بسم الله الرحمن الرحيم
انها "منشأة الإشعال الوطنية" (National Ignition Facility) الحديثة التأسيس في "مختبر لورانس ليفرمور الوطني" على بعد 50 ميلاً شرق سان فرانسيسكو.
تضمّ هذه المنشأة 192 جهاز ليزر قادرة على توليد كميّة من الطاقة تفوق بأكثر من 50 مرّة الكميّة التي يولّدها أي نظام سابق للاندماج بالليزر. وتوجد هذه الأجهزة بمجملها في مبنى من 10 طوابق يساوي بمساحته ثلاثة ملاعب لكرة القدم..
تعمل المنشأة عن طريق توجيه طاقة أجهزة الليزر المئة والاثنين والتسعين نحو غرفة هدف تشبه جهاز الغوص الفولاذي العملاق والدائري الشكل الذي يُستخدم عامةً لعمليات الاستكشاف في قعر البحار. ويوجد في وسط هذه الغرفة علبة المصنوعة من الذهب مع كريّة هيدروجين مُثلّج التي تضمّها. وعندما تُسخّن إحدى هذه الكريات وتُضغط تحت تأثير أشعة الليزر، تتخطى درجة حرارتها 800 مليون درجة فاهرنهايت، وهي درجة حرارة "تفوق بكثير تلك الموجودة في قلب كوكب الشمس"، على حدّ تعبير موزس.
والأهم من ذلك هو أنّ كلّ كريّة مهروسة تولّد قدراً من الطاقة يمكن استغلاله لتسخين الملح السائل وإنتاج كميات هائلة من البخار لتشغيل التربينات وتوليد الكهرباء لإنارة منازلكم، تماماً كما يفعله الفحم الحجري اليوم. غير أن هذه الطاقة لن تصدر ثاني أكسيد الكربون وستكون متوافرة عالمياً وآمنة ومحكمة.
هذا ما قصده أينشتاين عندما أعلن أنّ الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء (E=mc2). فعن طريق استخدام أشعة الليزر، يمكننا تحرير كميات هائلة من الطاقة من كميّات صغيرة من الكتل".
وعندما سيبرهن المختبر أنّه يمكنه كسب الطاقة بواسطة هذه العملية المبنيّة على أشعة الليزر، فستتمثّل الخطوة التالية (إذا نجح في تأمين تمويل حكوميّ وخاص) في إنشاء محطّة تجريبيّة لإنتاج طاقة الاندماج النووي. وسيثبت هذا الأمر أنّ أي محطة محلية لإنتاج الطاقة قادرة على التمتّع بـ"شمس مصغّرة"، لأغراض تجاريّة. وسترتفع تكلفة هذا المشروع التجريبيّ إلى نحو 10 مليارات دولار أميركي، أي التكلفة نفسها لإنشاء محطة نووية جديدة.