منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums منتديات جوهرة سوفت - Jawhara-Soft Forums

العودة   منتدى التعليم التونسي (Jawhara-Soft) > التعليم و الثقافة > التعليم الأساسي و الثانوي
التعليم الأساسي و الثانوي خاص بالمستندات التعليمية لأقسام التعليم الأساسي و الثانوي و الباكالوريا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-23, 22:29 رقم المشاركة : 1



افتراضي بحث عن الشاعر الأموي جميل بثينه أسمه , حياته ,وفاته , وبعض قصائده


جَميل بُثَينَة
(ت. 82 هـ/701 م)
جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو.
شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما.
شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر.
كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية. فقصد جميل مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلاً ومات فيه

جميل بثينه من اشهر شعراء الغزل العذري نشا نشاة ابناء الباديه في وادي القرى شمالي المدينه المنوره على طريق الشام حيث كانينزل قومه بنو عذره

كان ابوه ذا مال وقدر في اهله فاورث هذا في نفسه الجراه على ارتياد ديار محبوبته بثينه التي تنسب الى بني عذره ايضا فكانو يجدونه في مضاربهم فلا يجترئون على قتله على الرغم من ان الواليكان قد اهدر دمه وانما كانوا يكلمون اباه في ذالك حتى اغلظ له ابوه القول فكف عنها حينا



اصلي فابكي في الصلاة لذكرهالـي الويـل ممـا يكتـب الملـكـان
ضمـنـت لـهـا الا اهـيـم بغـيـرهـاوقـد وثـقـت مـنـي بغـيـر ضـمـان


جميل بثينة - حياته


اسمه و نسبه: هو جميل بن معمر بن الحارث بن ظبيان وهو ينتسب الى معدّ وهي مضريّة
قرشيّة حيث يقول:



أنـا جميـل فـي السّـنـام مــن مـعـدْفي الأسرة الحصداء والعيص الأشد


ولكن شهرة جميل تعود الى انتسابه الى قبيلة عذرة كما تعود الى انتسابه الى حبيبته
بثينه وأحيانا الى جده معمر. وكنيته أبو عمرو.

أما قبيلته عذره فقد كانت تقيم في وادي القرى بين الشام والمدينه وكانت على قسط
وافر من الخصب والخيرات . أمّا موقعهم السياسي فقد كان يتصف بالاعتدال لأن أيامهم
وحروبهم كانت قليلة الذكر حيث أنهم أشتركوا في فتح بلاد الشام .

والعذريون: اشتهرت تاريخيا بالعشق فقد زعم العرب أن بني قبيلة عذرة اشّد النّاس
عشقا وأنّ قلوبهم رقيقة وعاطفتهم جيّاشه وأن شبّانهم وبناتهم على درجة كبيرة من
العفاف.

والده :

كان أبوه عزيزا في قومه مقدّما في عشيرته يحسب له في بطون قضاعه كلّها حساب كبير،
ولهذا توجّهة أليه مشايخ بني الأحبّ لمّا هجاهم الشاعر وغشي بيوتهم وشبّب بنسائهم
وهذا يدلّ على مكانة الرجل ولولا ذلك لكانوا سعوا الى قتله ولا سيما أنّ السلطان
كان قد أهدر لهم دمه.

كان أبا جميل رجلا فقيرا معدما لذلك أنتسب جميل الى جده معمرحتى عرف بجميل معمر وكانت أمه من قبيلة جذام التى يقال أنّها يمنيّة الأصل وكانت علاقته في أمه مفقودة تماما وربما تكون ماتت في حداثة ولدها الشّاعر والا كان الرواة ذكروها في الأخبار الأسطوريه التي نسجوا خيوطها حول الشّاعر على غرار ماذكر عن أمّ المجنون التى كانت على صله بليلى عشيقة ولدها. وقيل أن لجميل أخت وصفت في شعر أحد الشعراء وصفا جسديا أقرب الى التشهير فغضب جميل حينئذ فواعده للمراجزة .أمّا هيئته فكان حلو القسمات طويل القامة عريض المنكبين تيّاها بهندامه منظورا أليه في بزّته وعزّة قومه .

اخلاقه :

كان جميل كريما ينفق من سعته على البائس والمحروم ويهب من يحبه من الشعراء المنح والكسى وكثيرا ما كافأ الوسطاء بينه وبين صاحبته بمنح العطايا وخلعه ما يملك من برود. ولا يستبعد هذا الكرم ايضا رغبة في كسب ود النساء عامة وبثينة خاصة، لانّ المرأة لا تحتمل الرجل البخيل مهما عظمت مكانته وحسنت هيئته،حتى كان يستعظم المناداةباسمه في الطريق ويعتبرها امرا لايسكت عنه الا اذا كان المنادي ذا مكانة
فيتساهل معه.



قصة حبه

كان جميل ينسب بأم الجسيروكان اوّل ما علق بثينة انّه أقبل يوما بابله حتى أوردها واديا يقال له بغيض،فاضطجع وأرسل ابله مصعدة،وأهل بثينة بذنب الوادي،فأقبلت بثينة وجارة لها واردتين الماء فمرّتا على فصال له بروك فعرمتهنّ،وهي اذ ذاك جويرية صغيرة ،فسبّها جميل،فافترت عليه فقال:



وأول مـا قـاد المـودّة بينـنـابوادي بغيض يا بثين سباب
وقلنا لها قولا فجاءت بمثلهلكل كـلام يـا بثيـن جوابـب


و قيل انّ جميلا خرج في يوم عيد و النساء اذ ذاك يتزيّن ويبدو بعضهنّ لبعض.



فروسيته :
كان جميل فارسا من شعراء الأدب العربي و كانت حجتهم انّه لا يمكن ان يتمثّلوه على مسرح الحياة بغير سيفه وفرسه،يقتحم بيت صاحبته دون مبالاة بأهلها. وقيل أنّه استدعاها يوما وعلم أهلها فرصدوها ولمّا فقدوها تبعها أبوها وأخوها حتى هجما عليهما فاتقياه بالهرب.

ناشدته بثينة الله ألا انصرف و قالت له: إن أقمت فضحتني،ولعل الحيّ أن يلحقوك فأبى وقال:

أنا مقيم وأمضي أنت وليصنعوا ما أحبّوا.

فلم تزل تناشده حتى انصرف.

وقيل أنّ رجولته هي التي فتنت بثينة فتعلقت به وأحبّته برغم تهوره.

وقد دفعه هذا التهور إلى الحماقة .




  رد مع اقتباس
قديم 2013-10-23, 22:31 رقم المشاركة : 2

افتراضي رد: بحث عن الشاعر الأموي جميل بثينه أسمه , حياته ,وفاته , وبعض قصائده


جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي (ت. 82 هـ/701 م) شاعر ومن عشاق العرب. كان فصيحاً مقدماً جامعاً للشعر والرواية. وكان في أول أمره راوية لشعر هدبة بن خشرم، كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد.
[عدل] نسبه

نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة من حمير بن سبأ من قحطان من العرب من شعراء العصر الأموي

وكان جميلا حسن الخلقة، كريم النفس، باسلاً، جواداً، شاعراً، مطبوعاً, مرهف الحس رقيق المشاعر والذي هام حباً ببثينة والتي انطلق يقول فيها الشعر حتى وفاته.

== مضرب شهرته == افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية، من فتيات قومه. خطبها من أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. فازداد هياماً بها، فتناقل الناس أخبارهما. وقال فيها شعرا رقيقا. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح.

وكانت قبيـلـة "عُذرة" ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة.

عرفت هذه القبيـلـة بالجمال والعشق حتى قيل لإعرابي من العذريين:

"ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.

قيل لأخر فمن أنت؟ فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة.

عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطوراً على قوله فيقال أنه كان راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة وهو أحد الشعراء المخضرمين.


قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، بالفسطاط، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل، فأقام قليلا ومات ودفن في مصر، ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة
مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا يا جميل بـن معمر
إذا مـت بأســاء الحيــاة ولينهــا


عشق جميل بثينة بنت يحيى من بني ربيعة، منذ الصغر فلما كبر خطبها فمنعه أهلها عنها، فأنطلق ينظم الشعر فيها فجمع لها قومها جمعاً ليأخذوه إذا أتاها فحذرته بثينة فاستخفى وقال:
فلو أن الغادون بثينة كلهم
غياري وكل حارب مزمع قتلي
لحاولتها إما نهاراً مجاهراً
وإما سرى ليلٍ ولو قطعت رجلي

وهجا قومها فاستعدوا عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة، فنذر ليقطعن لسانه فلحق بجذام وقال:
أَتانِيَ عَن مَروانَ بِالغَيبِ أَنَّهُ
مُقيدٌ دَمي أَو قاطِعٌ مِن لِسانِيا
فَفي العيشِ مَنجاةٌ وَفي الأَرضِ مَذهَبٌ
إِذا نَحنُ رَفَّعنا لَهُنَّ المَثانِيا
وَرَدَّ الهَوى أُثنانُ حَتّى اِستَفَزَّني
مِنَ الحُبِّ مَعطوفُ الهَوى مِن بِلادِيا

بقى جميل هناك حتى عزل مروان عن المدينة، فأنصرف على بلاده وكان يختلف إليها سراً، كان لبثينة أخ يقال له حوَّاش عشق أخت جميل وتواعد للمفاخرة فغلبه جميل، ولما اجتمعوا لذلك قال أهل تيماء: قل يا جميل في نفسك ماشئت، فأنت الباسل الجواد الجمل، ولا تقل في أبيك شيئاً فإنه كان لصاً بتيماء في شملة لا تواري لبسته، وقالوا لحواش قل، وأنت دونه في نفسك وفي أبيك ما شئت فقد صحب النبي "صلى الله عليه واله وسلم".

قال كثير: قال لي جميل يوماً: خذ لي موعداً مع بثينة، قلت: هل بينك وبينها علامة؟ قال: عهدي بهم وهم بوادي الدوم يرحضون ثيابهم، فأتيتهم فوجدت أباها قاعداً بالفناء، فسلمت، فرد وحادثته ساعة حتى استنشدني فأنشدته:
وَقُلتُ لَها ياعَزَّ أَرسَلَ صاحِبي
عَلى نَأيِ دارٍ وَالرَسولُ مُوَكَّلُ
بَأَن تَجعَلي بَيني وَبَينَكِ مَوعِداً
وَأَن تَأمُريني بِالَّذي فيهِ أَفعَلُ
وَآخِرُ عَهدٍ مِنكَ يَومَ لَقيتَني
بِأَسفَلِ وادي الدَومِ وَالثَوبُ يُغسَلُ

فضربت بثينة جانب الستر، وقالت إخسأ، ولما تساءل والدها، قالت: كلب يأتينا إذا نوم الناس من وراء هذه الرابية، قال: فأتيت جميلاً وأخبرته أنها وعدته وراء الرابية إذا نام الناس.

كما يروي ابن عياش قائلاً: خرجت من تيماء فرأيت عجوزاً على أتان - أنثى الحمار- فقلت من أنت: قالت: من عذرة، قلت: هل تروين عن جميل ومحبوبته شيئاً فقالت: نعم، إنا لعلى ماء بئر الجناب وقد أتقينا الطريق واعتزلنا مخافة جيوش تجيء من الشام إلى الحجاز، وقد خرج رجالنا في سفر، وخلفوا عندنا غلماناً أحداثاً، وقد أنحدر الغلمان عشية إلى *** لهم قريب منا ينظرون إليهم، ويتحدثون عن جوار منهم فبقيت أنا وبثينة، إذا انحدر علينا منحدر من هضبة حذاءنا فسلم ونحن مستوحشون فرددت السلام، ونظرت فإذا برجل واقف شبهته بجميل.

فدنا فأثبته فقلت: أجميل؟ قال: إي والله، قلت: والله لقد عرضتنا ونفسك شراً فما جاء بك؟ قال: هذه الغول التي وراءك وأشار إلى بثينة، وإذا هو لا يتماسك فقمت إلى قعب فيه إقط مطحون وتمر، وإلى عكة فيها شيء من سمن فعصرته على الأقط " الجبن"، وأدنيته منه فقلت: أصب من هذا وقمت إلى سقاء لبن فصببت له في قدح ماء بارد وناولته، فشرب وتراجع فقلت له: لقد جهدت فما أمرك؟ فقال: أردت مصر فجئت أودعكم وأسلم عليكم، وأنا والله في هذه الهضبة التي ترين منذ ثلاث ليال أنظر أن أجد فرصة حتى رأيت منحدر فتيانكم العشية، فجئت لأحدث بكم عهداً، فحدثنا ساعة ثم ودعنا وانطلق، فلم نلبث إلا يسيراً حتى أتانا نعيه من مصر.


وهكذا مات جميل ومات معه حبه ولكن يظل شعره ينبض بالحياة ويروي لنا قصة عاشق:
لَقَد ذَرَفَت عَيني وَطالَ سُفوحُها
وَأَصبَحَ مِن نَفسي سَقيماً صَحيحُها
أَلا لَيتَنا نَحيا جَميعاً وَإِن نَمُت
يُجاوِرُ في المَوتى ضَريحي ضَريحُها
فَما أَنا في طولِ الحَياةِ بِراغِبٍ
إِذا قيلَ قَد سوّي عَلَيها صَفيحُها
أَظَلُّ نَهاري مُستَهاماً وَيَلتَقي
مَعَ اللَيلِ روحي في المَنامِ وَروحُها
فَهَل لِيَ في كِتمانِ حُبِّيَ راحَةٌ
وَهَل تَنفَعَنّي بَوحَةٌ لَو أَبوحُها

أجمل قصائده :

و لعل أكثر ما يحفظ الناس من شعر جميل هذه الأبيات :
أبثين انك قد ملكت فأسجحي
وخذي بحظك من كريم واصل
فلرب عارضة علينا وصلها
بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالقول بعد تستر
حبي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في قلبي كقدر قلامة
فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي
صادت فؤادي يا بثين حبالكم
يوم الحجون وأخطأتك حبائلي
منيتني فلويت ما منيتني
وجعلت عاجل ما وعدت كآجل
و أطعت في عواذلا فهجرتني
وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي
و تثاقلت لما رأت كلفي بها
أحبب الي بذلك من متثاقل
و يقلن انك يا بثين بخيلة
نفسي فداك من ضنين باخل
و يقلن انك قد رضيت بباطل
منها فهل لك في اجتناب الباطل
و لباطل ممن أحب حديثه أشهى
الي من البغيض الباذل
حاولنني لأبت حبل وصالكم
مني ولست وان جهدن بفاعل
فرددتهن وقد سعين بهجركم
لما سعين له بأفوق ناصل
يعضضن من غيظ لعي أناملا
ووددت لو يعضضن صم جنادل
ليزلن عنك هواي ثم يصلنني
فاذا هويت فما هواي بزائل

و من روائعه أيضا :
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما
على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما لي ساعة
شكرتكما حتى أغيب في قبري
ألما بها ثم أشفعا لي وسلما
عليها سقاها الله من سائغ القطر
وبوحا بذكري عند بثنة وأنظرا
أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
فان لم تكن تقطع قوى الود بيننا
ولم تنس ما أسفلت في سالف الدهر
فسوف يرى منها اشتياق ولوعة
ببين وغرب من مدامعها يجري
وأن تك قد حالت عن العهد بعدنا
وأصغت الي قول المؤنب والمزري
فسوف يرى منها صدود ولم تكن
بنفسي من أهل الخيانة والغدر
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى
ببثنة في أدنى حياتي ولا حشري
وجاور إذا ما مت بيني وبينها
فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري
هي البدر حسنا والنساء كواكب
وشتان بين الكواكب والبدر
لقد فضلت حسنا على الناس مثلما
على ألف شهر فضلت ليله القدر
أيبكي حمام الأيك من فقد ألفه
وأصبر ؟ مالي عن بثينة من صبر
يقولون : مسحور يجن بذكرها
وأقسم ما بي من جنون ولا سحر
لقد شغفت نفسي يا بثين بذكركم
كما شغف المخمور يابثن بالخمر
ذكرت مقامي ليله البان قابضا
على كف حوراء المدامع كالبدر
فكدت ولم أملك اليها صبابة
أهيم وفاض الدمع مني على نحري
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة
كليلتنا حتى نرى ساطع الفجر
تجود علينا بالحديث وتارة
تجود علينا بالرضاب من الثغر
فيا ليت ربي قد قضى ذاك مرة
فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
ولو سألت مني حياتي بذلتها
وجدت بها إن كان ذلك من أمري
مضى لي زمان لو أخير بينه
وبين حياتي خالدا آخر الدهر
لقلت : ذروني ساعة وبثينة
على غفلة الواشين ثم أقطعوا عمري
مفلجة الأنياب لو أن ريقها
يداوى به الموتى لقاموا من القبر
إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها
أبى وأبيها أن يطاوعني شعري
فلا أنعمت بعدي ولا عشت بعدها
ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشر




  رد مع اقتباس
قديم 2013-10-23, 22:32 رقم المشاركة : 3

افتراضي رد: بحث عن الشاعر الأموي جميل بثينه أسمه , حياته ,وفاته , وبعض قصائده


لغة الخطاب الشعري عند جميل بثينة - دراسة أسلوبية



الباحث: أ/ فاضل أحمد حسين علي القعود
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2002
نوع الدراسة: رسالة جامعية

المقدمة :-

لما كان الخطاب الأدبي – في جوهره – في جوهره – ليس الألفة فأن المدخل الصحيح إلى كنهه لا يكون إلا من جوهره اللغوي هذا من خلال العكوف على تحليل مكوناته اللغوية المحضة .وإغفال ماعداها من مؤثرات اجتماعية أو تاريخية أو سياسية أو فكرية أو غير ذلك .

هكذا تنظر معظم المناهج النقدية الحديثة الرائجة في زماننا , ومنها الأسلوبية منهجنا المتبع في هذا البحث إلى الخطاب الأدبي منطلقة جميعها في هذا التوجه من مبادئ (دي سو سير )اللغوية التي تعد قر أنالها . من ولاريب أنها بهذا المنحى تكون قد استطاعت التخلص من إسار الذاتية والانطباعية اللتين هيمنتا على النقد الأدبي زمناً طويلاً . فالأسلوبية كمنهج نقدي من مناهج التحليل تتوجة – أساساً – إلى العمل الأدبي معتمدة الأسس الغوية أثناء التحليل , التي تمثل بالنسبة لها الوسلية الأنجع في سبيل اكتناة النص الأدبي وفهمه والكشف عن بنياتة المعتمدة . إنها تنظر إلية نظرة كلية , حيث تعتبره كياناً مستقلاً قائماً بذاته انطلاقاً من حقيقته تتلخص في أن لكل نص أدبي خصوصيته واستقلاله ,ووسائله الخاصة التي تساهم في تكوين بنائه . ومن هنا فإنها – الأسلوبية – تسعى إلى تتبع مافية من قيم جمالية وخصائص أسلوبية بغية الكشف عنها , وبالتالي الوصول من خلالها إلى مقاصد المبدع وغاياته ومن ثم رؤيته الخاصة للعالم حولة . وبهذا المسلك تبتعد الدراسة عن أي أحكام ذاتية أو انطباعية مسبقة , وتصبح حائزة على قدر كبير من الموضوعية والحيادية اللتين هما غايتا كل ناقد حق حصيف .

ولئن كانت هذه غاية البحث الأسلوبي فان موضوع الأسلوبية ينحصر في أسلوب الخطاب الأدبي الذي يتحدد – عند معظم النقاد – في أمرين : أو لهما في (الانزياح ) عن المعيار اللغوي المألوف أي عن لغة الكلام العادي . وثانيهما في (الاختيار) . على أن اعتبار الأسلوب انزياحاً عن المعيار اللغوي ومفرقته يمكن أن يعد شكلاً من أشكال الاختيار ومحصلة له .

وهكذا لما كانت الأسلوبية تسلك هذا النهج في اكتناة النص الأدبي حيث تهدف إلى الكشف عن أدبية من خلال اللغة وغايتها الدراسة الموضوعية فقد أثرت الأخذ بها كمنهج نقدي في تحليل : (لغة الخطاب الشعري عند جميل بثينة ) في سبيل فهم هذا الخطاب وتحديد رؤية الشاعر من خلال الكشف عما في هذه اللغة من قيم جمالية , وخصائص أسلوبية ومزايا تعبيرية .

والحق أن الباحث وهو يحلل لغة الخطاب الشعري الجميلي بهذا المنهج قد مزج بين ثلاثة اتجاهات , التحليل الأسلوبي أثناء ذلك . أولها : يتجلى في (الأسلوبية الوصفية / التعبيرية ) التي تعني بدراسة النص / الخطاب من خلال العلاقة بين الصيغ والأفكار وهي لا تخرج عن نطاق التعبيرات اللغوية , ولا تتعدى وقائعها , ويعتد فيها بالأبنية اللغوية ووظائفها داخل النص . واما ثانيها فيتمثل في (الأسلوبية الفردية / الذاتية ) التي تعنى بدراسة الأسلوب ناظرة إلى مبدعة (منشئه) , بيد أن الباحث أثناء توظيفة أشياء من الأسلوبية الذاتية لم يفرض على النص أموراً مسبقة هي من خارج حدوده بل جعله منطلقه أن الباحث أثناء الأول والأخير حيث عمد إلى قراءته جاعلاً منه وسيلة لتحليل نفسية منشئة ليس أكثر . وأما ثالثها والأخير : فيبرز في (الأسلوبية الإحصائية ) أو ما يسمى بالمنهج الإحصائي في دراسة الأسلوب وهو منهج يعني بدراسة الأسلوب إحصائيا بهدف تحقيق أبعاد موضوعية يمكن بوساطتها تحديد الملامح الأسلوبية للأساليب بعيداً عن الأحكام الانطباعية التي تعوزها الدقة المنهجية يقول د. سعد مصلوح : " ترجع أهمية الإحصاء إلى قدرته على التمييز بين السمات أو الخصائص اللغوية التي يمكن اعتبارها خواص أسلوبية وبين السمات التي ترد في النص عشوائياً " . كما ترجع أهمية في مجال الأسلوبية " بوصفه نموذجياً للدقة العلمية التي لا تترك مجالاً لذاتية الدارس لكي تتعامل مع الخطاب الأدبي " . غير أني قد حرصت على ألا يكون من خلالها إلى دلالاته أكثر .

ومما هو جدير بالملاحظة – وفي إطار الحديث عن المنهج – أن الباحث قد حرص أثناء عملية التحليل – قدر المستطاع – على مراعاة الأطراف الثلاثة المحيطة بهذه الخاصية الأسلوبية أو في : النص , المبدع المتلقي باعتبارها ركائز الأسلوبية وأساسها الأول .

واختيار لغة الخطاب الشعري عند جميل موضوعاً للدراسة يرجع إلى أكثر من باعث : الأول : خصوصية هذه اللغة الشعرية سواء على المستوى الجمالي أم الموضوعي فهي ثرية بالأساليب والخصائص الفنية ثراء ثراكما هي ذات موضوع لائط بالقلوب .

الثاني أن لغة شعر جميل – حسب علمي – لم يُعن بدراستها من قبل فضلاً هم عدم دراستها بأي من المناهج الحديثة التي تركز على الرسالة اللغوية ذاتها وتعزلها عن جميع العناصر الأخرى التي تتصل بها والتي منها الأسلوبية . وما وجدنا من دراسات حول الشاعر لاتمس هذا الجانب .

الثالث : أن الشعر – أصلاً – فن باللغة , وبالتالي فإن قراءته ينبغي أن ترتهن أساسها بهذه القيمة . فهي مادة الشعر وجوهرة , ومفتاح الولوج إلى عوالمه الممتعة الخفية إنها العنصر الذي يمكننا من خلاله التعرف على ذات الشعر والشاعر معاً , لأنها ببساطة لحمة الشعر وسداه . لذا لزم الغوص فيه عبرها لا بشيء سواها .

الرابع : أن جميلاً مبدع هذه اللغة الشعرية يعد – بإجماع النقاد والأدباء القدامى والمحدثين – زعيم مدرسة الغزل العذري تلك المدرسة التي شكلت ظاهرة فريدة في العصر الأموي . الأمر الذي دفع كثيراً من الباحثين في العصر الحديث لدراستها , وتناولها من زوايا متعددة وبمناهج مختلفة : نفسية كدراسة يوسف اليوسف (الغزل العذري دراسة في الحب المقموع ) واجتماعية كدراسة الطاهر لبيب (سوسيولوجيا الغزل العربي : الشعر العذري نموذجاً ) وموضوعاتية كدراسة صادق العظم (في الحب والحب العذري ) . إلا أن عناية هؤلاء الباحثين وغيرهم بـ (لغة هذا الشعر ) وظواهره الفنية والأسلوبية عند شعراء هذا النوع من الغزل بعامة أو عند شاعر واحد منهم – على الأقل بخاصة – حسب علمي – لم تأخذ حظها من الدراسة في ضوء المناهج النقدية الحديثة ذات المنحى الغوي باستثناء دراسات محددة هنا وهناك لاتشكل في شيئاً يذكر إذ لا نكاد نظفر بدراسة

مستقلة في هذا المجال . الذي حفز الباحث لدراسة (لغة الخطاب الشعري عند جميل بثينة ) بالمنهج الأسلوبي , باعتبار جميل واحدا من شعراء هذه المدرسة وزعيمها دون منازع . وهو قد يمكن من الكشف عن القيم الجمالية والتعبيرية لهذه المدرسة عبر لغة شعر زعيمها الاوحد .

الخامس : أن جميلاً ناسج هذه اللغة الشعرية يمت بسبب وثيق إلى مدرسة عبيد الشعر (المحككين ) يقول أبو الفرج الأصفهاني : " جميل شاعر فصيح مقدم جامع للشعر والرواية كان راوية هُدبه بن الخشرم , وكان هُدبه شاعراً راوية للحطيئة , شاعراً راوية لزهير وابنة ".

ولقد قسمت هذه الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة .

أما الفصل الأول وعنوانه (البنية الافرادية) فقد خصصته لدراسة تجليات المعجم الشعري في خطاب جميل , حيث تناولته في مبحثين :

الأول منها تجلى في (الحقول الدلالية ) وقد شمل أحد عشر حقلاً دلالياً , هي : (حقل الحب , حقل الألم والعذاب , القلق والضياع , حقل التذكر والنسيان , حقل اللوم العتاب , حقل الضن , والبخل ). عمدت في دراستها إلى إحصاء مفردات كل حقل , ثم انطلقت منها إلى عملية التحليل الدلالي له من خلال الاعتداد بدور السياق في تحديد دلاية هذه المفرادت , ذلك أن " الكلمات كما توجد في المعجم وكما توجد في الطبيعة هي لاشيء إذا لم ننظر إلى علاقتها بالتركيب الذي عينة الشاعر كوحدة تامة مع المعنى الموجود فيه , أو المنبعث عنه كله " فدلالة الكلمة في عينة الشعر مرهونة دائماً بمعطيات التركيب والسياق ومن هنا فقد سعيت إلى محاولة تحليل المكونات الصياغية والبنائية المتشكلة والمتجاذبة مع الدوال الأساسية والفاعلة للحقول الدلالية المختلفة .

واما المبحث الثاني فقد تناولت الدراسة فيه شيئين : أولهما تجلي في ألفاظ متفرقة تمثلت بالألفاظ الدينية وألفاظ الجسم والألفاظ الغربية (الحوشية ).

أما ثانيهما فتمثل في مقياس (و.جونسون ) حيث قمت بقياس تنوع المفردات في أسلوب جميل .

وأما الفصل الثاني وعنوانه (البنية التركيبية ) فلقد جعلته قسمين : في القسم الأول منهما دراست (أساليب تركيب الكلام ) وهو – بدورة – يتجلى في مبحثين : أو لهما (التعبير وتركيب الجملة ) وقد درست فيه الظهور التركيبية البارزة في شعر جميل متجلية في التقديم والتأخير والاعتراض , والحذف , حيث عمدت إلى رصدها فوصفها أولاً ثم تحليلها ثانياً واستنباط النتائج ثالثاً .

ولقد بينت أثناء التخليل طرائق الشاعر في استخدامها , وغاياته ومقتضياته من وراء ذلك .

وأما المبحث الثاني فدرست فيه (الأساليب الإنشائية ) ممثلة في أساليب الإنشاء الطلبي الخمسة وهي : الاستفهام , الأمر النداء النهي , التمني . ولقد عمدت إلى جلاء مظاهرها في خطاب الشاعر وجماليتها فيه ثم تطرقت إلى كيفية استخدام الشاعر إباها وخلصت بعد ذلك كلة إلى بيان الدلالات والمعاني التي رامها الشاعر من ورائها في خطابة .

ومما تأكد لي من شأنها أن الشاعر كثيراً ما يفزع أليها عندما تكتنف ذاته الحيرة والحسرة ويستحوذ علية اليأس أو تصطرع في نفسة الهموم والأشجان على نحو متعاظم .

أما القسم الثاني فقد درست فيه التركيب البياني في إطاره المفرد متجلياً في : التشبيه والاستعارة والكناية من حيث حركة الصياغة الأسلوبية فيها .



وأما الفصل الثالث وعنوانه (البنية الإيقاعية ) فقد درسته في محورين : أولهما تمثل فيما اصطلح علية بـ (الإيقاع الخارجي ) حيث قمت دراسة في هذا النوع من الإيقاع في شعر جميل من خلال وصف البحور التي استخدمتها , خصائص استخدامه أباها وكذا خصائص هذه البحور ذاتها ,ثم تطرفت إلى مسألة استخدامه لها تامة لا مجزوءة , وما استخدم منها مفرداً .

ثم وقفت بعد ذلك على (القوافي ) تاج الإقطاع الشعري , فتناولت أنواعها من حيث التقييد والإطلاق , وحظ الأصوات العربية من الاستعمال روياً , ومظاهر القافية العامة في شعر جميل . ثم توجت ذلك بالحيث عن فن التصريع ومظاهر في مطابع القصائد والمقطعات وثناياها عنده . وأما المحور الثاني فخصصته لدراسة ما اصطلح علية بـ (الإيقاع الداخلي ) حيث تناولت فيه هذا اللون من الإيقاع سواء من جهة اللفظ وما ينتج عن الجمع بين لفظين سيشكان في كل الأصوات أو بعضها كبني : (التزيد ) و(تشابهالاطراف) و (التجنيس ) , أم من جهة الجملة والتراكيب اللغوية الموقعة كبنيتي : (الترصيع) و (التصدير ) . أم من جهة الآمرين معاً متمثلاً في بنية (التكرار الخاص ) .

وقد ختمت البحث بخاتمة اشتملت على خلاصة موجزة وعرض بالنتائج التي توصلت أليها . أما بالنسبة لمصادر البحث ومراجعة فقد تجلت في أهم كتب النقد والبالغة العربية كنقد الشعر لقدامة وكدلائل الأعجاز , أسرار البلاغة للجر جاني , وكتاب الصناعتين للعسكري , وسر الفصاحة لابن سنان الخفاجي , والمثل السائر لابن الأثير وكتاب الطراز لحيى بن حمزة العلوي اليمني , ومنهاج البلغاء لحازم القرطاجني , وغيرها . كما تجلت في الكتب التي عُينت بالأسلوبية منهجاً نقدياً سواء منها العربية أم المترجمة وغير هذه وتلك مما اقتضاه البحث .

أما مصدر البحث الأول فهو مصدر واحد فقط يتمثل في ديوان الشاعر وله طبعات متعددة اعتمدت منها طبعة دار نهضة مصر بتحقيق الدكتور حسين نصار , لأنها من خلال المقارنة بالطبعات الأخرى الأكمل والأوفى والأكثر دقة وتمحيصاً . على أن هذا لا يعني أنني لم أرجع إلى هذه الطبعة أو تلك للاستئناس والتحقق مما قد يلبس .

وبعد , فأن لا يسعني إلا أن أتقدم لأستاذي الجليل الدكتور محمد أحمد النهاري المشرف على الرسالة بالشكر والعرفان لحسن رعايته وتوجيهة لي ولما بذله معي من جهد متابعة مراحل البحث وتقويمه .

كما أسجل شكري الجزيل لأستاذي الفاضل الدكتور عبدالله البار الذي لم يأل جهداً في توجيهي وارشادي .وأخيراً , فما كان من صواب فمن الله وماكان من خطاً فمن عندي أرجو أن أتجاوزه في مستقبل حياتي العلمية إن شاء الله , وحسبي أني قد اجتهدت وبذلت قصارى مالدي من إمكانات وطاقات . والحمد الله رب العالمين.




  رد مع اقتباس
قديم 2013-10-23, 22:33 رقم المشاركة : 4

افتراضي رد: بحث عن الشاعر الأموي جميل بثينه أسمه , حياته ,وفاته , وبعض قصائده


جميل وبثينة

في العصر الأموي وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان أو الخليفة الوليد بن عبد الملك حدثت قصة جميل وبثينة . كانت بثينة فتاة من بني الأحب وهم من رهط بنى عذرة، وكذلك جميل، كان من رهط آخر من بني عذرة هم رهط عامر. وكان بنو عذرة يعيشون في البادية شمال الحجاز، في وادي القرى الذي يقع على مقربة من الطريق التجاري بين مكة والشام . وهو واد خصب، استقرت به تلك القبيلة، وكانت مشهورة منذ العصر الجاهلي بالقوة والمنعة والشرف . وقد دخلت بنو عذرة الاسلام في السنة السابقة للهجرة، وشارك أبناؤها في غزوات الرسول وفي الفتوحات الإسلامية . وإلى بنى عذرة ينسب الحب العذري، وهو نوع من الوجد يستبد بالعاشق فيسيطر عليه خيال محبوبته، ويظل يفكر فيها ليلا ونهارا، ممتنعا عن العمل والطعام حتى يصل إلى درجة من الهزال قد تفضى به إلى الموت . حدث هذا للشاعر جميل عندما رأى بثينة وهو يرعى إبل أهله، وجاءت بثينة بإبل لها لترد بها الماء، فنفرت إبل جميل، فسبها، ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه، أى سبته هى أيضاً . وبدلا من أن يغضب أعجب بها، وتطور الإعجاب إلى حب، ووجد ذلك صدى لديها، فأحبته هى الأخرى ، وراحا يتواعدان سرا. وكلما التقيا زادت أشواقهما، فيكرران اللقاء حتى وصل الخبر إلى أهل بثينة. وبدلاً من أن يقبلوا يد جميل التى امتدت تطلب القرب منهم في ابنتهم رفضوها، وتوعدوه بالانتقام، ولكي يزيدوا النار اشتعالاً سارعوا بتزويج ابنتهم من فتى منهم. وتقول الحكايات أن جميلا لم يستسلم، بل راح يتحدى أهل بثينة، ويهزأ بهم، ويهددهم منشدا

ولو أن الفا دون بثينة كلهم —– غيارى وكل حارب مزمع قتلى

لحاولتها إما نهارا مجاهرا وإما —– سرى ليل ولو قطعت رجلى

كان جميل فارسا شجاعا يعتز بسيفه وسهامه، فلم يتأثر حبه لبثينة بزواجها، ووجد السبل إلى لقائها سراً في غفلة من الزوج. وعلم الزوج باستمرار علاقة بثينة بجميل ولقاءاتهما السرية، فلجأ إلى أهلها وشكاها إليهم، فتوقفت اللقاءات فترة، لكنها سرعان ما عادت أقوى وأشد مما كانت ! ويبدو أن بثينة لم تكن تعبأ بما قد يفعله زوجها أو أهلها ، فهم في نظرها من أرغموها على الزواج بمن لا ترغب، وعليهم أن يتحملوا وزر فعلتهم . ولكن ما نوع تلك اللقاءات المتكررة بين جميل وبثينة ؟ هل كانت لقاءات بريئة كما يؤكد بعض الرواة ؟! ولكن كيف نصدق تلك الروايات وجميل نفسه يؤكد لنا في أشعاره أنه كان يقضى الليل كله بصحبة بثينة . مضطجعا بجوارها، أحيانا لمدة ثلاث ليال ! فإذا ما أسفر الصبح أو كاد، تشفق بثينة عليه، وتلح عليه أن ينصرف فيأبى معتزاً بسيفه وسهامه ولكنها تلح حتى ينصرف . وتحكي الروايات أنهما اضطجعا ذات مرة فأخذهما النوم، وفي الصباح جاء غلام لزوجها يحمل إليها اللبن ، فرأى جميل بجوارها، فأصابه الفزع فجرى لينبئ سيده، وفي طريقه التقى بواحدة من صاحبات بثينة عرفت منه الحكاية، فأسرعت تحذر صاحبتها، ودخلت على العاشقين فحذرتهما، واستطاعت وبثينة أن تقنعا جميلاً فنام، ووضعتا عليه من الوسائد والفرش ما أخفاه. واضطجعت صاحبة بثينة إلى جانبها وتظاهرت بالنوم . فلما أقبل زوج بثينة وأبوها وأخوها لم يروا جميلاً بل رأوا المرأتين فانصرفوا خجلين وقضى جميل يومه مع بثينة ! وحكايات بثينة مع جميل كثيرة، وهى تجعلنا نتوقف لنتساءل أى نوع من النساء كانت ؟ هل كانت تحبه حقا، أم أنها كانت أكثر ولعا بأشعاره عنها خاصة وقد ذاع صيت تلك الأشعار حتى وصل إلى أولي الأمر من بنى أمية ؟ ولنرى كيف يصفها والد جميل، وهو يحاول أن ينصحه بالابتعاد عنها : يابنى حتى متى ستبقى في ضلالك لا تأنف من أن تتعلق بذات بعل يخلو بها وأنت عنها بمعزل، ثم تقوم إليك فتغرك بخداعها وتريك الصفاء والمودة وهي مضمرة لبعلها ما تضمره الحرة لمن ملكها، فيكون قولها لك تعليلاً وغروراً، فإذا انصرفت عنك عادت إلى بعلها على حالتها المبذولة . وتؤكد بعض الروايات أن جميلاً كان مستهتراً ماجنا، وبعضها الآخر يؤكد أنه كان عاشقا مدلها، نصحه أهله بالابتعاد عن امرأة متزوجة، وهددوه بأن يتبرءوا منه، ولكنه لم يستطع أن يبرأ من حبه لبثينة. ويروى أن رجلا احتال على جميل كي ينسيه حبه لبثينة فزين له سبع بنات، فكن يتصدين له متبرجات ويحاولن التقرب منه، ولكنه فطن للحيلة، وصد عنهن جميعاً . وراح ينشد

أيا ريح الشـمال أما تريني —– أهيم وأنني بادي النحول

هبي لي نسمة من ريح بثن —– ومني بالهبوب إلى جميل

وقولى يابثينة حسب نفس —– قليلك أو أقل من القليل

وتروى الروايات أن أهل بثينة شكوا جميلا إلى الخليفة فأهدر دمه، واستدعى بثينة ليسألها فكان بينهما مزاح ! ويسمع جميل بأمر إهدار دمه، فيفر إلى اليمن ويلبث بها فترة، ثم يعود ليجد أن أهل بثينة قد رحلوا إلى الشام. ولا يثنيه ذلك عن عزيمته، فيرحل وراءهم، وهناك يلتقي ببثينة عدة مرات، ثم يصيبه اليأس أخيراً فيشد رحاله إلى مصر، ويظل بها فترة يبكي حبه، وينشد الأشعار في الحنين إلى أيامه مع بثينة شوقه لها حتى يموت بمصر




  رد مع اقتباس
قديم 2013-10-23, 22:34 رقم المشاركة : 5

افتراضي رد: بحث عن الشاعر الأموي جميل بثينه أسمه , حياته ,وفاته , وبعض قصائده


عنوان القصيدة : تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ

تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ
وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو
أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ
إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها، من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب
ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا! أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟
ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ
لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ، وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العقبُ




  رد مع اقتباس
إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أخر وصايا نبينا محمد قبل وفاته تدمع لها العين صعبة المنال خواطر و مقالات أدبيّة 0 2012-02-29 12:51
حتى بعد وفاته : تصريحات جوبز تشعل صراع ابل – جوجل DotNet التكنولوجيا والاقتصاد - ثقافة عامة 0 2011-11-12 11:21
الشاعر العذري جميل بثينة WESSO.018 التعليم الأساسي و الثانوي 0 2010-10-28 13:09
شعر الغزل أروع قصائد الشاعر آلعذري جميل بثينة Diamenta خواطر و مقالات أدبيّة 8 2010-04-01 11:31


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:29


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة 2010-2024 © منتديات جوهرة سوفت