منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-11, 16:27 رقم المشاركة : 37



Great قصة سيدنا نوح كاملة




نبذة:


كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين.

سيرته

حال الناس قبل بعثة نوح

قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا). بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.

إرسال نوح عليه السلام:

كان نوح كان على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته:

يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.شرح "نوح" لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.

تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح.

في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:

فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا

قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون.

قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح.

رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة.. استمرت الحرب بين الكافرين ونوح.

في البداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل.

هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء.

واستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء.

كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة.

قال لهم إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما آتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم.

وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة.. قال لهم نوح: إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل.. إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.

وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح.. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود):

قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) (هود)

أضاف نوح إغواءهم إلى الله تعالى. تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال. غير أنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم.. فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه. بهذه النظرة يستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كل مخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم إلى الشر.. وهذا من تمام الحرية وكمالها. يختار الإنسان بحريته فييسر له الله تعالى طريق ما اختاره. اختار كفار قوم نوح طريق الغواية فيسره الله لهم.

وتستمر المعركة، وتطول المناقشة بين الكافرين من قوم نوح وبينه إذا انهارت كل حجج الكافرين ولم يعد لديهم ما يقال، بدءوا يخرجون عن حدود الأدب ويشتمون نبي الله:

قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) (الأعراف)

ورد عليهم نوح بأدب الأنبياء العظيم:

قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62) (الأعراف)

ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال. ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق. واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما.

وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغ درجة اليأس. ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزة خاصة له.

وجاء يوم أوحى الله إليه، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن. أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم. ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك:

وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) (نوح)

برر نوح دعوته بقوله:

إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (26) (نوح)

الطوفان:

ثم أصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان. أخبر الله تعالى عبده نوحا أنه سيصنع سفينة (بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) أي بعلم الله وتعليمه، وعلى مرأى منه وطبقا لتوجيهاته ومساعدة الملائكة. أصدر الله تعالى أمره إلى نوح: (وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ) يغرق الله الذين ظلموا مهما كانت أهميتهم أو قرابتهم للنبي، وينهى الله نبيه أن يخاطبه أو يتوسط لهم.

وبدأ نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنع منه السفينة. انتظر سنوات، ثم قطع ما زرعه، وبدأ نجارته. كانت سفينة عظيمة الطول والارتفاع والمتانة، وقد اختلف المفسرون في حجمها، وهيئتها، وعدد طبقاتها، ومدة عملها، والمكان الذي عملت فيه، ومقدار طولها، وعرضها، على أقوال متعارضة لم يصح منها شيء. وقال الفخر الرازي في هذا كله: أعلم أن هذه المباحث لا تعجبني، لأنها أمور لا حاجة إلى معرفتها البتة، ولا يتعلق بمعرفتها فائدة أصلا. نحن نتفق مع الرازي في مقولته هذه. فنحن لا نعرف عن حقيقة هذه السفينة إلا ما حدثنا الله به. تجاوز الله تعالى هذه التفصيلات التي لا أهمية لها، إلى مضمون القصة ومغزاها المهم.

بدأ نوح يبني السفينة، ويمر عليه الكفار فيرونه منهمكا في صنع السفينة، والجفاف سائد، وليست هناك أنهار قريبة أو بحار. كيف ستجري هذه السفينة إذن يا نوح؟ هل ستجري على الأرض؟ أين الماء الذي يمكن أن تسبح فيه سفينتك؟ لقد جن نوح، وترتفع ضحكات الكافرين وتزداد سخريتهم من نوح. وكانوا يسخرون منه قائلين: صرت نجارا بعد أن كنت نبيا!

إن قمة الصراع في قصة نوح تتجلى في هذه المساحة الزمنية، إن الباطل يسخر من الحق. يضحك عليه طويلا، متصورا أن الدنيا ملكه، وأن الأمن نصيبه، وأن العذاب غير واقع.. غير أن هذا كله مؤقت بموعد حلول الطوفان. عندئذ يسخر المؤمنون من الكافرين، وتكون سخريتهم هي الحق.

انتهى صنع السفينة، وجلس نوح ينتظر أمر الله. أوحى الله إلى نوح أنه إذا فار التنور هذا علامة على بدء الطوفان. قيل في تفسير التنور أنه بركان في المنطقة، وقيل أن الفرن الكائن في بيت نوح، إذا خرج منه الماء وفار كان هذا أمرا لنوح بالحركة.

وجاء اليوم الرهيب، فار التنور. وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعو المؤمنين به، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض. حمل نوح إلى السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين، بقرا وثورا، فيلا وفيلة، عصفورا وعصفور، نمرا ونمرة، إلى آخر المخلوقات. كان نوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة. وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض، وهذا معناه أن الطوفان أغرق الأرض كلها، فلولا ذلك ما كان هناك معنى لحمل هذه الأنواع من الحيوان والطير. وبدأ صعود السفينة. صعدت الحيوانات والوحوش والطيور، وصعد من آمن بنوح، وكان عدد المؤمنين قليلا.

لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح، فلم يصعد هو الآخر. وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة هي الأخرى، فلم تصعد. وصعد المؤمنون. قال ابن عباس، رضي الله عنهما: آمن من قوم نوح ثمانون إنسانا.

ارتفعت المياه من فتحات الأرض. انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض. فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة. فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح الأرض. وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه.

ارتفعت المياه أعلى من الناس. تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال، وغطت سطح الأرض كله. وفي بداية الطوفان نادى نوح ابنه. كان ابنه يقف بمعزل منه. ويحكي لنا المولى عز وجل الحوار القصير الذي دار بين نوح عليه السلام وابنه قبل أن يحول بينهما الموج فجأة.

نادى نوح ابنه قائلا: يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ
ورد الابن عليه: قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء
عاد نوح يخاطبه: قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ

وانتهى الحوار بين نوح وابنه:

وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ


انظر إلى تعبير القرآن الكريم (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ) أنهى الموج حوارهما فجأة. نظر نوح فلم يجد ابنه. لم يجد غير جبال الموج التي ترتفع وترفع معها السفينة، وتفقدها رؤية كل شيء غير المياه. وشاءت رحمة الله أن يغرق الابن بعيدا عن عين الأب، رحمة منه بالأب، واعتقد نوح أن ابنه المؤمن تصور أن الجبل سيعصمه من الماء، فغرق.

واستمر الطوفان. استمر يحمل سفينة نوح. بعد ساعات من بدايته، كانت كل عين تطرف على الأرض قد هلكت غرقا. لم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبي من سفينة نوح، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض. وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية. ومن الصعب اليوم تصور هول الطوفان أو عظمته. كان شيئا مروعا يدل على قدرة الخالق. كانت السفينة تجري بهم في موج كالجبال. ويعتقد بعض العلماء الجيولوجيا اليوم إن انفصال القارات وتشكل الأرض في صورتها الحالية، قد وقعا نتيجة طوفان قديم جبار، ثارت فيه المياه ثورة غير مفهومة. حتى غطت سطح الجزء اليابس من الأرض، وارتفعت فيه قيعان المحيطات ووقع فيه ما نستطيع تسميته بالثورة الجغرافية.

استمر طوفان نوح زمنا لا نعرف مقداره. ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عن الإمطار، وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء، وإلى أخشاب السفينة أن ترسو على الجودي، وهو اسم مكان قديم يقال أنه جبل في العراق. طهر الطوفان الأرض وغسلها. قال تعالى في سورة (هود):

وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) (هود)

(وَغِيضَ الْمَاء) بمعنى نقص الماء وانصرف عائدا إلى فتحات الأرض. (وَقُضِيَ الأَمْرُ) بمعنى أنه أحكم وفرغ منه، يعني هلك الكافرون من قوم نوح تماما. ويقال أن الله أعقم أرحامهم أربعين سنة قبل الطوفان، فلم يكن فيمن هلك طفل أو صغير. (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) بمعنى رست عليه، وقيل كان ذلك يوم عاشوراء. فصامه نوح، وأمر من معه بصيامه. (وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي هلاكا لهم. طهر الطوفان الأرض منهم وغسلها. ذهب الهول بذهاب الطوفان. وانتقل الصراع من الموج إلى نفس نوح.. تذكر ابنه الذي غرق.

لم يكن نوح يعرف حتى هذه اللحظة أن ابنه كافر. كان يتصور أنه مؤمن عنيد، آثر النجاة باللجوء إلى جبل. وكان الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يتم.. فلم يعرف نوح حظ ابنه من الإيمان. تحركت في قلب الأب عواطف الأبوة. قال تعالى في سورة (هود):

وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) (هود)

أراد نوح أن يقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين. وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين. قال الله سبحانه وتعالى، مطلعا نوحا على حقيقة ابنه للمرة الأولى:

يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) (هود)

قال القرطبي -نقلا عن شيوخه من العلماء- وهو الرأي الذي نؤثره: كان ابنه عنده -أي نوح- مؤمنا في ظنه، ولم يك نوح يقول لربه: (إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي) إلا وذلك عنده كذلك، إذ محال أن يسأل هلاك الكفار، ثم يسأل في إنجاء بعضهم. وكان ابنه يسرّ الكفر ويظهر الإيمان. فأخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب. أي علمت من حال ابنك ما لم تعلمه أنت. وكان الله حين يعظه أن يكون من الجاهلين، يريد أن يبرئه من تصور أن يكون ابنه مؤمنا، ثم يهلك مع الكافرين.

وثمة درس مهم تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي قصة نوح وابنه. أراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لنبيه الكريم أن ابنه ليس من أهله، لأنه لم يؤمن بالله، وليس الدم هو الصلة الحقيقية بين الناس. ابن النبي هو ابنه في العقيدة. هو من يتبع الله والنبي، وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه. هنا ينبغي أن يتبرأ المؤمن من غير المؤمن. وهنا أيضا ينبغي أن تتصل بين المؤمنين صلات العقيدة فحسب. لا اعتبارات الدم أو الجنس أو اللون أو الأرض.

واستغفر نوح ربه وتاب إليه ورحمه الله وأمره أن يهبط من السفينة محاطا ببركة الله ورعايته. وهبط نوح من سفينته. أطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت في الأرض، نزل المؤمنون بعد ذلك. ولا يحكي لنا القرآن الكريم قصة من آمن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان.

> النهاية <



  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 13:37 رقم المشاركة : 38

Icon1 لماذا ستر الله عنا عذاب القبر؟




أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بالمنتدى الإسلامي

================================




يشرفنى ان اضع بين ايــــديكم موضوع


وهو بعنوان :


لماذا ستر الله عنا عذاب القبر؟





هنا سؤال يتردد في الأذهان، لماذا ستر الله عنا عذاب القبر؟
والإجابة عن هذا السؤال تظهر في قول الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم
"لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسْمعَكم من عذاب القبر"
فكتم الله تعالى عنّا عذاب القبر حتى نستطيع أن نتدافن، ولو أسمعنا سبحانه عذاب القبر، ما دفن أحدٌ منا أحداً، وما استعطنا أن نقترب من القبر، فالحمد لله الذي ستر عنا عذاب القبر بلطفه وكرمه لعلمه سبحانه وتعالى بضعفنا، ولو كشف لنا لصعقنا من هوله وشدته.
قال القرطبي في "التذكرة" صـ 163:
فكتمه الله سبحانه وتعالى عنا حتى نتدافن بحكمته الإلهية ولطائفه الربانية؛ لغلبة الخوف عند سماعه، فلا نقدر على القرب من القبر للدفن، أو يهلك الحي عند سماعه. إذ لا يُطاق سماع شيء من عذاب الله في هذه الدار، لضعف هذه القوى، ألا نرى أنه إذا سمع الناس صعقة الرعد القاصف أو الزلازل الهائلة هلك كثير من الناس، وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي يسمعها كل من يليه؟!.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
" إذا وُضِعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق"، وهذا وهو على رءوس الرجال، وهي صيحة من غير ضرب ولا هوان، فكيف إذا حل به الخزي والنكال؟! واشتد عليه الضرب والوبال؟!
فنسأل الله معافاته ومغفرته وعفوه ورحمته بِمنِّه. أهـ بتصرف
وصدق القرطبي: فإذا كانت هذه الصيحة على رءوس الرجال من غير ضرب ولا هوان، فكيف بهذه الصيحة المدوية عندما يضرب المقبور بمطرقة من حديد لو ضرب بها الجبل لصار تراباً؟!، وهذه الصيحة ـ كما مرَّ بنا ـ يسمعها جميع الخلائق إلا الثقلين.
كما جاء عند الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في حديث طويل وفيه:
"ثم يقمعُه قمعة بالمطراق، فيصيح صيحة يسمعها خلق الله عز وجل كلهم غير الثقلين"

أيها الأحبة...استعيذوا بالله من عذاب القبر
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعلِّمهم هذا الدعاء كما يُعلِّمهم السورة من القرآن، قولوا:
اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات"
وكان يدعو بها في آخر التشهد وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهَّد أحدكم فيَتعوَّذ من أربع: من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال"
وأخرج الإمام مسلم عن أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ قالت:
"سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)، وأنا أقول: اللهم متعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبى سفيان، وبأخي معاوية، فقال: سألت الله لآجال مضروبة(2)، وأيام معدودة(3)، وأرزاق مقسومة(4)، لن يُعجِّل شيئاً منها قبل أجله ولا يُؤخِّره، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من النار، وعذاب القبر كان خيراً وأفضل(5)"
(1)يعنى بحياته فهو دعاء له بطول العمر.
(2)أي محدودة مسماه لا يزاد فيها ولا ينقص منها.
(3)أي معلومة معينة.
(4)أي مقدرة قد قسمها الله عز وجل بين عباده فلا يموت أحد منهم حتى يستوفي رزقه.
(5)أي لو كنت في دعائك قد طلبت من الله عز وجل أن يجيرك من النار أو عذاب القبر لكان أنفع لك؛ لأنه دعاء شيء ممكن الحصول.
أخي واختي أما علمت أن هذه القبور مليئة ظلمة ووحشة، ولا ينور قبرك ولا يؤنس وحشتك إلا العمل الصالح، فهو جليسك إلى يوم القيامة.
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال:
"إن امرأة سوداء كـانت تَقمُّ المسجد ـ أو شاباً ـ ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأل عنها
ـ أو عنه ـ فقـالوا: مات، قال: أفلا كنتم آذنتُمُوني؟ قال: فكأنهم صغروا أمرها
ـ أو أمره ـ فقال: دلوني على قبره، فدلُّوه، فصلَّى عليها، ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم"
فاللهم نَوِّر قبورنا... لكن كيف وقد ذهب عنا النبي؟! فحيل بيننا وبين أن يُصلِّي علينا؟!
والجواب: ليس لنا إلا أن نعود إلى سنته ونقتفي أثره ونهتدي بهديه، وهذا هو سبيل لإنارة القبور.
رُوي عن عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ:
أنه كان في جنازة في مقبرة، فرأى قوماً يهربون من الشمس إلى الظلِّ، فأنشد يقول بعد الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم:
من كان حين تصيب الشمسُ جبهته
أو الغـبار يخاف الشَّين والشَّعَثَا
ويـألف الظـلَّ كي تبقى بشـاشته
فسوف يسكن يوماً راغماً جَدَثَـا
فـي ظل مقفرة غـبـراء مظلمة
يطيـل تحت الثَّرى في غمِّه اللبثا
تجـهَّزي بجـهـاز تبلغـين بـه
يا نفسُ قبل الردى لم تخلقي عبثاً

أيها الأحبة...لمثل هذا اليوم نستعد؛ عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "لمثل هذا اليوم فأعدُّوا"
فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
"بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة، فقال: علام أجتمع هؤلاء؟ قيل: على قبر يحفرُونه، قال: ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهي إلى القبر فجثَى عليه، يقول البراء رضي الله عنه: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ماذا يصنع، فبكى حتى بلَّ الثَّرى من دموعِه، ثم أقبل علينا فقال: " أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا "
(الصحيحة:1751) و(صحيح الجامع:2659)
فالعاقل هو الذي يستعد لهذه اللحظة، ويسعى أن يُعمِّر بيته الذي فيه مقامه، وكل من لا يستعد لهذه اللحظة فقد فرط وضيع وليس من العقلاء.
قال عبد الله بن العيزار:
"لابن آدم بيتان، بيت على ظهر الأرض، وبيت في بطن الأرض، فعمد إلى الذي على الأرض فزخرفه وزيَّنه، وجعل فيه أبواباً للشمال وأبواباً للجنوب، وصنع فيه ما يصلحه لشتائه وصيفه.
ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فخرَّبه، فأتى عليه آتٍ، فقال: أرأيت هذا الذي أراك قد أصلحته كم تقيم فيه؟ قال لا أدري (ولعله قليل)، قال: فالذي خرَّبته كم تقيم فيه؟ قال: فيه مقامي، قال: تقر بهذا على نفسك وأنت رجل تعقل؟"

فلتستعد لهذا اليوم من الآن، فمَن دخل القبر أصبح مرهوناً بما قدم، فلا هو إلى دنياه عائد، ولا في حسناته زائد.
سألتُ الدارَ تخبرني
عن الأحبـاب ما فعلوا
فقالت لي أقام القومُ
أيـاماً وقـد رحلـوا
فقلتُ وأين أطـلبهم
وأي منـازلٍ نزلـوا
فقـالت في القبور
ثُووا رهاناً بالذي فعلوا

· غاية أمنية الأموات
إن غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة، يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعمل صالح، وأهل الدنيا يُفرِّطون في حياتهم، فتذهب أعمارهم في الغفلة ضياعاً، ومنهم من يقطعها بالمعاصي.
(لطائف المعارف: صـ 355)
فالبصير هو الذي ينظر إلى قبر غيره فيعتبر، فقد كان أطول منه عمراً، وأعمر دياراً، وأبعد آثاراً، والآن أصبحت أصواتهم هامدة، ورياحهم راكدة، وأجسادهم بالية، وديارهم خالية، وآثارهم عافية
يتمنون أن لو رجعوا إلى الدنيا؛ ليصلحوا الزاد ليوم الميعاد، وقد عرفوا قيمة العمر بعد انقطاعه.
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه قال:"مرَّ النبي صلى الله عليه وسلمعلى قبر دُفِن حديثاً فقال: ركعتان خفيفتان مما تُحقِّرون وتَنْفلون، يزيدهما هذا في عمله أحبّ إليه من بقية دنياكم" (صحيح الجامع:3518)
ومرَّ الحسن البصري بجنازة، وكان معه رجل مُسرفٌ على نفسِه، فقال الحسن:
" ترى ما أمنية هذا الميت؟ فقال الرجل: أن يعود إلى الدنيا ليتوبَ ويصلحَ الزاد، فقال الحسن:
فكن هذا الرجل"
قال إبراهيم التيمي: مثلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثلتُ نفسي في النار آكل من زقُّومها، وأشرب من صديدها وحميمها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسي أي شيء تريدين؟ فقلت لها: فأنت في الأمنية فاعملي"
فالبدار... البدار قبل مجيء هادم اللذات، والحذار... الحذار من يوم الحسرات.
قبل أن يقول المذنب: رب ارجعون فيقال له: فات.

· محاسبة النفس
فهيا أخي..وهيا أختي . يا من فرطت وضيعت!
حاسب نفسك وقل لها: إلى متى التفريط والتضييع والتقصير، حاسب نفسك واعلم أن محاسبة النفس هي طريق السالكين إلى ربهم، وزاد المؤمنين في آخرتهم، ورأس مال الفائزين في دنياهم ومعادهم
فما نجا من نجا يوم القيامة إلا بمحاسبة النفس ومخالفة الهوى، فمَن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خفَّ في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه.
ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته.
ولقد حثنا ربنا سبحانه وتعالى على محاسبة النفس فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }(الحشر: 18)
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية{ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }:
أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وانظروا ماذا ادَّخَرْتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
فإذا كان العبد مسئولاً ومحاسباً على كل شيء حتى على سمعه وبصره وقلبه، كما قال تعالى:
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } (الإسراء:36)
فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحَاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر يومئذ تُعرضُون لا تخفى منكم خافية".

فبادر إلى الخيرات قبل فواتها
وخالف مراد النفسِ قبل مماتها
ستبكي نفوسٌ في القيامة حسرة
على فوتِ أوقاتٍ زمان حياتها
فلا تغتَرَّ بالعزِّ والمـالِ والمُنى
فكم قد بلينا بانقـلاب صفاتها

فهيا... هيا أخي... قف من نفسك وقفة صدق وقل لها:
يا نفس... كيف أنت مني غداً ؟! وقد رأيت ركاب أهل الجنة يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم.
كيف بك وقد حيل بينك وبينهم؟!
هل سينفع الندم؟! هل ستغنى الحسرات ؟! أم هل سينفع طلب الرجوع بعد الممات؟!

ويحك يا نفس... تنشغلين بعمارة دنياك مع كثرة خطاياك، كأنك من المُخلَّدين، أما تنظرين إلى أهل القبور كيف جمعوا كثيراً فصار جمعهم بوراً، وكيف أمَّلوا بعيداً فصار أملُهم زوراً، وكيف بنوا مشيداً فصار بنيانهم قبوراً!!
ويحك يا نفس... أما لكِ بهم عبرة، أما لك إليهم نظرة؟!
أتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة، وأنت من المخلدين؟!
هيهات... هيهات!! ساء ما تتوهمين، ما أنت إلا في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك.
ويحك يا نفس..تعرضين عن الآخرة وهي مقلبة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي فارّة معرضة عنك!!
فكم من مستقبل يوماً لا يستكمله، وكم من مؤمل لغد لا يبلغه؟!
ويحك يا نفس... ما أعظم جهلك، أما تعرفين أن بين يديك جنة أو نار، وأنت سائرة إلى أحدهما؟!
فما لك تمرحين وتفرحين، وباللهو تنشغلين، وأنت مطلوبة لهذا الأمر الجسيم؟!
عساك اليوم أو غداً بالموت تُخْتطفين.
ويحك يا نفس... أراك ترينَّ الموت بعيداً، والله يراه قريباً، فما لك لا تستعدين للموت وهو أقرب إليك من كل قريب؟ أما تتدبرين؟!

يا نفس... انظري واعتبري بمن سكن القبور بعد القصور، واعلمي أن الفرصة واحدة لا تتكرر
فإذا جاءت السكرة فلا رجعة ولا عودة.
فأنت في دار المهلة، فجاهدي قبل النقلة، قبل أن تقولي:
{... رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} (المؤمنون:99-100)
يا نفس قد أزف الرحيلُ
وأظلَّك الخطبُ الجليلُ
فتأهبي يا نفسُ لا يلعبنَّ
بك الأمـلُ الـطويلُ
فلتنزلنَّ بمنزلٍ ينـسى
الخليـل فيه الخليـل
وليركب عـليـك فـيه
من الثَّرى ثقلٌ ثقيـلٌ
يا نفس توبي قبل أن تقولي: { هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ }(الشورى:44)
يا نفس توبي قبل أن تقولي: { يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ }(الزمر:56)
يا نفس توبي قبل أن تقولي: {... رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}(المؤمنون:99-100)
يا نفس توبي قبل أن تقولي: { لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }(الزمر:58)
يا نفس توبي قبل أن تقولي: { رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ } (المنافقون:10)
يا نفس توبي قبل أن تقولي: { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } (الفجر:24)

يا نفسُ توبي فإن الموتَ قد حانا
واعصِ الهوى فالهوى مازال فتَّانا
فـي كل يـومٍ لنا ميت نُشيِّعه
ننسى بمصرعه آثـار موتَـانا
يا نفسُ مـالي وللأموال أكنزُها
خلفي وأخرج من دنـياي عُريانا
مـالنا نتعامى عن مصارعِنا؟
ننسى بغفلتِنا من ليس ينسـانا
فهيا... هيا أخي بادر إلى التوبة والأوبة.
يقول يحيى بن أبي كثير: كان أبو بكر رضي الله عنه يقول في خطبته:
أين الوجوه الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم، الذين كانوا لا يعطون الغلبة في مواطن الحرب؟
أين الذين بنوا المدائن وحصَّنوها بالحيطان؟ قد تضعضع بهم الدهر، وصاروا في ظلمة القبور، الوحا... الوحا([1])، النجا... النجا
فأين الـلائذ بالجنـاب
أيـن المتعـرض بالـباب
أين الباكي على ما جنى
أين المستغفر لأمر قد دنا
هلموا ... وأقبلوا على الله....فإن الله يناديكم ويقول لكم:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
(الزمر:53)
وهو القائل سبحانه: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أُبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة " (رواه الترمذي)
ـ قراب الأرض: أي ما يعادل ملء الأرض.
ـ العنان: ما عَنَّ منها، أي ظهر، والمقصود هو: السحاب.
فهيا... هيا... توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
فمن تاب وأناب ورجع إلى ربه واستقام، واستكثر من الحسنات، نجا من هذه الأهوال وتلكم الكربات، ورزقه جنة عرضها الأرض والسماوات.
يروى أن على ابن أبى طالب رضي الله عنه دخل على القبور ذات يوم فقال:
يا أهل القبور... حدثونا أخباركم، نحدثكم أخبارنا، ثم قال: أمّا أخبارنا: فإن نساءكم قد تزوجت، وإن أموالكم قد قُسِّمت، وإن أولادكم قد حشروا في زمرة اليتامى والمساكين، وإن ما شيَّدتُموه وبنيتُمُوه قد سكنه غيركم.
فما هي أخباركم؟ ثم أطرق ساعة فقال: كأني بكم لو تكلمتم لقلتم: قد تخرَّقت الأكفان، وبليت الأجساد، وسالت الحِدق على الوَجَنَات، وامتلئت الأفواه بالصديد، ورتع الدود والهوام في هذه الأجساد النضرة، وكأني بكم لو تكلمتم لقلتم: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (البقرة:197)"

وأخيرا أيها الأحبة... لابد أن نعلم جميعاً
أن العبد له ربَّاً هو ملاقيه، وبيتاً هو ساكنه، فعليه أن يسترضي ربه قبل أن يلقاه، وعليه أن يُعمِّر بيته قبل أن ينتقل إليه.

واسـأل الله عز وجل أن يُعيذَنـا وإيَّـاكم من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم
وأن يختم لنا بخاتمة السعادة وأن يرزقنا الجنة والزيادة.آمين... آمين... آمين.


دمتم في أمان الله وحفظه








  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 13:56 رقم المشاركة : 39

Icon1 كــيــف يُـقــــرأ الـتـــاريــــــــــــــخ ؟




أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بالمنتدى الإسلامي

================================




يشرفنى ان اضع بين ايــــديكم موضوع


وهو بعنوان :

كــيــف يُـقــــرأ الـتـــاريــــــــــــــخ ؟




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد..

فمن المعلوم أن:
- التاريخ هو تراث الأمة وكنزها.
- وهو مقياس عظمتها في بابي الحضارة والثقافة.
- وهو ديوانها الذي تحتفظ فيه بذاكرتها.
- وهو مغترف العبر والعظات لأحداثها.
- وهو بيانٌ لسيرة عظمائها.
- وهو ماضيها الذي تستند إليه لحاضر أفضل ومستقبل أجلّ.
- وهو دراسة أحوال الماضين من الأمم والشعوب الأخرى.
- وهو وعاء الخبرة البشرية.

وهذه وريقات في كيفية قراءة الشباب للتاريخ، موجزًا ما استطعت إلى الإيجاز سبيلاً، وسأقتصر على تاريخ الأمة الإسلامية، أما تاريخ الأمم الأخرى فله حديث آخر؛ إذ له قواعد ومصادر ومراجع تقترب حينًا وتبتعد أخرى من تاريخ الأمة الإسلامية، والله أعلم.

كيفية قراءة التاريخ

هناك كيفيات عديدة للقراءة، لكن قبل ذكرها وبيانها ينبغي التذكير بأن القراءة لا بد أن تكون بنية الاستفادة والتغيير؛ فهذا من أهم ما يُقرأ التاريخ من أجله؛ إذِ الأمة الإسلامية اليوم تتطلع إلى الخروج من النفق المظلم الذي وضعت نفسها فيه منذ قرابة 3 قرون، ولا مخرج لها -بعد التوكل على الله سبحانه- سوى المراجعة الدقيقة لتاريخها، واستخراج ما فيه من عبر وعظات صالحة لدفع عملية التغيير قدمًا إلى الأمام.

وتاريخ الإسلام مليء بالفوائد الجليلة من عبر وعظات وردت في ثنايا أحداثه وفي سير الشخصيات العظيمة، فإذا قرأ المرء في كتب التاريخ فلتكن نيته الاستفادة من هذه الكنوز وتقويم حياته بها؛ فمن قرأ تاريخ بني أمية وما فيه من مزايا ونقائص، وما فيه من كرٍّ وفر، ومد وجزر قراءة واعية مركزة، فسيستخرج عبرًا وعظات تفيده في تقويم مسيرته، وكذلك سائر الدول من عباسية ومملوكية وعثمانية... إلخ.

ومن قرأ جهاد الدولة الزنكية والأيوبية للصليبيين، فكأنما يطالع أخبار زماننا هذا.

ومن قرأ تفاصيل أعمال بني عثمان في البلقان وسائر دول أوربا الشرقية، فسيجد فيها من الأحداث المشابهة بأحداث زماننا قدرًا وافرًا.

وهكذا لو قرأ قارئ سير الرجال العظماء الذين امتلأت بأعمالهم بطون الكتب فسيتأثر بها كثيرًا، فهم ما بين عابد وزاهد وفارس وعالم وغني شاكر، وفقير صابر، في جملة من الأعمال المسطورة والأقوال المنقولة التي يهذب بها قارئ التاريخ نفسه، ويزكي بها عمله، ويحسِّن بها منطقه.

لذلك فإن القراءة في تلك الكتب تعود على الفرد والمجتمع بأحسن العوائد وأجمل الآثار، فمن قرأ التاريخ هذه القراءة استفاد تلك الاستفادة.

وأوجز كيفيات قراءة التاريخ في التالي:

1- القراءة الشاملة:


إن النظرة الجزئية لأحداث التاريخ تنتج مواقف إزاء تلك الأحداث لا تتفق مع الواقع تمامًا، وتكون ظالمة لأشخاص ووقائع؛ فمن نظر إلى الدولة العباسية من منظور قسوة النشأة وتتبع الخصوم، سيحكم عليها حكمًا جائرًا.

ومن نظر إلى دولة بني عثمان في ضوء الوقائع العسكرية فقط، فسيحكم عليها حكمًا غير دقيق، وهي أنها دولة أفلحت في الجوانب العسكرية فقط، وأخفقت في سائر الجوانب الأخرى.

ومن نظر إلى دول آل البيت في ضوء منجزاتها دون النظر إلى عقيدة القائمين عليها (زيدية أو إمامية أو إسماعيلية باطنية)، فسيخطئ في الحكم عليها، وسيرى أنها دول لها فضل وأثر في بابي الحضارة والثقافة، وسيعمى عن خطورة تلك الدول في جوانب أخرى... وهكذا.

2- عدم تجميل التاريخ:


يحب كثير من قارئي التاريخ والباحثين فيه أن يجملوا التاريخ الإسلامي، وهذا لا يصح؛ إذ التاريخ فيه ما يجمل ذكره وفيه ما يسوء ذكره، وهذه سنة الله في خلقه، وهكذا هو التاريخ منذ فجر البشرية. وهناك مؤرخون يجملون التاريخ بذكر الحسنات فقط وإغفال السيئات، وصنيعهم هذا خطأ منهجي واضح، ومما يفعلونه:

أ- عدم ذكر ما يسوء من الوقائع وسير الأشخاص، وإغفال كل ذلك تمامًا.

ب- ذكر ما يسوء مختصرًا بدون توسع وانتزاع للعبر والعظات؛ مما يجعل القارئ في حيرة من أمره ولا يغنيه ما يقرؤه ولا يقضي حاجته للمعرفة.

جـ- ذكر ما يسوء مع انتحال الأعذار الكثيرة التي تذهب بأهمية الحدث، وتجرِّئ الباحثين على مزيد من الاعتذارات السمجة.

هذا وقد كان في الأقدمين هذا الصنيع -أي تجميل التاريخ- وقد رأيته في كتاب الإمام أبي بكر بن العربي "العواصم من القواصم"، خاصة عندما تكلم على تاريخ بني أمية.

أما المحدثون فبعضهم كتب كتابة عجيبة لا تقبل بحال؛ فمن ذلك الكتاب الذي صنفه أحدهم بعنوان "الحجاج بن يوسف المفترى عليه"، وهذا دفاع أعمى عن رجل ظالم ولغ في الدماء ولوغًا بلغ مبلغ التواتر، وكان جبارًا عسوفًا، يأخذ الناس بأدنى شيء وأقله، بل في بعض الأحيان بدون سبب، فمثل هذا دفاع يبغضه الله ويبغضه المؤمنون.

وهناك مَن بالغ في الدفاع عن بني أمية في بعض سقطاتهم وتجاوزاتهم، نعم إن في بني أمية مزايا ونقائص، فدفع النقائص عنهم عمل باطل، كما أن غمطهم حسناتهم فعل محرم في شرعنا.

3- عدم تقبيح التاريخ:


هناك اتجاه عند بعض الكتاب بأن التاريخ الإسلامي كله شر وفتن، ولم يسلم منه إلا مدة محدودة زمن الصديق والفاروق -رضي الله عنهما- أما ما عدا ذلك فليس فيه إلا الفتن والمشكلات، وهذا غلو واضح وتزوير فاضح؛ إذ التاريخ الإسلامي هو تاريخ بشري فيه الخير والشر، وفيه مُدد الهدوء وحوادث الفتن، بل هناك مدد مضيئة في التاريخ الإسلامي أزعم أنها هي الأطول والأكثر امتدادًا في التاريخ.

وللأسف إن حامل لواء هذه الفرية -غالبًا- هم المتحررون (الليبراليون) واللادينيون (العلمانيون) لحاجة في نفس يعقوب، وهي أنه إذا لم يستطع الصدر الأول أن يعيشوا في أمن واطمئنان وهدوء تحت راية الشريعة، فلن يستطيع ذلك مَن يجيء من بعدهم، ومرادهم أن يثبتوا هذا، وأمرًا آخر هو أن الشريعة نفسها لا يمكن تطبيقها، وإن طُبِّقت فلن تجلب الرخاء والأمن.

ولا بد عند ذكر تاريخنا من ذكر تواريخ الأمم الأخرى مقارنًا بتاريخنا؛ لنعرف أن تاريخنا أفضل من تواريخ جميع الأمم بل ليس بينه وبينها أفعل تفضيل.

4- القراءة المركزة أولاً:


يهاب أكثر قراء التاريخ من دخول المبسوطات الضخمة "الموسوعات" التي ألفت فيه كـ "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير، "والكامل" لابن الأثير، و"تاريخ الرسل والأمم والملوك" لابن جرير الطبري -رحمهم الله تعالى- وذلك لأمرين:

أ- ضخامة المادة وطولها؛ مما يصيب القارئ بالملل.

ب- كثرة الاستطرادات التي تخرج بالقارئ عن النسق العام للموضوع، بحيث ينتهي إلى تشتت وخلط؛ فإن من عادة المؤرخين القدامى أن يخللوا سرد الحدث قصائد شعرية أو تراجم أو حدثًا تاريخيًّا آخر، وقد يعجز غير الخبير بمناهج تلك الكتب أن يتابع موضوعه الذي يريده.

ولعلاج هذا الأمر فيحسن بالقارئ أن يقرأ كتابًا على الطريقة العلمية الحديثة التي تلم بالموضوع بإيجاز نسبي وترتيب منهجي دون استطراد أو تطويل، وذلك نحو كتاب "التاريخ الإسلامي" لمحمود شاكر.

5- فهم الفرق بين مناهج المؤرخين القدامى والمحدثين:


هناك فروق مهمة في طرائق كتابة التاريخ بين المؤرخين القدامى والمحدثين؛ ولا بد من فهم هذه الفروق للاستفادة المثلى من قراءة التاريخ، ومن أهم هذه الفروق هي:

أ- الأسلوب:
المؤرخون القدامى يكتبون المادة التاريخية ويخلطونها بعاطفتهم وآهاتهم الحزينة أو عبارات الإعجاب والإشادة، وهذا منتشر جدًّا في كتاباتهم، بينما المؤرخون المُحْدثون لا يكتبون بهذه الطريقة حرصًا منهم على اتباع المنهج العلمي الخالي من العواطف المصاحبة للمادة المسرودة. لكن -في ظني- أن أي مؤرخ في الدنيا لا يمكن له أن يتخلى عن عاطفته تمامًا وهو يكتب، وهذا الذي يطلق عليه أحيانًا فلسفة المؤرخ للتاريخ، فهذه لا سلطان لأحد عليها، فهي نابعة من عقيدة المؤرخ وبيئته وأحوال أمته؛ فمهما ادعى مؤرخ عدم التحيز لهذه الثلاثة فهو يخادع نفسه، لكن يمكن أن يقال على وجه الإجمال: إن أسلوب المُحْدثين فيه جفاف ويُبس، وأسلوب القدامى فيه عاطفة ولين وجمال. وليتضح هذا إليكم هذا النص الذي قدّم به المؤرخ ابن الأثير في كتابه "الكامل" لأحداث غزو التتار للعالم الإسلامي في القرن السابع الهجري:

"لقد بقيت عدة سنين معرضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلاً وأؤخر أخرى؛ فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟! ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟! فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا.

إلا أني حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها وأنا متوقف، ثم رأيت أن ترْك ذلك لا يجدي نفعًا، فنقول: هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها، عمت الخلائق وخصت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم مذ خلق الله I آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقًا؛ فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها، ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل وتخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس! وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى مَن قتلوا!! فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل.

ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج، وأما الدجال فإنه يُبقي على من اتبعه ويهلك من خالفه، وهؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء والرجال والأطفال، وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح؛ فإن قومًا خرجوا من أطراف الصين فقصدوا بلاد تركستان مثل كاشغر وبلاساغون، ثم منها إلى بلاد ما وراء النهر مثل سمرقند وبخارى وغيرهما فيملكونها ويفعلون بأهلها ما نذكره، ثم تعبر طائفة منهم إلى خراسان فيفرغون منها ملكًا وتخريبًا وقتلاً ونهبًا، ثم يتجاوزونها إلى الري وهَمَذان وبلد الجبل وما فيه من البلاد إلى حد العراق، ثم بلاد أذربيجان وأرانية ويخربونها ويقتلون أكثر أهلها، ولم ينج إلا الشريد النادر في أقلّ من سنة، هذا ما لم يُسمع بمثله.

ثم لما فرغوا من أذربيجان وأرانية ساروا إلى دربندشروان فملكوا مدنه، ولم يسلم غير القلعة التي بها ملكهم وعبروا عندها إلى بلد اللان واللكز ومن في ذلك الصُقْع من الأمم المختلفة، فأوسعوهم قتلاً ونهبًا وتخريبًا، ثم قصدوا بلاد قفجاق وهم من أكثر الترك عددًا فقتلوا كل من وقف لهم، فهرب الباقون إلى الغِياض ورءوس الجبال وفارقوا بلادهم واستولى هؤلاء التتر عليها.

فعلوا هذا في أسرع زمان، لم يلبثوا إلا بمقدار مسيرهم لا غير.

ومضى طائفة أخرى غير هذه الطائفة إلى غزنة وأعمالها وما يجاورها من بلاد الهند وسجستان وكرمان، ففعلوا فيها مثل فعل هؤلاء وأشد.

هذا ما لم يطرق الأسماع مثله؛ فإن الإسكندر الذي اتفق المؤرخون على أنه ملك الدنيا لم يملكها في هذه السرعة إنما ملكها في نحو عشر سنين، ولم يقتل أحدًا إنما رضي من الناس بالطاعة، وهؤلاء قد ملكوا أكثر المعمور من الأرض وأحسنه وأكثره عمارة وأهلاً وأعدل أهل الأرض أخلاقًا وسيرة في نحو سنة، ولم يبت أحد من البلاد التي لم يطرقوها إلا وهو خائف يتوقعهم ويترقب وصولهم إليه.

ثم إنهم لا يحتاجون إلى ميرة ومدد يأتيهم، فإنهم معهم الأغنام والبقر والخيل وغير ذلك من الدواب يأكلون لحومها لا غير، وأما دوابهم التي يركبونها فإنها تحفر الأرض بحوافرها وتأكل عروق النبات لا تعرف الشعير، فهم إذا نزلوا منزلاً لا يحتاجون إلى شيء من خارج.

وأما ديانتهم فإنهم يسجدون للشمس عند طلوعها، ولا يحرمون شيئًا فإنهم يأكلون جميع الدواب حتى الكلاب والخنازير وغيرها، ولا يعرفون نكاحًا بل المرأة يأتيها غير واحد من الرجال، فإذا جاء الولد لا يعرف أباه.

ولقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يُبْتَلَ بها أحد من الأمم منها هؤلاء التتر -قبحهم الله- أقبلوا من المشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها، وستراها مشروحة متصلة إن شاء الله تعالى، ومنها خروج الفرنج -لعنهم الله- من المغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر وملكهم ثغر دمياط منها، وأشرفت ديار مصر والشام غيرها على أن يملكوها لولا لطف الله تعالى".

انتهى هذا النقل الجامع بين العاطفة الجليلة وسرد الحادثة بإيجاز، فهو مثير لأشجان القارئ مع حصول الفائدة المتوخاة.

وهذا المنهج في الكتابة -الجامع بين العاطفة الجليلة وتوخي الصدق والعدل- لا يُملّ القارئ مهما طالت به القراءة، بل إنه يترك في نفس القارئ مشاعر قوية تهزه وتدفعه إلى التغيير من سلوكه وطرائق تعامله مع المجتمع، بل ربما تدفع به إلى المشاركة في مجتمعه مشاركة نافعة.
ب- السرد:
المؤرخون القدامى إذا سردوا المادة التاريخية المراد الحديث عنها فإنهم غالبًا ما يخلطونها بغيرها، وذلك نحو التراجم؛ وهي سير حياة الأشخاص -وهذا كثير في كتبهم- والأبيات الشعرية الكثيرة، والاستطرادات التي يخرجون بها عن موضوعهم الذي يسردونه إلى موضوع آخر ثم يعودون من قريب أو بعيد إلى موضوعهم الذي بدءوا به، وهذا مرهق لقُرّاء التاريخ في عصرنا.

بينما يُحمد للمُحْدثين أنهم -لمراعاتهم المنهج العلمي الحديث- لا يقعون في هذا الخلط والتشتيت، وتجد كتبهم التاريخية حسنة السرد وقوية التركيز على ما يريدون إيراده.

جـ- النقد:
إن النقد لما يورده المؤرخ أمر في غاية الأهمية؛ لأنه بالنقد يطمئن قارئ التاريخ لصحة المادة التي يقرؤها وترتاح نفسه لمتابعة الاطلاع، وعكس هذا صحيح؛ إذ القارئ للكتاب الخالي من النقد والذي تكثر فيه الروايات الضعيفة أو الأساطير الموضوعة، سيعزف عنه وتمله نفسه.

هذا وإن أكثر المؤرخين المحدثين يراعون مسألة النقد هذه، ولا يوردون الأساطير والمرويات شديدة الضعف، التي تورط فيها بعض ضعاف قدامى المؤرخين، لكنهم قد يبالغون فيستبعدون الوقائع الممكنة، ويردون الأحداث التي يرون أنها لا توافق ما يعتقدونه ويذهبون إليه.

أما المؤرخون القدامى فكثير منهم لا ينقد الأخبار التي يوردها، ويعوض ذلك ما يُعرف بالتحقيق العلمي الجيد الحديث للكتب الذي يُنتظر منه نقد الأخبار والآثار نقدًا يعوض تقصير المؤرخ في نقدها.

هذا وإن أعظم المؤرخين القدامى نقدًا -في ظني- هو الإمام الذهبي الذي تتوافر المادة النقدية في كتبه التاريخية خاصة كتاب "سير أعلام النبلاء"، ثم يأتي بعده الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".

وليس النقد فقط هو المراد، إنما المراد هو النقد القائم على أسس شرعية صحيحة، وهذا لا يقوى عليه إلا مؤرخ له حظ وافر من العلوم الشرعية.

وقد كان أكثر المؤرخين القدامى علماء شرعيين؛ فلذلك كانت كتاباتهم موثقة ومعتدلة إلى حد كبير، فالإمام الطبري صاحب "تاريخ الأمم والرسل والملوك" كان إمامًا مجتهدًا عارفًا بالفقه والحديث والتفسير واللغة بل كان إمامًا في كل ذلك، والإمام الذهبي صاحب الكتب التاريخية الكثيرة، والإمام ابن كثير صاحب "البداية والنهاية" كانا متضلعين من علوم الشريعة واللغة، وابن خَلِّكان صاحب "وفيات الأعيان" كان قاضيًا، والصفدي صاحب "الوافي بالوفيات" كان عالمًا بالشرع واللغة، وكذلك الإمام ابن حجر العسقلاني وكان قد صنف عدة كتب تاريخية، والإمام السخاوي كذلك، والإمام السيوطي لا يخفى كم ألّف من كتب تاريخية كثيرة، والإمام يعقوب بن سفيان الفَسَويّ صاحب "المعرفة والتاريخ"... وهكذا.

أما المؤرخون المحدثون فلا أعلم أن أحدًا منهم عالم شرعي معتبر معروف، وبعضهم كان عالمًا باللغة والأدب مثل الأستاذ محمود محمد شاكر المصري.

ولذلك كان لزامًا على من يريد التصدي لنقد الحوادث التاريخية أن يحوز قدرًا جيدًا من الثقافة الشرعية، يستطيع به أن يميز الصالح من الطالح، ويحسن به الانتقاء والاختيار.

والحد الأدنى أن يكون عارفًا لطرائق تمييز الأخبار الصحيحة من السقيمة بموازين أهل الحديث، وأن يكون عارفًا للحلال والحرام على وجه الإجمال وليس التفصيل.

6- البعد عن المزالق التاريخية:



في التاريخ العديد من المزالق التي ينبغي عدم التركيز عليها، وتُستثنى من الفقرة الثانية المذكورة آنفًا، وعلى رأس ذلك الفتن التي وقعت بين الصحابة جميعًا، فقد كان السلف يتجنبون الخوض فيها ويقولون هي فتنة جَنّب الله أيدينا منها فنكفّ ألسنتنا عنها، وكانوا يوصون في الكتب التي يكتبونها لبيان العقيدة الصحيحة بقولهم فيها: "ونكف ألسنتنا عما شجر بين أصحاب رسول الله "؛ فأخبار الفتن هذه ينبغي الإعراض عنها تمامًا.

وكذلك يكف طالب التاريخ عما وقع من بعض أصحاب رسول الله من أمور مرجوحة فيعرض عنها، ولا يتوسع في عرضها أو ذكرها؛ فالصحابة كلهم عدول ، لكن لا تعني العدالة عدم الوقوع في الخطأ، وأخطاؤهم قليلة مغمورة في بحر حسناتهم ، والأجمل بطالب العلم أن يبتعد تمامًا عن هذا الموضوع المثير لحساسيات هو في غنى عنها.
وكذلك يكف عن ذكر بعض ما ورد في ثنايا كتب التاريخ من مفاسد خلقية وسلوكية مثل الزنا واللواط وشرب الخمر، ومثل هذا يكثر في كتب معينة مثل "الوافي بالوفيات" للصفدي، ومثل "يتيمة الدهر" للثعالبي، ومثل "خلاصة الأثر في أهل القرن الحادي عشر" للمُحِبِّي، إلى آخر هذه الكتب التي تورط مؤلفوها في إيراد مثل هذا الذي يفسد الأخلاق ويضر بالقيم.

7- الاطلاع على كتب التاريخ الحديث:


وهذا هو البحر المتلاطم الخِضَمّ، والمنهل الأكبر الأعظم، وهو الذي ينبغي أن يتريث المرء طويلاً قبل الخوض فيه والوقوف على دقائقه وتفصيلاته؛ وذلك لتشعبه وكثرة أحداثه كثرة هائلة.

ويمكن اعتبار الخط الزمني الفاصل بين التاريخ الحديث والتاريخ الوسيط هو الحملة الفرنسية على مصر سنة 1211هـ/ آخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر الميلادي: 1799-1801م، فمنذ ذلك التاريخ مر على العالم الإسلامي أحداث ضخمة وكثيرة جدًّا؛ ففي القرنين الفائتين وقع الاحتلال لأكثر بلاد الإسلام فيما يعرف خطأ بـ"الاستعمار" وهو استخراب وليس استعمارًا، وكذلك سقطت الخلافة، وتكونت كل الجماعات الإسلامية، ونشأت المذاهب العقدية الضارة الجاهلية مثل الشيوعية والقومية واليسارية والاشتراكية والوجودية والبعثية وغيرها..

ونشأت الدول الإسلامية بحدودها المعروفة اليوم حتى بلغت قرابة الستين، وحُكِم في أكثرها بغير ما أنزل الله في سابقة تاريخية ليس لها نظير في ديار الإسلام، وبرز رجال عظماء ذادوا عن حمى الدين، وفي الوقت نفسه برز رجال كان لهم أسوأ الأثر على الإسلام، وقامت حربان عالميتان هلك فيهما أكثر من خمسين مليونًا... إلخ.

ولا بد أن يعرف المريد للتخصص في التاريخ الحقائق التالية حول العصر الحديث:

1- ليس هناك كتاب تاريخ واحد جامع اشتمل على التاريخ الحديث كله، بل إن أكثر أحداث التاريخ الحديث مفرقة في عدة كتب.


2- هناك أحداث تاريخية كثيرة لم تدون إلى الآن.

3- هناك أحداث تاريخية كثيرة دُوِّنت خطأ: جهلاً أو نفاقًا ومداهنة، أو مداراة.

4- هناك أحداث تفرد بكتابتها المستشرقون -تقريبًا- أو أنهم أتلفوا كل كتابة سوى كتاباتهم؛ ومن أقرب الأمثلة على ذلك التاريخ المفصل لإندونيسيا؛ فقد احتلها الهولنديون ثلاثة قرون تقريبًا فطمسوا التاريخ، ونفوا أبطالهم ورموزهم إلى جنوب إفريقيا، وقتلوا آخرين، فلم يبق من التاريخ الطويل لتلك البلاد سوى ما كتبه هؤلاء المستشرقون -وهم غير مؤتمنين في الجملة- ونِتَف قليلة كتبها أهل البلاد بلغتهم الأصلية وبحروفها الغريبة التي لم تَعُد يكتب بها اليوم، لا تروي ظمأ المتعطشين لمعرفة تواريخ تلك البلدان على التفصيل.


وقِسْ على ذلك ما كتبه الفرنسيون عن بلدان إفريقيا السوداء، وما كتبه الروس عن القوقاز وتركستان الغربية، وما كتبه الصينيون عن تركستان الشرقية... إلخ.

لذلك كله كان استيعاب أحداث العصر الحديث أمرًا أقرب إلى العُسْر منه إلى اليسر، وفي بعض المواضيع يقترب من كونه مستحيلاً، لكن هناك بعض الكتابات المقربة للتاريخ الحديث من أهمها:

أ- كتابات الأستاذ محمود شاكر ياسين عن دول الإسلام الحديثة، وهي سلسلة موجزة جيدة، وله كتاب مهم في باب آخر من أبواب التاريخ الحديث يوجز فيه كثيرًا من الأحداث والوقائع وهو "الثقافة التاريخية".


ب- كتاب "حاضر العالم الإسلامي" تأليف لوثروب ستودارد، مع الحواشي النافعة جدًّا للأمير شكيب أرسلان رحمه الله.

د- كتابات الأستاذ أحمد شلبي عن التاريخ الحديث، وهي قليلة لكنها نافعة.

هـ- كتب الأستاذ أنور الجندي وفيها كثرة وتنوع، وليُقرأ كتاب "معالم تاريخ الإسلام المعاصر" على وجه الخصوص.

و- كتاب الأستاذ يوسف القرضاوي: "الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا".

ز- بعض كتابات الأستاذ عماد الدين خليل، وتمتاز بالتحليل العميق واختيار الكليات.

و- بعض كتب الأستاذ علي الصلابي، خاصة كتابه عن السنوسية.

8- إحسان التعامل مع تاريخ آخر الزمان:


وهذه قضية مهمة جدًّا؛ قد زلّت بها أقدام، وضلّت فيها أفهام، وقصرت فيها ألسنة وطالت أخرى!! وذلك نحو ظهور المهدي وخروج الدجال ونزول عيسى بن مريم -عليهما الصلاة والسلام- وغير ذلك من أحداث وعلامات آخر الزمان واقتراب الساعة، وإنما قلتُ هذا لما تركته هذه الأحداث في نفوس كثيرين من آثار مدمرة أوجزها في التالي:

(1) الاتكال على هذه الأخبار وترك العمل:

التعلق بهذه الأخبار ونحوها تعلقًا يفضي إلى ترك العمل والجد والاجتهاد، بدعوى ترك ذلك للمهدي إذا ظهر!! وهذا مخالف لنهج النبي : "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" (أخرجه مسلم).
(2) إهمالها بالكلية:

وهذا خطأ ومنافٍ لمنهج النبي الذي حذر مرارًا من الدجّال، وأمر الأمة بالتحذير منه، وقد قصّ علينا جملة من أخبار آخر الزمان بل قد جاء جملة منها في القرآن العظيم؛ فالإعراض عنها جهل وجفاء وسوء قراءة للوحي.
(3) إساءة تفسيرها:
فكم من جماعات ضلت بسبب التعلق بظهور المهدي، وكان هذا منذ القرن الأول؛ فقد كان محمد بن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب) يُنادى عليه من قبل بعض الناس بأنه المهدي، وظهر ما لا يمكن حصرهم ممن ادعوا المهدية إلى زماننا هذا الذي حدثت فيه مأساة الحرم المكي المعروفة؛ بسبب التعلق الموهوم بالمهدي.

وكم من جماعات في زماننا هذا تتبعت أحداث آخر الزمان تتبعًا خاطئًا في التوراة والإنجيل المحرفين!! وفي كتب الرهبان الكفرة! وفي بعض أخبار بني إسرائيل الواردة في الكتب المشتهرة بإيراد المكذوبات والموضوعات والأخبار الساقطة وشديدة الضعف. ومسألة آخر الزمان من الغيب الذي لا يؤخذ إلا من القرآن والسنة الصحيحة، وقد جمعني ببعضهم مجلس تحسرت فيها على ما وصل إليه تفكير هؤلاء من عقم وضعف.

وقد قرأت كتبًا صُنفت في هذا الباب عجبت من تهافت منطقها وضعف حجتها وسوء إيرادها، وقد وقع مصنفو هذه الكتب في خطأ فادح يوم حددوا وقوع الساعة أو ظهور المهدي أو خروج الدجال بالسنة بل بالشهر، وهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

والمطلوب أن يقرأ المرء تاريخ آخر الزمان بنية الاستفادة واستنباط العبر والعظات، وبنية الاستعداد ليوم المعاد، لا أن يقتحم الغيب المجهول بتخرُّصات وظنون وأوهام لا تستند إلى حقائق. والله الموفق.

د. محمد موسى الشريف


دمتم في أمان الله وحفظه














  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 16:03 رقم المشاركة : 40

Icon14 مناجاة


‎* اللهم يا قادراً على كل شيء .. اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحمت بها كل شيء وإذا وقفنا بين يديك لا تسألنا عن أي شيء فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة .

* اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا ومن نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.




  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 16:16 رقم المشاركة : 41

افتراضي


آمين يا رب العالمين




  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 16:28 رقم المشاركة : 42

Yes |قصة الاسراء والمعراج إلى الجهاد |




أهلا و سهلا بكلٌ الأخوة بالمنتدى الإسلامي

================================




يشرفنى ان اضع بين ايــــديكم موضوع


وهو بعنوان :

قصة الاسراء والمعراج إلى الجهاد




موضوعنا مشوق و جميل يروي احداث قصة عن سيد الخلق و العالمين




محمد صلى الله عليه و سلم ,. خاتم الانبياء و المرسلين ,. تم الطرح بطريقة


ليست بالهينة و انما طريقة تجعلك تتلهف لسمعاها و قرائتها


الاسراء و المعراج رحلة الى السموات العلية





الإسراء والمعراج


وهكذا أعرض أهل مكة عن الإسلام، وخذل أهل الطائف النبي صلى الله عليه وسلم،




وازداد إيذاء الكافرين له ولصحابته، وخاصة بعد وفاة السيدة


خديجة -رضي الله عنها- وعمه أبي طالب، وأراد الله -سبحانه- أن يخفف عن نبيه ،


فأكرمه برحلة الإسراء والمعراج؛ فبينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم نائمًا بعد

العشاء جاءه جبريل، فأيقظه وخرج به حتى انتهيا إلى دابة اسمها (البراق) تشبه

البغل، ولها جناحان، فركب الرسول صلى الله عليه وسلم البراق حتى وصل بيت

المقدس في فلسطين، وصلى بالأنبياء ركعتين.

وهذه الرحلة من مكة إلى بيت المقدس تسمى (الإسراء) قال تعالى: {سبحان الذي

أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه

من آياتنا إنه هو السميع البصير} _ [الإسراء: 1].

ثم بدأت الرحلة السماوية من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا وتسمى

(المعراج) وإذا بأبواب السماء تفتح للنبي صلى الله عليه وسلم، فسلم على

الملائكة، وظل يصعد من سماء إلى سماء يرافقه جبريل؛ فرأى الجنة والنار، ورأى

من مشاهد الآخرة ما لم يره إنسان حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وهو موضع لم

يبلغه نبي أو ملك قبله ولا بعده تكريمًا له، قال تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى .

فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 9-10] وفي هذه الليلة، فرض الله الصلوات




الخمس على المسلمين، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس،


وركب البراق عائدًا إلى مكة.

وفي الصباح، حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه ما حدث، فكذبوه وسخروا

من كلامه، وأراد الكفار أن يختبروا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فطلبوا منه

أن يصف بيت المقدس -ولم يكن رآه من قبل- فأظهر الله له صورة بيت المقدس، فأخذ

يصفه وهو يراه، وهم لا يرونه، وأخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأشياء رآها

في الطريق، وبقوم مر عليهم وهم في طريقهم إلى مكة، فخرج الناس ينتظرونهم،

فجاءوا في موعدهم الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا بصدقه.

وأسرع بعضهم إلى أبي بكر يقول له في استنكار: أسمعت ما يقول محمد؟ وكان أبو

بكر مؤمنًا صادق الإيمان، فصدَّق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما قاله،

فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم (الصديق) وهكذا كانت هذه الرحلة تسرية عن

النبي صلى الله عليه وسلم، وتخفيفًا للأحزان التي مرَّ بها، وتأكيدًا من الله له على

أنه قادر على نصرته، وكانت أيضًا ابتلاء للذين آمنوا حتى يميز الله الطيب من الخبيث.



الرسول ( في موسم الحج)

جاء موسم الحج في السنة العاشرة من البعثة، فاجتمعت القبائل من كل مكان وبدأ

الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوهم قائلا: (يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله




تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتذل لكم العجم، وإذا آمنتم كنتم ملوكًا في الجنة) _

[الطبراني وابن سعد] ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم ستة رجال من (يثرب)

يتحدثون، فاقترب منهم، وقال لهم: (من أنتم؟)

قالوا: نفر من الخزرج.

قال: أَمِنْ موالى يهود (أي من حلفائهم)؟

قالوا: نعم.

قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟. قالوا: بلى.

فجلس معهم وحدثهم عن الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فانشرحت له صدورهم،

وظهرت علامات القبول على وجوههم، وكانت بينهم وبين اليهود عداوة، فكان اليهود



يهددونهم بظهور نبي، وسوف يؤيدونه ويقاتلونهم معه، فلما سمعوا كلام الرسول

صلى الله عليه وسلم نظر بعضهم لبعض وقالوا: تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم

به اليهود فلا يسبقُنَّكُم إليه .. فأجابوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما دعاهم

إليه، ووعدوه بأن يقابلوه في العام المقبل، ثم انصرفوا إلى قومهم وحدثوهم عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتشرت أخباره في يثرب. _[ابن إسحاق].


بـيعة العقبة الأولى:

وفي شهر ذي الحجة سنة إحدى عشرة من البعثة، قدم إلى مكة اثنا عشر رجلا من

أهل يثرب من بينهم خمسة من الستة الذين كلموا الرسول صلى الله عليه وسلم

في العام الماضي، واجتمع معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان اسمه

العقبة؛ فآمنوا به صلى الله عليه وسلم، وبايعوه على ألا يشركوا بالله


شيئًا، ولا يسرقوا، ولا يرتكبوا الفواحش والمنكرات، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يعصوه

صلى الله عليه وسلم في معروف يأمرهم به.


وكانت هذه هي بيعة العقبة الأولى، وعندما عادوا إلى يثرب أرسل رسول الله صلى

الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم أمور الدين ويقرأ

عليهم القرآن، فأسلم على يديه كثير من أهل يثرب.

بـيعة العقبة الثانية:

وفي شهر ذي الحجة من العام الثاني عشر من البعثة، ذهب ثلاثة وسبعون رجلا

وامرأتان من أهل يثرب إلى الحج، ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على

الإسلام، وفي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة تسلل الرجال والمرأتان وذهبوا إلى

العقبة، وجاء إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبدالمطلب،

ولم يكن قد آمن وقتئذ، ولكنه جاء ليطمئن على اتفاق ابن أخيه مع أهل يثرب، وليبين

لهم أنه قادر على حمايته في مكة إن لم يكونوا قادرين على حمايته في المدينة.


وتمت بيعة العقبة الثانية، وفيها عاهد الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم على

السمع والطاعة، وقال لهم : (تبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط


والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت

عليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم





ولكم الجنة) _[أحمد].


وأصبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتباع أقوياء مستعدون لنصرته، والقتال من

أجل الإسلام، حتى إن أحدهم وهو العباس بن عبادة -رضي الله عنه- قام وقال

لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله الذي بعثك بالحق، إن شئت لنميلن على أهل

منى غدًا بأسيافنا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل إلا ما يأمره الله به،

فقال له : (لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم)

[ابن إسحاق] واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اثني عشر رجلا؛ ليكونوا

أمراء عليهم حتى يهاجر إليهم.

وفي الصباح، تسلل الخبر إلى كفار قريش، فاكتشفوا أمر ذلك الاجتماع




الخطير، وخرجت قريش تطلب المسلمين من أهل يثرب فأدركوا (سعد بن عبادة)

وأسروه وأخذوا يعذبونه ويَجُرُّونه حتى أدخلوه مكة، وكان سعد يجير ويحمي تجارة

اثنين من كبار مكة إذا مرا ببلده، وهما جبير بن مطعم بن عدي والحارث بن حرب بن

أمية، فنادى باسميهما فجاءا وخلصاه من أيدي

المشركين، وعاد سعد بن عبادة -رضي الله عنه- إلى يثرب.







الهجرة من مكة إلى المدينة

أصبح كفار مكة في غيظ شديد، بعدما صار لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنصار


في يثرب، وهم أهل حرب يجيدون القتال، وسوف ينصرون

الإسلام، فشعر كفار مكة أن الأمر سيخرج من أيديهم، فانقضوا على المسلمين

بالتعذيب والأذى، والتف المسلمون حول نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم يطلبون

منه الإذن في ترك مكة كلها، ويهاجرون بدينهم، حتى يستطيعوا أن يعبدوا الله تعالى

وهم آمنون، فأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة. فبدأ

المسلمون يتسللون سرًّا إلى المدينة، تاركين ديارهم وأموالهم من أجل دينهم.

وجاء أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يستأذنه

في الهجرة، فطلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينتظر لعل الله يجعل له

صاحبًا، ففهم أبو بكر أنه سيظفر بالهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتظر

مسرورًا، وأخذ يُعِدُّ للرحلة المباركة، فجهزَّ ناقتين ليركبهما هو ورسول الله صلى الله

عليه وسلم إلى المدينة.

المؤامرة:

اجتمع زعماء مكة في دار الندوة -ذلك البيت الكبير الواسع الذي كان

لقصي بن ****- وعلى وجوههم الغضب؛ للتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه

وسلم، فقد شعروا أنه يعد نفسه للهجرة إلى المدينة، وإذا تم له ذلك فسوف تصبح

المدينة مركزًا كبيرًا يتجمع فيه المسلمون من كل مكان حول النبي صلى الله عليه

وسلم، وبذلك يشكلون خطرًا على تجارة أهل مكة عندما تمر بالمدينة في طريقها

إلى الشام ذهابًا وإيابًا، وبدأ النقاش، فقال بعضهم: نُخرج محمدًا من بلادنا فنستريح

منه، وقال آخرون: نحبسه حتى يموت.



وقال أبو جهل: نأخذ من كل قبيلة شابًّا قويًّا، ونعطي كلا منهم سيفًا صارمًا قاطعًا،

لينقضوا على محمد، ويضربوه ضربة قاتلة، وهكذا لا يستطيع عبد مناف -قوم محمد-

محاربة القبائل كلها، فيقتنعون بأخذ ما يريدون من مال تعويضًا عن قتل محمد، وكان

الشيطان اللعين يجلس بينهم في صورة شيخ نجدي وهم لا يعرفونه، فلما سمع ذلك

الرأي قال في حماس: القول ما قال الرجل، وهذا الرأي لا رأى غيره، فاتفقوا جميعًا

عليه.
وسجل القرآن الكريم ما دار في اجتماع المشركين ذلك، فقال تعالى: {إذ يمكر بك

الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} _

[الأنفال: 30] وتدخلت عناية الله؛ فجاء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

يأمره ألا يبيت هذه الليلة في فراشه وأن يستعد للهجرة، قالت عائشة -رضي الله

عنها-: فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في حَرِّ الظهيرة، قال قائل لأبي بكر:

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يأتينا في مثل هذه الساعة، فقال أبو

بكر -رضي الله عنه-: فداءً له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.


فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي صلى

الله عليه وسلم لأبي بكر: (أخرج مَنْ عندك) فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا

رسول الله، قال: (فإني قد أذن لي في الخروج) فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا

رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم).



أحداث الهجرة:

كان الله -سبحانه- قادرًا على أن يرسل ملكًا من السماء يحمل رسوله إلى المدينة

كما أسرى به ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى وعرج به السماء، ولكن جعل

الهجرة فرصة كبيرة لنتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم دروسًا عظيمة في

كيفية التفكير والتخطيط والأخذ بالأسباب التي توصل إلى النجاح.

ولنبدأ بأول هذه الدروس، فكيف يخرج النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر

-رضي الله عنه- من بين هؤلاء الكفار دون أن يلحقوا بهما؟ فلو خرجا من مكة

سالمين فإن المسافة طويلة بين مكة والمدينة وسوف يخرج وراءهما الكفار

ويدركونهما، لابد إذن من الاختباء في مكان ما؛ حتى ييأس الكفار من البحث عنهما،

ومن هنا وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة محكمة لتتم الهجرة بسلام.

فأمام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف مجموعة من شباب قريش في

الليل، ينتظرون حتى يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، فينقضوا عليه

ويقتلوه، وكان هؤلاء الكفار يتطلعون بين الحين والحين إلى فراش رسول الله صلى

الله عليه وسلم ليطمئنوا على وجوده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم


عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالنوم في فراشه، وأن يتغطى ببردته، وطمأنه

بأن المشركين لن يؤذوه بإذن الله.

واستجاب عليٌّ -رضي الله عنه- بكل شجاعة وحماس، ونفذ ما أمره الرسول صلى

الله عليه وسلم به، وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك تضليل المشركين،

فإذا نظروا إليه من الباب ووجدوه في فراشه، ظنوا أنه صلى الله عليه وسلم ما زال

نائمًا، وقد كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم أمانات كثيرة تركها المشركون

عنده، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى أصحابها، فأمر عليًّا أن ينتظر

في مكة لأداء هذه المهمة، رغم أنهم أخرجوا المسلمين من ديارهم، وآذوهم،

ونهبوا أموالهم ولكن المسلم يجب أن
يكون أمينًا.
وكان أبو جهل يقول لأصحابه متهكمًا برسول الله صلى الله عليه وسلم: إن محمدًا

يزعم أنكم إن تابعتموه أصبحتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم،

فدخلتم الجنة، وإن لم تفعلوا ذبحكم ثم بعثتم من بعد موتكم فتدخلون النار تحرقون

فيها.
ونام علي -رضي الله عنه- في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوجه النبي

صلى الله عليه وسلم إلى الباب، وخرج وفي قبضته حفنة من التراب فنثرها على

رءوس المشركين، وهو يقرأ سورة يس إلى قوله تعالى: {وجعلنا من بين أيديهم سدًّا

ومن خلفهم سدًّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} _[يس: 9] وإذا برجل يمر عليهم





فرأى التراب على رءوسهم، فقال لهم: خيبكم الله، قد خرج عليكم محمد، ثم ما ترك

منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، أفما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل منهم يده

على رأسه فإذا عليه التراب.

فنظروا من الباب، فوجدوا رجلا نائمًا في مكان الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه

غطاؤه، فقالوا: هذا محمد في فراشه، وعليه بردة، ثم اقتحموا دار النبي صلى الله

عليه وسلم، فوجدوا عليًّا في فراشه، فخرجوا يبحثون عن الرسول صلى الله عليه

وسلم في كل مكان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خلال هذه الفترة قد وصل

إلى بيت صاحبه أبي بكر -رضي الله عنه- وعزما على الذهاب إلى غار ثور ليختبئا فيه.





وحمل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كل ماله، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم من باب صغير في نهاية المنزل حتى لا يراهما أحد، وانطلقا حتى وصلا الغار،


وهناك وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل أبوبكر

أولا؛ ليطمئن على خلوِّ الغار من الحيَّات والعقارب، ثم سدَّ ما فيه من فتحات حتى لا

يخرج منها شيء، وبعد ذلك دخل الرسول صلى الله عليه وسلم.


وها هي ذي أسماء بنت أبي بكر يدخل عليها جدها أبو قحافة بعد أن علم بخروج ولده


أبي بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رجلا كبيرًا قد عَمِىَ، يسألها عما

تركه أبو بكر في بيته ويقول: والله إني لأراه فجعكم بماله مع نفسه، قالت: كلا يا

أبتِ! إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، وأخذت أحجارًا فوضعتها في المكان الذي كان أبوها

يضع ماله فيه، ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده وقالت: يا أبت، ضع يدك على هذا،

فوضع يده عليه فقال: لا بأس ، فإن كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم.





أما كفار مكة فإنهم حيارى، يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه

ويضربون كفًّا بكف من الحيرة والعجب، فالصحراء على اتساعها مكشوفة أمامهم،

ولكن لا أثر فيها لأحد ولا خيال لإنسان، فتتبعوا آثار الأقدام، فقادتهم إلى غار ثور،

فوقفوا أمام الغار، وليس بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه سوى




أمتار قليلة، حتى إن أبا بكر رأى أرجلهم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا


رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :

(يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما)


[متفق عليه].
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد انصرف القوم، ولم يفكر أحدهم أن ينظر

في الغار، وسجل القرآن هذا، فقال تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين

كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله

سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي

العليا والله عزيز حكيم} [التوبة: 40].

ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاثة أيام، وكان


عبدالله بن أبي بكر يذهب إليهما بأخبار الكفار ليلا، وأخته أسماء تحمل لهما الطعام،

أما عامر بن فهيرة راعي غنم أبي بكر فقد كان يسير بالأغنام فوق آثار أقدام عبدالله

وأسماء حتى لا يترك أثرًا يوصل إلى الغار، وبعد انتهاء الأيام

الثلاثة، خف طلب المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فخرجا من

الغار، والتقيا بعبد الله بن أريقط، وقد اتفقا معه على أن يكون دليلهما في هذه الرحلة

مقابل أجر.

تحرك الركب بسلام، وأبو بكر لا يكف عن الالتفات والدوران حول النبي صلى الله عليه

وسلم خوفًا عليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن، ولا يلتفت حوله فهو

واثق من نصر الله -تعالى- له، ولا يخشى أحدًا، وبينما أبو بكر يلتفت خلفه إذا بفارس

يقبل نحوهما من بعيد، كان الفارس هو سراقة بن مالك وقد دفعه إلى ذلك أن قريشًا

لما يئست من العثور على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، جعلوا مائة ناقة

جائزة لمن يرده إليهم حيًّا أو ميتًا.
فانطلق سراقة بن مالك بفرسه وسلاحه في الصحراء طمعًا في الجائزة، فغاصت

أقدام فرسه في الرمال مرتين حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل

سراقة مسرعًا عن الفرس، حتى نزعت أقدامها من الرمال، فأيقن سراقة أن الله

تعالى يحرس رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن يستطيع إنسان مهما فعل أن ينال

منه، فطلب من رسول الله أن يعفو عنه، وعرض عليه الزاد فقال له النبي صلى الله

عليه وسلم: (لا حاجة لنا، ولكن عمِّ عنا الخبر) فوعده سراقة ألا يخبر


أحدًا، وعاد إلى مكة، وهكذا خرج سراقة يريد قتلهما وعاد وهو يحرسهما ويبعد الناس

عنهما، فسار النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة تحرسهما عناية الله.





وأثناء رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر إلى المدينة مرَّا بمنازل خزاعة


ودخلا خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت سيدة كريمة، تطعم وتسقي من مرَّ بها،

فسألاها: عما إذا كان عندها شيء من طعام؟ فأخبرتهما أنها لا تملك شيئًا في ذلك

الوقت، فقد كانت السنة شديدة القحط، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى

شاة في جانب الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟

فأخبرته أنها شاة منعها المرض عن الخروج إلى المراعي مع بقية الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك، فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم إن

رأيت بها حلبًا فاحلبها.

فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، وطلب إناء

فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها فشربت حتى شبعت، وسقى رفيقيه أبا بكر

وعبد الله بن أريقط حتى شبعا، ثم شرب، وحلب فيه ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه

صلى الله عليه وسلم وانصرف.

الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء:

علم أهل المدينة بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، فكانوا يخرجون كل يوم

بعد صلاة الصبح إلى مشارف المدينة، وعيونهم تتطلع إلى الطريق، وتشتاق لمقدم

الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، ولا يعودون إلى بيوتهم إلا إذا اشتد حر الظهيرة،

ولم يجدوا ظلا يقفون فيه.

وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول انتظر أهل يثرب رسول الله صلى الله

عليه وسلم كعادتهم، حتى اشتد الحر عليهم، فانصرفوا لبيوتهم، وبعد قليل أقبل

رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فأبصرهما رجل يهودي كان يقف على

نخلة، فصاح بأعلى صوته: يا بني قيلة، هذا صاحبكم قد جاء، فأسرع المسلمون

لاستقبال نبيهم وصاحبه أبي بكر الذي كان يُظل رسول الله صلى الله عليه وسلم

بردائه من حر الشمس.

وبينما الرسول صلى الله عليه وسلم في قُبَاء، في بيت سعد بن خيثمة يستقبل

الوافدين عليه، أقبل عليُّ بن أبي طالب من مكة بعد أن ظل فيها ثلاثة أيام بعد خروج

الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليرد الأمانات إلى أهلها، وقد ظل الرسول صلى الله

عليه وسلم في قباء أربعة أيام يستقبل أهل المدينة، وعندما أقبل يوم الجمعة ترك

رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء متوجهًا للمدينة بعد أن أسس مسجد قباء، وهو

أول مسجد بني في الإسلام، وقال الله -عز وجل- عنه: {لمسجد أسس على التقوى

من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} _

[التوبة: 108].
وكانت الهجرة حدثًا فاصلا بين عهدين، فقد أعز الله المسلمين بعد أن كانوا مضطهدين،

وصارت لهم دار آمنة يقيمون فيها، ومسجد يصلون فيه، ويؤدون فيه شعائرهم،

ويتشاورون في أمورهم، لهذا كله اتفق الصحابة على جعل الهجرة بداية للتاريخ

الإسلامي، فقد تحول المسلمون من الضعف والحصار والاضطهاد إلى القوة والانتشار

ورد العدوان.





الرسول ( في المدينة)



كانت يثرب قبل الهجرة تموج بالصراعات والحروب والدسائس، فنار العداوة مشتعلة


بين قبيلتي الأوس والخزرج، والحرب بينهما سجال، فإذا انتصر أحدهما عمل الآخر

بكل طاقته على إلحاق الهزيمة به، حتى فني الرجال، وترملت النساء وتيتم الأبناء،

وكان اليهود يقفون خلف الستار، يزيدون النار اشتعالا، فيمدون الطرفين بالسلاح،

ويثيرون بينهما العداوات والفتن؛ آملين أن يقضي بعضهم على بعض، حتى تكون

لليهود السيادة والكلمة الأولى في المدينة.

واجتمع أهل يثرب على (عبدالله بن أبي بن سلول) لتكون له الكلمة العليا في إدارة

المدينة، ولكن الله أراد السلامة للمدينة؛ وأراد لها أن تكون مركز الدولة الإسلامية،

فأقبل موكب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة، فاستقبله أهلها استقبالا

عظيمًا؛ وكان أمل كل واحد منهم أن يستضيف الرسول صلى الله عليه وسلم في

بيته، فكلما مرت الناقة التي تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت، خرج أهل

ذلك البيت، وتعلقوا بزمامها، وهم يرجون أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم

عندهم، فكان يقول لهم: (دعوا الناقة فإنها مأمورة) أي اتركوا الناقة فإنها ستقف





وحدها حيث أمرها الله تعالى.
وفي مكان يملكه يتيمان من بني النجار أمام دار أبي أيوب الأنصاري بركت الناقة،

فقال صلى الله عليه وسلم: (هذا إن شاء الله المنزل) فحمل أبو أيوب رحل النبي

صلى الله عليه وسلم إلى بيته. [ابن إسحاق] وإذا بفتيات صغيرات من بني النجار،


يخرجن فرحات بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم وينشدن:


نَحْنُ جَوارٍ مِن بنـي النـَّجَّـار يا حبَّـذَا محمـدٌ مـن جـَـارِ

وفي بيت أبي أيوب الأنصاري المكون من طابقين، نزل رسول الله صلى الله عليه

وسلم في الطابق السفلي، فقال له أبو أيوب: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، إني

لأكره وأعظِّم أن أكون فوقك، وتكون تحتي، فاظهر (اصعد) أنت فكن في الأعلى،

وننزل نحن فنكون في السفل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يا أبا أيوب، إنه لأرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في أسفل البيت) _[أحمد].


وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يثقل على أهل البيت، وكان الصحابي أبو

أيوب الأنصاري كريمًا في ضيافته، فإن صنع طعامًا لا يأكل هو زوجته إلا بعد أن يأكل

رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أولا، ثم يأكلان من موضع أصابعه حبًّا فيه وطلبًا

لبركته.


بناء المسجد:
عاش المسلمون في المدينة حياة آمنة مطمئنة، يغشاها الهدوء والسكينة، ورسول

الله صلى الله عليه وسلم بينهم في وطنهم الجديد، لقد أصبحت لهم دولة دينها

الإسلام، وقائدها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أول ما فكر فيه الرسول صلى

الله عليه وسلم هو بناء مسجد يجتمعون فيه، فيؤدون فيه صلاتهم، ويقضون أمورهم،

ويتشاورون فيما يخصهم، فاشترى صلى الله عليه وسلم الموضع الذي بركت فيه

الناقة؛ ليبني فيه المسجد.

وتجمع المسلمون لبناء المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، ينظف

المكان، ويحمل معهم الطوب، ويشارك في البناء، فهذا يقطع النخيل، وهذا يحفر

أماكن الأعمدة، وذاك يقيم الجدار، وآخر يعد الطين، وهذا يحمل الطوب، كلهم ينشدون:

لَئِنْ قَـعَـدنا والنبــي يَعمَــل لـَذَاك منـَّا العمـلُ المضَـلَّلُ


وينشدون أيضًا::
لا عَيْشَ إلا عيـشُ الآخِـرَة اللَّهُمَّ فارحَمِ الأنْصَارَ والمهاجِرَة


ومن المسجد بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظم دولته، وكان أهم شيء في

هذه الدولة هم الأفراد الذين يعيشون فيها؛ لأنها تنهض بهم وتعتمد عليهم، فكان

المسلمون في المدينة عندئذ قسمين:

-المهاجرون، وهم أهل مكة الذين هاجروا بدينهم إلى المدينة.

-الأنصار، وهم أهل المدينة الأصليون، الذين اعتنقوا الإسلام، واستضافوا المسلمين

في بلدهم، ونصروا الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي بداية الهجرة كان المهاجرون في المدينة يعانون من الوحشة والإحساس

بالغربة، فحياة المدينة وجَوُّها يختلفان عن مكة، مما جعل أكثرهم يتعرض للمرض،

فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه ودعاه أن يحبب المدينة إلى قلوب

المهاجرين، وأن يزيل مرض الحمى عنهم، فاستجاب الله تعالى لنبيه وحبَّبَ إلى

المهاجرين العيش في المدينة، وصاروا يتحركون في شوارعها، وسوقها بحماس

ومرح كأنهم ولدوا ونشئوا فيها.

الصلح بن الأوس والخزرج:

وكان الأنصار قبيلتين كبيرتين: الأوس، والخزرج، وكانت الحروب لا تنقطع بينهما ق


بل أن يعتنقوا الإسلام، فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما، ونزع الله من

قلوبهم العداوة والكراهية، وحل محلها الحب والمودة والوئام.



المؤاخاة:

والآن بعد أن استقر المهاجرون، وصلح حال الأنصار، بقي أن يندمجوا سويًّا فيصبحوا

أخوة مسلمين، فلا فرق بين مهاجر وأنصاري، لذلك آخى رسول الله صلى الله عليه

وسلم بينهم فجعل لكل مهاجر أخًا من الأنصار، فأبو بكر الصديق أخ لخارجة بن زهير،

وعمر بن الخطاب أخ لعتبان بن مالك، وعبد الرحمن بن عوف أخ لسعد بن الربيع، ولم

تكن الأخوة مجرد كلمة تقال، بل طبقها المسلمون تطبيقًا فعليًّا فهذا سعد بن الربيع

الأنصاري يأخذ أخاه

عبد الرحمن بن عوف، ويعرض عليه أن يعطيه نصف ما يملك، ولكن عبد الرحمن بن

عوف يشكره ويقول له: بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دُلَّني على السوق،

وذهب عبدالرحمن إليه فربح وأكل من عمل يده. _[البخاري].






ولم يقتصر ذلك على سعد بن الربيع بل فعله كثير من الصحابة حتى إنه كان يرث

بعضهم بعضًا بناءً على هذه الإخوة، فيرث المهاجر أخاه الأنصاري، ويرث الأنصاري

أخاه المهاجر، وظلوا على ذلك حتى جعل الله التوارث بين ذوي الأرحام، وقد أثنى الله

-عز وجل- على المهاجرين والأنصار، فقال تعالى: {للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا

من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله أولئك هم

الصادقون . والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون

في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق

شح نفسه فأولئك هم المفلحون} _[الحشر: 8-9].

وجمعهم الله سبحانه في آية واحدة، فقال تعالى: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا

في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم مغفرة ورزق كريم}

[الأنفال: 74] وفي هذا المجتمع الآمن المستقر، حيث يحب كل مسلم أخاه، أخذ

رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أمور دينهم فيدعوهم إلى كل خير،


وينهاهم عن كل شر، وهم ينفذون ذلك راضين سعداء بهداية الله لهم، ووجود رسول


الله صلى الله عليه وسلم بينهم، وبدأ الناس يتوافدون إلى المدينة، معلنين إسلامهم

وانضمامهم لهذه الدولة المنظمة.

اليهود في المدينة:
وكان يسكن مع المسلمين في المدينة اليهود وبعض المشركين الذين يحقدون على

الإسلام، ويكرهون قيام دولته، لذلك وضع الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة

تنظم العلاقة بين المسلمين وغيرهم حتى يأمن مكر الكفار، وهذه بعض المبادئ

التي احتوتها المعاهدة:

1-المهاجرون والأنصار أمة من دون الناس يتعاونون فيما بينهم، وهم يد واحدة على

من عاداهم.

2-دماؤهم محفوظة، فلا يقتل مؤمن مؤمنًا، ولا ينصر مؤمن كافرًا على أخيه المؤمن.

3-لليهود حريتهم الدينية فلا يُجبرون على الإسلام.


4-اليهود الذين يسكنون المدينة يشاركون في الدفاع عنها، ولا يعينون أعداء الإسلام،

ولا ينصرونهم.

5-كل ظالم أو آثم أو متهاون خائن لا ينفذ ما في هذا العهد عليه اللعنة والغضب،

ويقوم الآخرون بحربه.







6-إذا حدث خلاف في أي أمر، فإن الحكم هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه


وسلم.
وهكذا وضَّح الرسول صلى الله عليه وسلم حقوق كل طائفة في المدينة وواجباتها،

ورسم المنهج الذي يتعاملون به بكل أمانة وعدل، فلم يظلم اليهود بل حفظ لهم

حقوقهم، ورغم ذلك أظهر اليهود وجههم القبيح، وكراهيتهم للرسول صلى الله عليه

وسلم رغم علمهم أنه صادق، واتضح ذلك في موقفهم من عبدالله بن سلام عندما

أسلم.

فقد كان عبد الله بن سلام من علماء اليهود، ومن ساداتهم، فلما أسلم كتم إسلامه،

ولم يخبر اليهود، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألهم عنه أولاً، فبعث

رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: (أي رجل فيكم ابن سلام؟) قالوا: ذاك

سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، فقال: (أفرأيتم إن أسلم؟) فقالوا: حاشا لله،

ما كان ليسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يابن سلام، اخرج عليهم)

فخرج فقال لهم: (يا معشر يهود، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه

رسول الله، وأنه جاء بالحق) فقالوا: كذبت. [البخاري].

وهكذا كانت عداوة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين واضحة منذ أول

يوم في المدينة رغم أنهم يعرفون أنه رسول الله حقًّا وصدقًا، وقد اشتدوا في تكذيب

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإظهار حقدهم عليه عند تحويل القبلة من بيت

المقدس إلى الكعبة، وظهرت سفاهة عقولهم واضحة حين تشاوروا فيما بينهم،

واتفقوا أن يؤمنوا بدين الله أول النهار، ويكفروا في آخره حتى يسعى الناس إلى

تقليدهم، والسير على خطاهم، ولكن الله فضحهم بكفرهم في كتابه الحكيم، وأظهر

حقدهم على المسلمين بعد تآلف قلوب أهل المدينة من الأوس والخزرج، وسعيهم

إلى الوقيعة فيما بينهم، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.

زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة:

وبعد ثمانية أشهر من الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنهى بناء

المسجد، واستقر المسلمون في المدينة، فأتم الرسول صلى الله عليه وسلم زواجه

بالسيدة عائشة ودخل بها، وكان قد عقد عليها قبل الهجرة، وكان الرسول


صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها يقدرها، ويفضلها، فعن عمرو بن العاص قال:

قلت يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة) قلت: ومن الرجال؟ قال:

(أبوها) _[الترمذي].









مرحلة الجهاد


لقد ترك المسلمون مكة كلها للكفار، وهاجروا إلى المدينة، ولكن الصراع بينهما لم

ينته، بل زاد عما كان عليه في مكة، واتخذ شكلا جديدًا، بعد أن نزل الإذن من الله

بقتال المشركين، قال تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم

لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس

بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا

ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا

الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 39-

41].

وقد أصبح المسلمون في المدينة قوة كبيرة بانضمام الأنصار إليهم، فلماذا لا

يستردون حقوقهم المسلوبة؟ وخاصة أن المدينة تقع على الطريق بين مكة والشام

حيث تمر قوافل أهل مكة التجارية، لذلك قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسال

سرايا من جيش المسلمين يزعجون قريشًا ويستطلعون أخبارها، ومن هذه السرايا:


سرية سيف البحر:





في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة خرج حمزة بن عبد المطلب ومعه ثلاثون



من المهاجرين لاعتراض قافلة لقريش قادمة من الشام يقودها أبو جهل في ثلاثمائة



رجل، ولكن رجلا اسمه مجدي بن عمرو صَالَحَ بين الفريقين، ولم يحدث قتال، وعرف



الكفار منذ ذلك الوقت أن المسلمين مستعدون لمواجهتهم.



سرية رابغ:

وفي شهر شوال من السنة نفسها خرج عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ومعه



ستون رجلا من المهاجرين، واعترضوا قافلة بقيادة أبي سفيان، وكان بينهما رمي



بالنبال، ولكن لم يقع قتال.



سرية الخرار:



كانت في شهر ذي القعدة من السنة الأولى، وفيها خرج سعد بن أبي وقاص ومعه



عشرون مسلمًا، ولكنهم لم يعثروا على القافلة التي خرجوا من





أجلها، وهكذا تحول المسلمون من الضعف إلى القوة، وأصبحوا مصدرًا لرعب الكفار.






غزوة الأبواء (ودان):



وفي العام الثاني من الهجرة واصل الرسول صلى الله عليه وسلم إرسال السرايا



لمعرفة أخبار أهل مكة، وليدرب المسلمين على مواجهة قريش، وكان صلى الله



عليه وسلم يشارك في بعض هذه الأعمال العسكرية، ومن الغزوات التي شارك فيها



غزوة الأبواء (ودان)، وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه مع سبعين



من المهاجرين في شهر صفر لاعتراض قافلة لقريش، لكنه لم يلتقِ بها فعقد معاهدة



مع بني ضمرة أمَّنَهُم على أنفسهم، ووعدوه ألا يحاربوه ولا يعينوا عليه أعداءه، وأن



يقفوا إلى جانبه إذا دعاهم لذلك، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم لا يترك صغيرة أو



كبيرة يؤمِّن بها دولته، ويقوِّي علاقتها بجيرانها إلا فعلها.



غزوة بواط:



وفيها خرج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من السنة الثانية، ومعه



مائتان من الصحابة؛ لاعتراض قافلة لقريش يقودها أمية بن خلف لكنه لم يلحق بها.





غزوة بدر الأولى:



وسببها أن رجلا اسمه كرز بن جابر الفهري اعتدى هو وبعض المش



ركين على مراعي المدينة ومواشيها، فطارده الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض



المسلمين ولكنه فرَّ هاربًا، وقد وقعت هذه الغزوة قريبًا من بئر بدر ولذلك سميت بدر



الأولى.



غزوة العُشَيرة:



وقد حاول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه اعتراض قافلة لقريش ذاهبة



من مكة إلى الشام، ولكنه لم يدركها، فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة



مع بني مدلج حلفاء بني ضمرة.





سرية نخلة:



خرج فيها عبد الله بن جحش الأسدي مع ثمانية مهاجرين، وأمرهم الرسول صلى الله



عليه وسلم أن يعسكروا بين مكة والطائف في مكان يسمى نخلة فمرت قافلة



لقريش في آخر يوم من شهر الله الحرام رجب، فهاجمها عبد الله





ومن معه، فقتل من المشركين عمرو بن الحضرمي، وأسروا عثمان بن عبدالله بن



المغيرة، والحكم بن كيسان، وفر نوفل بن عبد الله.



وعادت السرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر عليهم القتال في شهر



الله الحرام، واشتد غضب المشركين، وقالوا: إن محمدًا قد أحل القتال في الأشهر



الحرم، فاشتد ذلك على المسلمين؛ فأنزل الله -عز وجل- قوله: {يسألونك عن الشهر



الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام



وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} [_البقرة: 217].



فهؤلاء المشركون الذين ينكرون على المسلمين القتال في الأشهر الحرم، قد فعلوا



أكبر من ذلك، حين أشركوا بالله، وأخرجوا المؤمنين من ديارهم، وحرموهم من



أموالهم وأولادهم وهذا أكبر عند الله -عز وجل- في الإثم والعقوبة.








تحويل القبلة




كان المسلمون بعد هجرتهم إلى المدينة، يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس



في فلسطين، وظلوا على ذلك ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان رسول



الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السماء داعيًا الله -تعالى- أن تكون قبلة



المسلمين تجاه الكعبة، فاستجاب الله دعاء نبيه، وأنزل القرآن الكريم آمرًا المسلمين



بالتوجه إلى المسجد الحرام بمكة في صلاتهم، قال تعالى: {قد نرى تقلب وجهك



في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحينما كنتم



فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] وكان بعض المسلمين قد ماتوا قبل تحويل



القبلة، فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا من مات منا قبل أن نصرف إلى



القبلة (أي: المسجد الحرام) وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} [_البقرة: 143].



وقد شنَّ اليهود حربًا من الجدل على المسلمين إثر تحويل القبلة، إذ قالوا لرسول الله



صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها، وأنت تزعم أنك



على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، فنزل قول



الله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله



المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} [البقرة: 142].



وقال تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله إن الله واسع



عليم} [_البقرة: 115].



وقال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن



بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين} [البقرة: 177].





فالله سبحانه رب الأمكنة والأزمنة جميعًا، ولقد كانت عودة المسلمين إلى الكعبة



رجوعًا إلى الأصل الذي بناه أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- فتوجه المسلمون بعد



ذلك إلى مكة كل يوم في صلاتهم خمس مرات، وكان تحويل القبلة في العام الثاني



من الهجرة، وفي ذلك العام فرض الله الصوم والزكاة.







دمتم في أمان الله وحفظه












  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 17:40 رقم المشاركة : 43

Yes دُعَاٌء يُقَالُ عِنْدَ النَّوْمِ





« دُعَاٌء يُقَالُ عِنْدَ النَّوْمِ »

عَنْ أَبي عُمَارَةَ البراءِ بنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَا فُلانُ إِذَا أَوَيْتَ إِلى فِرَاشِكَ فَقُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ عَلى الْفِطْرَةِ ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيْراً » .
متفق عليه




وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلى فِرَاشِهِ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ، وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ وَرَقِ الشَّجَرِ ، وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ رَمْلٍ عَالِجٍ وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ أَيَّامِ الدُّنْيَا » .
أخرجه الترمذي


عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَاني وَآوَاني ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَني وَسَقَاني ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ ، فَقَدْ حَمِدَ اللهَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ » .






  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-12, 18:16 رقم المشاركة : 44

افتراضي


بارك الله فيك أخي دائما مميز بمواضيعك المفيدة
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك



  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-13, 08:35 رقم المشاركة : 45

Yes دعاء يوم الثلاثاء





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمداً كثيراً، وأعوذ به من شر نفسي إن النفس لأمارة بالسوءِ إلا ما رحم ربي. وأعوذ به من شر الشيطان الذي يزيدني ذنباً إلى ذنبي، وأحترز به من كل جبار فاجر وسلطان جائر وعدوٍ قاهر، اللهم اْجعلني من جندك فإن جندك هم الغالبون، واْجعلني من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، واْجعلني من أوليائك فإن أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم أصلح لي ديني فإنه عصمة أمري، وأصلح لي آخرتي فإنها دار مقري، وإليها من مجاورة اللِّئَام مفري، واْجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والوفاة راحة لي من كل شر . اللهم صل على محمد خاتم النبيين، وتمام عدة المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، وهب لي في الثلاثاء ثلاثاً: لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا غماً إلا أذهبته، ولا عدواً إلا دفعته، ببسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، أستدفع كل مكروه أوله سخطه، وأستجلب كل محبوب أوله رضاه، فاْختم لي منك بالغفران يا وليَّ الإحسان، برحمتك يا أرحم الراحمين .










  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-13, 14:05 رقم المشاركة : 46

افتراضي


بارك الله فيك أخي



  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-14, 10:08 رقم المشاركة : 47

Yes دعاء يوم الإربعاء





بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للّهِ ِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباسّا وَالنَّوْمَ سُباتاً ، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً ، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً ، حَمْدا دائِماً لايَنْقَطِعُ أَبَداً وَلايُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً . اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ . أَدْعُوكَ دُعأَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ . فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَلاتَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ . اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الاَرْبِعأِ أَرْبَعاً : اجْعَلْ قُوَّتِي فِي
طاعَتِكَ ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشأُ .







  رد مع اقتباس
قديم 2011-09-14, 20:25 رقم المشاركة : 48

Icon1 مشهد يوم القيامة كما انك تراه






مشهد يوم القيامة كما انك تراه


سُكون يخيم علي كل شيء

tout est immobile



صمت رهيب وهدوء عجيب ليس هناك سوى موتى وقبور

un silence horrible et un calme terrible, il n'y a que des morts et des tombes

انتهى الزمان وفات الاوان

les temps sont fini et l'heure est arrivée

صيحة عالية رهيبة تشق الصمت

un grand et terrifiant hurlement qui casse ce silence

يدوي صوتها في الفضاء توقظ الموتى

son écho se répond dans l'espace et réveil les morts

تبعثر القبور

disperse les tombes


تنشق الارض


explose le sol


يخرج منها البشر


duquel sortent des humains


حفاة عراة


nues


عليهم غبار قبورهم

envahis de la poussière de leurs tombes



كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة لا كلام


tous pressés à répondre à l'appel car aujourd'hui c'est sans doute le jour du réveil


ينظر الناس


les gens regardent
حولهم في ذهول

autour d'eux avec stupéfiance



هل هذه الارض التي عشنا عليها ؟؟؟

Est-ce la terre sur laquelle on a vécu???



الجبال دكت

les montagnes sont écrasées

الانهار جفت

les rivières séchées

البحار اشتعلت الارض غير الارض

les mers enflammées, et la terre n'est plus terre

السماء غير السماء

le ciel n'est plus le ciel

لا مفر من تلبية النداء

nul part ou fuir à part répondre à l'appel



وقعت الواقعة !!!!


!!!! L'événement attendu se produit


الكل يصمت الكل مشغول بنفسه لا يفكر الا في مصيبته

tout le monde est silencieux, chacun est occupé à trouver une solution à son cas

الان اكتمل العدد من الانس والجن والشياطين والوحوش

maintenant, le nombre est au complet, humains, esprits(Djinns), diables et animaux

الكل واقفون في ارض واحدة

tous debout dans un même terrain



فجأة .....


..... Soudain






تتعلق العيون بالسماء انها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب


les regards sont figés sur le ciel, il s'ouvre générant un bruit terrifiant qui augmente la terreur,
رعبا والفزع فزعا

et amplifie la stupeur


ينزل من السماء ملائكة اشكالهم رهيبة


et descendent du ciel des anges aux formes terrifiantes




واقفون صفا واحدا في خشوع وذل


se mettent debout dans une rangé avec crainte et soumission


يفزع الناس يسألونهم

les gens choqués leurs demandent...



أفيكم ربنا ... ؟؟؟!!!


Est-ce que notre Dieu est parmi vous...???


ترتجف الملائكة

les anges tremblent



سبحان ربنا


et louent le seigneur


ليس بيننا ولكنه آت ...

... il n'est pas parmi nous, mais il arrive



يتوالي نزول الملائكة حتي ينزل حملة

les anges continuent à descendre jusqu'à ce que les porteurs

العرش ينطلق منهم صوت التسبيح

du trône arrivent en louant le seigneur



عاليا في صمت الخلائق

très fort et très haut dans un silence complet des créatures



ثم ينزل الله تبارك وتعالى في

et ensuite descend Allah le Plus Grand et le Plus Fort

جلاله وملكه ويضع كرسيه حيث يشاءمن ارضه


dans Son Altesse et Son Royaume et place Sa chaise la où Il veut sur Sa terre


فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه


celui qui trouve du bien, remerciera Allah et les autres ne doivent en vouloir que leurs propres personnes


الناس ابصارهم زائغة

les regards des gens sont perdus

والشمس تدنو من الرؤس من فوقهم لا يفصل بينهم وبينها


le soleil se rapproche très fort des têtes des gens


الا ميل واحدولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف

et ce jour la, sa chaleur est multipliée



انا وأنت واقفون معهم نبكي


Toi, et moi debout parmi ses gens en pleurs


دموعنا تنهمر من الفزع والخوف


nos larmes coulent de peur et de terreur


الكل ينتظر ويطول الانتظار


tout le monde attend et l'attente s'étend


خمســـــــــــــــــــــــون ألف سنة

cinquante milles années



تقف لا تدري الى أين تمضي الى الجنة او النار


tu es debout, tu ne sais pas ou tu vas atterrir, paradis ou enfer


خمسون الف سنة ولا شربة ماء


cinquante milles ans sans goute d'eaux


تلتهب الافواه والامعاء


les bouches et les intestins s'enflamment


الكل ينتظر

tout le monde attend

البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب الي النار من هول الموقف وطول

certain demande la miséricorde même si c'est pour aller directement en enfer tellement la situation est insupportable



الانتظار لهذه الدرجة نعم؟؟؟!!!


L'attente à ce point ?? Oui!!!


ماذا أفعل..


Qu'est ce que je fais ...




هل من ملجأ يومئذ من كل هذا ؟؟؟


Est-ce qu'il y a un refuge de tout ça ce jour la???


نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة

oui, il y a ceux qui ont des traitements de faveurs



السبعة الذين يظلهم الله تحت عرشه


les sept qu'Allah couvre avec l'ombre de son trône


منهم شاب نشأ في طاعة الله

parmi eux, un jeune qui a grandi dans l'obéissance d'Allah



ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد

et parmi eux un homme au cœur attaché aux mosquées



ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

et parmi eux un homme qui loue Allah en secret et qui pleure



هل أنت من هؤلاء ؟؟؟

es-tu parmi eux?



الأمل الأخير..


... dernier espoir
ما حال بقية الناس ؟
Et les autres gens?


يجثون على ركبهم خائفين ..

... ils avancent sur leurs genoux de peur



أليس هذا هو أدم أبو البشر ؟

N'est ce pas Adam le père des humains?



أليس هذا من أسجد الله له الملائكة ؟


n'est ce pas celui devant lequel les anges se sont prosterné?


الكل يجري اليه ....

... tout le monde courent vers lui

اشفع لنا عند الله اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف ..

... demande à Allah de nous éviter cette situation



فيقول : ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ..

Il répond: mon seigneur s'est énervé aujourd'hui comme il ne l'a jamais été



نفسي نفسي. .

.. Et ajoute, d'abord moi, d'abord moi



يجرون الى موسى فيقول


ils courent vers moïse et il leurs dit


نفسي نفسي ..


.. D'abord moi, d'abord moi


يجرون الى عيسى فيقول


ils courent vers Jésus et il dit à son tour


نفسي نفسي ..

.. D'abord moi, d'abord moi




وأنت معهم تهتف


et toi parmi eux tu cries


نفسي نفسي .....


.. D'abord moi, d'abord moi



فاذا بهم يرون محمد صلى الله عليه وسلم



jusqu'à ce qu'ils aperçoivent Mohammed (S)

فيسرعون اليه

et ils courent vers lui



فينطلق الى ربه ويستأذن عليه فيؤذن له



alors il se dirige vers son seigneur et demande l'autorisation de lui parler, et on la lui accorde

يقال سل تعط واشفع تشفع ..

... on lui : demande et tu auras



والناس كلهم يرتقبون


et tous les gens attendent


فاذا بنور باهر انه نور عرش الرحمن


et la, une lumière éblouissante jailli du trône du miséricordieux




وأشرقت الارض بنور ربها


et terre s'est illuminée avec la lumière de son Seigneur


سيبدأ الحساب ..

... les comptes vont commencer



ينادي ..


.. On appel


فلان ا بن فلان ..

.. Tel fils de tel



انه اسمك أنت

c'est ton nom,

تفزع من مكانك ..

... tu sursaute de ta place



يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك


les anges viennent te récupérer en te tenant par les épaules


يمشون بك في وسط الخلائق


vous avancez parmi les créatures



الراكعة على أرجلها

prosternées sur leurs pieds

وكلهم ينظرون اليك


et tous te regardant

صوت جهنم يزأر في أذنك ..


Le son de l'enfer grogne dans tes oreilles


وأيدي الملائكة على كتفك ..


Et les mains des anges sur tes épaules


ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال .....

..... Et t'emmènent au parloir devant Allah



ويبدأ مشهد جديد...


et la commence un nouveau paysage...


هذا المشهد سادعه لك أخي ولك يا أختي


ce paysage la, je te le laisse


فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته

parce que tu connais mieux que quiconque ce que tu as fais pendant ta vie



هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟


As tu obéi à Allah et son prophète (S)


هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه ؟؟


As tu lu le coran et travailler avec ses commandements


هل عملت بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟


as-tu travailler avec la tradition de notre prophète Mohammed(S)?


أم اتخذت لك نهجا غير نهجه...وسنةغير سنته...


... ou tu as adopté une façon de faire propre à toi,


وكنت من الذين أخبر عنهم حين قال



et que tu fais parti de ceux desquels le prophète (S) a dit

وإنّ امّتي ستفرق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة،


ma communauté sera divisée après moi en 73 groupes


فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار.


1 seul parmi ces groupe est sauvé, et les autres en enfer


فهل سألت نفسك من أي فرقة ستكون؟؟؟


Tu t'es déjà posé la question de quel groupe tu fais parti???


هل أديت الصلاة في وقتها ؟؟؟

as tu prié à l'heure?



هل صمت رمضان ايمانا واحتسابا ؟؟؟

as-tu jeuné pendant le ramadan par croyance??


هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة ؟؟


as tu éviter l'hypocrisie parmi les gens en quête de la célébrité ??


هل أديت فريضة الحج ؟؟؟


as-tu fais l'obligation du pèlerinage??


هل أديت زكاة مالك ؟؟؟


as-tu donné la Zakat de ton argent???


هل كنت باراً بوالديك ؟؟


es tu bien avec tes parents??


هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس أم كنت تكذب وتكذب وتكذب ؟؟


es-tu sincère avec toi même et avec les gens? Ou bien tu mens, et tu mens, et tu mens??


هل كنت حسن الخلق أم عديم الأخلاق ؟؟؟


as-tu un bon comportement ou un mauvais comportement??


هل ..وهل ..وهل ؟؟


est-ce... Est-ce ... est-ce????


هناك الحساب ....



.... là-bas est le rendement des comptes

أما الآن ...!!!


!!! ... mais maintenant


فاعمل لذلك اليوم...


.... Travail pour ce jour la
ولا تدخر جهداَ

et n'économise aucun effort

واعمل عملاَ يدخلك الجنه

et fais ce qui te mène au paradis

ويبيض وجهك أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك

et ce qui blanchi ton visage devant Allah le jour ou tu le verras pour ton rapport



وإلا فإن جهنم هي المأوى ..

... sinon c'est l'enfer qui sera ton refuge

واعلم أن الله كما أنه غفور رحيم هو أيضا شديد العقاب


et sache que comme Allah et clément et miséricordieux, il est aussi sévère dans ses châtiments


فلا تأخذ صفه

alors n'adopte pas un comportement

وتنسى الأخرى ....


... pour oublier un autre
إن كنت محباً للخير والمشاركة في الأجر والثواب مرر هذة الرسالة إلى إخوانك ومحبيك


etsi tu aime le bien, et la participation dans la récompense, fais passerce message à tes frères et sœurs et tous ceux que tu aime


قال رسولنا الكريم صلى الله

notre généreux prophète (S) a dit:

عليه وسلم : ' الدال على الخير كفاعله '


'Celui qui montre le bien, est comme celui qui le fait'


أشياء لن يسألك الله عنها

des choses à propos desquelles tu ne sera pas questionné



لن يسألك ما نوع السيارة التي تقودها ....


.... Allah ne te demandera pas quel type de voiture tu as


بل سيسألك كم شخصا نقلت بسيارتك ولم تكن لديه وسيلة مواصلات

mais, combien de personne sans moyen de transport tu as transporté



لن يسألك كم مساحة بيتك ..... بل سيسألك كم شخصا استضفت فيه



ne te demandera pas quelle est la superficie de ta maison, mais combien d'invités tu as reçus dedans,

لن



يسألك كم كان راتبك ... بل سيسألك كيف أنفقته ومن اين اكتسبته

il ne te demandera pas ton salaire, mais dans quoi tu l'as dépensé



لن يسألك ما هو مسماك الوظيفي ... بل سيسألك كيف أديت عملك بقدر ما


ne te demande pas ton grade au travail, mais te demandera comment tu l'as accompli
تستطيع



لن يسألك كم لك صديقاً بل سيسألك كم اخاً لك في الله.


Ne te demandera pas combien d'amis tu as, mais combien de frère de religions tu as


لن يسألك عن الحي الذي عشت فيه ..... بل سيسألك أي نوع من الجيران كنت



ne te demandera pas dans quel cartier tu vivais, mais quel genre de voisin tu étais

لن يسألك عن لون

ne te demandera pas la couleur de ta peau

بشرتك ....



بل سيسألك عن مكنونات نفسك ونظرتك للآخرين

mais te demande ce que tu cache au font de toi, et ta vue sur les autres



لن يسألك الله عن عدد الأشخاص الذين أرسلت لهم هذه الرسالة بل سيسألك ...


ne te demandera pas le nombre de personne à qui tu as envoyé ce message


إن كنت قد خجلت من إرسالها لأصدقائك

mais te demandera si tu étais timide de l'envoyer à tes amis



ولهذا فلن أخجل اليوم من ارسالها...اليكم....أحبتي...


c'est pour ça que je ne me gène pas aujourd'hui et je vous l'envois mes chers


جمعنا الله في

qu'Allah nous unisse

الفردوس الأعلى وجعلنا أخوة متحابين في ظله

dans le paradis supérieur et qu'il face de nous des frères qui s'aiment sous son ombre



يوم لا ظل الا ظله....


... le jour ou il n'y a d'ombre que la sienne

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحانك الله و أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب أليك

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...



لا تنسونا من صالح الدعاء.. ودمتم سالمين



آخر تعديل borchanii 2011-09-14 في 20:55.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:45


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت