منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-11-18, 23:55 رقم المشاركة : 1



Icon14 من روائع الأدب العالمى



من روائع الأدب العالمى
حديث الأبواب المخلوعة


كالضياعِ يلوح في عينِ الشريد
لا يعرفون متى يتوه
كوجوم الصناديق الفارغة ..
تتذكرها الرِيح ..
و ينساها ساعي البريد .
كحيرة الدماء حين لا تدري ..
هل إلى حد السيفِ تنتمي ،
أم إلى الوريدِ المشقوق .
كالأحرف المحنطة على شفاهِ الأخرس ، نواحها ..
لا يشبهِ الصمت و لا .. الكلام .
كالأعمى ..
يطرق جفنَه في خدرٍ ..
يمتص برمشه .. فتنة الألوان ،
و لا ينام .



في صدرهِ صراخات لم يكحها بعد ،
و يخشى أنَه لن يفعل ،
حماقتين ارتكبها ..
الأولى حين رحل ،
فحملوه متاع ذاكرتهم .
و الثانية حين عاد ..
فوجدهم و قد التهموا قسطه المستحق من النسيان .
يذكر أن كل التلويحات انهالت تضرب على ظهره
في اهتمامٍ مصطنع حين غص برحيله ..
لكن أحدا ما لم يجد عليهِ بحلق .. يبلع الغصة .
الرَاحلون .. يد مكتملة الأصابِع لكِن .. مبتورة .
و عودتهم .. خاتم يزيِن تلك اليد



الذي أشعل شمعة كي لا يلعن الظلام .. ، لعنته الرِياح ..
و بقي عرضة للعتمة و البرد معا .
لا الضوء بمحرق للفَراش ..
و لا العتمة بقادرةٍ على منحِ الرماد جناحين لكي يحلق من جديد .
كل ما في الأمر أنه لم يكن صديقا جيدا لأحد ..
و لا عدوا جيدا لنفسه .. حتَى ،
ربِح كل معاركه ..
حينَ شعر بأنَه ينتشي بخساراته .
البحر في عينيه ..
و قلبه في يديه ..
و أصدقاؤه في جيبِه ،
في عينهِ زوبعة ، في يده رعاش .. و في جيبه ثقب لا يرتق .



بدون .
- عصفور ؟
= حجَرَة .
- طفل ؟
= عثْرَة .
أن تكونا متقابلين متوازيين .. هو شيء قد يبعث على البهجة ..
لأنكما على الأقل ..
لن تلتقيا .. أبدا .


كان الصَبر الخندق الذي لم يكن كافيا ليحمي بيادق الانتظار من غارات الغياب المتواصلة .
لكنه أحبَهم ..
حتَى و هم يصادِرون إنسانيَته ، حين يمارسون آدميتهم
في التشبت بطرف ثوبه يمنعونه عنِ الرحيل .
طرطقة عظامهم يلسعها البرد .. تورثه الرجفة .
فيحشو أرواحهم بما يسعفه وفاؤه من العهود ،
يتدفؤون هم .. و تزيد هو رجفته .
أراد القول بأن الغصن بقلبه لم يكن هشا ..
لا و لا الريح كانت عاتية ،
إنما رجفة الموقد كانت الأصدق .



صدره كهف ..
و للريح حين تمر به خاويا خيبة تتصاعد من فمه .. تنهيدة .
كالمطر كانت عودته ..
يرفعون أيديهم للسماء كيْ يهطل ..
ثم حين يجيء .. يهربون جميعا ، خشية البلل .
أما فكرة رحيله .. فقد كانت مجاملة ثقيلة ..
يفتح صاحبها فمه لتنكشف و هي تغرز أظافرها بلسانِه
في رجاء بائس لا ترجو الخروج .
و لو حصل و لفظت .. فإنها تضل ترجو ألا يصدِقها أحد .
كل صباحٍ يفتح قلبه يتفقَده ..
يجده كما هو ..
متخنا بالعهود ،
و في الزاوية .. ، يلمحهم في أسى يتبادلونه خبرا ..
عاريا عن الصحـ بـ ـة



كالأبرياء هي الأرواح ..
يحصل أن تسجن ظلما ،
لكنها حين تتحرر ، تخرج إلى العالم ناقمة ، أشد خطرا من أي سفَاح .
لا أحد يذكر بالضبط كيف حصل ذلك ..
لكن المتفق عليه أنه كان غريباً ..
حفظته الطرقات و المزادات و الفنادق الواجمة ،
و الأماني الكاذبة و العنواين الكسيحة .
و قد كان سعيدا جدا بدوره ذاك ،
فلم يكن يكلفه الوقوف طويلا أمام المرايا لتثبيت الأقنعة
هو الذي لم يكن يرى وجهه إلا منعكساً على حدقات المزدرين ،
تلك التي لا تكف عن تشييعه في هذه المدينة ،
و لا حفظ السيناريو هو ذو الذاكرة الرذيئة التي عجزت عن تذكر اسمه
أو الشيء الذي جاء يفعله هنا على وجه الدقة .
و لا حتى الهروب عبر الأزقة الخلفية من طوابير المعجبين ..
لأنه لم يكن سوى ممثل ثانوي في هذا الفيلم الكبير ،
لا أحد يلحظه حين يأتي و لا أحد يفتقده حين يغيب .
و قد كان سعيداً جداً بدوره ذاك ..
يطوي في معطفه ورقة صغيرة ،
و كل مساء قبل أن ينام يفتحها ، يلقي عليها نظرة مرة مرتين ..
و عند الثالثة يكون الصبح قد لاح ، فيعيدُ الورقة إلى مكانِها ،
ليعود يحتسي الطرق و الأرصفة من جديد .
فجأة .. سحبوا منه الدور ،
زعموا بأنه ممثل بارع ، و قد كان من الأجدر تقدير موهبته منذ البداية ،
لذلك .. منحوه دور البطولة ..
ثم أدرك لاحقا بأنهم لم يمنحوه إياه إلا بعد أن دخلَ صاحب الدور
في غيبوبة طويلة لا ترجى منها استفاقة ،
و رفض بقية الممثلين أخذ مكانه .. تطيرا .
مساء ذلك اليوم ، وجدوه يحتضن الإسفلت ..
لم ينزف قطرةَ دمٍ واحدة .. و لم يثر هذا دهشة أحد ،
لأنه في البدء .. ليس سوى غريب .
حين قلبوا جثته وجدوا الورقة المطوية تحته، فتحوها ..
قابلتهم صورة عجوز زعموا أنها أمه .
البعض قال بأنه لمح انعكاس صورته على الإسفلت
فسارع لاحتضانها لأنها ذكرته بوجه قديمٍ يشتاقه .
البعضُ قال .. بأن أوّل ما يفعله من يصل القمّة هو أن يلقي نظرةً نحو السَّفح .
و لا أحد يعلم لحد الآن ..
بأن الغرباء يموتون في صمت و دون أن ينزفوا قطرة دم واحِدة ..
حين يجدون أنفسهم مرغمين على تقمص دور " الوطن "




للملح هجرة ما عاد الدَمع قافتله .
و لمفاتيح الصَبر - حين استرددناها بعد فواتِ الأمانِ - .. أبواب مخلوعة .
للفراغِ يؤثث أعيننا ، التماعة ..
لرعونة المدن تسكننا و تجهل خطونا ..
حنق المتعب الأبديِ على الكتف التي لن يستند عليها .
لخيبة الموانيء الثقيلة ..
دويِ ارتطام نوارسها بالرمل إذ تغصُ بالرسائل التي لا تصل فتموت ،
ثم لا يمشي في جنازتها أحد .
و للمرساة شوق ينز من بين ثقوب السفينة .. فقط بالغرق وحده يستكين .
و قد كانوا قلَة على كثرتِهم



  رد مع اقتباس
إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من تراجم روائع الادب العالمي Blou خواطر و مقالات أدبيّة 5 2012-03-19 00:11



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:09


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2023 © منتديات جوهرة سوفت