السلام عليكم
عادت من جديد لتطفو مسالة العلمانية مع حدوث اختلاف حول موضوع المساواة بين الجنسين... فبين الخوف من اميعة الدولة و من افغنتها تعددت وجهات النظر..لكن الحل حسب رايي يكمن في كتابة دستور يؤسس لنظام علماني مدني ديمقراطي.. لكن هنالك الكثير لم يستوعبوا ما معنى العلمانية ...بل يذهب اكثرهم الى التسليم بان العلمانية انما تعني الالحاد.. نظرا لشيوع القول بين الناس أن العلمانية إنما هي فصل الدين عن الدولة وقد يبالغ البعض فيذهب بها إلى حد التأكيد إنها فصل الدين عن الحياة و إذا كان التعريف الأول يجعل الدين شانا خاصا بين العبد و ربه وهو كذلك في كل الأحوال فان المعنى الثاني يقصي الدين أصلا من الحياة لتتحول الدولة إلى جهاز يحارب مظاهر التدين مهما كانت تحت دعاوى مختلفة باسم الرجعية والظلامية حينا و التخلف و عدم مسايرة العصر حينا آخر...و هذا التحديد المفهومي لمعنى العلمانية هو تحديد قاصر لسببين :
أولا : إن العلمانية عندما نشأت لم تظهر لتحارب الدين فهذا ليس من شانها وإنما لتحرر الإنسان ولتبسط الحق في تأويل النص الديني لجميع الناس دون حاجة إلى الوصاية أو الرقابة وهو ما يقتضي ضرورة إقرار الحرية أولا وأساسا.
ثانيا : لا يمكن الادعاء أن التصورات العلمانية التي ظهرت في اروبا مثلا انبنت كلها على إقصاء ماهو ديني فحركة التنوير الألماني مثلا ترافقت مع حركة الإصلاح الديني فدعمتها ووجدت لنفسها جذورا فيها .
أخيرا يمكن القول إن العلمانية كمفهوم وفكرة قد نشأت لتحرير الإنسانية من الاستبداد السياسي و من الجمود الديني و كلا الأمرين يستمد نفوذه من الآخر ونحن اليوم وقد تخلصنا من الاستبداد السياسي ما أحوجنا إلى الخلاص من الجمود الديني وهذا ما يجعل من العلمانية مطلبا ملحا للجميع.
إن العلمانية التي اقصدها هي التي تستهدف إرساء أسس الحرية السياسية و الفكرية و تلغي الجمود العقائدي والديني بحيث يمكن أن نميزها بجملة الخصائص الآتية أولا : هي علمانية لا تقصي الدين و لا تستمد وجودها من نفيه.
أن نكون علمانيين بهذا المعنى يعني بداية الطريق نحو النهوض الحقيقي من جديد لان العلمانية إنما نشأت استردادا للإنسان لحريته في السلوك و التعبير و حريته في الفهم والإدراك و رفضه لكل أشكال الوصاية عليه و لأي سلطة فوقه إلا من سلطة العقل والضمير.
شاهية طيبة.