عنوان الفتوى :
'' التوبة من الزنا ''
اسم المفتى :
عبد العزيز بن باز
نص السؤال
أريد أن أسأل عالم دين حول (الزنا) هل التوبة لمن زنت أكثر من مرة, يقبلها الله بأداء الفرائض فقط والصدق فيها أم أن فريضة الحج هى الوحيدة التى تمحو هذه الكبيرة الشنعاء؟
وهل يمكن للزانية أن تقرأ القرآن بعد نية التوبة؟ وفى حالة الزواج بعد التوبة هل حرام إذا ذكرت التائبة نصف الحقيقة فقط وعاشت مع زوجها على ذلك أليس ذلك كذبا؟
أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر
نص الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
هذه المرأة قد أتت أمرا عظيما منكرا، وهتكت الستر الذي بينها وبين الله، نسأل الله لنا ولها العافية ولتعلم هذه المرأة أن الأمر الذي وقعت فيه قد سماه الله في كتابه " فاحشة" وعلى هذه المرأة أن تسأل نفسها كيف لو قبض الله روحها وهي على تلك الحالة فالواجب عليها أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً، تعزم فيها على عدم العودة إلى مثل هذا الذنب العظيم وعليها أن تكثر من الاستغفار والصدقة وأن تحافظ على الصلاة والدعاء عسى أن يتقبل الله توبتها، والواجب المتحتم عليها أن تستر نفسها ولا تخبر أحداً بالذي حصل ونسأل الله لنا ولها الستر في الدنيا والآخرة .
كما نحب أن نذكر هذه السائلة بأن نعم الله تستجلب بالطاعات، وتزول بالمعاصي والمنكرات كما أن الواجب على المسلمين عموما أن يشكروا الله على نعمه حتى يزيدهم منها، ويعملوا بطاعته فهذا هو حقيقة الشكر .
وبخصوص توبة هذه المرأة فنذكرها بقول الله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) [الزمر:53-54].
ولتعلم الأخت السائلة أن الله عز وجل يفرح بتوبة العبد، ورجوعه إليه، إلا أنه يشترط لذلك النية الخالصة لله عز و جل وأن تكثر من الأعمال الصالحة لأنه روي عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش. فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر اللَّه له فغفر له. قالوا: يا رَسُول اللَّهِ إن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية للبخاري: (فشكر اللَّه له فغفر له فأدخله الجنة)
وفي رواية للبخاري ومسلم: (بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فسقته فغفر لها به) .
(الموق) : الخف. و (يطيف) : يدور حول . (ركية) وهي: البئر.
ولا يشترط لصحة التوبة أن تخبر زوجها بهذه الفاحشة إذا ستر الله عليها ولم يكشف أمرها، وعدم إخبار الزوج بالذنب لا يعد من باب الكذب.
ولا يشترط الحج لقبول التوبة ولكن إذا يسر الله لها ووسع عليها فعليها بحج بيت الله الحرام فهو أدعى للقبول ومغفرة الذنوب.
المصدر : إسلام ويب
يتبع بإذن الله ...