كنت أحشو مسدسي لأقتله وكان يعد بندقيته ليقتنصني..
كنت جاهزا له وكان هو مستعدا لي..
طرق بابي أحد رجالي ودخل عليه أحد جنوده وكلاهما يقولان إن الوقت قد حان..
انطلقت بجمعي وتحرك هو بعصبته..
دافعي كان الحقد ومحرضه كان الكره.. ورغبتنا كانت واحدة.. هي الانتقام!
لو حاورته لأقنعك ولو ناقشتني لأيدتني..
هو قتل حبيتي وأنا قتلت أمه وقبلها أمور متشابهات..
تحصن هو ببرجه وركضت نحوه..
حصدت كتيبتي فرقته واقتنصت رصاصاتهم جنودي..
تساقط الرجال من حولي وبقيت متجها إليه..
تناقصت مجموعته ورغم ذلك ظل يصعد إلى المنارة ليرصدني..
لمحته ورآني وبسرعة البرق أطلقت عليه وبومضة صوب علي ولحظة صمت مرت بيننا..
تأوه هو وتألمت أنا..
رصاصته اخترقت قلبي وطلقتي مزقت فؤاده..
سقط هو وجثوت أنا..
كنت ألهث وكان يتحشرج..
نظر إلي وأنا أنازع روحي.. وأبصرته وهو يفارق حياته..
والتقت أعيننا في لحظة واحدة.. وتذكرت حينها كيف كنت وكيف كان..
كنا معا وكنا سوية..
كان صديقي وكنت رفيقه..
إن حزنت أنا بكى هو وإن تبسمت شفتاه ضحكت..
سخرنا من الحياة وتجاهلنا الواقع سويا..
دائما ما أتفق معه وأبدا لم يخالفني..
فجأة.. أصبحت عدوه ومن دون مقدمات صار خصمي..
ولا أدري ما الذي حدث ولا هو يعلم ما الذي حصل..
وإنما هكذا أصبحنا وأمسينا على كنت وكان!