الأدوية و الحمل
إن من أهم ما يشغل بال الطبيب الذي يستقبل مرأة حاملا هو ما يمكنه وصفه من أدوية, إذ أن حرية إختيار الدواء المناسب تتقلص في حالة الحمل بسبب أخطار العديد منها على صحة الأم و الجنين التي قد تتجاوز المضاعفات الحينية إلى ظهور أنواع كثيرة من التشوهات في جسم المولود داخليا و خارجيا.
لقد أثبتت الإحصائيات الطبية أن من 4 إلى 5 في المائة من التشوهات الخلقية يكون سببها الأدوية.
تعتبر فترة تكوين الجنين, و هي الثمانية أسابيع الأولى, أكثر فترة يكون فيها الجنين عرضة لتأثير الأدوية, أما الأخطار فهي:
- التشوهات الخلقية
- الإجهاض المبكر
- الإضطرابات الوضيفية لأعضاء الجنين
أما المرحلة الثانية و هي مرحلة نمو الجنين, فإن المضاعفات و الأخطار فتتعلق أكثر بالإضطرابات الوضيفية و ليس المورفولوجية.
تاريخيا يعتبر "الثاليوميد" من أول الأدوية في تاريخ الطب الحديث الذي ارتبط استعماله بظهور تشوهات خلقية خطيرة:وهو مهدئ للحوامل ظهر في ستينات القرن الماضي مع دعاية بانه الامن للحوامل و لكن الشركة المنتجة كانت مخطئة فقد ولد جيل من الاطفال بلا اقدام او ايدي.
في هذا الموضوع اخترت أن أعرض عليكم أهم الأدوية المستعملة في طب الحمل و ارتباطها من قريب أو من بعيد بأخطار على الأم و الجنين.
أدوية أمراض السكري:
في هذه الحالة و جب ابدال الأقراص الفموية و هي اما من عائلة "السولفاميد" أو "البيغوانيد" أو إيقاف تناولها و تعويضها بحقن الأنسولين الذي يوفر توازنا أكثر لكمية السكر في دم الأم و الرضيع و يحمي من بعض التأثيرات الجانبية للسولفاميد خاصة.
أدوية الآلام
والأكثر شهرة هو الأسبيرين.لكن ما ينتج عن استعماله أثناء الحمل من ازدياد احتمال النزيف لدى المرأة و إمكانية ظهور تشوهات في قلب الجنين يحد من إستعماله بجرعات مرتفعة. من ناحية أخرى يمكن إستعماله في جرعة خفيفة 100 مغ و ذلك للحماية من آثار إرتفاع ضغط الدم لدى المرأة أثناء الحمل.
يفضل إستعمال مركب الباراسيتامول في علاج الآلام المختلفة.
المضادات الحيوية
كما ذكرت في إجبتي للأخت أم أشكيمو فإن الطبيب يمكنه وصف بعض أنواع المضادات الحيوية مثل البينيسيلين و مشتقاته,السيفالوسبورين,الماكروليد, مضادات السل (ريفامبيسين,إيزونيازد و إتامبيتول).
بعض المضادات الحيوية الأخرى منوعة بتاتا مثل أنواع السيكلين, أنواع الكينولون وأنواع الفينيكولي.
مضادات الإلتهابات
من أخطر المضاعفات الجانبية لمضادات الإلتهاب هن إنغلاق القناة الشريانية الذي يحدث قصورا في البطين الأيمن لقلب الجنين. و تعتبر الآندوميتاسين المركب الأكثر شهرة في عائلة مضادات الإلتهاب ولكن آثاره الجانبية على القناة الشريانية, و تأثيره على عمل الكلى و قرح المعدة تحد من إستعماله أثناء الحمل.
ويبقى إستعمال الآندوميتاسين, في حالة زيادة كمية السائل الأميني المحيط بالجنين, مرتبطا بملاحظة طبية قريبة.
أدوية إرتفاع ضغط الدم
تستعمل لدى النساء الذين يشكون من إرتفاع مزمن لضغط الدم قبل و أثناء الحمل أو إرتفاع الضغط الذي يظهر في بعض حالات الحمل. و ينصح بإستعمال مركبات معينة مثل النيبريسول و آلدومات.
أما الأدوية الممنوعة فهي من نوعية "مانعي إنزيم التحول" و مضادات ضغط الدم المركزية.
التلاقيح
يمكن إستعمال التلاقيح ضد: الصديد(التيتانوس), شلل الأطفال (الحقن), إلتهاب الكبد "ب" و "أ", الكوليرا, الإنفلوانزا.
و تمنع التلاقيح اللتي تستعمل فيها مركبات حية مثل لقاح السل و الحمرة و ينصح بعدم التلقيح ضد الديفتيريا,السعال الديكي, التقنيعة و الحصبة.
هذه أخواتي بعض الأمثلة للأدوية الأكثر شيوعا و أنا على ذمتكم لأي إستفسار يخص أدوية أخرى...
لكن تذكري سيدتي هاته النقاط:
- يجب في كل الحالات أخذ رأي الطبيب قبل إستهلاك أي نوع من الأدوية
- إن دواءا وقع إستعماله قبل الحمل قد يكون ممنوعا أثناءه
- إن كانت أقراصا أو حقن أو مفاتيل أو قطرات أو محلول للشرب أو مفاتيل, فجميع هذه الأنواع معنية بالمرقبة و الحذر و أخذ رأي الطبيب المباشر
إلى اللقاء في الدرس القادم, أنتظر تفاعلاتكم و إستفساراتكم