عندما تتثاءبين يصبح فمكِ مفاجأة ، ويتعلم النوم طريقة جديدة في النعاس ، في اللحظة التي تفتحين فيها عيونكِ يتعرض العالم لخطرِ خلقِ نفسِه من جديد ، مع أول كلماتكِ تتحرك الفوضى الجميلة ، النزوات الكبيرة التي تمر من غير انتقاد من أحد ، كل ما لا لغة له يتكلم بلسانكِ مع أول كلمة تنطقينها ، الشمس تجد الجرأة الكافية لتشرق وتنظر إلى الظل كتجربة غير مأسوفٍ عليها ، أخاف العالم عندما أفكر في فَرَضية عدم وجودكِ ، كيف يعيش إنسانٌ مع فرضية تلاشي الجمال ، لا يمكن أن أتخيل العالم مرة أخرى وهو يلبس كل صباح ربطة العنق السوداء البائسة ، بعد أن نظرتُ إليه معكِ من الرأس حتى القدمين وهو بملابسه الداخليه ، لا يمكن أن أتخيل الحياة وهي تنهش قلب الطيبين بعد أن ارتكبنا أنا و أنتِ كل الجرائم الممكنة وتعذَّبْنا بدل كل من نحبهم بشكل يدعو على الإعجاب ، لماذا يفكر العالم في حرماني منكِ ، ألا يكفيه أن جبهتي ولعددٍ لا يُحصى من المرات ارتطمت بآمالي المفزعة والتي لها طعم العذاب نفسه ، كنت قد توقفت عن تحمل عجزي عن الشفقة على نفسي ، ثم جئتِ أنتِ فأخذ العالم شكلَ فمكِ عندما قلتِ أحبكَ ، لن أفقدكِ ، لن أناقش مرة أخرى كل الوسائل غير المؤدبة التي كنتُ أتواصل بها مع العالم ، لكني أعِده أنني لن أسخر منه وهو يقف أمامي و أمامكِ عارياً من كل شيء إلا من مكان يتعانق العشاق فيه .