منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-15, 22:39 رقم المشاركة : 145



افتراضي


Merci mon pote pour votre article




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:40 رقم المشاركة : 146

افتراضي


Merci mon pote pour votre article ;)




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:40 رقم المشاركة : 147

افتراضي


Merci mon pote pour votre article :D




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:41 رقم المشاركة : 148

افتراضي


Merci mon pote pour votre article




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:42 رقم المشاركة : 149

افتراضي


Merci mon pote pour votre article




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:42 رقم المشاركة : 150

افتراضي


merci khoya 3la article




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:43 رقم المشاركة : 151

افتراضي


c'est trés interssant




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:44 رقم المشاركة : 152

افتراضي


lay7afdak khoya




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-15, 22:47 رقم المشاركة : 153

افتراضي


lay7afdak khoya 3la ahdchi




  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-16, 02:33 رقم المشاركة : 154

افتراضي ما لا تعرفه عن كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله ))






ما لا تعرفه عن كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله ))



كلمة التوحيد هي كلمة الإخلاص , وشهادة الحق , ودعوة الرسل , وبراءة من الشرك , ونجاة العبد , ورأس هذا الأمر , ولأجلها خُلق الخلق كما قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }[ الذاريات / 56 ] ولأجلها أرسلت الرسل , وأُنزلت الكتب كما قال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أن لا إله إلا أنا فاعبدون }[ الأنبياء / 25 ] ومن أجلها أفترق الناس إلى فريقين , فريق في الجنة وفريق في السعير , ومن أجلها حقت الحاقة , ووقعة الواقعة , ومن أجلها سُلت سيوف الجهاد , وفارق الابن أباه , والزوج زوجته فلا يدخل الإنسان في الإسلام إلا بعد أن يشهد هذه الشهادة , شهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فإن أبى فلا يكون من أهل الإسلام والتوحيد , بل هو من أهل الكفر والشرك , ولذا هي الركن الأول من أركان الإسلام , وهي مفتاح الجنة .
وفي الصحيحين عن ابن المسيب عن أبيه , قال : ( لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل , فقال له : (( يا عم قل : لا إله إلا الله . كلمة أحاج لك بها عند الله )) فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا , فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب . وأبى أن يقول لا إله إلا الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأ ستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك )) فأنزل الله عزوجل : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }[ التوبة / 113 ] وانزل في أبي طالب : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }[ القصص / 56 ] ) .
وهذا يدل على عِظم هذه الكلمة الجليلة , فأبى طالب مات على ملة الشرك , ملة أبيه عبد المطلب بسبب عدم نطقه لهذه الكلمة العظيمة .

* ومعنى هذه الكلمة أي : لا معبود بحق إلا الله . فهي جامعة للنفي والإثبات , فـ( لا إله ) نفي لجميع ما يعبد من دون الله - كالأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء والأولياء والجن الذين عُبدوا من دون الله - و ( إلا الله ) إثبات العبادة لله وحدة لا شريك له في العبادة دون غيره من المعبودات [1].
وأما ( محمد رسول الله ) فمعناها : طاعته فيما أمر , وتصديقه فيما أخبر , واجتناب ما نهى عنه وزجر , وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .[2] وهذا التعريف لمعنى شهادة محمد رسول الله شامل لها , لأن العبادة لابد أن تكون موافقة لما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا يُعبد الله بالبدع , والخرافات , وما يستحسنه الناس من عند أنفسهم .

* وأما خصائص كلمة التوحيد فمنها : أنها لا تشتمل على حرف منقوط . قال ابن عبد الهادي الحنبلي : ( ومن خواصها أن حروفها كُلها مهملة ليس فيها حروف معجمة تنبيهاً على التجرد من كل معبود سوى الله تعالى )[3] وقال محمد بن أبي الفتح البعلي : ( ومن خواصها أن جميع حُروفها جوفية , ليس فيها شيء من الشفوية , إشارة إلى أنها تخرج من القلب )[4] .

* وأما شروطها فثمانية وقد نظمها بعضهم في قوله :
عـلم يقين وإخلاص وصدقك مع * * * محبةٍ وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما * * * سوى الإله من الأشياء قد أُلها
فالأولى : العلم بمعناها المنافي للجهل . وقد ذكرنا أنفاً معناها أي لا معبود بحق إلا الله .
الثانية : اليقين المنافي للشك , فلابد في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه هو المعبود بحق .
الثالثة : الإخلاص وذلك بأن يخلص العبد لربه سبحانه في جميع العبادات , فلا يصرف شيء من العبادات لغيره - كالأصنام , أو الملائكة , أو الأنبياء , أو الأولياء , أو الجن - أو غير ذلك .
الرابعة : الصدق ومعناه : أن يقولها وهو صادق بحيث يطابق قلبه لسانه , ولسانه قلبه , فإن قالها باللسان فقط بدون إيمان القلب , فهو من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر .
الخامسة : المحبة ومعناها : أن يحب الله عزوجل , فإن قالها بدون محبة الله , فهو أيضاً منافق قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله }[ البقرة / 165 ] .
السادسة : الانقياد لما دلت عليه من معنى , بحيث يعبد الله وحده وينقاد لشريعته , فلا يكون مستكبراً عن العبادة كما استكبر إبليس عن طاعة الله .
السابعة : القبول لما دلت عليه من إخلاص العبادة لله , وترك عبادة ما سواه راضياً بذلك .
الثامنة : الكفر بما يعبد من دون الله . أي : يتبرأ من عبادة غير الله , ويعتقد أنها عُبدت بالباطل , كما قال تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميعٌ عليم }[5][ البقرة / 256 ] .

* وأما الفوائد التي تحصل لذاكرها ومرددها فكثيرة جداً . نقل ابن حجي الحنبلي في رسالةٍ له سماها \" الكلام المُنقى مما يتعلق بكلمة التقوى \" عن صاحب كتاب \" فاكهة القلوب والأفواه \" أنه قال : (
فمنها الزهد , ونعني به خلو الباطن من الميل إلى فان .
ومنها التوكل , وهو ثقة القلب بالوكيل الحق سبحانه وتعالى .
ومنها الحياء , بتعظيم الله عز وجل بدوام ذكره , والتزام امتثال أمره ونهيه .
ومنها الشكر , وهو إفراد القلب بالثناء على الله تعالى , ورؤية النعم في طي النقم )
ثم قال ابن حجي مستدركاً عليه : ( قلت : ومنها أنها تعصم الدم والمال لمن قالها إلا بحقها )[6] .

* وأما فضائلها فقد عقد الحافظ زين الدين ابن رجب , فصلاً يبلغ (13) صفحة في كتابه \" التوحيد أو تحقيق كلمة الإخلاص \" وسوف أذكر بعضها باختصار :
1/ هي نجاة من النار .
2/ توجب المغفرة .
3/ أحسن الحسنات .
4/ تمحو الذنوب والخطايا .
5/ تجدد ما درس من الإيمان في القلب .
6/ لا يعدلها شيء في الوزن .
7/ تخرق الحُجب كلها حتى تصل إلى الله عزوجل إذا قالها القائل .
8/ ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه إذا كان قالها مخلصاً .
9/ أفضل ما قاله النبيون .
10/ أفضل الذكر .
11/ أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفاً في الأجر وتعدل عتق رقبة وتكون حرزاً من الشيطان .
12/ أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر .
13/ شعار المؤمنين إذا قاموا من القبور .
14/ أن قائلها لا يخلد في النار[7].

* وأما نواقضها فكثيرة جداً حتى قيل أنها تبلغ (400) ناقض[8] لكن أهمها وأخطرها عشرة نواقض , وهي :
1/ الشرك بالله , كالذبح للجن وللأولياء - مثل ما كان يُعمل في الجاهلية للأصنام - .
2/ من جعل بينه وبين الله وسائط , يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم .
3/ من لم يُكفر المشركين , أو شك في كفرهم , أو صحح مذهبهم .
4/ من أعتقد أن هدي غير الرسول صلى الله عليه وسلم , أكمل من هديه , أو أن حكم غيره أحسن من حكمه - كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكم الشرع - .
5/ من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به - كمن يبغض القرآن أو السنة - .
6/ من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم , أو ثوابه - كنعيم الجنة - أو عقابه - كالآخرة وما فيها من أنواع العذاب - .
7/ السحر , والصرف , والعطف .
8/ مناصرة المشركين والكفار على المسلمين .
9/ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة الرسول - كما فعل الخضر مع موسى - .
10/ الإعراض عن تعلم دين الله فلا يتعلمه ولا يعمل به[9].

----------------------------------


1/ راجع حاشية الأصول الثلاثة لعبد الرحمن بن قاسم ، دار الزاحم ، الرياض .
2/ نفس المصدر السابق .
3/ الدرر النقي في شرح ألفاظ الخرقي , ج2 ص 212 يوسف بن حسن بن عبد الهادي ، دار المجتمع ، جدة .
4/ المطلع على أبواب المقنع ، ص81 لمحمد بن أبي الفتح البعلي ، المكتب الإسلامي ، بيروت .
5/ راجع فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ( باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله ) للشيخ عبد الرحمن بن حسن , ومجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز جمع الدكتور عبد الله الطيار , ج1 ص 229 طبعة دار الوطن .
6/ نقلته بتصرف يسير من مجموع الرسائل والمسائل النجدية , ج5 ص858 جمع الشيخ محمد رشيد رضا , وأعاد طباعتها مع الفهارس الدكتور عبد السلام آل عبد الكريم – رحمهما الله - .
7/ كل هذه الفضائل ذكر لها الحافظ ابن رجب أدلة من القرآن والسنة الصحيحة , لكني اكتفيت بذكرها باختصار , ومن أرد الزيادة فليراجع أصل الكتاب .
8/ راجع في ذلك كتاب الإعلام بقواطع الإسلام لأبن حجر الهيتمي الشافعي ، وكتاب ألفاظ الكفر لبدر الرشيد الحنفي ، و رسالة في ألفاظ الكفر لقاسم الخاني ، ورسالة في ألفاظ الكفر لتاج الدين أبي المعالي الحنفي ، وقد جمع هذه الكُتب , الدكتور محمد الخميس في كتاب واحد سماه \" الجامع في ألفاظ الكفر \" , وهو مطبوع في دار إيلاف الدولية بالكويت .
9/ راجع دروس في شرح نواقض الاسلام ، للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، دار أطلس الخضراء , الرياض .







آخر تعديل K!NG 2011-10-16 في 02:46.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-16, 02:35 رقم المشاركة : 155

افتراضي سرعة الضوء أم سرعة الصوت أم سرعة التوبة؟!!






سرعة الضوء أم سرعة الصوت أم سرعة التوبة؟!!



غالباً ما يعقد الناس في السرعة مقارنة بين الضوء والصوت، وكلاهما كما نعلم لا يستغرق أكثر من أجزاء بسيطة من الثانية!! ولا شك أنه قد يكون في ذلك إسعافٌ للناس، إما بالرؤية أو بسماع خبر عاجل، ليبقى السؤال : هل لا حظت يوماً هذه الومضة التي تنبض في نفسك على حين غرة في بعض الأحيان قائلة :
* ليتني ما فعلت!!
* أو ليتني كنت عبداً صالحاً!!
* أو ليتني ما ضيعت هذه الفرصة من الحسنات!!

فقد تعجب حين تعلم أن هذه الومضة -
سريعة الظهور والزوال - تعتبر بمثابة قطرة ماء الحياة لروحك وقلبك؛ لو أنك سارعت باستثمارها من خلال التفاعل السريع معها!!
فسرعة
ظهورها قد يساوي تماماً زمن مغفرة ذنبك!!
هل خطر ذلك ببالك من قبل
؟! بالطبع لا . . ولكنه ليس على الله بعزيز!!
فإنها حين تضرب
بحرارتها جدار هذا البالون المتضخم برصيد الغم والهم والحزن المكبوت في نفسك، والمتراكم على مدار السنين؛ جراء تلك المعصية التي فعلتها أو الكبيرة التي ارتكبتها، ولم تجد خلاصاً من كآبة توابعها بسبب تراكم المزيد والمزيد من الهم والحزن!!

ألا رب شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!!
فكأنها تريد لفت انتباهك أن باستطاعتها على صغر حجمها؛ تفجير هذا البالون الكبير، وجعله هباء منثوراً فقط - بلحظة صدق واحدة منك مع الله، لو استثمرت هذه الومضة في حيينها!!

أما إذا كنت تعتقد أن مغفرة ربك لذنوبك تحتاج شهوراً أو سنيناً أو حتى أيام
!! فقد أعظمت على الله الفرية!!
إذ كيف يكون
أكرم من سُئل، وأجود من أعطى، ولا يستطيع أن يجعل ذنوبك هباءً منثوراً في لحظة صدق واحدة؟!!!!!!!

فأوحى الله إلى أرض الرحمة أن اقتربي
وإلى أرض العذاب أن ابتعدي
فوجدوه قريباً من أرض الرحمة بشبر
!! فأخذته ملائكة الرحمة!!
إن سرعة تفاعلنا مع أي خاطرة للتوبة في نفوسنا، لهي أولى بشائر الغيث على قلوبنا الظمأى بسبب البعد عن الله، فليروِ كل منا ظمأ قلبه بالقرب من ربه ومولاه، وليجعل من هذه الومضة، شعلته على الطريق نحو النجاة بالتوبة، التي تبدأ وتنتهي بكلمة . .
(استغفر الله)!!
حيينها فقط . . تكون قد قلبت السحر على الساحر!! وأذهبت سنين الشيطان الطوال، وعمله الفاسد البطال سدى!! إذا أقرنت هذه الكلمة بندمٍ صادقٍ من صميم قلبك، وبعزيمةٍ تزول لها الجبال على عدم العودة، وبانعزالٍ فوريٍ عن هذه المعصية أو تلك!!

حيينها فقط
. . سوف تستشعر حلاة التوبة تمسح ببردها الحاني على قلبك، لتزف إليك أولى بشائر المغفرة!!
إن سرعة
ومضة التوبة يمنحها الله لعباده، لعلها تسبق سرعة ومضة ملك الموت حين يخطف روح العبد في لحظة!!

فاغتنم ومضة النجاة قبل فزعة الموت!!
فما يدريك لعل الله أن يكتب لك بها سعادة لا تشقى بعدها أبداً، فمن عرف نعمة هذه الومضة، واغتنم استثمارها بحق؛ سيكون الوحيد الذي يمكنه الإجابة على سؤالنا :
سرعة الضوء أم سرعة الصوت
أم سرعة
التوبة؟!!






آخر تعديل K!NG 2011-10-16 في 02:46.
  رد مع اقتباس
قديم 2011-10-16, 02:39 رقم المشاركة : 156

افتراضي خطورة التعايش بين الطاعة والمعصية






خطورة التعايش بين الطاعة والمعصية



عناصر الخطبة:

1. الأمر بالدخول في الدين كله وعدم تبعيضه.

2. الاستهانة بالمعصية.

3. التعايش بين الطاعة والمعصية

4. الإسلام الجديد ومخاطره.


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..

الأمر بالدخول في الدين كله وعدم تبعيضه:

فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن ندخل في دينه كله، فقال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: من الآية 208].

يعني في كل الإسلام، في كل الشُعب، {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: من الآية 208].

فالشيطان يأمر بالتنازلات، والشيطان يأمر بالتبعيض، بعض الإسلام بعض الدين، بعض الأحكام، والمؤمن بالإضافة إلى تبنيه للدين كاملاً، وعدم تنازله عن شيء منه وسعيه إلى تكميل نفسه ويبدأ بالواجبات ويترك المحرمات ويسعى في المستحبات ما أمكن، ويترك المكروهات والمشتبهات، وعنده في نفسه حس في الخوف من الله، والتخوف من الذنب، وأثر المعصية، وهو يعيش في حالة حذرٍ وترقب من أن يخدعه إبليس ويستدرجه إلى خطوةٍ من خطواته، {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}. فيعيش كما ذكر ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ, فَقَالَ بِهِ هَكَذَا» [البخاري (6308)].

قلب الفاجر مظلم، والذنب خفيف عنده، وإذا وقع في معصية قال هذه سهلة، ومن خف عليه ذنبه دل ذلك على فجوره، ولا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت، جلاله مقامه صفاته عظمته، عقابه سطوته نقمته جبروته سلطانه عذابه .

قال أبو أيوب: "إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها، ويغشى المحقرات - يعني ما يحتقره من الذنوب ويراه سهلاً -، فيلقى الله يوم القيامة وقد أحاطت به خطيئته" (ابن بطال، 19/266).

والذي تحيط به سيئته من كل جانب فالنار موعده .

الاستهانة بالمعصية:

بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم الذنب عندك يصغر عند الله، هذا كلام السلف، الذنب وإن صغر فإن مقابلة العظيم الذي لا شيء أعظم منه، والكبير الذي لا شيء أكبر منه، والجليل الذي لا شيء أجل منه، هذا الذي أنعم عليك، تصغير الذنب في حقه شنيع، ومقابلة العظماء والسادات باستصغار مخالفتهم يسبب انتقامهم، وأرذل الناس في نظر الكبراء من قابلهم باستسصغار مخالفتهم وعدم الاكتراث بها فكيف بعظيم السماوات والأرض، وبعض الناس يجزم لنفسه أنه قد غفر له وأنه قد نجا من التبعة، مع أن من الآيات المخيفة في القرآن، وقال بعض العلماء أنها أخوف آية في كتاب الله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: من الآية 123].

هل هذه قاصمة الظهر؟!.. {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [يونس: من الآية 27].

المعاصي خطيرة، والسيئات فظيعة، ومن مصائبها إذهاب لذة الطاعة، قال بعض السلف وقد سئل: "أيجد العاصي لذة الطاعة؟!"، قال: "ولا من همَّ" (يعني بالمعصية)، فرب شخصٍ أطلق بصره فحرمه الله اعتبار بصيرته، أو لسانه فحرم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمه، فأظلم سره، وحرم قيام الليل، وحلاوة المناجاة إلى غير ذلك... (صيد الخاطر، 1/ 50).

قضية إنكار المعصية، واستنكار القلب للمعصية واستقباح النفس للمعصية مهم جداً أن يبقى في النفس وأن يتقرر وأن يتأسس وأن يزداد وأن يحافظ عليه استقباح النفس للمعصية، أن يكره قلبك المعصية، تأنيب الضمير شيء يجب المحافظة عليه، أن يأنبك ضميرك إذا فعلت حراماً، لأن العكس مصيبة، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ»، وذكر في آخر الحديث «فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» [مسلم (49)].

فلا بد أن يستنكره، حتى العاصي نفسه يجب عليه أن يكره ما يعمله بيديه، يجب على العاصي أن يستقبح بقلبه ما يرتكبه، وهذا ضروري ليقود النفس إلى التوبة والتخلص من المعصية والندم لأن نزع فتيل الندم من النفس مصيبة، ولعظم الندم قال عليه الصلاة والسلام «الندم توبة» [صححه الألباني]. فذكر ركنها الأساس كما قال: «الحج عرفة» [صححه الألباني]، «الندم توبة» [صححه الألباني].

ومن شرائط قبول التوبة ترك الذنب لقبحه، ترك الذنب ندماً على فعله، ترك الذنب حزناً وأسفاً للوقوع فيه، وهذا الذي يولد العزم على عدم العودة، وإلا فلو لم يكن للذنب قبح في النفس مستمر ولوم لها على ما فعلت فما الذي يؤدي بها إلى العزم على عدم العود .

ولذلك من المصائب العظام أن يرى الإنسان الحسنة سيئة، والسيئة حسنة، ومن المصائب العظام، ومن مكر الله بالعبد، أن يزين الشيطان له سوء عمله فيراه حسناً، كما قال عز وجل في كتابه العزيز: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} [فاطر: من الآية 8].

طبعاً هذا لا يمكن أن يتوب، وهذه مشكلة المبتدع صاحب البدعة لا يرى أصلاً أن عمله خطأ، لا يرى أصلاً أن عمله انحراف، بل يرى انه قربة وطاعة ودين ويزداد منه ويدافع عنه، ولذلك لا يكاد المبتدع يتوب، لأنه لا يرى أصلاً أن فيما يعمله خطاً أو انحرافاً، {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [فاطر:8].

إذاً الناس مراتب، شخص يعمل المعصية وهو نادم، ويعمل المعصية وهو يرى قبحها، ويعمل المعصية وهو في نفسه كراهة واستنكار إذا عملها، فلا زال في نفسه بقية من خير أنه يستقبح ما فعل، ومن الناس من نزع استقباح المعصية من نفسه فهو يعملها كشرب الماء ولا يرى نفسه أنه عمل خطأً، ومن الناس من يرى المعصية التي يعملها حسنة، ويراها زينةً {زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} [فاطر: 8]، وهذا أسوء المراتب.

التعايش بين الطاعة والمعصية:

قضية الازدواجية، أن بعض الناس يعملون الحسنات ويعملون السيئات، يعملون الواجبات ويعملون المحرمات، يعملون ما أمر الله به ويرتكبون ما نهى الله عنه، هل هذا مقبول في الدين عند الله؟، هل هذا الخلط صحيح؟، هل الإسلام يقبل أن يسير أتباعه على هذه السياسة في التعايش بين الحلال والحرام وفي تقبل النفوس للأمرين جميعاً؟، الجواب: كلا، والدليل قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ}، والصلاة عبادة {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: من الآية 45].

فإذاً ما يمكن أن يوجد قبول في الإسلام لازدواجية التعايش بين الطاعة والمعصية، وأن الوضع يكون طبيعياً إذا كان الإنسان يعصي بالليل ويطيع بالنهار، يصوم بالنهار ويجرم بالليل، يصلي في المسجد ويخرج ليرتكب منكراً، لأن الآية تقول: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} فلا مجال إذاً للتعايش في النفس المؤمنة بين الطاعة والمعصية، والحسنة والسيئة، وفرق بين أن يوجد الشيء وبين أن يكون مقبول شرعاً، أن يوجد وموجود، لكن هل هو مقبول شرعاً ؟ هل يصح عند الله ؟ بحسب قيام العبد بالأمر الإلهي، تدفع عنه جيوش الشهوة، وأنبياء الله كانوا يرفضون الازدواجية المقيتة هذه، ووضحوها لقومهم جيداً حتى قال قومهم بعد التفهيم : {يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} [هود: من الآية 87]. صلاتك تأمرك بترك الشرك؟، صلاتك تأمرك بترك أكل المال الحرام؟... {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} الربا الرشوة السرقة. وبعض الناس يا عباد الله يا أيها الأحبة يجعل من النتائج التي بعد المعصية دليلاً على صحة ما فعل أو عدمه، وإذا رأى أن الأمور ماشية استمر، قال ابن القيم رحمه الله: "وها هنا نكتة دقيقة، يغلط فيها الناس في أمر الذنب، وهي إنهم لا يرون تأثيره في الحال -وقع في فاحشة وخاف أن يقع هذا في شيءٍ من أهل بيته لكن لم يقع، ارتكب محرماً وخشى من حرمان الرزق لكن الرزق استمر داراً وفيراً فهو يستمر في المعصية لأنه ما حصل شيء سلبي- وقد يتأخر تأثيره فيُنسى، ويظن العبد إنه لا يتغير عليه شيء بعد ذلك، وسبحان الله، ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق؟!، وكم أزالت من نعمة؟، وكم جلبت من نقمة؟!، وما أكثر المغترين بها من الفضلاء، فضلاً عن الجهال، ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين، كما ينقض السهم، وكما ينفض الجرح المندمل على الغش والدغل.

إذا ما الجرح رم على فسادٍ *** تبين فيه إهمال الطبيب

سينفجر ولو بعد حين ويتقيح وترجع الأمور أسوء مما كانت، ربما يظهر أو يرى في الظاهر أن الجرح اندمل، وبدأ يتعافى لكن إهمال الممرض أو الطبيب في تعقيمه وتنظيفه لم يمحى، فهو يعمل من تحت وفي الظاهر ربما يرى الاندمال، يُرى أن الأمور تتحسن حتى تأتي الفاجعة بانفضاض الجرح وانفجاره إلى أسوء مما كان .

قال أبو الدرداء: "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والرجل يصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته" (الجواب الكافي، 1/34).

إذاً لا للاغترار بقضية أنه لم يقع شيء بعد الذنب من السلبيات: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثـية: 21].

أحسب المسيئون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق الله أن نجعلهم كالذين قاموا بحقوق ربهم واجتنبوا مساخطه وجاهدوا أنفسهم وتعبوا في هذه الملاحظة لمرضاة الرب والحرص عليها، ساء ما ظنوا وما حسبوا وساء ما حكموا بها ونظروا فالله أحكم الحاكمين وخير العادلين سبحانه وتعالى.

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: من الآية 69].

الإسلام الجديد ومخاطره:

عباد الله، ظهر في الإسلام الجديد الذي ينادون به الآن أمور، تجزئة الإسلام وتبعيض الإسلام وهذا قد تقدم الحديث عنه، ظهرت قضية التهوين من المعاصي، وهذا واضح من الطرح الإعلامي التهوين من المعاصي، وظهرت قضية إنكار أنها معصية أصلاً وحشد أدلة مزيفة وموهومة عن الإباحة، هذا موجود في طرح المقالات الصحفية وبعض الطرح الإعلامي لنزع الندم من الناس، ونزع تأنيب الضمير، فتطرح قضية أن هذه ليست معصية أصلاً، وتطرح قضية أنها صغيرة وليست كبيرة، ثم في الإسلام الجديد الذي يريدونه تطرح قضية التعايش السلمي بين الطاعة والمعصية، وأنه شيء عادي؟... يقول أحدهم في مقالة له: دخلت مسجداً، وقبل موعد الصلاة كنت أجلس في مقهى شعبي قريب من المسجد, وكانت الشاشات تملأ المقهى, أينما تيمم وجهك تشاهد فتاة تتراقص، يجلس الناس في المقهى مع بعضهم البعض: شلة من الجنسين.دخل أذان المغرب وسمعنا صوت المؤذن هادئاً رخيماً - أنا لا أدري كيف سيسمع صوت المؤذن هادئاً رخيماً وإذا كانت الفتيات يتراقصن على الشاشات تحت الأنغام والطرب والأصوات المرتفعة في العادة كما هو ديدن الغناء المعاصر - ، فشعرت في تلك اللحظة بمعنى أن تكون مسلماً, أن تعيش حياتك الطبيعية, تتفرج على البنات الجميلات، وتشرب شيشة، وتصخب على الشاشات، ولكنك لست مقطوعاً من طابعك الأخلاقي الأصيل!!

فإذا جاء صوت الإسلام ذكرك بمن أنت وإلى من تنتمي ثم تقوم إلى المسجد.

أيها الأخوة هذا الإسلام الجديد، الذي يريدون طرحه اليوم وترويجه وتسويقه في الساحة، عيش حياتك، وقت الصلاة في المسجد، ووقت الترفيه مع البنات مع الشيشات والشاشات، هذا مقبول في الدين ؟ الله يرضى هذا ؟ لو عرضنا هذا على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، هل هذا الكلام مقبول عند رب العالمين ؟ ومسألة إيجاد الوعي عند المسلم بهذه المؤامرة التي تحاك حول الدين لتسويق إسلام آخر غير الإسلام الذي جاء به الله ورسوله، هو ما يجب التنبيه عليه والتحذير منه وكشف عواره وبيان زيفه وضلاله، وأن يرجع المسلم إلى الله، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذريات: من الآية50]. إلى دينه الحق وإلى أحكامه وإلى شرعه وإلى كتابه، وإلى البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، له الحكم وإليه ترجعون، خلق السماوات والأرض بالحق، وصوركم فأحسن صوركم، ليبلولكم أيكم أحسن عملا، وأصلي وأسلم على البشير النذير، والهادي والسراج المنير، محمد بن عبد الله أشهد أنه رسول الله حقا، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم صل وسلم وبارك على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين، سيد الحنفاء وإمام الأتقياء، وعلى آله وذريته وأزواجه وخلفاءه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

عباد الله بعض المدارس البدعية المنحرفة المنتسبة للإسلام من الطرق وغيرها تتبنى هذا التوجه، قضية مولد تتطمئن فيه النفوس أنها تعمل طاعة، وبعض المناسبات التي فيها شيء من الذكر لمجرد تسكين النفس وأنها بخير، ثم بعد ذلك الرضى بما يحصل من الآفات والمعاصي والسيئات وهكذا، وقضية رمضان في مكة ثم الفسق والفجور بعدها بأيام هذا صار مع الأسف الشديد حالاً ملاحظاً من المسلمين، قضية أن تصلي ثم تدخل في عالم التمثيل والفن مشاهد الرقص والعري والإيحاءات الجنسية متعايش أمر مشاهد، بل وصلت القضية وهذا من مفردات الإسلام الجديد الذي يروجونه إلى جعل بعض المعاصي طاعات، ولذلك يطرح بعضهم قضية الرقص الشرقي واليوغا وسماع الغناء الإلهي والعشق الإلهي أو الغناء الديني أو الموسيقى المشاعرية أن هذا طيب ومفيد وجيد ومن الدين، وهذا ما تطرحه بعض القنوات الشبابية، للشباب وأنها فور شباب فقط لهم، وهذا من أسوء السيئات ومن أعظم الانحرافات تلبيس المعصية بثوب طاعة، وتقديم إسلام جديد للناس، هذا الذي يسمونه إسلام New look، النظرة الجديدة، دين بنظرة جديدة، هذه يا أيها الأخوة من الكوراث العظيمة، لأن بعض الشباب مساكين الخلفية الشرعية عندهم ضعيفة، المعلومات الدينية ضحلة سيتقبلون ذلك ويعتبرونه ديناً يسيرون عليه، وهذا قريب مما يحصل حتى في بعض الأديان الاخرى، تقول الأخبار : أن حاخامات اليهود ينصحون النساء اللواتي يواجهن مشاكل زوجية بتعلم الرقص الشرقي لأنه يحرر الجسد والروح. هذا مبدأ، يعني التعبد أو التدين أو السعي إلى حل المشكلات بدلاً من أن يقول: كتاب الله، تلاوة القرآن، الفزع إلى العبادة، كان إذا حزبه أمر صلى، دعوات المكروب: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، هذا دعاء الهم والحزن، الشريعة تقدم حلولاً، تقدم حلولاً للمشكلات النفسية، والأزمات، تقدم حلولاً وأذكاراً وكلاماً وعملاً، أقوالاً وأفعالاً وأشياء قلبية ولسانية وعلى الجوارح، لكن سحب البساط من هذه والدفع إلى الواجهة بأشياء آخرى للمعالجات.

ثم المشكلة أيضاً دخول قضية أنا أحسن من غيري على الخط، وهذا واضح، قال عليه الصلاة والسلام: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» [صححه الألباني]. هذ في الدنيا، وفي الدين: أنظر إلى من هو فوقك حتى تعرف مدى تقصيرك، ثم هناك طاعات سهلة ومعاصي جذابة، وهناك طاعات صعبة ومعاصي ليست مرغوبة للنفس كثيرة، كثير من الناس قد لا يرغب في فاحشة اللواط مثلاً، وربما يقرف منها وتشمئز نفسه، لكنه قد يهوى معاصٍ من نوعٍ آخر، وهذه قضية طاعة سهلة وطاعة صعبه ومعصية جذابة ومعصية أقل جاذبية، هذا الباب ممكن أن يدخل منه الشيطان دخولاً كبيراً، قال ابن القيم رحمه الله: "وقد تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حريرٍ، لحظةً واحدةً ويطلق لسانه في الغيبه والنميمة والتفكه في أعراض الخلق، ومما يستزل به الشيطان الألسن بعض من عنده دين قضية الكلام والقول على الله فيما لا يعلم الإفتاء بغير علم، فتجد عند بعض الناس ورعاً من بعض الدقائق كقطرة خمر لا يمكن أن أذوقها، لكن محرمات أخرى وفواحش يقع فيها بالطول والعرض، يتحاشى رأس الأبرة من النجاسة"، قال ابن القيم: "ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام".

يقول بعدة الصابرين قصة مضحكة، كما يحكى أن رجل خلى بامرأة أجنبية فلما أراد مواقعتها قال: "يا هذه غطي وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام".

وقد سأل رجل عبد الله بن عمر عن دم البعوض فقال: "انظروا إلى هؤلاء يسألوني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم".

عباد لله لا يمكن القبول بالأزدواجية بين الحرام والحلال ولا بد أن يطرد المسلم الحرام من نفسه، نعم هو يضعف ويعصي ولكن لا بد أن يتوب، نعم هو يستزله الشيطان ويقع في سيئة، يرتكب سيئةً، لكن لا بد أن يراها قبيحة، ولا بد أن يراها ضخمة جداً، «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ» [صححه الألباني].

ولا بد أن يتوب منها ويعزم على عدم العودة إليها ويندم على فعله، لا بد أن تبقى قضية تأنيب الضمير واعظ الله في قلب المسلم أن يبقى حياً وأن ننظر إلى هذه الأشياء التي يبغضها رب العالمين على أنها حرام وأن تقوم عندنا الأدلة الشرعية بتحريمها، وأن نتعلم الأحكام وأن نتلافى خطوات الشيطان ولا نتبع خطوات الشيطان وكذلك فإن التعايش مع الحرام سيولد مصائب كبيرة في المستقبل، وظلمة القلب وضعف الدين والوقوع في الفتنة واسوداد القلب وذهاب نور القلب، وهكذا الحسنات تزيد نوره والسيئات تطفئ نوره، هناك قلوب مزهرة نسأل الله أن يجعلنا من أهلها، وقلوب مظلمة نسأل الله أن لا يجعلها فينا .

والعنوان بالخط العريض: «إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن» [صححه الألباني]، قاله نبينا صلى الله عليه وسلم .

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اقض ديوننا واستر عيوبنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم إنا نسألك الأمن في الأوطان والدور، والصلاح للأئمة وولاة الأمور، وأن تغفر لنا يا عزيز يا غفور، اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، اجعل جنة الفردوس مأوانا،

وقنا عذب النار يا أرحم الراحمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.







آخر تعديل K!NG 2011-10-16 في 02:46.
  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:54


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2024 © منتديات جوهرة سوفت