منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-08, 15:37 رقم المشاركة : 13



افتراضي خـــط عـــلـــى الـــقـــبـــر الـــمـــؤقـــت


خـــط عـــلـــى الـــقـــبـــر الـــمـــؤقـــت


جـــــــمــوع كل من فيها وحيـد ووحـشــتـها تـزيـد اذا تـزيـــد
وكــــــــل فــوقـه غيــمٌ بخيــــلٌ وكــلٌّ تحـته أرضٌ تميــــــــــد
وكـــــــل قــلــبـه طيـرٌ مـلــــولٌ يــريــد العيــش بعد ولا يريــد
وكــــــل لابـسٌ ثوب المنايــــــا شهيدٌ في جنازتــــه شــهيــــد
غـريـب الناس من يحيا شريداً وفـي الـمـوتــى لـه قبرٌ شريد
وللقبر المـؤقــت ألــف معـنـى يضيق بها على السِّعة النشيد
ومـا تبيـــض بالقمر الليــالــي ولــكــن هـــنًَ حين يغيب سود

سيدي:
يا ورطة الشعراء
سأمدح ضعفك لا قوتك
سأحمل كيساً من الخيش،
كالشحاذين أمر به على الناس،
أجمع فيه كل لغات الأرض
ثم أفرشها،
تتناثر الحروف
فتشكل كلمات غير مفهومة
وأخرى لا تفهم الا بالصدفة،
سأفعلها ألف مرة
وألف مرة
وألف مرة،
ولا بد من مرة
أن ينكتب النص الذي أريد،
فأقرأه وأرثيك...
سأحمل كيساً من الصوف،
وأمر به على الناس كالشحاذين،
يضع كل منهم فيه شيئاً:
قطرة ندى،
حذاء قديماً،
هندام مقاتل من بيروت،
يطلق النار من زاوية الشارع
منتبها للعد
ولذوق الفتيات،
دموع الخروج الى البحر،
الكوفية الرقطاء والشعر الطويل،
الكاكي المشمر،
وشمس آب،
تحس بالذنب لأنها لا تحذرنا،
لم يأذن لها الله أن تحذرنا،
مما تنويه لنا شمس الشهر التالي،
أضع الشمسين في الكيس وأكمل
أضع صياح امرأة تنادي الموتى
في مقبرة بلا شواهد،
سؤال الصحفي، ((الى أين تذهبون من هنا))،
والجواب ((الى القدس))،
وأضع القس في الكيس،
الحروف الثلاثة،
وآلاف السنين،
ماضي المدينة صدى حول حاضرها،
والصدى خدعة تظهر الصوت إلهيا وأصفى،
يدفع المرء دائما للغناء،
بغض النظر عنجمال صوته،
وكل مغنٍّ مفتون،
إذا وضعت أمٌ طفلها في القدس
تلقاها ملائكة وجنود،
وغابت عنها سيارة الإسعاف،
وطاقم التمريض،
ماضي المدينة صدى،
ألمّ الصدى من فوق رؤوس الجباي
وأضعه في الكيس
أدقّ على الناس الأبواب
أضع ما تصدق به القوم من ثياب شهدائهم،
نشرات الأخبار،
مشيك بين الأنقاض
رعشة يدك وأنت تسلم على عدوك،
ابتسامك له مهزوماً،
افتعالك المتقن للسعادة الغامرة برؤيته،
كذبك عليه،
وكذبك علينا،
كذبك على نفسك،
وأضعه في الكيس،
ألمّ أكياس الرمل من أيام حصارك
أكتب على كل كيسٍ اسم المدينة التي جاء منها
الرمل رملٌ كريم
تتنكر له المدن ذات الفنادق والحانات
ثم لا يحميها غيره
بدويٌ جاف
لا يعرف الفرنسية
ولا يشرب الخمر
يأخذ الرصاص عنها
ويبقى هادئاً
الرمل رملٌ كريم

أبو جهاد،
أبو اياد،
يدخلون من بوابات الله،
الباقون،كلا
فليبقوا خارجاً،
لم يموتوا بعد،
والله يعلم ماذا يحدثون بعدك،
بنو أمية لا يأمنهم عاقل،
وإن بين الضلوع داءً دويّا،


أضع ذهول عينيك
الحقيقي والمصطنع،
في زمانك كيف تذهل؟
في زمانك كيف تكف عن الذهول؟
دهشةٌ متوقعة دائماً،
كبيت الرعب في مدينة الملاهي،
أو كمدينة الملاهي في بيت الرعب،
أضع ارتباك شفتيك،
تقبيلك الناس
أختار قبلةً واحدة
لضمادٍ على يدٍ صغيرة
لن تنضم أصابعها على شيء أبداً
إلا على قبلتك
فترضى بها
وترضى عليك
أضع إصرارك على تكرار الكلام
لغتك الانكليزية العرجاء،
إحساسنا بالاختناق كل مرّةٍ توقع فيها
على ورقة يناولها لك القنصل،
وداعتك الكليلة،
نراها للمرة الأولى في صورتك الأخيرة،
أضع البيجاما الزرقاء وقبعة الصوف في الكيس،
كأنك رضيت بالإجابة،
سلمت الورقة الى المراقب الأعظم،
لم يعد عندك صبرٌ أن تراجعها،
نظرت الي الأسئلة والإجابات،
قلت: ((هذا أنا،
أتعبني الامتحان جداً،
الحمدلله، انتهى،
كل شيءٍ بعدها مقبول،
أيها المراقب خذها،
لطالما اقتنعت بدور المراقب ولم تتدخل،
حتى والقوم يهزون قوائم عرشك،
حتى والمكان ينهار علينا وعليك،
وكأنك إن تحركت خسرت وقارك،
هيبتك،
وخسرت بعدك،
هل تكون قريباً أبداً
أم انك أنت البعد عينه
فلا قرب لك،
أيها المراقب الأعظم خذها، لا ترددها الي،
صحح وقيم ما شئت،
أما أنا، فمتعبٌ جداً،
وأنتم ايها الباقون بعدي في القاعة،
تماسكوا ما تماسكت حولكم جدرانها،
ومن شاء منكم الخروج فلا خير في بقائه،
افعلوا بعدي ما تشاؤون،
أحبوني أول لا تحبوني،
قدسوني أو لا تفعلوا،
لكن اعلمو،
أنني لم يكن لي قومٌ سواكم،
أحبكم، لأنني ليس لي أحدٌ أحبه غيركم،
سلامٌ عليكم،
هذه قدرتي))،
ألمّ كلامك هذا كالوبر من على سترتك
وقبعتك الصوف
إذ تركب المروحية،
أمر بالكيس على باعة الجرائد،
كل يضع فيه شيئاً،
سلاماً دمعةً، غضباً، حيرةً،
إن لكل منا سهماً فيك،
أيها المنسوج منا،
شهدائنا وأوغادنا،
أيها الحاكم المحكوك
أيها الجبار المهزوم،
أيها المبتسم المهموم
أيها الظالم المظلوم،
ألمّ الصفات واضدادها من القواميس
أضعها في الكيس
أضع صورتي واقفاً بين يديك
عمري أربع سنوات
أريك شطارتي ومعرفتي بالأبجدية فخوراً،
أغضب لأنك لم تنتبه،
أضع الصورة في الكيس،
أضع الكيس أمامي،
أركز عليه علماً،
أكتب عليه اسماً وتاريخين
أجعله حول الرقاب حجاباً

أقول:
ألا أيها الناس عندي حجابٌ،
سيجعل كل القبور مؤقتة، فخذوه،
فمن مات منكم وهذا الحجاب على عنقه،
لن يموت،وان مات الا قليلا
ومن عاش وهو على عنقه
عاش يحمل حملا ثقيلا

الا يا نسيجاً تشابكه كنقوش المصلّى
حنانك
حتى البكاء عليك أراه سيحتاج شرحاً طويلا
ويبقى البكاء على الرغم من كل الشروح له
غامضاً ويقصر عنك،
وحقك لست بدارٍلماذا نحبك،
لكنني اتأكد إذ يظهر القول لي نفسه
أن سيبقى رثاؤك،
والشكر المكر يرجع في هذه لك يا سيدي،
أقول، سيبقى رثاؤك
يا شيخنا
مستحيلا



  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:38 رقم المشاركة : 14

افتراضي قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف


قالولي بتحب مصر فقلت
مش عارف




قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف


المعنى كعبة وانا بوفد
الحروف طايف


وألف مغزل قصايد في الإدين لافف


قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف


أنا لما اشوف مصر ع الصفحة بكون
خايف


ما يجيش في بالي هرم ما يجيش في
بالي نيل


ما يجيش في بالي غيطان خضرا وشمس
أصيل


ولا جزوع فلاحين لو يعدلوها تميل


حكم الليالي ياخدهم في الحصاد
محاصيل


بيلبسوهم فراعنة ساعة التمثيل


وساعة الجد فيه سخرة وإسماعيل


ما يجيش في بالي عرابي ونظرته في
الخيل


وسعد باشا وفريد وبقية التماثيل


ولا ام كلثوم في خمسانها ولا
المنديل


الصبح في التاكسي صوتها مبوظه
التسجيل




ما يجيش في بالي العبور وسفارة
اسرائيل


ولا الحضارة اللي واجعة دماغنا جيل
ورا جيل


قالولي بتحب مصر أخدني صمت طويل


وجت في بالي ابتسامة وانتهت بعويل


قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف


لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور


أمي اللتي حملها ما ينحسب بشهور


الحب في قلبها والحرب خيط مضفور


تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى


ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى


تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين


طفلة تحمي الغزالة وتطعم العصفور


وتزنب الدهر لو يغلط بنظرة عين


وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور


وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي


تقول لمصر يا حاجة ترد يابنتي


تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي




وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر
كارها


تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرها


وتقول يا حاجة إذا ما فْرِحتي
وحزِنتي


وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس


تفضل رسايل غرام للي يقدَّره


أمي وأبويا التقوا والحرّ للحُرَّة


شاعر من الضفة برغوثي وإسمه مريد


قالولها ده أجنبي، ما يجوزش
بالمرَّة


قالت لهم ياالعبيد اللي ملوكها
عبيد


من إمتى كانت رام الله من بلاد
برَّة


يا ناس يا أهل البلد شارياه
وشاريني


من يعترض ع المحبة لما ربي يريد


كان الجواب إن واحد سافر اسرائيل


وانا أبويا قالوله يللا ع الترحيل


دلوقت جه دوري لاجل بلادي تنفيني


وتشيب أمي في عشرينها وعشريني


يا أهل مصر قولولي بس كام مرة




ها تعاقِبوها على حُبَّ الفلسطين


قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف


بحب أقعد علىالقهوة بدون أشغال


شيشة وزبادي ومناقشة في مآل الحال


وبصبصة ع البنات اللي قوامهم عال


لكن وشوشهم عماير هدها زلزال


بحب لمعي وعب هادي ومحب جمال


أروح لهم عربية خابطة في تروللي


كإنها ورقِة مِسوِدَّة مرميَّة


جُوَّاها متشخبطة ومتكرمشة هِيَّة


أو شلِّةِ الصوف، أو عقدة
حِسابِيَّة


سبعين مهندس ولا يقدر على حَلِّي


فيجيبوا كل مَفَكَّاتهم وصواميلهم


ويجربو كل ألاعيبهم وتحاييلهم


حتى ساعات يغلطوا ويجربوا فِيَّا


بس الأكيد أنهم بيحاولوا في مشاكلي


وإنها دايماً اهون من مشاكلهم





أحب اقعد على القهوة مع القاعدين


وابص في وشوش بشر مش مخلوقين من
طين


واحد كإنه تحتمس، يشرب القرفة


والتاني غلبان يلف اللقمة في
الجرانين


والتالتة من بَلَكُونِتها تنادي
الواد


والواد بيلعب وغالبهم ثلاثة اتنين


أتوبيس كإنه كوساية محشي بني آدمين


أقول بحكم القاموس، إن الهواء جماد


واشم ريحة شياط، بس اللي شايفه
رماد


عكازة الشيخ منين نابت عليها زناد


يسند على الناس ويعرج من شمال
ليمين


والراديو جايب خبر م القدس أو
بغداد


قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف


لا جيتها سايح ولا ني أعمى مش شايف


ريحة البخور في الغورية وألف حبل
غسيل


وأيقونات تبكي لما تسمع التراتيل


كإن فيه حد يسقي كل لون فيها


تطرح سماحة على مر السنين وجمال


بيت السحيمي صدى للشاعر للقوال


خناقة فيها الزناتي يواجه
ابن هلال


وان حلوة مرت وبانو شعرتين م الشال


الجوز يكونوا حجج للوصف في عنيها



  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:39 رقم المشاركة : 15

افتراضي رَجـَـزْ USA


رَجـَـزْ USA


يـا غُرْبَتي يا غُرْبَةَ المُغْتَرِبِ
عن دارهِ أو غُربةَ المقْتَرِبِ
من نَفْسِه ِالتي تَظَلُّ تَخْتَبي
يُرِيغُهـ اكَذَا بِدُونِ سَبَبِ
كَأَرْنَبٍ يَعْدُو وَرَاءَ أَرْنَبِ
أوْ رُبما يَعدو وراءَ تَعلبِ
كَمْ طالبٍ مِن جَهْلِهِ بِالمطْلَبِ
يَدفعه ُمَطلبهُ للعَطَبِ
حديقةٌ جَمالُها كالقُطُبِ
يُدِيرُني مِن حَولها تَعَجُّبي
كأنَ مِقْلاعاً كبيراً دَارَ بي
فصِرْتُ مِثل َالمبَعدِ المنْجَذِبِ
أرْعَى تناقُضْاتِ قَلبٍ قُلَّبِ
كأنه سِرْبُ قَطَاً في رُعُبِ
كأنني عَن ِالرِّياضِ أجْنَبي
هَلْ نحنُ أولادُ الصَّحارِي يا أبي؟
ما كان بيتي بالخِبا المُطَنَّبِ
ولم أصِفْ عَيْنَ المها مِن كَثَبِ
بل صَحَرائي صَحَراءُ الكُتُبِ
كما رَوَاها الشُعراءُ والنًّبي
ونحنُ أهلُ جبلٍ مُعْشَوْشِبِ
كأنهُ مِن دَهْرهِ في طربِ
أخْضرهُ مُلتَبِسُ بِالذهبي
زَيتونُهُ طِفلٌ بِزِيِّ أشْيَبِ
يَخُطُّ فَوق َفَمِهِ كالشَّنبِ
ويدَّعي عُمراً طويلَ الحِقَبِ
لهُ جلالٌ وهو مِن بَعدُ صَبي
فكيفَ خَوفي مِن رِياضِ الغُرُبِ
وما تواضُعِي وما تَحَسُّبي
وما تَوجُّسِي وما تَرَقُّبي
وما تَلَفُّتي كَفِعْلِ المذْنِبِ؟
لستُ ضَئِيلاً لا ولا غَيرَ أبِي
ولا فقيراً أو هزيلَ النَّسبِ
لَكِنّها ذات ُالهَوَى المُنْقَلِبِ
حَدِيقةُ مِن مأكلٍ ومشرَبِ
حديقةٌ كَكَوْكَبٍ في كوكبِ
إمرأةٌ قد ْتُوِّجَتْ بِالشُّهُبِ
مُشِيرةٌ بِمِشعلٍ مُلتهبِ
تركبُ فوق وَحْشِها المُرَكّبِ
مُركبٍ من ألفِ ألفِ مَرْكَبِ
بِمِئَتيْ رأسٍ لهُ وذَنَبِ
وكلُّ رأسٍ لملِيكٍ أحْدَبِ
مُتَوجٍ بتاجهِ مُعَصّبِ
مِنَ الصَّقيحِ اللِّينِ المُذَهَّبِ
ولبدَةٍ في عُنُقٍ ومِنكبِ
لَكِنها مِن زَرَدٍ مُقَطَّبِ
يُمسُكُ رايةً بِكُلِّ مِخلبِ
والبحرُ تحتهُ كثيرُ الغَضبِ
قد صَرَّهُ في صُرَّةٍ من قِنَّبِ
فالوحشُ فوقَ كُرِةٍ مِنْ عَجَبِ
يَلعبُ في غَيرِ مَقامِ اللّعِبِ
يَضْرِبُها بِمخلبٍ مُدَبَّبِ
كأنهُ يقولٌ للماءِ اْ هرُبِ
لَكِنهُ خَافَ فَلَمْ يَنسَكِبِ
إمرأةُ مَرَّتْ كَنَصٍّ أدَبِي
مِن قبلِ خلقِها علَى مُصَوَّبِ
منظومةٌ لم تُخْتَصَرْ أو تُطْنَبِ
لا كَاْرتجالٍ بِلِسَانٍ ذَرِبِ
إمرأةٌ تَحكُمُ سَيرَ السُحُبِ
بِلفتَةٍ من جَفنها والهُدُبِ
مَتَى تَقْلْ للصخرِ ينسبْ يَنسَبِ
أو تَسبِ حُراً مِن ذويهِ يَنْسَبي
أومَتْ إليَّ عَينُها بالمرْحَبِ
في يَدِها اليُمنَى رحيقُ العِنَبِ
وفي اليَدِ اليُسرى دِماءُ العَرَبِ.

من ديوان في القدس



  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:40 رقم المشاركة : 16

افتراضي جداتنا


جداتنا


جداتنا بجداتنا سر عجيب كأنه حجاب إلاهي وحرز محرز
يحيرني اطمئنانهن كانما تفهمنا لغز الدهر والدهر يلغز
ترى امراة في كفها وجبينها من الشعر والتاريخ نص مرمز
تتتالى عليها الحاكمون كأنهم هم الخرز المنضموم والعمر مخرز
ويشرح ميزان القوى كل حاكم لها منذ آلاف السنين فيعجز
تهد اعتبارات السياسة كلها إذا ذهبت تحت القنابل تخبز
لها دولة في باحة الدار شعبها دخان وجيران وبن مركز
تجمع أشتات الضيوف لأنها ترى الناس كنزاً من كرام فتكنز
وتبصرها في زحمة الجسر وحدها على اللطف من رب السما تتعكز
وجندية من روسيا ورفاقها إذا ما رأوها أوجسوا وتحرزوا يظنون تحت الثوب منها عساكر بافتك أنواع ستبرز
فسلم على جيش الدفاع فإنه يهدده شال وثوب مطرز
بشال وثوب تمر على الجسر مبروكة الصدر والخصر لابد يألمها حين تحشر في الشعر مقعدها في القصيدة مثل مقاعد حافلة الجسر غير مريح
فمعنى الأمومة والأرض والوطنية اصغر منها وإغداق شاعرها بالرموز عليها وذكر الأساطير أمر قبيح أنا لن اشبه وجهك بالنحت في الصخر او جود كفيك بالحقل والنهر أو
بنساء أشورا وبابل أو ظبية البر لا في الطبيعة انت ولا في الخيال تعاريج كفك مخطوطة كتبت كالوصية فيها وثيقة ملكية للبلاد وتاريخ انسابنا العربية انت براءة هذه الجبال
الخصيبة من تهمة الحجرية يا جدة التين والبرتقال كأنك انت اخترعت الجبال اقول اخترعت الجبال اختراعا ولم تتشكل بمر العصور و لكن دعوت فجاءت تباعا كأن الجبال
كلام يدور كلام نطقت به اولا ثم صار صداه جبالا صدا من صدا تتكر أقواسها في المدى ليس تعيا البلاد بتردادها كأن الجبال إليك ومنك أحاديث تروى بإسنادها
ويا جدة التين والزعترين المجفف والاخضرالجبلي ويا جدة الحرب والهجرتين سلام على طبك المنزلي إذا انت دلكت بالزيت صدر الزمان كما تفعلين مع الطفل حين يحم
سلام عليك تغنين صوت العتاب فتستأنسين الالم وتصح الليالي بإنشادها
,و دوما تصرين انك لا تكملين القصص فالنهاية عندك معدومة والعدم
وانت نقلت الحديقة حين ارتحلت إلى شرفة في المخيم شتلة صبر وريحانة فالعشيرة لاجئة في الخيم والحديقة لاجئة في الأصص ثم بالملجئين بنيت بيوتا يؤهل فيها بقصادها وفيك ركانة قاضية وفصاحة طالبة للحقوق وفي اللهجة القروية أعشق تصغيرك الوقت حين تسمينه بالوقيت كأن الزمان صغير تربينه
وإذا هدده عارض ما ستحمينه وهو غول لكن طبعك لا يرتضي أن في الارض شيئا يسمى العقوق
فيا جدتي أنت طيبة غير انك لست ملاكا وفيك من الخبث قدر مليح كذبت على الحاكم العسكري وزورت في سن طفلك كي يدخلوه صغيرا إلى صفه المدرسي
وتعطين بعض القريبات من عنب الدار ما يشتهين ويعلمن أنك لست تحبينهن كما تعلمين وقد يبتسمن فتبتسمين وعند خبث الطيور تحاول أن تتفادى الحبال
لكن خبثك ولكن خبثك بريء على كل حال . جمعت الصفات بأبطادها تمر على الجسر تحمل مالا يطاق من الأمر هم البلاد نعم وكذلك زيتا لاحفادها وصنوفا من الجبن والمريمة أو ققرصموفا من الحكمة الأبدية مخبوزة في الطوابين مفروشة كالبساتين مقطوفة من على شجر التين أوكتب الشعر والنثر والدين راسا إلى قاع زوادها وما كنت
أدري لماذا تصمم على حمل كل صنوف الثمار التي خلق الله في زحمة الجسر حتى رايت مجندة عندها تسعتان من العمر وهي تفتشها وتفتح كل حقائبها ثم تفرشها لأرى بلدا كاملا فوق منضدة الفحص ينشر مثل العلم وقل للعساكر في الجسر يا امة من غبار الامم ويا من تهينون أهل الكرامة للعنصرية أو للسأم إلى أن تكون لكم جدة مثلنا إلى أن ييدور الزمان إلى أن تروا أن قتل سوانا لكم لا يحل لكم قتلنا
وان تحملوا حملنا إلى أن يكون لكم مثل هذا تنحوا وخلوا هذا الطريق لجداتنا أن تمر لتجعلكم قصة مثل كل من احتلنا
هكذا ببراءة حجية لا بقصد ولا نية وبعفوية وهي تصنع



  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:41 رقم المشاركة : 17

افتراضي هذه أول قصيدة لشاعرنا تميم البرغوثي كتبها وعمره 18 سنه بالعمية الفلسطينية



هذه أول قصيدة لشاعرنا تميم البرغوثي كتبها وعمره 18 سنه
بالعمية الفلسطينية



ياعمي ألله يهديها فلسطين
تروح امْسامحة الله يجازيها
ينادُوها نموت احْنا وتعِيشِين
لَمين اتْعيش لو ماتوا أهاليها
تقول النايحه نيْح المجانِين
إذا العقّال جَحْرَتْها تَهدّيها
هَاتُولي أصْغر اصْغارِي يَنَاعِين
وخذُوا لبلاد أوّلها وتالِيها
مَابَدْهَا في مآسيها مُعزِّين
إذا كان المُعزِّي من مآسيها
وَجَعْ مثل الصدى في اجْبال هادِين
يَضَوِّي فِي العَظم والرُّوح يَطْفِيها
وجع مثل الصدى بِعظام وانِين
مثل شمس البحر ساعة عصَاريها
وجع مثل الصّدى يهذي وما يذِين
يَرُوح ويِيجي ويِبْعدها ويِدْنِيها
وصدى مثل السكُوت يرنْ ويَرِين
صلْح بين الإشِى وعَكْسُو يأذِّيها
بها فخر وندم خطين عَاجْبِين
كتبها ربّها وما عاد يمْحِيها
بها فخْر وندَم كَنْهم طريقين محرَّمْتين
بسْ مجبُورة تمشيها
اثنين وقسَّموا كل اشيْ بها اثنين
ثبات اعْيونَها ورجْفت أياديها
علامة نصرها اقْبال المصورين
وجمْلتها الي ما تقْدر توفيها
فخر إنُو شهيد مع النبيين
كما قال المعزِّي وشُو الندم فيها
وندم على الميت وماتم
عشرين حرق بن المعزي وشو الفخر فيها
وجعها يا وجع زينب على احْسين
وجع مريم على المهدَّى بكفيها
حسين وخانتُوا جموع المسلمين
وعيسى وخانتُوا الأمة الِّي يفديها
وأنت منو خانك يا ولد مين من الأمة المرْخية كفَافِيها
على لحْسين جَرَيْتُوا ألف عَيْن
وعيسى سَاللُوا من الناس ضعفَيْها
على هَالْجَوْز وقفْتُوا يراثِين
كأنُّوا ما لِنا أحباب نبْكيها
ومريم كل من تبكي على ابْنِين
وزينب كل من تبكي عاوَالِيها
اتركُوهَا تَصَيحْ الصوت صُوتَيْن
اتركُوا العلة على العلة تداويها
مثل حبْس البُكى حبس الحسَاسِين
إذا فلْتَتْ عَلت مهما تنَادِيها
مثل حبس البُكى مَشي الغَشِيمِين
بألف كَاسَه مَلانَي لاشَفَافِيها
مثل حبس البُكى تقْنع حصانيين
بعلية بخل بالشِّيت بانِيها
مثل حبس البُكى ردْ المُغِيرِين
إذا قالت يَادَايم في أعَادِيها
مثل حبْس البُكى كتْم الكَوَانِين
وتَرْبِيط السّهام بقوْس رَامِيها
مثل حبْس البٌكى قالوا الحكيمين
ترد الغيث لَلْغَيم بعلاليها
وكل باكي طفل حتى بسبعين
بُكاها يزيد من نهرَات ناهيها
دمُوعَك مَيَّهْ تسَّرَّب من اليدين
وكيف تْرِيدِي بالجفنيين تقْنِيها
وجع عم يجْمَد ويملس على الهين
جناح الرّخ واحْنا ظل تحتيها
وجع يشبه تماثيل المَيَادِين
تُوقَفْ رَغْم الخَجَل من كثْر رائِيها
وجع يبدا خشن ويلين بعدين
ومن نال المطالب نال بعديها
وهٌو يَطْلب عَرْش رُوح المُصَابِين
لأجْلُو فى الصدور اجْيُوش يَفْدِيها
وإذا نال العرش ابن اللئيمين
يصير اسْمُو حزن والحرب ينْهيها
ويحكم تَايَسَلمْهُم لَعزْرِين
ويسأل عن عروش أخرى تَايَبْغِيهَا
ومن ذاك الوقت صَارَتْ مثل دِين
ما ينهيها حدى إلا تَايَبْدِيها
وكِلْ ثَوْرة وجع تَتْنال تَمْكِين
وإذَا نَالَتْ حزن بسْوَى نسَمِيها
ولا أصْعَب من المصِيبة على الزَّيْن
سوى إنُو أمام الناس يشكيها
بدنها يرج لو قالوا المذيعين
إليكم نشرة الأخبار يُلقيها
بدنها يرج رجات الفناجين
بيدين الختاير لما تحفيها
وجع يتعرج بخط العناوين
يكشف أحزانها كل ما تغطيها
ورقم أغبى من أولاد المهمين
وما تعرف حصاها والا ناسيهى
جريده من ورق مالك تحملين
محامل تعْجِز من الخيل عاديها
ورق لفْ اللّهب لف الرضيعين
وقالوا بَسْمِلِي يَلّى واحْمِلِيها
وجعها يَعن من كلمة وكلمتين
صباح الخير يام إفلان تضنيها
بكفي لكل اشي معنى تحطين
فقالت عوض ما ضاعت معانيها
عشر عجمات توزنها بموازين
على صدري يهاب الذيب واديها
ومن طول الحزن ناحو الملاكين
على اكتافي وهد الروح بانيها
أطلنا وما عرفنا الباكية مين
وقلت الصاحبي واجب نخليها
وجينا الباكية واحْنا مْسَلْمِين
وبوّسنا الغضن ما بين عينيها
وقلنا شُو الاسم قالت فلسطين
إذا ما نسيت العالم أساميها



  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:42 رقم المشاركة : 18

افتراضي الشطرنج


الشطرنج


الملك الأسود في الشطرنج
وقف قلقان
قدامه ميدان
مليان دخان
ورماح وسيوف
بيبص يشوف
الجيش مكشوف
فرسانه الزنج
الموت أستيكة وهمه حروف
سكرات البنج
منبه خوف
خض الفرسان
عدل العمة ونفض العفرة عن القفطان
أصل السلطان
كان ودي عساكره تدافع عنه ف كل مكان
كيف ما بداله
يمينه شماله
ودٌي رجاله
علي أفياله
وخيل خياله
حتي الطابية اللي باقياله
ووزيره وحاله ومحتاله
يموتوا بداله
في الأول كان هادي باله
موتهم مش مشكلة بالمطلق
دول بيموتوا لجل حياته
لكن لما الوضع تطور
فجأة تذكر
إنه العسكر
لو ماتوا
وبقي لوحده
من غير جنده
وحماته
حتما يخسر
حك اللحية ملكنا وفكر
ملك الأبيض برضه مقلق
هو صحيح عايق ومشبرق
لسة العفرة ما وصلتلوش
بس الحظ ما بيحبوش
في العادة بيخسر حروباته
وحظ الملك الأسود يفلق
جند الأبيض هاجم أيوه
بس مفرق
والدنيا مش دايما حلوة
يبقي عدوك عايز غلوة
تيجي عليك من دونه البلوة
الأبيض فاقد أعصابه
والأسود موته علي بابه
من فتحة ما بين فارسين
بصوا علي بعض الأتنين
لحظة وجات العين في العين
الأتنين بصوا علي بعض
والقتلي ماليين الأرض
عرض الأول ع التاني
قام التاني قبل العرض
وادي يا سيدي نص جوابه:
بعد السلام
يا جلالة الملك الهمام
أعرض عليك وقف الخصام
عارف جلالتك طبعا انه اللعبة دي
ما بتنتهيش
إلا إذا واحد من الملكين يموت
لكن إذا ماتوا الجنود م الجانبين
نقدر أنا وإنت نعيش
و اللعبة تخلص بالتعادل
وعليه يا صاحبي المبجل
أطلب إليك ارسال جيوشك للتقاتل
حيث تُقتل
وأنا كذلك بالتبادل
و اللعبة تخلص بالتعادل
زي ما أسلفت لك
ويا حبذا أيضا إذا ما حلفت لي
وحلفت لك
إن العداوة بينا تصبح كالمفيش
وبلاها جيشا
ثم السلام أحسن ختام
يا جلالة الملك الهمام
قُبل الحل الأنساني
من غير كاني ولا ماني
وراح الجند المتفاني
ميت فاني
وفضلوا الملكين الأحرار
يتلقوا مباركة وتهاني
لاجل إيقاف إطلاق النار
صبح الأسود والأبيض
أحسن أحباب
وبقوا جيران الباب في الباب
صبح الأبيض والأسود
زي الأخوان
ما بقاش ده أبيض ولا ده أسود
لكن ألوان
واتشبًك نسج الأنساب
زينة وبهرج سلطاني
نور الرضا تحت تيجانهم
ماليين نشرات الأخبار
وفضلوا العسكر ف ميدانهم
موتي حافظين الأسرار.




  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:43 رقم المشاركة : 19

افتراضي مقام عراق


مقام عراق

لعلكم سمعتم ما ألقاه الشاعر من قصيدة مقام عراق في مسابقة أمير الشعراء ولكن ربما لم تسمعوا ما تبقى من مقام عراق فإليكمهُ، وأترككم لتتمتعوا بجمال القصيدة:



كفوا لسان المراثي إنها ترف

عن سائر الموت هذا الموت يختلف

وضمدوا النخل سبعا إنه زمن

للحرب لا السلم فيه يرفع السعف

ضل الكلام وضل المهتدون به

إن الصفات خيانات لما تصف

والمرء سر ووجه المرء يكتمه

تحتار هل عرفوا أم بعد ما عرفوا

تخبرهم فترى في صمتهم خدرا

كالشيخ عزاه عن قتل ابنه الخرف

إن يصبروا لا تصدق أنهم صبروا

أو يضعفوا لا تصدق أنهم ضعفوا

يا من تصيحون يا ويلي ويالهفي

والله لم يأت بعد الويل واللهف

هذي المصيبة لا يرقى الحداد لها

لا كربلاء رأت هذا ولا النجف

أرى العراق طويل الليل

قالها جدنا يرثي أميرة من بني حمدان

يقول إن ليله طال وهو بالعراق بعيد عنها

فكيف بليل أخيها في حلب

ليس للبيت كبير معنىً لكن أثقله التاريخ

أرى العراق طويل الليل

يا أب الطيب

قد كنا أخذنا عليك عهدا ألا يجود الشعر بعدك

كان الشعر سرا وأذعته

قمرا أنزلته وفرقته على التلاميذ

فأعطيت كلا منهم قطعة عليها اسمك

لا يجاور شعرك بعدها إلا نثر وإن اتزن

فكيف سمحت لذلك الهاوي المبتدئ المسمى بالتاريخ

أن يكتب كل هذه المراثي إذا

كيف سمحت له أن يلزم أبياتك معنى لم يكن فيها

كيف كان له أن يحول كلامك إلى سكائب خيش يملؤها بما يشاء

ليس التاريخ شاعرا يا جدي لكنه يغشش الشعراء

قاتل يطعم العصافير ومثله لا يأتمن

فكيف سمحت إذا

أرى العراق طويل الليل

أكنت تعني رأي العين

ليلا حسيا طويلا تزيده حرارة الجو

وغلظت رقاب الأمراء

يجفل من حولها الهواء تاركا فراغا خانقا لأي حي يقترب

أم كنت تعني رأي أهل الحساب والمنطق

أن من يملك الجنة يعش بين نارين

نار الدفاع عنها إن بقيت

ونار الندم على خسرانها إن ضاعت

أم كنت تعني رأي الرؤيا

كأنك أصبت من النبوة بعضها رغم كل شيء

في أي بلورة نظرت أي بلورة تحملت أن تمر عليها مشاهد تاريخنا بعدك دون أن تنفجر

أي كتاب من كتب الفلك لم يحترق من الأحداث المتوقعة في طالعنا

في أي كف أو جبين رأيتنا ياجد وأي شيء رأيت

هل رأيت علبة الأسبرين وحدها تماما في مركز الأورام

هل رأيت ذلك الإيمان العصبي عند الأمهات أن موت الأطفال قضاء وقدر

هل رأيت الشيب في مفارق السعف وخشونة الجذوع تسكن أصوات البنات

هل رأيت وقفت الجندي يطلب مرتبه من عدوه ثم لا يعطيه

هل رأيت بعد ذلك استشهاده

أكنت تعلم بهذا الويل المتقن والقتل العمومي

والطائرات تعيد تعريف السماء لنا

والخطوط الحمر تعيد تعريف الأرض

جعلت الخريطة عجوزا متصابية طاعنة في ألوانه الاصطناعية

أي عدوان على جدتك الوقور

أشد من أن يلون لها صبية الحي وجهها

بهذه الحدود الدولية

أرى العراق طويل الليل مذ نعيت

فكيف ليل فتى الفتيان في حلب

صح اللسان الليل نقيض لهذه الألوان

يهبط على الخريطة كالحجاب

يستر العجوز والصبية ويضمهما معا في المصيبة

أرى العراق طويل الليل

نام جدي أبوالطيب أحمد بن الحسين المتنبي ليل الأربعاء على الخميس لسبع عشرة ليلة خلون من المحرم عام أربعة وعشرين وأربع مئة وألف على قصف الطائرات الأمريكية لبغداد

وقام جدي على أصوات المؤذنين يقيمون صلاة الفجر

حي المآذن تحت القصف تبتهل

الشعر أنت وباق الشعر منتحل

أنت رسول خلت من قبله الرسل

لكن أهلك صموا عنك أو جهلوا

فلا يرون الضحى والشمس تنتصف

حي المآذن تحت القصف تنتصب

حتى الطيور التي من حولها عرضوا

تطمئن الأهل إذ يجتاحها اللهب

أنا بخير فلا خوف ولا رهب

مازلت أقصف لكن لست أنقصف

كفوا لسان المراثي إنها ترف



طائفة من الحدادين المكفوفين نحن

ندق معادن لا نعلم أصولها

ونصبر أنفسنا على النار حاسبين أنا نصنع شمسا من ذهب

والدهر يمشي على إيقاع مطارقنا

وعلى الباب ينتظر الناس أن نخبز الشمس لهم

أتوا بالدراهم والدعوات يغنون لنا ولها

يا شمس كوني لنفس المرء مطهرها

يا شمس ولتجعلينا بعض داراتك

ويا ابن آدم صم لله إن ترها

وصل كي يغفر الرحمن زلاتك

هي التي كتبت في الكف أسطرها

فأصبحت طرقا تقتاد خطواتك

يا شيخ طائفة العميان كن عجلا

متى بربك هذا الأمر تنهيهِ

أجابهم قائلا:

بالله صبرا علينا يا موالينا

في صنع شمسكم طالت ليالينا

عميان نعمل في سوق الحديد ونجلوه إلى أن جلى شيب نواصينا

نصنع ما يطلب الشاري ونجهله ولا نرى كم من الأموال يعطينا

نقترض العيش من دنيا مرابية تسرقنا لا هدى الله المرابين

قال الرجال اطرقوا شمسا لتهدينا

تهدي البصير ولكن كيف تهدينا

عميان نطرق شمسا لم نكن أبدا عشاقها لا ولا كنا مبالينا

لكننا رغم هذا العجز أرفع قدرا منك يا شمسنا لو كنت تدرين

مهما فعلت إن كنت طالعة أو كنت غائبة مهما فعلت فأمر ليس يعنينا

والشمس تاريخنا إذ لا مجال هنا وإن عمينا فما تعمى معانينا

نصنع تاريخنا عفوا ويصنعنا

شيخ وأعمى وفيه كل ما فينا

ومنذ ألف من الأعوام ينتظر الرجال شمسا بها ظلوا مجانينا

شمس تعيد لهم أمواتهم زمرا

ثم تقيم على العدل الموازين

وترحم الناس من دنيا معاوية

وتنجز الأمر لم ينجز بصفين

يا أهلنا استمعوا عندي لكم خبر

يضنيكم لو أداريه ويضنينا

لا شمس بل كرة من معدن طليت

وليس إشراقها إلا تلاوينا

يا من نذرتم إذا عاد الألى ذهبوا

ستبذرون على القبر الرياحين

لا لن يعودوا لكم قطعا لأنهم

مابين أضلعكم ظلوا مساجينا

قالوا له ما للذي يا شيخ تعنيه

يا شيخ طائفة العميان هل علمت يداك ما أخطأته عين رائيه

يا شيخ طائفة العميان أبد لنا ما كنت عنا بحق الله تخفيه

إن العمى بيننا يا شيخ مقتسم

إن العمى ليس إلا ما نسميه

فقال والحق موقوف على فيه

يسألني عن مكان البيت مبصركم

ياباني البيت فاحفظ أين تبنيه

قوموا إذا ما أردتم أن يقام بكم

فقد يؤخر من خير تمنيه

بئس انتظاركم القوم اللذين مضوا

إن انتظاركم حبس وهم فيه

يا من بكوا ظلم من في كربلا ظلموا

هاتوا المرايا فانتم يا رجال هم

ماذا أعلمكم والعلم عندكم

أعمىً يقود بصيرا لا أب لكم

قد ضل من كانت العميان تهديه

أنا بشار ابن برد

أنا من يحفظ في كفيه جدران المكان

أنا من أذن في غير الأوان

كنت سكران ولكن أنا من مات فداء للأذان



( هي قصة بشار بن برد الشاعر كان أعمى وكان سكران وبغني فسمع طبول موكب الخليفة فقال هلا بيعرف إني أنا سكران فبدل ما يسكت لأنه سكران أذن فقال الخليفة من ذلك الذي يأذن في غير وقت الصلاة قالوله إنه الأعمى بشار فأقام عليه حد السكر فمات)



أنا بشار ابن برد

أنا من يحفظ في كفيه جدران المكان

أنا من أذن في غير الأوان

كنت سكران ولكن انا من مات فداء للأذان

قائد العميان في طرقات بغداد إلى أبياتهم والمبصرين

أنا من أبصر ما في السيف من ليل تهاوت من أعاليه الكواكب

أنا من غرب طير الشعر عن أوطانه

أنا من لم يبق من ديوانه إلا اشتباك وارتباك بين أستاذ وطالب

أنا من دافع عن إبليس في عصيانه

أنا من مات على إيمانه

أنا من لا فرق عندي بين محجوب وحاجب

وأنا من تسكن الأسرار في إعلانه

وأنا طفل إذا وبخه الدهر يرد

أنا بشار بن برد

أنا من أذن تحت القصف فجرا

أفتل الصوت حبالا

أربط الأفق بها أن يتهاوى

مثل إعصار وبحار وقارب

كل من أذن في بغداد مثلي

ألف بحار وبحار يشدون سماء كالمراكب

تتهاوى فنشد

أنا بشار ابن برد

الله أكبر تحت القصف تندفع

وكلما ضاق عنها الأفق يتسع

إن القنابل تهوي وهي ترتفع

نبوءة أسمعتكم لو لكم سمع

لا جن يحضر إلا سوف ينصرف

عني خذوها وقولوا فال بشار

لا تدعوا العجز ما في العجز أعذار

تعمد المرء للنسان تذكار

وبعض من حزنوا في حزنهم عار

والعار في الناس بالإخفاء ينكشف

لا تدعوا العجز فالأعمى له بصر

والريح مجتاحة يجتاحها الشجر

كما تكسره فالريح تنكسر

لا يعذر الموت من يأتيه يعتذر

وقوة السيف فاعلم أصلها رهف





  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:44 رقم المشاركة : 20

افتراضي حديث الكساء


حديث الكساء

حديث كساء النبي الذي سوف أكتب عنه
حديث عن الوحدة الوطنية والعافية
وسأبدأ قولي بنثرٍ ..
أضيف له الوزنَ والقافية
ومن بعده سوف أنشد شعراً
بلا حلية الوزن ..
يحسب نقاده خطأ
أن ما فيه من صور
حلية كافية
وبعدهما سأوحد بينهما
حيث أن القصيدة عن وحدة الناس في بلدي
ولأني أرى وحدة المذهبين على مذهب
لغة عالية
حديث الكساء حديث قصير
مؤداه أن النبي دعا حسناً وحسيناً وفاطمة وعلياً
وضم عليهم كساء من الشعر
ثم دعا الله أن يذهب الرجس عنهم
فأنزل ربك آية تطهيرهم
هكذا وردت في مراجع أهل الحديث من الفرقتين
حديث الكساء حديث جميل
ولست أبالي إذا اختلف الناس من بعد ذلك
في الأثر الطائفي لذكري له
بل وإني لمن أجل هذا خصوصاً ذكرت الحديث
لقد نظر الناس في أثر الضم
هل فيه رمز لعصمة من كان تحت الكساء
أم القصد تكريمهم دون توصية بالإمامة بعد الرسول
ولكن أنا
ولأني من الشعراء ولست من الفقهاء
ولا أبتغي أن أحوّل هذه القصيدة درساً في علم الأصول
أقول
وأجري على الله فيما أقول
بأني سأُدخِل فيه الذين أبوا أن يذلوا لغاز أتاهم
وأُخرِج منه الذين على العكس منهم أباحوا لحاهم
فمن ردّ كيد اليهود بلبنان عندي
سيدخل تحت الكساء
ومن ردّ كيد التحالف عن شارعٍ في العراق
سيدخل تحت الكساء
وإن كان هذا على مذهب لا يوافق ذاكَ
فإني أرى تلك موعظة لو تفكّر أهل العقول
وهذا خلاصة نثري
فإن ترد الآن أن تسمع الشعر فاسمع ..
أقول
دخان كثيف
يوزن بالأطنان
يعبر الخرائط
إن ترفع يدك لا تراها
والناس يصدم بعضهم بعضاً كسيارات الملاهي
فان تتبّعتَ الدخان إلى مصدره
وصلت إلى غليون القيصر
شبكة من النور تلُقى لتنتشلهم
يسقطون من خلالها واحداً واحداً
فتعود إلى ربها
كَيَدِ طفل يحاول نقل البحر بأصابعه
إلى دلوه الصغير
كتب النحو والفلسفة والرياضيات
تتبرع لجدران المساجد والكنائس كل بسطر أو اثنين
تتصل السطور وتتلوى
في تكوينات نباتية متشابكة على المحراب والمذبح
المحراب ينمو
إلى أن تحتكر فروع نباتاته
توزيع الشمس والظل
بين محيطين وسبعة أبحر
ثم لا يلبث المحراب أن يجد من ينسفه
قباب تشتعل
المؤمنون
أكثر الناس حرصاً على إحراق المساجد
والكفار
أكثر الناس حرصاً على المشاهدة والترميم
أو الترميم أولاً
أي .. قبل الإحراق
تجتمع الكتب سرّاً
وتتبرع مرة أخرى
كل بسطر أو اثنين
وتتصل السطور لتصبح ساق نبات طويل
يلتف على الحطام ويحاول عاجزاً أن يزهر
تستمر القباب في الاشتعال
والكتب في التبرع
بعد فترة
أصبحت القباب تشتعل ذاتياً
يعني من غيظها
أما الكتب
فأصبحت من كثرة ما تبرعت
بيضاء تماماً
ومن ابيضت كتبه
ابيضت راياته
***
ساعتان رمليتان
كلٌّ تتهم الأخرى بأنها مقلوبة
وتدعوها أن تعتدل مثلها
ويدٌ واضحة جداً
تقلبهما معاً في نفس اللحظة
ومن موقعيها الجديدين
تستمر كل واحدة منهما في اتهام الأخرى
***
أربعة جيوش من ورق اللعب
جيشان أحمران وجيشان أسودان
تظهر المذيعة في نشرة الأخبار
يتقاتل الأسودان والأحمران
المذيعة تذكر خلط الأوراق
يتحالف كل جيش أسود مع نظير له أحمر
المذيعة مرة أخرى
تنقسم كل ورقة نصفين
نصفها الأعلى أحمر والأسفل أسود
أو العكس
تزداد العداوة كلما اقترب الخصم من خصمه
فما ظنك بالخصمين وقد أصبحا متجاورين في ورقة واحدة
تصاب الأوراق بالفصام
فتقطع كل ورقة نفسها من الوسط
نهاية النشرة
سلة المهملات
***
على هامش الصورة
جموع المشجعين
يضرب بعضهم بعضاً بالأحذية
شيوخ الدين
يبنون مساجد في الفضاء الخارجي
شيوخ السياسة
يحملون الكراسيّ على رؤوسهم كآلهة المصريين القدامى
شيوخ الكلام .. والكلام أمر عظيم
مشغولون بقصيدة النثر والكبت الجنسي والاكتئاب
وأنا .. أحاول أن أكمل هذه القصيدة
**
يا كساء النبي استمع
يا علي المقام
أنت أكرم ما في مخيّمنا من خيام
فليُقَم فيك مستوصف إن تيسّر يأوي إليه ضعاف الأنام
يا كساء النبي وبرج الحمام
يا شريطاً من النور ضُمّ على باقة من كرام
يا شبيه السماء القريبة وصبح المعاني
ويا رحمة الله منسوجة في خياطة برد يماني
وتذكرة بالزمان العفي
يا كساء النبي
***
يا كساء النبي ارتفع راية عالية
لبني الجارية
للذين إذا تركوا في المنافي وشُقرَ المواني
فلا ماء يخرج من تحت أقدامهم
لا ولا وفد يأتي إليهم
وإن أُخذوا ليضحّى بهم
لا فداء لهم
يتنزل من جنة ما
ولا بيت تعلو قواعده فوقهم
فيجيء الحجيج إليهم بفاكهة الأربع النائية
***
يا كساء النبي
ارتفع راية عالية
لبني الجارية
يا كساء النبي
وجمّع قبائلهم
خفّف الموت عنهم قليلاً
وغربتهم
فلقد أصبحوا في البلاء سواءً
وباتوا ولا فرق بين المقيمة والجالية
***
يا كساء النبي
ارتفع راية عالية
لبني الجارية
قم وأعطهم الدرع والسيف والرمح
واتل عليهم من الذكر شيئاً
وصلّ صلاة الجماعة فيهم
وقل : حاربوا كل باغ قوي
يا كساء النبي
***
يا كساء النبي
اجتمع
كالضمادات ضمت إلى جرحها بُرأها
والشباك إذا انتشلت ملأها
والأمومة في ضمة الصدر
تنشر حتى نجوم السماء دفأها
***
ياكساء النبي
اجتمع
فإذا ما اجتمعت اتسع
للزهور
ومن لا يحب الزهور ولا يشتهيها
اتسع للولاة ومن لا يليها
اتسع للحقيقة والشك فيها
اتسع للسهول .. اتسع للجبال
اتسع للنساء .. اتسع للرجال
اتسع للعجوز .. اتسع للرضيع
يا كساء النبي
اتسع للجميع
فمن لم يكن في الكساء مُضاع ٌ
وإن كنت أقرأ من قبلها
أننا لن نضيع
وحتى إذا ما أردنا الضلالة فعلاً
فلن نستطيع
وإني إذا ما لمست أيادي أهلي
تبدّى إلي
بأني لمست خشونة بردك بين يدي
وصلى عليك البصير السميع
يا كساء النبي







  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:45 رقم المشاركة : 21

افتراضي الخط


الخط


أبسط مِنُّه مفيش

يِنْفَعْ قَصِيدَةْ ويِنْفَعْ جِيش

خَطّ الدِّفَاعْ وِطَاْبُورِ العِيش

يِنْحَطّ مِنْ تحتِ العَنَاْوِينْ

ينحطّ مِنْ تحتِ الغَلْطَةْ

وِيْلِفّ يِبْقَيْ عْقَال حَطَّةْ

وِيِتْعِدِلْ سَطْر عَلَي جْبِينْ

أعمارْ بِحَالْهَا مسطُورَةْ

بِخَطّ مُعْجَمْ ع القُورَةْ

تحت الطَّواقِي والطَّراْبيش

والخط أبسط منُّه مفيش


خطّ الحدُودْ رَاسْمُه خَوَاجَةْ

حَابِسْني فيْ مُعاهْدِةْ لندَنْ

وخطّ مايلْ ع المحرابْ

علي المشاكِي وفوق البابْ

تكتر فروعُه وتتفرَّقْ

دهب وماشي علي اْسْتَبْرَقْ

مَطْرَح مَاْ فِيه صُوت بِيأَدَّن

الخط يمشي وَرَاه وْيِسْبَقْ

الصوت يِغَرَّب وِيْشَرَّقْ

والخطّ عُود وَرْدِ مْوَرَّقْ

عاشِقْ وِمِشْ عَايِزْ حَاجَةْ

إلا مُصاْحْبِةْ مَنْ يَعْشَقْ

والخطّ نُورْ عَلَيْ توبْ أَزْرَقْ

والنُّور فِيْ مِشْكَاة فَيْ زُجَاجَةْ

مَكْتُوب عَلي المِصباحْ «اقرأ»

بخطّ ويَّا النورْ مخلوط

أو يبقي نور علي شَكْلِ خْطُوط

زي الصَّباح داخِلْ مِ الشِّيش

والخطّ أبسط منُّه مفيش


والخطّ يِنْفَع يِبْقَي دُخَانْ

من شيشَةْ عَلَي قَهْوِةْ حَرَاْفِيش

بِيِخْتِفِي عَنْهُمْ وِيْبَانْ

كإنُّه رادْيُو عَلِيه تَشْوِيش

مَاْ تِعْرَفِ الدُخَّان هَرْبَانْ

والا بِيِغْرِيهُمْ بِشْوِيش

يمدُّوا إيدهم ليه يِهرَبْ

وخطّه أَعْجَمْ لا يُعرَبْ

والعمرِ ماشي بْيِتْسَحَّبْ

يقولوا: «أحسن بلا قَلَبَانْ

مِتْعَوِّدينْ بَلا عُمْرِ نْعِيش»

زُومْ أَوْتْ تِلْقَي النَّاس طُرّاً

عَ القَهْوَة قَاعْدَة بْتِتْمَرَّنْ

تمسك فِيْ خَطّ دُخَانْ سَرْحَانْ

تاريخ بِشِبْشِبْ وِبْجَامَةْ

مَالوش لا قُومَة وَلا قْيَامَة

قَاعْد علي البار وِبْيِشْرَبْ

وِلما يِسْكَرْ يِسْتَغْرَبْ

ولما يُقْعُدْ عَ المكْتَبْ

يكْتِبْ تَارِيخْ يِطْلَع تَحْشِيش

والخطّ أَبْسَطْ مِنُّه مَفِيش


وخطّ زَيّ رَقَمْ سَبْعَةْْ

كإنُّه لُوحْ مَضروب سِيفْ يَدّ

أَو حَدّ قام يِدْعِي عَلَي حَدّ

يِدْعِي عَلِيه مِنْ قَلْبُهْ بْجَدّ

خَطَ الشِّرِيطَةْ فْ كِتْفِ شَاْوِيش

هَاْيِضْرَبَكْ فِيْ صَلاةْ جُمْعَةْ

وِفي الإشَارَةْ يَاْخُدْ بَقْشِيش

وِفي المظَاهْرِةْ خُوَذْ وِدْرُوع

تحتيها تَشْكِيلَةْ مْنِ الجُوع

يَاْ سَطْرِ عَسْكَرْ لَو تَدْرِي

فِيه سَطْرِ بِالحِبْرِ السِّرِّي

فِي مَلامِحِ العَسْكَرْ مَقْرِي

يَا ضَابِطِ الأَمْنِ المَمْرُوع

جُنْدَكْ يَاْ بَاشَا اْخْطَرْ مِنِّي

أَنَاْ بَسِّ بَاكْتِبْ وِباْغَنِّي

آَخْرِي قَصِيدَةْ وِرْوَايَةْ

أَمَّا خَلِيْفَةْ السَّبْعَ اْبُو زِيدْ

إلليْ فْ مَلامْحُهْ جَبَلْ وِصْعِيدْ

جَوَّعتُهْ وِادِّيتُه عَصَايَةْ

وْبِتْذِلّ فِيهْ مْنِ العِيدْ للعِيدْ

خطّ التَّماسْ بِينْكُمْ وَاضِحْ

لَوْ يُومْ يِقُولْ بَسّ كْفَايَةْ

رَاحْ تِجَرَيْ في البَرّ مَدَابِحْ

دَه مِشْ بِتَاعْ يَسْقُطْ وِيَعِيش

والخطّ أبسط مِنُّه مَفِيش

وِخَطّ وَشْمِ البَدَوِيَّة

تَحتِ الشَّفَايِفْ بِشْوَيَّة

الستّ تِغْلِبْ دَوْرِيَّة

تِحْسِبْهَاْ تِمْثَاْلْ حُرِّيَّة

وِمْهَرَّبَةْ سْلاحْ لِفَلَسْطِينْ

وِخْطُوطْ فِيْ أَجْسَامِ النِّسْوَانْ

تَحْتِ المايُوه عَ الشَّطّ تْبَانْ

بِيْقُولُوْا عَنْهَا خْطُوط التَّانْ

حُرِّيَّةْ تَبْحَثْ عَنْ عِرْسَانْ

لكنْ يَاْ حَسْرَة مِشْ لاقْيينْ

وِخْطُوطْ كَرَابِيجْ عَ الأبْدَانْ

تِخِفّ فَيْعِيدْها السَّجَّانْ

خَرِيطَةْ في جِلْدِ الإنْسَانْ

زَيِّ الطَّلَلْ في الشِّعْرِ زِمَانْ

يِخْفَي وِيِظْهَر بِعْدِ سْنِينْ

شافُه الطَّبيبْ قَال أَمْرُه صَعِيبْ

وِرَاحْ يِجِيبْ وَصْفِةْ نِسْيَانْ

وِخَطِّ غَامِضْ فيْ رُوْشِتَّه

وِخَطّ وَاضِحْ في الإعلانْ

والخطّ يِبْقَيْ خَرِيطِةْ مَصْرْ

الدلتاْ زَيّ الكَرَفَتَّة

وِسِينَاْ زَيّ عَلامْةِ النَّصْرْ

وِالشَّامْ حُصَانْ وِرَقَبْتُه البَحْرْ

والرَّاسْ دِمَشْقُ وْمَصْرِ الضَّهْرْ

والقُدْسِ في القَلْبِ تَمَامَاً

وِبْتِدْفَعِ المُهْرِ أَمَامَاً

بقول أماماً نَحْوَ الشَّرْقْ

نَسَبِ البُرَاقْ يِرْجَعْ للبَرْقْ

يُوصَلْ لِبْغَدَادْ أوْ طَهْرَانْ

يُوصَلْ لِطَهْرَانْ أَوْ بَغْدَادْ

والأَرْضِ تِتْكَلِّمْ عَرَبِي

مِمْتِثْلَةْ أَمْرِ فُؤادْ حَدَّادْ

وِليها في النَّقْدِ الأَدَبِي

وِلِيها في الخَطّ المرْسُومْ

صَلاحْ جَاهِينْ وِحَمَامْ البَرّ

عَلَي يَدِيه يِوْقَع وِيْقُومْ

وَاْبُو النُّجُوْمْ سَنَدِ المظْلُومْ

نَاتِفْ شَنَبْ عشرين سُلْطَانْ

شِيخِ العَرَبْ عَبْدِ الرَّحْمَانْ

عَمِّ البَلاغَةْ وْخَالْهَاْ كَمَانْ

الشِّعرِ سِرْبِ حَمَامْ طَايِرْ

لافِفْ عَلِيكْ دَايْرٍ دَايِرْ

لُغَةِ الصِّعِيدْ وِالوِشِّ السَّمْحْ

كُلِّ الحَمَامْ جَايْ يَاكُل قَمْحْ

وِمَفِيشْ حَمَامْ جَايْ يَاكُلْ عِيش

والفَرْق أَبْسَطْ مِنُّه مَفِيش


والخطّ مُمْكِنْ يِتْفَلْسِفْ

مَفْهُومْ مُجَرَّدْ ذُو حَدِّينْ

وَاصِلْ وِفَاصِلْ أَوْ الاتْنِينْ

كَمِّ النُّقَطْ مِ السِّينْ للصَّادْ

مَالوشْ نِهَايَة وَلا تِعْدَادْ

والخَطّ وَاحِدْ أَوْ مَلايينْ

حَسَبْ تِبُصّ عَلِيه مِنْ فِينْ


والخطّ يِنْفَعْ رَمْزِ الدِّينْ

صِرَاطْ بِيِمْتِحِنِ العَالَمْ

يِمْشِي عَلِيهِ البَنِي آدَمْ

كَمْ خَطْوَة بَعْدِيهُم يِحْدِفْ

حَسَبِ العَمَلْ يَا شْمَالْ يَا يْمِينْ

والخطّ مْمْكِنْ يِبْقَيْ تَارِيخْ

أَرَاْجُوزْ عَجُوزْ بِيقُول أَنَاْ شِيخْ

عَايِزْ يِرُوحِ الأَبَدِيَّة

لَكِنُّه يِجْهَلْ فِين هِيَّة

الفَيْلَسُوفْ اللِّيبِرَالي

قَال التَّارِيخْ زَيّ السِّلِّمْ

طَالِعْ عَلَي فُوقْ طَوَّالي

فُوقِ الخَواجَةْ الرِسْمَالي

وِتحت أَفريقي وْمُسْلِمْ

أمَّا اْبْنِ خَلْدُونِ العَلاَّمْ

قال التَّارِيخْ فيه نَظَرِيَّةْ

عَنِ الدُّوَلْ وِالعَصَبِيَّةْ

دَايماً يِلِفِّ فْ دَوَرِيَّةْ

وِكُلِّ دَوْلَةْ مَبْنِيَّةْ

بَعْدِ الغِنَي رَاحْ تِتْهَدِّمْ

عِشْرِينْ سَنَةْ بَعْدِ الميَّة

أَوْ مِيتْ سَنَةْ بَعْدِ العِشْرِينْ

والفَيْلَسُوفْ المِتْبَلْشِفْ

قال التَّارِيخْ دَهْ لُهْ حَرَكْتِينْ

بِيلِفِّ وِبْيِمشِي لْقُدَّامْ

كَإِنُّه كَوْكَبْ أَوْ لَوْلَبْ

وِكُلِّ غَالِبْ رَاحْ يُغْلَبْ

إلا الرَّفِيقِ العُمَّالي

يَعْنِي التَّارِيخْ زَي القَلاوُوُظْ

لَوْ مَرَّة لَفّ غَلَطْ هَايْبُوظْ

أمَّا الحَكِيمْ صَاحْبِ القَهْوَةْ

جَوَابُه مَا بَعْدِ حَدَاثِي

قَالْ لي بْبَسَاطَةْ الدُّنْيا حْظُوظْ

مَشَارِيبْ وِدُخَّانْ وِكَرَاسِي

وِبَعْدَهَا جِبْنَةْ وْبَطِّيخْ

ِيضْحَكْ لإنُّهْ ماْ لُوشْ دَعْوَةْ

في الحَرْبِ وِيْقُول أَنَاْ مَالي

أَلْقَانِي مِشْ عَارْفَ اْتْبَسِّمْ

أنا تاْريخي مِتْجَسِّمْ

خطّ التَّاْرِيْخْ مَاْ فِيْهُوْشْ تَجْرِيدْ

خَطّ الخِيَمْ مَلْمُوسْ وِمَدِيدْ

خَطّ الجُثَثْ فِيْ حْرُوبْ سَبْعَة

زَيِّ النَّبَاتْ يِسْقُوه فَيْزِيدْ

خَطّ الصَلاةْ وْبِنْشِ الجَاْمْعَة

دَمُّه اْتْغَسَلْ وِبْدَمّ جْدِيدْ

خَطّ التَّارِيخْ دُخَّانْ صَوَارِيخْ

والخَلْقِ فِي إديها مَغَازِلْ

تِغْزِلْ تَارِيخْها مَلابِسْ صُوفْ

لَفًُّوا عَليها جْدَارْ عَازِلْ

كعبة البلاوي عليها تْطوف

خَطّ الأُفُقْ طَالِعْ نَازِلْ

سِيْلْوِيتْ عَمَايِرْ وِمَنَازِلْ

مَضْرُوبْ عَلِيها فْ غَزَّةْ الطٌّوقْ

والليلْ نُجُومُه قَنَابِلْ ضُوءْ

هِيَّه النُّقَطْ وِبْيُوتْنَاْ حروفْ

وِيِصْبَحِ البَلَدِ المقْصُوفْ

ع الشَّاشَةْ جُمْلَة مَقْرِيَّة

مَكْتُوبَةْ بِخْطُوطْ عَرَبِيَّة

ثُلُثْ وِرِقْعَةْ وْكُوفِيَّة

مِتْضَفَّرَة بِشَجَاعَة وْخُوفْ

نِصْنَع سِلاحْنَا بِإدِينا

زَيّ الدُّعا مِنْ تَحتِ لْفُوقْ

وِنِغْلِبِ الموت وَحْدِينا

وِكَامْ «صديق» شَمْتَانْ فِينا

مَاْ بِينْ رَاْمَ الله وْشَرْمِ الشِّيخْ

يَا طِفْلَةْ عَ الحِيطْ مَرْمِيَّة

مَحْرُومَةْ مِ الزَّادْ وِالميَّة

وِنِعمِةِ الكَفَنِ الملْفُوفْ

هَقُولْ كَلامْ يِوجَعْ حَبَّة

يؤمُر بِإيه قَصْرِ القُبَّة

نموتْ بِسُرْعَة أو بِشْوِيش

والخطّ أَبْسَطْ مِنُّه مَفِيش


والخطّ واضحْ بِينْ فَرِيقِينْ

بين المماليكْ والأُمَّة

مافْضِلْشِ غير يَاَ اْحْنَاْ يَا هُمَّه

كلِّ البَشَرْ أَشْكَالْ وَالْوَانْ

وَاقْفِينْ فِ سَطْرِ كَإِنُّه بَيَانْ

جَايْبِينْ نِسَاهُمْ وِعْيَالْهُمْ

والشُّعَرَاْ سَاحْبِينْ أَطْلالُهُمْ

كَأَنَّمَا الصَّحَرَاْ مْلايَة

مَنْقُوشَةْ كُلّ طَلَلْ رَسْمَة

وِكُلّ دارْ تُطْلُبْ تَارْها

كَتِيبَةْ بَاْيْعَة أَعْمَارْها

في الضَّلْمَة تِلْمَعْ أَنْوَارْها

وِكُلُّهُمْ وَاقْفِينْ في الصَّفْ

فُرَصِ النَّجَاةْ وَاحِدْ في الأَلْفْ

لكِنْ أَهُو هَا نُقَفْ وِنْشُوفْ

أُلُوفْ بِتِتْحَدَّي فِي أْلُوفْ

تِحْسِبْها بَاصَّة في مْرَايَة

والموتْ كَإِنُّه طِيرْ مَأْلُوفْ

ما بين حَمَامَةْ وْحِدَّايَة

وِبُكْرَة وَقْتِ الجَدِّ يْبَانْ

مِينْ خَدْهَا جَرْيِ وْمِينْ مَاجْرِيش

الخطّ عُمْرُه مَا يِتْغَيَّرْ

النَّصْرِ فِيْ إْديناْ صَغَيَّرْ

لكِنُّه فِي العَادَةْ بْيِكْبَرْ

وِبُكْرَة مَهْمَاْ بْيِتْأَخَّرْ

مِشْ وَارِدِ اْنُّهْ يْرُوحْ مَاْيْجِيش

والخطّ أَبْسَطْ مِنُّه مَفِيش




  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:46 رقم المشاركة : 22

افتراضي غــَـزَل


غــَـزَل


يطيرُ حمامُ بيتِ اللهِ نحوي لأرويَ عنهُ أشعاراً ويَرْوِي
يُريدُ بما بِه تخفيفَ ما بي فيُرجعُني كِلا الشَّجْوَينِ شَجوِي
وَظنَّي ما يحجُّ الطير إلا لجمعِ الشعرِ من حضرٍ وبدوِ
ولولا الشِّعرُ من عربٍ أحبوا إذن خلق الحمام بدون شدوِ
يقولون اْنْوِ ان تنسَى هواها وهلْ ينسَى اْبْنُ آدمَ حين ينوي
وقيلَ تقوَّ يا هذا بصبرِ وإن الصبر يُضعف لا يُقوي
وقيلَ تَرَوّ في أمرٍ تنلهُ ومنْ لي ثُمَّ من لي بالتروّي
هَبوا حُبي لكم ذنبا فإني رأيتُ القتلَ فيه مِن الغُلُوِّ
نَكونُ ولا نَكونُ إذا اعتَنقنا دُخاناً لا يكفُ عن العلوِّ
هواءً في هواءٍ أو كماءٍ على ماءٍ فأحويها وتحوي
ونسألُ عن نوايانا فتبدو على خجلٍ وتبدأُ في الدنوِّ
تَكونُ كمْهرةٍ وُلدت حَديثاً تَقومُ على مراحلَ ثُم تَهوي
كأنَّ لِتَوها لَيْلَى تَراني كَما أني أرى ليلى لِتوِّي
لِكلِّ تعانقٍ كشْفٌ وفَتحٌ وكأسٌ لا تُراقُ لغيرِ كُفْوِ
وخمرٌ أدمنتنا فهي تسعى لنا كالبنتِ تُغوى حين تُغوي
ومن عن جسمهِ يبغي سُمواَ فذا لمْ يدرِ ما معنى السُّموِّ
هواها مُعربٌ لغةَ الليالي كَكُوفيٍّ يُعلمُ أهل مروِ
يشكلُها كنحاتٍ مُدلٍ يشوبُ جلالَ صخرتهِ بلهوِ
وصخرته الزمانُ غدت بِساطاً بكفيه فينشُرها ويطوي
هواها كعبةٌ والكونُ وفدٌ لهُ لَجَبٌ وتلبيةٌ تُدوي
وفي بالي حمامٌ لا يُبالي بِهٍمْ يأوي إليها حينَ يأوي
كأن اللهَ أقطعه سماءً فأكرم هذه الدُنيا بِجوِّ
يطيرُ ثُنيً مثل القوافي فأنقلُ شعرهُ حذواً بحذوِ
ويَكتُبُني ويَمحُوني قليلاً فَدَيتُ يديه في خطٍّ ومحوِ
لذاكَ أقولُ طار الطيرُ نحوي لأروي عنه أشعاراً ويروي







  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:49 رقم المشاركة : 23

افتراضي عبث


عبث


ختيارة تحمل كراتين

تنكة زيت وسلة تين

وشوية لحفة وبطاطين

بين الأردن وفلسطين

من عام السبعة و ستّين

والختيارة كل يومين تقطع جسر الملك حسين

ويشوف الجندي الهوية

ويتطلع فيها شوية

وتتطلع فيه شوية

ومرت على هالحال سنين

ولا هوه عرف مين هيه

ولاهي عرفت هوه مين





  رد مع اقتباس
قديم 2011-08-08, 15:50 رقم المشاركة : 24

افتراضي نفسي الفداء


نفسي الفداء

نفسي الفداء لكل منتصر حزين
قتل الذين يحبهم،
إذ كان يحمي الآخرين
يحمي بشبرٍ تحت كعبيه اتزان الأرض
معنى العدل في الدنيا على إطلاقه
يحمي البرايا أجمعين
حتى مماليك البلاد القاعدين
والحرب واعظة تنادينا
لقد سلم المقاتل
والذين بدورهم قتلوا
نعم هذا قضاء الله لكن
ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين
نفسي فداء للرجال ملثمين
إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى
مثل تاريخ هنا يملى فيتلى
حاصرونا كيفما شئتم
فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار
نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق من دار لدار
حيث الصباح غدا يهرب من يد ليد
بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين
نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها
كشعر الغول ألف جديلة بيضاء نحو الأرض تسعى
ألف أفعى
والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم
ونرفع الأيدي لنعدل ميلها،
وتريد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين
يا أهل غزة ما عليكم بعدها
والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين
نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين
أضحى يقلص ظله،
كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب
حتى لا يمر مجند من تحته
ويقول إن كسرته دباباتهم في زحفها نحو المدينة
“لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي
وتلك نبوءة
قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين
هذي بلاد الشام
كيف تقوم فيها دولة ربت عداوتها مع الزيتون يا حمقى
ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين
قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم
فالغصن يأنف أن تمروا تحته
والأرض تأنف أن تمروا فوقها
والله سماكم قديماً في بلادي عابرين
نفسي فداء للرجال المسعفين
المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين
الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين
حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً
حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ
تظهرُ، يرهفون السمعَ تحت القصفِ،
تخفى يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا،
تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ،
ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ
بين الردم والإنسانِ
كالمعنى من الهذيانِ
تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ
يا دهر فلتتذكر الموتى،
هنالك سبعة في الطابق الثاني
ثمانية بباب الدار،
أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا
لأيام بلا ماء ولا مأوى
ولا صوت، ولا جدوى
ولا دعوة لرب المن والسلوى
فيا موت استعد فإنهم والله لن يأتوك أطفالاً
ولكن كالشيوخ تجارباً ومرارة
حضر دفاعك فالقضاة
مضرجين بحكمهم
قدموا عليك مسائلين وغاضبين
نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود كبارها وصغارها في غرفة،
قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا
ومضوا،
ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ
ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى كل شيء بالتراب،
لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى
ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع
يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى
“ربما قاموا”
“ربما قاموا”، يحدث نفسه في الليل
يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه،
ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا،
ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل،
من ستين عاماً، نفس هذا القتل،
نفس مراحل التنفيذ،
لست أظنهم ماتوا،
ويطلب طلعة أخرى
من الطيران تنصره على الموتى
ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات منتصراً
سعيداً أن طفلاً لم يقم من تحت أنقاض المباني كي يعاتبه
ولكن لا ينام الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا
فيضيء ليلتهم بانواع القنابل،
سائلاً قطع الظلام عن الركام وأهله
ماذا ترين وتسمعين
فتجيبه: لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين

نفسي فداء للصغار الساهرين
عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين
المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين
الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين
من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ
ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ
عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ
لكن إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز
سيروا صاغرين
نفسي فداء للصغار النائمين
بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير،
خمسةً أو ستةً متجاورين
في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين
قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،
فالآن فاوضهم على ما شئت
واطلب منهمو وقف القتالْ
يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة
أو إلى العين الكحيلة من سنين
أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً
إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين.





  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:48


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت