منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > خواطر و مقالات أدبيّة
خواطر و مقالات أدبيّة بخفق الورق و رحابة الحرف نرتقي إلى أكوان الرحابة .. قصة ، شعر ، فلسفة ، خواطر و مقالات أدبيّة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-13, 17:02 رقم المشاركة : 1



Icon5 الى متى سيبقى الشعب يغني للحكومة ؟ زبديني عشقا زيديني ؟




الشعب فهم اللعب

مرشعبنا التونسي بثلاث مراحل منذ الاستقلال عرف خلالها حالات مرضية مستعصية العلاج ..متاصلة في الركود والعلل والمحن .. دون ان يكون ملما ومهتما بها ..كانت سياسات التغريب والتمييع والتمويه والتنويم والتخدير التي اعتمدها النظام البائد وفرضها عليه لالهائه عنه من جهة والهائه عن اوضاعه البائسة على جميع الاصعدة والميادين والمجالات ..فاطلق في وصفه وتشخيص حالته البعض عناوين كثيرة من اهما تلك الجملة التي اشتهرت " الشعب يحب اللعب " وهي حقيقة لاينكرها عاقلا وقل من فكر واهتم بها وتفحصها وشخص اسبابها ومسبباتها وطرح العلاج والبدائل ..بل كانت المسكنات على جرعات متتالية لتغييب الواقع وتزييف الحقائق وتصويرالمجتمع في ابهى الحلل واجملها ..وكان الشعب يعيش بفضل النظام وصناع التغيير في نعيم الجنة الارضية ....فكل ما يشغله هو ما يلهيه ويبعده عن حاكمه وينسيه معاناته وتخبطه في الاوحال التي نسبها لنفسه ورضى بها كاحدى الخيارات الممكنة حتى يبقى على قيد الحياة وينسى الامه واوجاعه ..رضى بالفقر والخصاصة والتهميش والنسيان ..وقمع الحريات وسلب المكاسب وغيرها من الحقوق التي تنازل عنها قصرا وكرها لينظر اليها على انها قضاء وقدرا لا تابى الرفض ولا تقاوم بالعصيان والتمرد على الراعي الذي تمادى في التنكيل به وسحقه عملا بالمثل القائل " جوع الكلب حاشاكم يتبعك " فسياسة التجويع تعني للحاكم الجائر الظفر بنتيجة التركيع .كذلك بحثه عن الولاء الدائم وشكر ولي النعم والفضل والتسبيح بحمده الى درجة الشرك بالله الخالق ..عمل النظام على خلق المحن والازمات وزيادة هوة الطبقية داخل المجتمع الواحد ..والعمل على اوتار الجهويات وتغذية النعرات الفكرية ..فانشغل الشعب بالرياضة..واهاريج مدارج الملاعب . ..و والرقص والغناء في المهرجانات والاحتفالات والحفلات التي اصبحت افيون المجتمع استغل الاوضاع النظام وزمرته الحاكمة المتملكة في سلب ونهب مدخرات البلاد وتفقير الشعب وتعجيز مقدرته الشرائية لتبلغ اوضاعه مراتب متدنية لم تبلغ مثيلها الا شعوب العالم الثالث وبالاخص القابعة تحت وطاة الاحتلال الاجنبي ..وهذا ماكان يسعى الى انجازه وتحقيقه واقعيا فئة من الجشعيين المستكرشين الفاسدين الخائنين للبلاد ولشعبها ..بلغ الاحتقان الشعبي مرتبته الاخير فكانت الثورة الرمق الاخير في حياة النظام الشمولي الجائر وكانت بالنسبة للشعب الثائر شعلة الحرية والانعتاق والتحرر من واقع الظلم والبؤس والمعاناة ..هنا يقول بعضنا ان فترة لعب الشعب التي طالت اكثر من اللزوم انتهت بانقلاب السحر على الساحر ..وبالتالي لا يجوز ولا يحق لهذا الشعب بعدها اللعب ولا الالعاب حاضرا ومستقبلا ..ومع اول انتخابات شاركت فيها غالبية مكوناته و مختلف اطيافه رفع شعار " الشعب لم يعد يحب اللعب " تكونت حكومة بعد تقسيم السلط بين ثلاث مكونات فاصبحت السيادة في البلاد لا يحتكرها طرفا دون اخر ..رئيسا للبلاد وحكومة ومجلسا تاسيسيا هو عبارة عن برلمان شعبي منتخبا ..سنت القوانين والتشريعات تنظم صلاحيات السلط وحدود مسؤوليات الاطراف ..فانتهت المرحلة الثانية في حياة شعب هذا البلد ..ولم يبقى غير المرحلة الثالثة والاخيرة التي يترقبها وهي مرحلة التغيير الحقيقي لاوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى ينعم بانجاز تاريخي هام كان له الدور الرئيسي في تحقيقه وبات يترجى نيل ثمراته ومكاسبه ..ولكن تجري الرياح بما لاتشتهيه السفن ..ظلت دار لقمان على حالها واحوالها ..فلم يفلح رئيس البلاد ولا حكومة الترويكا في عودة الهدوء والامان والاستقرار للبلاد ولم تبرز طباشير النجاح وتحقيق اهداف الثورة على جميع الاصعدة ..بات الشعب ينام ويصحى كل يوم ممنيا نفسه بالخلاص والنجاة من تجاوز مرحلة الفوضى و تراكمات ورواسب الماضي المزرية لكنه في كل يوم يقف حائرا باهتا امام عجز هاته الاطراف الزاعمة للثورية التي تبنت اهداف الثورة وتقدمت الصفوف الاولى للخروج من بوثقة وطوق الاوضاع المتازمة لتركة ثقيلة كادهم حملها وزاد عجزهم وفشلهم اضعاف اضعاف محن الشعب ومعاناته ..حينها جاز لبعضنا القول بان الشعب اليوم عاد الى حالته الاخيرة وهي " فهم اللعب " نعم لقد فهم الشعب الان التلاعب والالاعيب التي يتخذ منها هؤلاء القوم المتملكين للزعامة والقيادة ذرائع يبررون بها عجزهم وتراخيهم وتهاونهم في ايجاد الحلول والبدائل من ادعات وترهات وخزعبلات عن وجود اطياف خفية مجهولة متربصين ومكيدين لهم ومتامرين عليهم لاسقاط مايعتبروه سلط شرعية وان كانت في نظر الشعب مؤقتة متنهية اجل ام عاجل ..فحكومة عجزت عن مراقبة المحتكرين والمستكرشين الذين يقفون وراء ارتفاع الاسعار والتهابها الى حد غير معقول ولا مفترض وقوعه ..حكومة لم تشغل الى حد اللحظة فردا من ابناء الشعب العاطلين عن العمل مع كل ما تردد ه الالسن الفايسبوكية عن بعض التعيينات والانتدابات محسوبة على عدة رموز سياسية قيادية او ممن يتحملون مسؤوليات سيادية في الوقت الراهن ..وان عددنا مظاهر ضعفها وتراخيها فحدث ولاحرج ..وبالتالي عليها ان تكون او لاتكون في ماتبقى لها من المدة الزمنية المفترضة و الايفاء بالعهد الذي قطعوه على انفسهم امام الشعب الذي منحهم ثقته وانتخبهم لقيادة المرحلة الجديدة قبل فوات الاوان ..وقبل ان يغير الشعب اغانية ..الى اغاني ليس من ورائها شعراء ولا مؤلفين ..ومن اشهرها " ديقاج " الرحيل .. بدلا من " زيديني عشقا زيديني " فهو لم ينسى ولن ينسى بعد اغنية المرحومة ام كلثوم " للصبر حدود " .. لربما الايام القادمة ستجيب على هاته الفرضية و لربما يضيف الشعب انجازات الحكومات المتتالية المتداعية بعد الثورة الى سجله التاريخي الذي تعود عليه عقودا من الزمن ..ويصنف حاضره كماضيه ومستقبله وراء ابواب المجهول ..ثار أم لم يثر فالنتائج على الارض مخيبة لاماله وتطلعاته وكأن واقعه امتدادا للماضي القريب ؟ .




  رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:30


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2024 © منتديات جوهرة سوفت