لقد اصبحت الديمقراطية
الشغل الشاغل وحديث الجميع
الكل يتكلم باسم الديمقراطية
الاستاذ والموظف والعامل
المتعلم والجاهل
الرجل والمراة
الكبير والصغير
لكن في المقابل اختلفت التعاريف
انا طبعا فرح ومتفائل للمشهد
مشهد رائع ان ترى الكل منشغل بهذا
النمط المعاشي الجديد في وطن عربي
لم يعرف في تاريخه الا تعريفا واحدا
يمليه صاحب القرار ويتقبله طوعا
بل ويجبرعلى التصفيق والتهليل
والتعبير عن القبول والرضا والغبطة
والويل لمن ينتقد او يناقش او يحاور في الأمر
سياسيا كان او من عامة الشعب
انا فرح لما اشاهد على الساحة اليوم
لكن في المقابل
لي ملاحظات هامة
ملاحظات صارمة ولا يمكن التغافل عنها
لكي لا تتحول هذه الديمقراطية الرضيعة
الى ديمقراطية الفوضى
وتنعت كما سبق
بالديمقراطية العربية
لقد مضت مدة طويلة على الحدث
ليفرغ من شاء ذلك
ما امتلأ به كيانه من غل وقهر وتكميم للأفواه
لكن الآن وجب التعقل قليلا
واجتناب الكلام الكثير في كل شيىء
نعم وجب الكف عن الغليان الأجوف
والنظر بجد لمستقبل الوطن
وجب تعلم الأسلوب الجديد السليم
في الكلام والحواروابداء الراي
وجب التدرب على هذه الثقافة الوليدة
لكي لا تدفن قبل ان ترى النور
الديمقراطية ليست الفوضى كما ارى
ليست التسيب والانفلات الخلقي والأخلاقي
ليست الرفض للرفض بلا اقناع
ليست التعنت والاصرار بلا حجج
ليست الكراهية والحقد الدفين الشخصي
ليست الشتم والثلب والتقزيم الهمجي
ليست الشكوك والنوايا السيئة
اخي العربي
اختي العربية
هناك تمهيد للديمقراطية
هناك معايير ومقاييس اخلاقية وعلمية
بدونها لا تستقيم الأمور
الديمقراطية ليست تصرف وممارسة فردية
بل رباط متين بين سلوكات وسلوكيات شعب
نمط من التعايش الحضاري والمتمدن داخل وطن
نعم الديمقراطية حرية كرامة وعدالة
لكن للحرية حدود الزامية
فلا حرية مطلقة باسم الديمقراطية
فالحرية مسؤولية
اي حرية مسؤولة
حقوق وواجبات
انظباط سلوكي واخلاقي
حزم عزم وجد
حب وغيرة على الوطن
هذا ما يجب التدرب والتعود عليه
لأنه وببساطة
تلك هي الديمقراطية