشكلت مظاهره، واختلفت أساليبه، وتفاقمت آثاره...


إنه مرض النفاق الخطير الذي طالما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته وأنذرها، وذكر لهم بعض ما يُعرف به، ومن ذلك ما جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


((أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خُلَّة منهن كانت فيه خُلَّة من نفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غَدَر، وإذا وعَدَ أخلف، وإذا خاصم فَجَر)) رواه البخاري برقم (3007)، ومسلم برقم (58) واللفظ له.




وفي لفظ البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) رواه البخاري برقم (33).




وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من علامات المنافق ثلاثة: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)) رواه مسلم برقم (90).




ولأجل ذلك فقد كان صحابة رسول الله رضوان الله عليهم من أشد الناس خوفاً من هذا المرض



يقول ابن رجب رحمه الله:


"كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم، وكان عمر يسأل حذيفة عن نفسه،



وسئل أبو رجاء العطاردي:


هل أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشون النفاق؟ فقال: نعم، إني أدركت منهم بحمد الله صدراً حسناً، نعم شديداً، نعم شديداً،



وقال البخاري في صحيحه: وقال ابن أبي مليكة:



أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه" 1




وقد ظهر اسم نفاق ومنافق بعد ظهور الإسلام، وله أصل في اللغة



يقول ابن الأثير:


"وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يستر كفره، ويظهر إيمانه، وإن كان أصله في اللغة معروفاً يقال: نافق ينافق منافقة ونفاقاً،


وهو مأخوذ من النافقاء أحد حجرة اليربوع إذا طُلب من واحد هرب إلى الآخر، وخرج منه، وقيل: هو من النفق وهو السرب الذي يستتر فيه لستره كفره" 2 .



وأما المعنى الشرعي فيقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: "أما النفاق في الشرع فمعناه إظهار الإسلام، وإبطان الكفر والشر،


سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب، ويخرج منه من باب آخر، وعلى ذلك نبه اللّه تعالى بقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(التوبة:67)،


أي الخارجون من الشرع، وجعل اللّه المنافقين شراً من الكافرين فقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء: 145)،


وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}(النساء:142)، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}(البقرة:9-10)" 3 .





وللنفاق قسمان ذكرهما أهل العلم يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى عند ذكر هذا الحديث: "والذي فسره به أهل العلم المعتبرون أن النفاق في اللغة: هو من جنس الخداع والمكر، وإظهار الخير، وإبطان خلافه،


وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين:


أحدهما:



النفاق الأكبر وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه،



وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.




والثاني:



النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك، وأصول هذا النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة في هذه الأحاديث" 4 .




ويقول ابن القيم رحمه الله وهو يبين أنه من الممكن أن يجتمع النفاق العملي مع أصل الإيمان: "فهذا نفاق عمل قد يجتمع مع أصل الإيمان،



ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه عن الإسلام بالكلية، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فإن الإيمان ينهى المؤمن عن هذه الخلال، فإذا كملت في العبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقاً خالصاً" 5 .




ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه تعالى:



"...فإنه قد يجتمع في العبد خصال خير وخصال شر، وخصال إيمان وخصال كفر ونفاق، ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك، ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد فإنه من صفات المنافقين" 6 .




وجاء في "الديباج على مسلم": "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، استشكل بوجودها في كثير من المؤمنين،



وأجيب بأن معنى الحديث أن هذه خصال نفاق، وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال، ومتخلق بأخلاقهم،



فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وهذا المعنى موجود فيه، ونفاقه في حق من حدثه ووعده، وائتمنه وخاصمه، وعاهده من الناس؛



لا أنه منافق في الإسلام، فيظهره وهو مبطن الكفر، ولم يرد أنه منافق نفاق الكفر المخلد في الدرك الأسفل من النار، وقوله (خالصاً) أي شديداً يشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال،



قال بعضهم:



وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه، فأما من ندر ذلك منه فليس داخلاً" 7 .




ويذكر الشيخ صالح الفوزان الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر فيقول:





"1- أن النفاق الأكبر يُخرج من الملة، والنفاق الأصغر لا يُخرج من الملة.




2- أن النفاق الأكبر اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد، والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد.




3- أن النفاق الأكبر لا يَصدر من مؤمن، وأما النفاق الأصغر فقد يَصدر من المؤمن.




4- أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه، ولو تاب فقد اختُلِفَ في قبول توبته عند الحاكم،


بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قد يتوب إلى اللّه فيتوب اللّه عليه



قال شيخ الإسلام ابن تيمية:


"وكثيراً ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب اللّه عليه، وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق، ويدفعه اللّه عنه،


والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره كما قالت الصحابة: "يا رسول اللّه إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يَخرَّ من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به،

فقال: ((ذاك صريح الإيمان))" 8 ،



وفي رواية: "ما يتعاظم أن يتكلم به! قال : ((الحمد للّه الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة)) 9 أي: حصول هذا الوسواس، مع هذه الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب؛ هو من صريح الإيمان" 10 انتهى.


وأما أهل النفاق الأكبر فقد قال اللّه فيهم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}(البقرة:18) أي في الإسلام في الباطن،


وقال تعالى فيهم: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}(التوبة:126).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:



"وقد اختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يُعْلم، إذ هم دائماً يظهرون الإسلام 11 " 12 .




وقد يفهم البعض أن هناك تعارضاً بين الأحاديث إذ أن أحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما تذكر أربع علامات،



وحديث أبي هريرة رضي الله عنه يذكر ثلاث علامات، على أن ذكر الثلاث للحصر، فكيف بها أربع في موضع آخر؟




ويبين الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى حل هذا الإشكال فيقول:



"فإن قيل ظاهره - حديث: (آية المنافق..) - الحصر في الثلاث؛ فكيف جاء في الحديث الآخر بلفظ أربع من كن فيه.. الحديث؟




أجاب القرطبي باحتمال أنه استجد له صلى الله عليه وسلم من العلم بخصالهم ما لم يكن عنده، وأقول ليس بين الحديثين تعارض؛



لأنه لا يلزم من عد الخصلة المذمومة الدالة على كمال النفاق كونها علامة على النفاق لاحتمال أن تكون العلامات دالات على أصل النفاق،



والخصلة الزائدة إذا أضيفت إلى ذلك كمل بها خلوص النفاق، على أن في رواية مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ما يدل على إرادة عدم الحصر، فإن لفظه من علامة المنافق ثلاث،


وكذا أخرج الطبراني في الأوسط من حديث أبي سعيد الخدري، وإذا حمل اللفظ الأول على هذا لم يرد السؤال، فيكون قد أخبر ببعض العلامات في وقت وببعضها في وقت آخر،




  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-06, 13:59 رقم المشاركة : 20

افتراضي


وقال القرطبي أيضاً والنووي حصل من مجموع الروايتين خمس خصال لأنهما تواردتا على الكذب في الحديث، والخيانة في الأمانة،



وزاد الأول الخلف في الوعد، والثاني الغدر في المعاهدة، والفجور في الخصومة، قلت: وفي رواية مسلم الثاني بدل الغدر في المعاهدة الخلف في الوعد كما في الأول،



فكأن بعض الرواة تصرف في لفظه؛ لأن معناهما قد يتحد وعلى هذا فالمزيد خصلة واحدة وهي الفجور في الخصومة، والفجور الميل عن الحق، والاحتيال في رده، وهذا قد يندرج في الخصلة الأولى وهي الكذب في الحديث" 13 .




فهنا خمس خصال للنفاق العملي وهي:


1-
الكذب.


2-
الغدر.


3-
الخيانة.


4-
الفجور في الخصومة.


5-
إخلاف الوعد.


وقبل ذكر هذه الصفات دعونا نتعرف على معاني كلمات الحديث،



يقول العيني رحمه الله تعالى:


"قوله خالصاً من خلص الشيء يخلص من باب نصر ينصر، ومصدره خلوصاً وخالصة.


والخالص أيضاً الأبيض من الألوان، وخلص الشيء إليه خلوصاً وصل، وخلص العظم بالكسر يخلص بالفتح خلصاً بالتحريك إذا تشظى في اللحم،



قوله: خصلة أي خلة بفتح الخاء فيهما، وكذا وقع في رواية مسلم قوله: حتى يدعها: أي يتركها...، عاهد من المعاهدة وهي المحالفة والمواثقة،


قوله: غدر من الغدر وهو ترك الوفاء، قال الجوهري: غدر به فهو غادر، وغدر أيضاً، وأكثر ما يستعمل هذا في النداء بالشتم وفي (المحكم) غدره وغدر به يغدر غدراً، ورجل غادر وغدار وغدور، وكذلك الأنثى بغير هاء، وغدرة...، وفي (المجمل) الغدر نقض العهد وتركه،


ويقال: أصله من الغدير وهو الماء الذي يغادره السيل أي يتركه، يقال: غادرت الشيء إذا تركته،

فكأنك تركت ما بينك وبينه من العهد...، قوله: خاصم من المخاصمة وهي المجادلة، قوله: فجر من الفجور وهو الميل عن القصد، والشق بمعنى فجر مال عن الحق، وقال الباطل أو شق ستر الديانة" 14 .




والكذب في الأحاديث مذكور على ثلاثة أنواع وهي: كذب الأقوال (إذا حدث كذب)، (وإذا خاصم فجر)، وكذب الأحوال (وإذا وعد أخلف)، وكذب الأفعال (إذا ائتمن خان)، (وإذا عاهد غدر).




يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدَّث كذب)): الكذب في الحديث، وهو من أقبح الذنوب التي يرتكبها بنو آدم



جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذاباً)) رواه البخاري برقم (5629)، ومسلم برقم (4719) واللفظ له.




وليس الكذب على الخلق فقط هو الذي يدخل في الكذب بالحديث، بل يدخل أيضاً الكذب على الله تعالى، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛



يقول الإمام السعدي رحمه الله:


"الكذب في الحديث يشمل الحديث عن الله، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي من كذب عليه متعمداً فليتبوأ مقعده من النار: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}(الصف:7)،



ويشمل الحديث عما يخبر به من الوقائع الكلية والجزئية، فمن كان هذا شأنه فقد شارك المنافقين في أخص صفاتهم" 15 .




فالكذب صفة أساسية في المنافقين يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله وهو يذكر ما جاء في القرآن عن المنافقين:



"وقال الله عنهم أيضاً: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ} يؤكدون كلامهم بالشهادة، و بـ(إن)، واللام



فقال الله تعالى: {وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}



فشهد شهادة أقوى منها بأنهم لكاذبون في قولهم نشهد إنك لرسول الله، لا في أن محمداً رسول الله، ولهذا استدرك فقال:


{وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}




  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-06, 14:00 رقم المشاركة : 21

افتراضي


فالمنافق له علامات يعرفها الذي أعطاه الله فراسة ونوراً في قلبه، يعرف المنافق من تتبع أحواله، وهناك علامات ظاهرة لا تحتاج إلى فراسة منها هذه الثلاث التي بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا حدَّث كذب) يقول مثلاً: فلان فعل كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته كذب، وهذا الشخص لم يفعل شيئاً فإذا رأيت الإنسان يكذب فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق" 16 .




(وإذا وعد أخلف): يخرج من ذلك من وعد فأخلف وهو لم ينو الإخلاف، وعنده عذر قاهر يمنعه من الوفاء بالوعد



يقول ابن رجب رحمه الله تعالى:


"إذا وعد أخلف وهو على نوعين: أحدهما: أن يعد ومن نيته أن لا يوفي بوعده، وهذا أشر الخلق، ولو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيته أن لا يفعل كان كذباً وخلفاً قاله الأوزاعي.


الثاني: أن يعد ومن نيته أن يفي، ثم يبدو له فيخلف من غير عذر له في الخلف" 17 .




ثم قال رحمه الله وهو يبين حكم الوفاء بالوعد:



"... وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء بالوعد؛ فمنهم من أوجبه مطلقاً، وذكر البخاري في صحيحه أن ابن أشوع قضى بالوعد، وهو قول طائفة من أهل الظاهر وغيرهم، ومنهم من أوجب الوفاء به إذا اقتضى نفعاً للموعود، وهو المحكي عن مالك، وكثير من الفقهاء لا يوجبونه مطلقاً" 18 .




وقد ينسى بعضهم أن الوفاء بالوعد خلق إسلامي رفيع، وليس كما يدعي بعض الناس بأن الغرب هو صاحب الوفاء بالوعد فيقولون: وعد إنجليزي



يقول ابن عثيمين رحمه الله:



"وأما إخلاف الوعد فحرام، يجب الوفاء بالوعد سواء وعدته مالاً، أو وعدته إعانة تعينه في شيء، أو أي أمر من الأمور، إذا وعدت فيجب عليك أن تفي بالوعد،



وفي هذا ينبغي للإنسان أن يحدد المواعيد ويضبطها، فإذا قال لأحد إخوانه: أواعدك في المكان الفلاني؛ فليحدد الساعة الفلانية، حتى إذا تأخر الموعود، وانصرف الواعد يكون له عذر حتى لا يربطه في المكان كثيراً،


وقد اشتهر عند بعض السفهاء أنهم يقولون: أنا واعدك ولا أخلفك، وعدي إنجليزي؛ يظنون أن الذين يوفون بالوعد هم الإنجليز،



ولكن الوعد الذي يوفى به هو وعد المؤمن، ولهذا ينبغي لك أن تقول إذا وعدت أحداً وأردت أن تؤكد: إنه وعد مؤمن حتى لا يخلفه؛ لأنه لا يخلف الوعد إلا المنافق" 19 .



وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا عاهد غدر)) قريب من قوله: (إذا وعد أخلف)، فإنه إذا عاهد شخصاً ما غدر به، ولم يوف بعهده الذي عاهده به، ويشمل العهود التي بين العبد وربه، والعهود التي بين الخلق مع بعضهم


يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(آل عمران:77)،


ويقول جل في علاه عن المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}(المؤمنون:8)،


وقال جل في علاه: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}(النحل:91)،


ويقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(آل عمران:77)،


وجاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة)) رواه البخاري رقم (6451)، ومسلم برقم (3217) واللفظ له.




ولا يجوز الغدر بالوعد حتى مع الكفار فقد جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً)) رواه البخاري برقم (6403).



قوله: (إذا ائتمن خان): "خان في أمانته، أي تصرفه فيها على خلاف الشرع، ونقص ما ائتمن عليه، ولم يؤده كما هو" 20 ، وأداء الأمانة مما أمر به الله جل في علاه إذ يقول: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}(النساء:58)،


وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}(الأنفال:27)،


ويأمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى مع الخائن فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)) 21 .





وكل ما أمر الله به تعالى عباده يدخل في الأمانة التي يجب أن يؤديها العبد يقول تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}(الأحزاب:72)


يقول القرطبي رحمه الله تعالى عند هذه الآية:



"لما بيَّن تعالى في هذه السورة من الأحكام ما بيَّن أمر بالتزام أوامره، والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور" 22 .




قوله: (وإذا خاصم فجر): "ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمداً حتى يصير الحق باطلاً، والباطل حقاً، وهذا مما يدعو إليه الكذب" 23 .




ويجعلها ابن عثيمين رحمه الله على نوعين فيقول: "والفجور في الخصومة على نوعين أحدهما: أن يدَّعي ما ليس له، والثاني: أن ينكر ما يجب عليه.




مثال الأول:


ادعى شخص على آخر، فقال عند القاضي: أنا أطلب من هذا الرجل ألف ريال - وهو كاذب -، وحلف على هذه الدعوى، وأتى بشاهد زور، فحكم له القاضي؛ فهذا خاصم ففجر؛ لأنه ادعى ما ليس له، وحلف عليه.


مثال الثاني:


أن يكون عند شخص ألف ريال، فيأتيه صاحب الحق فيقول: أوفني حقي؛ فيقول: ليس لك عندي شيء، فإذا اختصما عند القاضي، ولم يكن للمدعى بيِّنة؛ حلف هذا المنكر الكاذب في إنكاره أنه ليس في ذمته له شيء، فيحكم القاضي ببراءته، فهذه خصومه فجور والعياذ بالله" 24 .




وجاء عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)) رواه البخاري برقم (2277)، ومسلم برقم (4821)،



ويدخل في ذلك كل من كان له قدرة على الخصومة، وخاصم في الباطل؛ سواء كان في أمر الدين، أو أمر الدنيا،



وهذا من أقبح المحرمات، وأخبث خصال النفاق؛ فعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


((من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال)) 25 .




نسأل الله تعالى بمنِّه وكرمه أن يرزقنا أحسن الأخلاق، وأن يجنبنا الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


1 جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم (1/433-434) لزين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وإبراهيم باجس، مؤسسة الرسالة - بيروت 1417هـ - 1997م، ط. السابعة.

2 النهاية في غريب الحديث والأثر (5/97)، لأبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية - بيروت 1399هـ - 1979م.

3 كتاب التوحيد لصالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، ط. الرابعة، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المملكة العربية السعودية، 1423هـ.

4 جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم (1/430-431).

5 الصلاة وحكم تاركها وسياق صلاة النبي من حين كان يكبر إلى أن يفرغ منها (1/77) لمحمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، تحقيق: بسام عبدالوهاب الجابي، الناشر: الجفان والجابي - دار ابن حزم قبرص - بيروت، ط. الأولى 1416 - 1996.

6 كتاب التوحيد للفوزان.

7 الديباج على مسلم (1/80) لعبد الرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي، تحقيق: أبو إسحاق الحويني الأثري، دار ابن عفان - الخبر - السعودية 1416 - 1996م.

8 رواه مسلم برقم (188) روى: ((ذاك صريح الإيمان))، ورواه أحمد برقم (8791) بلفظ: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله إني أحدث نفسي بالحديث لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال: ((ذلك صريح الإيمان))، تعليق شعيب الأرناؤوط: صحيح وهذا إسناد قوي وهو على شرط مسلم، انظر مسند أحمد (2/397) بتعليق شعيب الأرناؤوط.

9 صححه الألباني في تحقيقه كتاب الإيمان لابن تيمية (1/102).

10 الإيمان (2/366-367) لابن تيمية الحراني، دراسة وتحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي - عمان - الأردن، ط. الخامسة 1416هـ/1996م.

11 انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (28/434-435) جمع الشيخ: عبد الرحمن بن قاسم، وساعده ابنه محمد رحمهما الله تعالى، تحقيق: أنور الباز وعامر الجزار، دار الوفاء، ط. الثالثة 1426هـ-2005م.

12 كتاب التوحيد للفوزان.

13 فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/89-90) لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب، دار المعرفة - بيروت.

14 عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/223-224) لبدر الدين محمود بن أحمد العيني، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

15 بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار لعبد الرحمن بن ناصر السعدي.

16 شرح رياض الصالحين (1/542) المؤلف: محمد بن صالح العثيمين، تحقيق: د. محمد محمد تامر، المكتبة الإسلامية بالقاهرة، ط. الأولى 1423هـ، 2002م.

17 جامع العلوم والحكم (1/431).

18 جامع العلوم والحكم (1/431-432).

19 شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (2/376-377).

20 فيض القدير شرح الجامع الصغير (1/63) لعبد الرؤوف المناوي، المكتبة التجارية الكبرى - مصر 1356هـ، ط. الأولى.

21 الترمذي برقم (1185)، وأبو داود برقم (3068)، وقال الألباني رحمه الله: صحيح، انظر حديث رقم (240) في صحيح الجامع.

22 الجامع لأحكام القرآن (14/253) لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الشعب - القاهرة.

23 جامع العلوم والحكم (1/432).

24 شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (2/377).

25 أحمد برقم (5129)، وجاء في تحقيق المسند لأرناؤوط وغيره: إسناده صحيح رجاله، انظر مسند الإمام أحمد بن حنبل (9/283)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط. الأولى 1421 هـ - 2001م.






  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:29 رقم المشاركة : 22

Icon1 علامات القيامة التي تحققت




أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بالمنتدى الإسلامي

================================




يشرفنى ان اضع بين ايــــديكم موضوع
وهو بعنوان :

علامات القيامة التي تحققت

================================



اللهم صلي على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

"علامات الساعة التي تحققت!!"



* تطاول الناس في البنيان.



* كثرة الهرج (القتل) حتى

أنه لايدري القاتل لما قتل والمقتول فيما قتل.



* إنتشار الزنى.




* إنتشار الربا.




* إنتشار الخمور.




* إنتشار العازفات والأغاني والمغنيات والراقصات.





قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

سيكون أخر الزمان خسف و مسخ وقذف قالوا ومتى يارسول الله ؟ إذا ظهرت المعازف والقينات وشربت الخمور.



* خروج نار من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى



(الشام) وقد حصل عام 654 هجري.



* حفر الأنفاق بمكة وعلو بنيانها كعلو الجبال.


تقارب الزمان.




(صارت السنة كشهر والشهر كإسبوع والإسبوع كيوم واليوم كالساعة والساعة كحرق السعفه)



* كثرة الأموال وإعانة الزوجة زوجها بالتجارة.



* ظهور موت الفجأة.




* أن ينقلب الناس وتبدل المفاهيم.



(’قال الرسول صلى الله عليه وسلم: سيأتي على الناس سنون خداعات …يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويخون الأمين ويؤمَن الخائن وينطق الرويبظة’ (والرويبظة هو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)



* كثرة العقوق وقطع الأرحام….



* فعل الفواحش (الزنا) بالشوارع حتى أن أفضلهم ديناً يقول لو واريتها وراء الحائط.



علامات الساعة الكبرى

معاهدة الروم

في البداية يكون المسلمين في حلف (معاهدة) مع الروم نقاتل عدو من ورائنا ونغلبه وبعدها يصدر غدر من أهل الروم ويكون قتال بين المسلمين والروم .. في هذه الأيام تكون الأرض قد ملئت بالظلم والجور والعدوان ويبعث الله تعالى رجل إلى الأرض من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : أسمه كأسمي وأسم أبيه كأسم أبي , يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً(



خروج المهدي



: يرفض هذا الرجل أن يقود الأمه ولكنه يضطر إلى ذلك لعدم وجود قائد ويلزم إلزاماً ويبايع بين الركن والمقام فيحمل راية الجهاد في سبيل الله ويلتف الناس حول هذا الرجل الذي يسمى بالمهدي و تأتيه عصائب أهل الشام , وأبذال العراق , وجنود اليمن وأهل مصر وتتجمع الأمة حول ه.. تبدأ بعدها المعركة بين المسلمين والروم حتى يصل المسلمون إلى القسطنطينية (إسطنبول) ثم يفتحون حتى يصل الجيش إلى أوروبا حتى يصلون إلى روميا (إيطاليا) وكل بلد يفتحونها بالتكبير والتهليل وهنا يصيح الشيطان فيهم صيحة ليوقف هذه المسيرة ويقول : إن الشيطان قد خلفكم في ذراريكم ويقول قد خرج الدجال . والدجال رجل أع ور , قصير , أفحج , جعد الرأس سوف نذكره لاحقأ , ولكن المقصود أنها كانت خدعة وكذبه من الشيطان ليوقف مسيره هذا الجيش فيقوم المهد ي بإرسال عشرة فوارس هم خير فوارس على وجه الأرض (يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : أعرف أسمائهم وأسماء أبائهم وألوان خيولهم , هم خير فوارس على وجه الأرض يومئذ ) ليتأكدوا من خروج المسيح ا لدجال لكن لما يرجع الجيش يظهر الدجال حقيقةً من قبل المشرق ولايوجد فتنه على وجه الأرض أعظم من فتنه الدجال..



************ *********

خروج الدجال

يمكث في الأرض أربعين يوماً ,يوم كسنة , ويوم كشهر , ويوم كأسبوع , وباقي أيامه كأيامنا, ويعطيه الله قدرات فيأمر السماء فتمطر , والأرض فتنبت إذا آمنوا به , وإن لم يؤمنوا وكفروا به , يأمر السماء بأن تمسك مطرها والأرض بأن تقحط حتى يفتن الناس به. ومعه جنه ونار , وإذا دخل الإنسان جن ته , دخل النار , وإذا دخل النار , دخل الجنة. وتنقلاته سريعه جدا كالغيث أستدبرته الريح ويجوب الأرض كلها ماعدا مكة والمدينة وقيل بيت المقدس .. من فتنه هذا الرجل الذي يدعي الأولوهيه وإنه هو الله (تعالى الله) لكنها فتنه , طبعا يتبعه أول مايخرج سبعين ألف من اليهود ويتبعون كثيرا من الجهال وضعفاء الدين. ويحاجج من لم يؤمن به بقوله , أين أباك وأمك , فيقول قد ماتوا منذ زمن بعيد , فيقول مارأيك إن أحييت أمك وأباك , أفتصدق؟ فيامر القبر فينشق ويخرج منه الشيطان على هيئه أمه فيعانقها وتقول له الأم , يابني, آمن به فإنه ربك , فيؤمن به, ولذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهرب الناس منه ومن قابله فاليقرأ عليه فواتح وخواتيم سورة الكهف فإنها تعصمه بإذن الله من فتنته. ويأتي أبواب المدينه فتمنعه الملائكة من دخولها ويخرج له رجل من المدينة ويقول أنت الدجال الذي حذرنا منه النبي , فيضربه فيقسمه نصفين ويمشي بين النصفين ثم يأمره فيقوم مرة أخرى. فيقول له الآن آمنت بي؟ فيقول لا والله , ماأزدت إلا يقينا ً , أنت الدجال.


في ذلك الزمان يكون المهدي يجيش الجيوش في دمشق (الشام) ويذهب الدجال إلى فلسطين ويتجمع جميع اليهود كلهم في فلسطين مع الدجال للملحمة الكبرى.

************ ********* *

نزول عيسى بن مريم

ويجتمعون في المناره الشرقية بدمشق , في المسجد الأبيض (قال بعض العلماء أنه المسجد الأموي) , المهدي يكون موجود والجاهدون معه يريدون مقاتله الدجال ولكن لايستطيعون , وفجأة يسمعون الغوث (جائكم الغوث , جائكم الغوث) ويكون ذلك الفجر بين الأذان والإقامة. والغوث هو عيسى بن مريم ينزل من السماء على جناحي ملك , فيصف الناس لصلاة الفجر ويقدم المهدي عيسى بن مريم للصلاه بالناس , فما يرضى عيسى عليه السلام ويقدم المهدي للصلاة ويصلي ثم يحمل الرايه عيسى بن مريم , وتنطلق صيحات الجهاد (الله أكبر) إلى فلسطين ويحصل القتال فينطق الشجر والحجر يامسلم ياعبد الله , هذا يهودي ورائي فأقتله , فيقتله المسلم فلا يسلط أحد على الدجال إلا عيسى أبن مريم فيضربه بحربه فيقتله ويرفع الرمح الذي سال به دم ذلك النجس ويكب ر المسلمون ويبدأ النصر وينطلق الفرح بين الناس وتنطلق البشرى في الأرض. فيخبر الله عز وجل عيس ى بن مريم , ياعيسى حرز عبادي إلى الطور (أهربوا إلى جبال الطور) , لماذا؟؟ قد أخرجت عباداً لايدان لأحد على قتالهم (أي سوف يأتي قوم الآن لايستطيع عيسى ولا المجاهدون على قتالهم) ‘>



خروج يأجوج ومأجوج

فيهرب المسلمون إلى رؤوس الجبال , ويخرج يأجوج ومأجوج لايتركون أخضر ولايابس , بل يأتون على بحيره فيشربونها عن أخرها (تجف) , حتى يأتي أخرهم فيقول , قد كان في هذه ماء. طبعاً مكث عيسى في الأرض كان لسبع سنين , كل هذه الأحداث تحدث في سبع سنين ,عيسى الآن من المؤمنين على الجبال يدعون الله جل وعلا , ويأجوج ومأجوج يعيثون بالأرض مفسدين وظنوا أنهم قد قتلوا وقضوا على جميع أهل الأرض , ويقولن نريد أن نقتل ونقضي على أهل السماء , فيرمون سهامهم إلى السماء ,فيذهب السهم ويرجع بالدم فيظنون أنهم قت لوا أهل السماء (يخادعون الله وهو خادعهم)

نهاية يأجوج ومأجوج وموت عيسى عليه السلام

بعد أن يلتهوا بمغنمهم ويدعوا عيسى بن مريم والمؤمنون الصادقون , يرسل الله عز وجل على يأجوج ومأجوج دودة أسمها النغف يقتلهم كلهم كقتل نفس واحدة …



فيرسل عيسى بن مريم رجلا من خير الناس لينزل من الجبل ليرى ماحدث على الأرض , فينظر ويرجع يبشر عيسى ومن معه أنهم قد ماتوا وأهلكهم الله. فينزل عيسى والمؤمنون إلى الأرض مستبشرين بقتل يأجوج ومأجوج وعندها يدعوا عيسى ربه بأن ينجيه ويخلصه لأنهم قد أنتنوا الأرض كلها , فتأتي طيور عظيمة

فتحمل هذه الجثث , وينزل المطر فيغسل الأرض , ثم تنبت الأرض ويحكم عيسى بن مريم حكمه العادل في الأرض , فتنبت الأرض وتكثر الخيرات , ثم يموت عيسى بن مريم .



خروج الدابة بعد هذه الأحداث , تبدأ أحداث غريبة , يسمع الناس فجأة أن هناك دابة خرجت في مكة , حيوان يخرج في مكة. هذا الحيوان يتكلم كالبشر , لايتعرض له أحد. فإذا رأى إنسان وعظه , وإذا رأى كافر , ختم على جبينه أنه كافر , وإذا رأى مؤمناً خ تم على جبينه أنه مؤمن ولن يستطيع تغيره. يتزامن خروج الدابه , ربما في نفس يوم خروجها , يحدث أمر أخر في الكون , وهو طلوع الشمس من مغربها حيث يقفل باب التوبة نهائيا , لاينفع أستغفار ولا توبة في ذلك اليوم. تطلع الشمس لمدة ثلاث أيام من المغرب ثم ترجع مرة أخرى , ولاتنتهي الدنيا غير أن باب التوبة قد أغلق.


الدخان



وبعدها يحدث حدث أخر , فيرى الناس السماء كلها قد أمتلئت بالدخان , الأرض كلها تغطى بدخان يحجبهم عن الشمس وعن الكواكب وعن السماء. فيبدأ الناس (الضالون) بالبكاء والإستغفار والدعاء , لكن لاينفعهم.



حدوث الخسوف




يحدث ثلاثة خسوفات , خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف بجزيرة العرب. خسف عظيم , يبتلع الناس. في تلك الأيام تخرج ريح طيبة من قبل اليمن تنتشر في الأرض وتقبض روح كل مؤمن على وجه الأرض. تقبض روحهم كالزكمة (مثل العطسه) , فلا يبقى بالأرض إلى شرار الناس , فلايوجد مسجداً ولا مصحفاً , حتى أن الكعبة ستهدم (قال الرسول صلى الله عليه وسلم : كأني أراه يهدم الكعبه بالفأس) , فلا يحج إلى بيت الله وترفع المصاحف , حتى حرم المدينة المنورة , يأتيه زمان لايمر عليه إلا السباع والكلاب , حتى أنالرجل يمر عليه فيقول , قد كان هنا حاضر من المسلمين. في ذلك الوقت لايبقى بالأرض إلا الكفار والفجار , لايقال بالأرض كلمة الله , حتى أن بعض الناس يقولون كنا نسمع أجدانا يقولون لاإله إلا الله , لايعرفون معناها. أنتهى الذكر والعبادة , فيتهارجون تهارج الحمر, لايوجد عداله ولا صدق ولا أمانه , الناس يأكل بعضهم بعضا ويج تمع شياطين الإنس والجن.



خروج نار من جهة اليمن



في ذلك الوقت تخرج نار من جهة اليمن , تبدأ بحشر الناس كلهم , والناس تهرب على الإبل , الأربعه على بعير واحد , يتنابون عليها , يهرب الناس من هذه النار حتى يتجمعون كلهم في الشام على أرض واحدة


النفخ في الصور

فإذا تجمع الناس على هذه الأرض , أذن الله عز وجل لنافخ الصور أن ينفخ النفخة الأولى فإن الساعة قد قامت. عندها كل الخلق يموتون , البشر والحيوانات والطيور والحشرات والجن وكل مخلوق في الأرض والسماء إلا من شاء الله.. وبين النفخة الأولى والثانية أربعو ن (لايدرى أربعون ماذا؟ يوم , اسبوع , شهر!!) في خلال هذه الأربعين ينزل مطر شديد من السماء , وأجساد الناس من آدم إلى أن انتهت الأرض تبدأ تنبت وتتكون , فإذا أكتملت الأجساد , أمر الله نافخ الصور أن ينفخ ليرى الناس أهوال القيامة ….




دمتم في أمان الله وحفظه


















  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 20:45 رقم المشاركة : 23

Icon14


ربنا آتنا في الدنيا حسنى وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وهذا وثائقي يروي علامات الساعة

السلسلة التي أحدثت ضجة كبيرة في العالم والتي تفسر قرب الساعة Armageddon




  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-08, 23:33 رقم المشاركة : 24

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة DEAGLE مشاهدة المشاركة




مـــشــكور خــويـا ورد
بالـفعل هذه الـسـلسلة أحــدثت ضـجة كبيرة في العالم
تعرف عند المسلمين بالملحمة الكبرى
والفاصلة بين المسلمين والمشركين قبل نهاية العالم
و التي تنبأت بها كتب الدين وكتابات كل أهل الكتاب، المسلمون والمسيحيون واليهود، لكن ببعض الاختلافات.










آخر تعديل فارس الإسلام 2011-09-08 في 23:37.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:03


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت