انبعاث الجمرة من الرماد

أهدي ما كتبت لكل عضوية مقفولة ، نتمنى فعلا

عودتها للحياة من جديد .

كما أهديها للأخ إبراهيم نصيب لأنه بعزيمته نفض

الغبار عن عضويته وعاد للحياة بكل عزم وإصرار.

انبعث من الرماد بعد رقاد طال فتطلع للشمس التي حرم من أشعتها القوية

فوضع يديه المغبرتين على وجهه لقوة النور الذي طالع عينيه اللتين

تعودتا ظلمة الرمس العميق .

حمل بين يديه قلما طاله الخمود والموت فجف مداده الذي طالما

سطر به كلمات الحب والكفاح .

حدق في القلم طويلا ومسح عنه ما شابه من درن وغبار ، ثم قبله

وعانقه ورفعه منتصبا عاليا وصاح ملء فيه :

لقد عدت لساحة طالما نثرت بين جوانبها ورود الحب والأمل ،

ورششت على أنحائها دماء القلب والروح ، ها أنا عدت لأكمل

رسالتي دون خوف أو مواربة .

ها أنا عدت وكلي قوة وعزم لمواصلة المسير ، ولن أستسلم أبدا

للأنواء والأعاصير .

ها أنا عدت للحياة ، وسأملأ المكان خصبا وحبا وسلاما ,

ها أنا كالقمة الشماء لن تنال مني لا رياح ولا زوابع .

ها أنا عدت ولن أموت مجددا ، ولن أدفن رأسي فرقا وجبنا

كالنعامة تحت التراب .

سأنطلق إلى أقلام قبرت ، منها القديم والجديد

وسأزعق بصوت مدو : ألا انهضوا من سبات عميق :

فقد اشتقنا لقلمكم الذي كم أتحف نفوسا وحلق بها في

سماوات الخلق والإبداع .

قد عانقنا الحنين لصوتكم الذي يصل القلب قبل الأذان

فيحيي مواتنا ويمدنا بفيض من الحب والأمل .

قد هزنا الطرب لوقع أقلامكم التي تحفر بالحرف النبيل

ينابيع القرب والود.

ند من القبور كلام مهموس :

سنعود حتما ، لكن بعد أن تعود الحياة لكل غصن في

دوح الشجرة السامقة المعطاء .